رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: رشيد بلمسكين
المؤسّس المشارك لـ Open Innovation AI، كان واحداً من 30 مبتكراً تمّ الاحتفاء بهم في العدد الخاصّ لشهر ديسمبر 2024 من مجلّة "عربية .Inc"
رشيد بلمسكين، المؤسّس المشارك لشركة "أوبن إنوفيشن إي آي" (Open Innovation AI)، يقف في مقدّمة أولئك الّذين يسعون لتحويل الخيال إلى واقعٍ، ولتحويل الإمكانيّات إلى إنجازاتٍ. كان إدراكه العميق للتّحدّيات الّتي تواجهها المؤسّسات في نشر وإدارة أحمال الذّكاء الاصطناعيّ هو الشّرارة الّتي أشعلت مسيرته. يقول بلمسكين: "أثناء عملي على التّطبيقات المدعومة بالذّكاء الاصطناعيّ وتحسين البنية التّحتيّة، أدركت وجود فجوةٍ بين الأبحاث المتقدّمة والتّطبيقات الواقعيّة. هذا الإدراك ألهمني لتأسيس "أوبن إنوفيشن إي آي"، حيث قمنا بتطوير "أوبن إينوفيشن كلاستر مانجر" (Open Innovation Cluster Manager). هذه المنصّة صمّمت لتمكّن المؤسّسات من تحسين بنية وحدات معالجة الرّسومات، وتبسيط تنسيق أحمال العمل للذّكاء الاصطناعيّ، وإتاحة إمكانيّات الذّكاء الاصطناعيّ المتقدّمة للجميع".
يتحدّث بلمسكين عن المستقبل بعين الخبير ورؤية الابتكار، قائلاً: "إنّ ما يثير شغفي هو الإمكانات الهائلة لحلول "أوبن إنوفيشن إي آي" في تغيير الطّريقة الّتي تتبنّى بها الشّركات الذّكاء الاصطناعيّ وتستفيد منه. تمثّل منصّة "أوبن إينوفيشن كلاستر مانجر" ثورةً، حيث تجعل نشر وإدارة أحمال الذّكاء الاصطناعيّ أكثر سهولةً وسلاسةً، ممّا يزيل الحواجز التّقنيّة، ويفتح الباب أمام الشّركات بمختلف أحجامها للاستفادة من هذه التّقنيّات دون الحاجة إلى خبرةٍ تقنيّةٍ واسعةٍ".
ويمضي في حديثه ليكشف عن رؤيته الواسعة: "تقنياتنا ليست مجرّد أدواتٍ للابتكار، بل هي محرّكاتٌ للتّغيير. إنّها تعزّز الإنتاجيّة، وتفتح الأبواب للنّموّ والتّوسّع بوتيرةٍ غير مسبوقةٍ. أعتقد أنّ الحلول الّتي نقدّمها ستلعب دوراً حاسماً في تشكيل اقتصادات المستقبل. من خلال تحسين اتّخاذ القرارات، واستغلال الموارد بشكلٍ أمثل، ودفع عجلة التّقدّم التّقنيّ، ستسهم تقنياتنا في تحقيق التّنوّع الاقتصاديّ وبناء اقتصاداتٍ أكثر مرونةً واستدامةً".
وعندما يتطرّق بلمسكين إلى منطقة الخليج، تبدو رؤيته أكثر وضوحاً وإصراراً. يقول: "بالنّظر إلى مناطق مثل دول مجلس التّعاون الخليجيّ، الّتي تسعى بخطىً واثقةٍ نحو قيادة الابتكار العالميّ، تمثّل حلولنا أساساً لتحقيق هذه الطّموحات. إنّ هذه المنطقة، باستثماراتها الكبيرة في الابتكار، تجد في تقنياتنا منصّةً لتحقيق أهدافها طويلة المدى. ستساعد حلولنا الشّركات ليس فقط على التّكيّف مع التّحدّيات الإقليميّة، بل أيضاً على وضع بصمتها في المشهد العالميّ للذّكاء الاصطناعيّ".
خارطة النّجاح: حوارٌ مع رشيدٍ بلمسكين
كيف ترى دور دول مجلس التّعاون الخليجيّ في تشكيل مستقبل التّكنولوجيا العالميّة، في ظلّ الاستثمارات الكبيرة الّتي تضخّ في هذا القطاع؟
"تخطو دول مجلس التّعاون الخليجيّ خطواتٍ واثقةً نحو ريادة السّاحة التّكنولوجيّة العالميّة، مدعومةً باستثماراتٍ طموحةٍ في الابتكار، تطوير البنية التّحتيّة، وتنمية الكفاءات. بتركيزها على مجالاتٍ استراتيجيّةٍ مثل الذّكاء الاصطناعيّ، الحوسبة السّحابيّة، والتّقنيّات المتقدّمة، لا تكتفي المنطقة بتبنّي الحلول الرّائدة، بل تعمل على أن تكون المحرّك الرّئيسيّ لتطويرها وتوسيع تطبيقاتها على مستوى العالم.
تمثّل مبادرات التّحوّل الرّقميّ الكبرى، مثل رؤية السّعوديّة 2030 ومئويّة الإمارات 2071، انعكاساً لرؤية المنطقة الطّموحة لتصبح محوراً رئيسيّاً في الاقتصاد التّقنيّ العالميّ. بفضل موقعها الجغرافيّ الّذي يربط أسواق الشّرق والغرب، تلعب دول الخليج دوراً حيويّاً في تسريع تدفّق الأفكار والتّقنيّات عبر القارّات، ممّا يعزّز مكانتها كمركزٍ عالميٍّ للتّواصل والتّعاون التّقنيّ.
ما يميّز دول الخليج أيضاً هو دمجها بين الابتكار التّقنيّ والالتزام بالاستدامة والتّنويع الاقتصاديّ. هنا، التكنولوجيا ليس وسيلةً مساعدةً فحسب، بل دعامةٌ أساسيّةٌ لتحقيق المرونة الاقتصاديّة وبناء مستقبلٍ مستدامٍ ومستقرٍّ. ومن خلال تضمين الابتكار في جوهر استراتيجيّاتها الوطنيّة، لا تستعدّ دول مجلس التّعاون الخليجيّ للمستقبل فقط، بل تساهم بفاعليّةٍ في رسم ملامحه، لتصبح نموذجاً يحتذى به في التّحوّل الرّقميّ والتّنمية التّقنيّة على مستوى العالم".
ما النّصيحة الّتي تقدّمها للشّباب والشّركات النّاشئة الّتي تسعى لدخول مجال التكنولوجيا أو التّوسّع فيه؟
"لمن يبدأون في مجال التكنولوجيا والذّكاء الاصطناعيّ، أوصي بالتّركيز على حلّ المشاكل الواقعيّة. ابحثوا عن التّحدّيات الّتي تستطيع التكنولوجيا أن تقدّم فيها حلولاً مبتكرةً. يضفي العمل على مشاريع تلبّي احتياجاتٍ حقيقيّةٍ قيمةً، ويفتح آفاقاً للنّموّ.
استثمروا في التّعلّم المستمرّ. يمكن لمجال التكنولوجيا أن يتغيّر بسرعةٍ، لذا كونوا على اطّلاعٍ بأحدث التّطوّرات في التّعلّم الآليّ، الحوسبة السّحابيّة، وتطوير البنية التّحتيّة. ابنوا شبكةً قويّةً تضمّ موجّهين وشركاء، فهؤلاء سيساعدونكم على تجاوز التّحدّيات والتّقدّم.
بالنّسبة للشّركات النّاشئة، انطلقوا بخطواتٍ صغيرة، لكن بطموحاتٍ كبيرة، وفكّروا على نطاقٍ واسعٍ. فبناء حلولٍ مرنةٍ قابلةٍ للتّوسّع يضمن تلبية احتياجات السّوق دون التّضحية بالجودة".
رشيد بلمسكين، كان واحداً من 30 مبتكراً تمّ الاحتفاء بهم في العدد الخاصّ لشهر ديسمبر 2024 من مجلّة "عربية .Inc" تحت عنوان "روّاد التكنولوجيا في الخليج العربي". لاستعراض القائمة الكاملة، يرجى النّقر هنا.