رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: الدّكتور شوقي قاسمي
المدير التّنفيذيّ لمركز أبحاث الطاقة الموجّهة في TII كان ضمن قائمة "30 مبتكراً" التي كرّمتها مجلة "عربية .Inc" في تقريرها الخاص لشهر ديسمبر 2024 بعنوان "روّاد التكنولوجيا في الخليج العربي"
يقود الدّكتور شوقي قاسمي، المدير التّنفيذيّ لمركز أبحاث الطّاقة الموجّهة في معهد الابتكار التكنولوجي (Technology Innovation Institute - TII)، إحدى أكثر المؤسّسات طموحاً في المنطقة، حيث يعمل في صميم جهود تطوير التّكنولوجيا المتقدّمة لدولة الإمارات العربيّة المتّحدة. وفي هذا الدّور المحوريّ، يشرف على منظومة الابتكار في المعهد، مع تركيزٍ خاصٍّ على إقامة شراكاتٍ استراتيجيّةٍ تسهم في دفع عجلة التّقنيّات المستقبليّة. ويتخصّص عمله على تطوير حلولٍ مبتكرةٍ تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ (AI) للكشف عن نقاط الضّعف في أنظمة تقنية المعلومات، وحمايتها من مخاطر التّجسّس الكهرومغناطيسيّ. ومن خلال هذا العمل، يسعى الدّكتور قاسمي إلى تعزيز مكانة دول مجلس التّعاون الخليجيّ كقوّةٍ عالميّةٍ في مجال التّوافق الكهرومغناطيسيّ والابتكار التّقنيّ.
يقول الدّكتور قاسمي: "تتميّز دول مجلس التّعاون الخليجيّ بموقعٍ فريدٍ يؤهّلها لقيادة السّاحة العالميّة في قطاع التّقنيّة، بفضل استثماراتها الاستراتيجيّة في البنية التّحتيّة المتقدّمة وقدراتها البحثيّة الرّفيعة". ويضيف: "في مركز أبحاث الطّاقة الموجّهة التّابع لمعهد الابتكار التّكنولوجيّ، قمنا بإنشاء مختبرات تأهيلٍ هي الأحدث من نوعها في المنطقة. إذ توفّر هذه المنشآت بيئةً مثاليّةً لتطوير النّماذج الأوّليّة بسرعةٍ، وتكرار الابتكار، وتأهيل التّقنيّات الجديدة".
وفي مسيرته البحثيّة، قدّم الدّكتور قاسمي أكثر من 200 ورقةٍ علميّةٍ تغطّي طيفاً واسعاً من المواضيع، بما في ذلك فيزياء الطّاقة العالية، والتّقنيّات الكهرومغناطيسيّة، وأنظمة الرّادار والاستشعار المبتكرة، وتقنيّات اللّيزر، والأجهزة الصّوتيّة. كما تتنوّع خبراته بين التّداخل الكهرومغناطيسيّ، سواءً كان مقصوداً أو غير مقصودٍ، وأنظمة الكشف، والتقنيات الكهرومغناطيسيّة، ومعالجة الإشارات. ويعمل اليوم على تسخير هذه الخبرة الواسعة لردم الفجوة بين العلوم النّظريّة والتّطبيقات العمليّة.
وعن مركز أبحاث الطّاقة الموجّهة، يقول الدّكتور قاسمي: "لقد أسّس هذا المركز لدعم البحث والتّطوير وتقديم الخدمات الهندسيّة في مجال الأمن الكهرومغناطيسيّ، وهو ميدانٌ حيويٌّ". ويضيف: "هدفنا الأساسيّ هو سدّ الفجوة بين الابتكار والتّطبيق العمليّ، من خلال دمج معايير الاعتماد في المراحل المبكّرة لعمليّة التّطوير. وبهذا الشّكل، نضمن أن تكون التّقنيّات الجديدة جاهزةً للتّسويق والتّطبيق الفعليّ عند اكتمالها".
يرى الدّكتور قاسمي أنّ دوره الحالي يتجاوز حدود إدارة الابتكار التّقليديّة؛ إذ يسهم في بناء نظامٍ بيئيٍّ شاملٍ يُعزِّز ثقافة الابتكار، ويُسَرِّع وتيرة النّمو الاقتصاديّ. يقول: "ما يثير حماسي هو إمكانيّة هذه التّقنيّات في أن تحدث تحوّلاً جذريّاً، ليس فقط من خلال معالجة التّحدّيات الأمنيّة المعقّدة، ولكن أيضاً عبر تقديم حلولٍ تغيّر وجه المستقبل". ويتابع: "من خلال تركيزنا المزدوج على تطوير منتجاتنا الخاصّة، مع تمكين الآخرين من الابتكار، نضع أنفسنا في موقع المساهم والممكّن في هذا النّظام البيئيّ. إنّ هذه التّطوّرات تفتح آفاقاً كبيرةً لتعزيز الأمن، وخلق أسواقٍ جديدةٍ، وترسيخ ثقافة الابتكار الّتي تعدّ أساس الازدهار الاقتصاديّ".
وبرؤيةٍ طموحةٍ وخبرةٍ عميقةٍ، يؤكّد الدّكتور قاسمي أنّ المستقبل ليس فقط في تطوير التّقنيّة، بل في كيفيّة دمجها بسلاسةٍ في الحياة العمليّة، ممّا يخلق اقتصاداً عالميّاً مترابطاً ومزدهراً يقوده الابتكار.
دليلُ النّجاح: مقابلةٌ مع الدّكتور شوقي قاسمي
ما هي نصيحتُك للأفراد أو الشّركات الّتي تسعى للبدء أو التّوسّع في مجال التّكنولوجيا في دُول مجلس التّعاون الخليجيّ؟
"ابدأ دائماً بسؤال: 'لماذا؟'، لأنّ فهم الغاية وراء ابتكارك أمرٌ بالغُ الأهمّيّة؛ فهو يُوجّهُ التّركيز، ويُوحّدُ الفرق، ويُقدّمُ حلولاً ذات مغزى. في مجالٍ تقنيٍّ متقدّمٍ وشديد التّنافسيّة كمجالنا، فإنّ وضوح الرّؤية يُحافظُ على حماسك، ويضمنُ أن يعالج عملُك التّحدّيات الواقعيّة.
بالإضافة إلى ذلك، اطلب الإرشاد، واستثمر في بناء خبراتك. أحط نفسك بأفرادٍ يُلهمونك، ويُحفّزونك على التّفكير الإبداعيّ، ولا تتوقّف أبداً عن التّعلّم. وأخيراً، تقبّل عمليّة التّجريب والفشل كجزءٍ أساسيٍّ من مسيرة الابتكار. في نهاية المطاف، هذه الرّحلةُ، بما تحملهُ من نجاحاتٍ وإخفاقاتٍ، هي الّتي تُحدثُ الفرق الحقيقيّ".
حظي الدّكتور شوقي قاسمي، المدير التّنفيذيّ لمركز أبحاث الطّاقة الموجّهة في معهد الابتكار التكنولوجي، بتكريم ضمن قائمة "30 مبتكراً" التي نشرتها مجلة "عربية .Inc" في عددها الخاص لشهر ديسمبر 2024 بعنوان "روّاد التكنولوجيا في الخليج العربي". للاطّلاع على القائمة الكاملة، يُرجى الضغط هنا.