الرئيسية الابتكار رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: جميل شناوي

رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: جميل شناوي

الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة AHOY كان واحداً من ثلاثين مبتكراً احتفت بهم مجلّة "عربية .Inc" في عدد ديسمبر 2024

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

جميلٌ شناويٌّ، رائد الأعمال المتعدّد المواهب والشّغوف بالتّكنولوجيا، أطلق مع فريقه في عام 2018 شركة أهوي (AHOY)، رؤيةً طموحةً تسعى إلى إعادة تشكيل أسس الحركة والتّنقّل في عالمنا. لم تكن أهوي مجرّد شركةٍ تقنيّةٍ عاديّةٍ، بل كانت حلماً يهدف إلى تقديم بنيةٍ تحتيّةٍ ذكيّةٍ تسهّل حركة البضائع والأشخاص والمعلومات والأموال، باستخدام أحدث تقنيات الذّكاء المكانيّ. 

اليوم، تقف أهوي على أعتاب مستقبلٍ واعدٍ، واضعةً نصب أعينها تحقيق أهدافٍ جريئةٍ بحلول عام 2030: دعم 10,000 رائد أعمالٍ، وتمكين 30,000 مطوّر برمجيّاتٍ في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا. إنّها ليست مجرّد أرقامٍ، بل وعودٌ تحمل في طيّاتها تغييراً حقيقيّاً يسهم في بناء مجتمعاتٍ أكثر تقدّماً وابتكاراً. 

يقول شناوي، بكلماتٍ تفيض بالثّقة والإيمان برؤية الشّركة: "أهوي لا تغلق الفجوة بين المهندسين فقط، بل تتيح أيضاً للدّول فرصة توطين التّقنيّة، وتعزيز استقلالها التّقنيّ من خلال استثمار المواهب المحلّيّة. نحن لا نقترب من بيانات أحدٍ، ولا نمسّ حقوق الخصوصيّة، لأنّها حقٌّ إنسانيٌّ مقدّسٌ. بالإضافة إلى ذلك، تقنياتنا لا تخدم الابتكار فحسب، بل تسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة من خلال تطوير البنية التّحتيّة، وتعزيز السّلامة المروريّة، وتحسين الاستجابة للطّوارئ". 

سبب تميّز أهوي هو اعتمادها على نماذج مفتوحة المصدر، الّتي تتيح تحسين الكفاءة التّشغيليّة وتساعد الشّركات على التّوسّع بمرونةٍ وفعاليّةٍ، مع تعزيز التّعاون العابر للحدود. يوضّح شناوي ذلك قائلاً: "نقدّم عبر نماذج الذّكاء الاصطناعيّ اللّامركزيّة، وخاصّةً "أهوي موشن ستاك - أ م س" (AHOY Motion Stack - AMS)، حلولاً ذكيّةً تسهم في أتمتة العمليّات الحرجة في قطاعاتٍ مثل اللّوجستيّات، وإدارة المرور، والطّيران. هذه التّقنيات ليست مجرّد أدواتٍ، بل هي شراكاتٌ في حلّ المشاكل المعقّدة، وتساعد المطوّرين على تجاوز عقبات المعرفة والزّمن والتّكاليف". 

ويضيف، بنبرةٍ ملؤها التّفاؤل والإصرار: "إتاحة نماذجنا مفتوحة المصدر للمطوّرين حول العالم ليست مجرّد خطوةٍ تقنيّةٍ، بل هي دعوةٌ للتّعاون والإبداع المشترك. نحن نؤمن أنّ الحلول الكبرى تأتي حين تتلاقى العقول المبدعة وتتشارك المعرفة. رؤيتنا هي فتح أبوابٍ جديدةٍ للمستقبل، حيث تكون التّكنولوجيا قوّةً موحّدةً تلهم وتبتكر بلا حدودٍ". 

