رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: ريتا هوانغ
المؤسّسة والرّئيسة التّنفيذيّة لشركة iMile، كانت من 30 مبتكراً احتفت بهم مجلّة "عربية .Inc" في عددها الخاصّ لشهر ديسمبر 2024
![images header](https://incarabia.awicdn.com/site-images/sites/default/files/default_image_inc_arabia.jpg?preset=v4.0_770X577&save-png=1&rnd=1519151RND220215)
بصفتها مؤسّسة شركة "آي مايل" (iMile)، الّتي انطلقت من دبيّ عام 2017 كخدمةٍ لتسليم الميل الأخير، استطاعت ريتا هوانغ أن تحوّل رؤيتها إلى واقعٍ يحدث أثراً عميقاً في قطاع اللّوجستيّات عبر الشّرق الأوسط. وبفضل خبرتها العميقة الّتي اكتسبتها من أدوارها القياديّة في شركتي علي بابا (Alibaba) وهواوي (Huawei)، رأت هوانغ في تقنيّاتٍ مثل التّحليلات التّنبّؤيّة، والتّعلّم الآليّ، والمنصّات الرّقميّة المعتمدة على التّطبيقات، أدواتٍ قادرةٍ على قلب موازين الصّناعة ومعالجة أوجه القصور فيها. كانت رؤيتها واضحةً: تمكين الشّركات، مهما كان حجمها، من الازدهار في قطاع التّجارة الإلكترونيّة المتسارع النّموّ، عبر تقديم كفاءةٍ تشغيليّةٍ وتجربة عملاءٍ مميّزةٍ.
تقول هوانغ: "لقد تمكّنت "آي مايل" من الارتقاء بعمليّاتها في الشّرق الأوسط من خلال تطوير منصّةٍ مبتكرةٍ لتحسين الخدمات اللّوجستيّة تعتمد على التّقنيّة. المنصّة تستخدم تقنيّات التّعلّم الآليّ وتحليل البيانات الفوريّة لتحسين مسارات التّوصيل، والتّنبّؤ بتقلّبات الطّلب، وتسهيل إدارة الأسطول. هذا النّهج أدّى إلى تحسيناتٍ ملحوظةٍ في كفاءة عمليّات التّوصيل في آخر ميلٍ. كما أنّ اعتماد مستودع بياناتٍ يعتمد على السّحابة أضاف أبعاداً جديدةً من التّوسّع، وأمن البيانات، وتوفير رؤية العمليّات في الوقت الفعليّ، ما مكّن الشّركات من إدارة سلاسل التّوريد بفاعليّةٍ لم يسبق لها مثيلٌ".
وأضافت: "كان لهذا النّهج أثرٌ تحوّليٌّ؛ إذ تمكّنّا من تقليل تكاليف التّنقل بشكلٍ كبيرٍ، وخفض الانبعاثات الكربونيّة، وتحسين سرعة وموثوقيّة عمليّات التّوصيل. هذا منح الشّركات ميزةً تنافسيّةً قويّةً في قطاعات التّجارة الإلكترونيّة، والتّجزئة، وحتّى الرّعاية الصّحّيّة".
تؤمن هوانغ بأنّ "آي مايل" قادرةٌ على مواجهة التّحدّيات الفريدة الّتي تواجه المنطقة أثناء الانتقال إلى بنيةٍ تحتيّةٍ قائمةٍ على السّحابة. وأوضحت: "تواجه دول الخليج تحدّياتٍ لوجستيّةً فريدةً، مثل المسافات الشّاسعة، والظّروف المناخيّة القاسية، والبنية التّحتيّة المتفاوتة بين المناطق الحضريّة والرّيفيّة. صمّمت منصّة "آي مايل" المطوّرة داخليّاً، خصوصاً لمعالجة هذه التّحدّيات. تقوم المنصّة بتحسين مسارات التّوصيل، وتقليل استهلاك الوقود، وتحسين استخدام الأسطول، مع مراعاة احتياجات المنطقة الخاصّة، مثل بيانات الطّقس الفوريّة وأنماط حركة المرور المحلّيّة. هذا يتيح للشّركات اتّخاذ قراراتٍ قائمةٍ على البيانات لتعزيز الكفاءة التّشغيليّة".
وتختم هوانغ قائلةً: "الانتقال إلى البنية التّحتيّة السّحابيّة ليس مجرّد خطوةٍ تقنيّةٍ، بل هو حلٌّ استراتيجيٌّ يساعد الشّركات على توسيع عمليّاتها بسلاسةٍ، متجاوزةً قيود البنية التّحتيّة المحلّيّة. هذا الحلّ يمكّن الشّركات من تقديم توصيلاتٍ موثوقةٍ، وفي الوقت المناسب حتّى إلى المناطق النّائية. إنّه ابتكارٌ يعزّز مرونة العمليّات بشكلٍ كبيرٍ، ممّا يساعد الشّركات على تلبية توقّعات العملاء، مهما كانت التّحدّيات الإقليميّة".
دليل النّجاح: حوارٌ مع ريتا هوانغ
كيف ترين الدّور المستقبليّ لمنطقة الخليج في قطاع التّكنولوجيا عالميّاً، في ظلّ الاستثمارات الضّخمة الّتي تضخّها دول مجلس التّعاون الخليجيّ في هذا المجال؟
"تمضي منطقة الخليج العربيّ بخطًى ثابتةٍ نحو ريادة المشهد التّكنولوجيّ عالميّاً، إذ تضخّ دولٌ مثل الإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة العربيّة السّعوديّة استثماراتٍ هائلةً في تطوير البنية التّحتيّة اللّوجستيّة وتعزيز الاستدامة، ما يهيّئ بيئةً حاضنةً للابتكار وحلول المستقبل. ويتوافق هذا التّوجّه مع رؤية iMile الّتي تستند إلى تسخير التّكنولوجيا لرفع كفاءة سلاسل التّوريد وتعزيز المسؤوليّة البيئيّة.
ومع استمرار المنطقة في الاستثمار في البنية التّحتيّة الرّقميّة والتّحوّل التّكنولوجيّ، تتهيّأ للاضطلاع بدورٍ محوريٍّ في ربط شبكات التّجارة العالميّة، مستفيدةً من موقعها الاستراتيجيّ ونهجها القائم على التّكنولوجيا. ويمنحها هذا التّفوّق ميزةً فريدةً تجعلها مؤثّرةً في رسم معالم تقنيّات المستقبل في قطاع الخدمات اللّوجستيّة على المستوى الدّوليّ. وأشعر بالفخر لكون iMile جزءاً من هذه المسيرة الطّموحة، مساهمةً في تنوّع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة البيئيّة في المنطقة".
ما النّصيحة الّتي تقدّمينها للشّباب وأصحاب المشاريع النّاشئة الرّاغبين في دخول هذا المجال أو تطوير أعمالهم فيه؟
"يعدّ تبنّي الابتكار شرطاً أساسيّاً لنجاح روّاد الأعمال الشّباب في قطاع الخدمات اللّوجستيّة، حيث يشهد هذا المجال تحوّلاتٍ متسارعةً، والنّجاح فيه مرهونٌ بالقدرة على توظيف التّكنولوجيا لحلّ تحدّياتٍ مثل كفاءة التّوصيل في آخر ميلٍ والاستدامة. لذا، ينبغي التّركيز على بناء شراكاتٍ متينةٍ، وصياغة حلولٍ تتمحور حول العملاء، والاستفادة من التّحليل القائم على البيانات للبقاء في الطّليعة التّنافسيّة.
ولا ينبغي للمرأة الطّامحة لدخول هذا القطاع أن تسمح للمعايير التّقليديّة بأن تحدّ من طموحها. فقد علّمتني تجربتي الشّخصيّة أنّ النّجاح يستند إلى المرونة، والاستفادة من الخبرات التّقنيّة، وتعزيز ثقافة الشّموليّة. لذا، أنصح بالسّعي إلى بناء شبكة دعمٍ قويّةٍ، والبحث عن مرشدين ملهمين، والاستثمار المستمرّ في التّطوير الشّخصيّ والمهنيّ. ورغم أنّ التّحدّيات لا مفرّ منها، فإنّ العزيمة والاستراتيجيّة المدروسة كفيلتان بتمكين المرأة من ترك بصمةٍ فاعلةٍ وقيادة تحوّلاتٍ جوهريّةٍ في قطاع الخدمات اللّوجستيّة".
اختيرت ريتا هوانغ ضمن قائمة "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربي"، الّتي أعدّتها "عربية .Inc" في عددها الخاصّ الصّادر في ديسمبر 2024، حيث تمّ تسليط الضّوء على أبرز ثلاثين مبتكراً يقودون التّحوّلات الرّقميّة في المنطقة. للاطّلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.
شاهد أيضاً: رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: علي الصّعيدي