دليل النّجاح: حوارٌ مع جميلٍ شناوي

متى ولماذا بدأ اهتمامك بحلول التّكنولوجيا الّتي تقدّمها شركتك اليوم؟

"لقد نشأت في كنف التّكنولوجيا، وغذّت طفولتي المبكّرة شغفاً لا ينضب بالعلوم والابتكار. وكرياديٍّ متسلسلٍ في مجال التّكنولوجيا العميقة، كنت دائماً أبحث عن إعادة رسم حدود الممكن، تماماً كما يفعل المبتكرون الحقيقيّون. ولكنّ شغفي لم يكن حكراً على البرمجيّات وحدها؛ فقد كنت مولعاً بالرّياضيّات والفيزياء الحاسوبيّة، مؤمناً بأنّهما مفتاح حلّ أكثر التّحدّيات التّقنيّة تعقيداً.

في عام 2008، طرح أمامي تحدٍّ إنسانيٌّ تمثّل في تطوير برمجيّاتٍ للتّخفيف من آثار الكوارث الزّلزاليّة، وكانت تلك اللّحظة بداية رحلةٍ مختلفةٍ. خلال عملي في هذا المشروع، أدركت فجوةً كبرى: نقصٌ واضحٌ في المهندسين القادرين على الجمع بين البرمجة والرّياضيّات التّطبيقيّة بسلاسةٍ وكفاءةٍ. عندها، عرفت أنّني لا بدّ أن أخطو خطوةً أبعد. وفي عام 2018، أسّست مع فريقٍ متميّزٍ أدواتٍ جديدةً تردم هذه الفجوة، وتجعل البرمجيّات أكثر قدرةً على التّفاعل مع العالم الواقعيّ بعمقٍ غير مسبوقٍ."

مع الاستثمارات المتزايدة لدول مجلس التّعاون الخليجيّ في التّكنولوجيا، ما الدّور الّذي تتوقّع أن تلعبه المنطقة عالميّاً في هذا المجال؟

"نحن في AHOY ننظر بتفاؤلٍ إلى تحوّل دول مجلس التّعاون الخليجيّ إلى مركزٍ عالميٍّ للابتكار التّكنولوجيّ، وواحدةٍ من أهمّ الوجهات المستقبليّة للصّناعات الرّقميّة المتقدّمة.

نحن اليوم لا نكتفي باتّباع القواعد، بل نعيد كتابتها. فشركات التّكنولوجيا العميقة مثل AHOY تقود هذا التّحوّل، في ظلّ بيئةٍ تستقطب أفضل الكفاءات العالميّة، وتحفّز الاستثمار في المعرفة. وإلى جانب ذلك، فإنّ موارد الطّاقة الهائلة في الخليج، والّتي تعدّ عنصراً محوريّاً في تشغيل أنظمة الذّكاء الاصطناعيّ (AI)، باتت تصدّر للعالم بأسره."

ما نصيحتك للأفراد والشّركات الّتي تسعى لدخول قطاع التّكنولوجيا في الخليج أو التّوسّع فيه؟

"أوّلاً، لا أحد، ولا شركة، ولا منظومة تقنيّة، محصّنةٌ ضدّ التّحدّي. أعيدوا النّظر في كلّ شيءٍ، واختبروا حدود الممكن، فالعالم ليس بحاجةٍ إلى تحسيناتٍ تدريجيّةٍ فقط، بل إلى قفزاتٍ نوعيّةٍ.

ثانياً، الاستمراريّة هي المؤشّر الحقيقيّ للجودة؛ فالنّجاح ليس ضربة حظٍّ، بل جهدٌ متراكمٌ.

وأخيراً، لا ترهنوا النّجاح بالأرقام وحدها. بل ابحثوا عن المعنى فيما تفعلونه، واربطوا عملكم بالقيم قبل الأهداف".

جميلٌ شناوي، المؤسّس الشّريك لشركة AHOY، كان واحداً من ثلاثين مبتكراً احتفت بهم مجلّة "عربية .Inc" في عدد ديسمبر 2024.

للاطّلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: