رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: علي الصّعيدي

منذ أن كان عليّ الصّعيديّ في التّاسعة عشرة من عمره، لفتته التّقنيّة بقدرتها على التّفاعل مع العالم وإعادة تشكيله. واليوم، كرئيسٍ لقسم إنترنت الأشياء في شركة  أمب (Amp) لتحليلات الطّاقة، الّتي تتّخذ من الإمارات مقرّاً، يوجّه الصّعيديّ شغفه نحو ابتكار حلولٍ تقنيّةٍ تركّز على تعزيز الاستدامة وتقليل البصمة الكربونيّة. من أبرز إنجازاته تطوير جهاز "باورلنك غو" (Powerlink Go)، أوّل جهازٍ محلّيٍّ لتحليل الطّاقة من نوع "AMI 2.0" في الإمارات. يعدّ هذا الابتكار قفزةً نوعيّةً في إدارة الطّاقة في الخليج، حيث يدمج الرّصد الفوريّ مع تقنيّات إنترنت الأشياء بشكلٍ متكاملٍ. 

يقول الصّعيديّ: "ما يلهمني في عملي على جهاز باورلنك غو هو قدرته على تمكين الأفراد والشّركات من فهم استهلاكهم للطّاقة بشكلٍ أفضل. هذه البيانات الدّقيقة الّتي يوفّرها الجهاز على نطاقٍ واسعٍ تساعد في منع أزمات الطّاقة وتشجيع ممارساتٍ أكثر استدامةً". 

ويضيف الصّعيديّ، موضحاً تأثير هذا الابتكار: "نجحنا حتّى الآن في توفير حوالي 15% من استهلاك الطّاقة لعملائنا، ممّا قلّل من تكاليف التّشغيل وحدّ من الأثر البيئيّ بشكلٍ مباشرٍ. كما قمنا برقمنة أكثر من 1,000 أصلٍ في الإمارات والسّعوديّة، محوّلين إدارة الطّاقة للشّركات والمرافق إلى تجربةٍ أكثر كفاءةً واستدامةً. تؤكّد هذه النّتائج قابليّة الحلول للتّوسّع وفعاليّتها في تعزيز كفاءة الطّاقة على المستوى الإقليميّ". 

وعن رؤيته المستقبليّة، يقول الصّعيديّ: "مستقبل التّقنيّة في مجال تحليلات الطّاقة في منطقة الخليج سيعتمد على رؤًى مدعومةٍ بالذّكاء الاصطناعيّ، وتكاملٍ أكبر مع إنترنت الأشياء، وقدرةٍ على تلبية احتياجات المنطقة المتزايدة لكفاءة الطّاقة. ستصبح أنظمة القياس الذّكيّة مثل AMI 2.0 معياراً جديداً، ممّا يتيح جمع البيانات في الوقت الفعليّ، والصّيانة التّنبؤيّة، وإدارة الشّبكات بذكاءٍ أكبر. كما ستساعد النّماذج الرّقميّة التّوأميّة للأصول والمباني على تحسين استخدام الطّاقة، في حين يتطلّب التّوسّع في اعتماد الطّاقة المتجدّدة والبنية التّحتيّة للمركبات الكهربائيّة تكاملاً سلساً ومستداماً". 

دليل النّجاح: عليٌّ الصّعيديّ

كيف ستؤثّر استثمارات دول مجلس التّعاون الخليجيّ في التّكنولوجيا على موقعها في المشهد العالميّ؟

"تقود دول مجلس التّعاون الخليجيّ تحوّلاً جوهريّاً في مفهوم الاستدامة، إذ تستثمر بكثافةٍ في الابتكار، وتصميم الحلول، وتطوير بيئاتٍ مستدامةٍ قادرةٍ على مواجهة تحدّيات المستقبل. يدفع هذا الالتزام الرّاسخ بالتّقدّم التّكنولوجيّ المنطقة إلى موقعٍ رياديٍّ، لا يقتصر على مواكبة التّطوّر، بل يتعدّاه إلى رسم ملامح جديدةٍ للمشهد العالميّ. تواصل دول الخليج إعادة تعريف أسس التّنمية المستدامة، وتثبيت موقعها كمركزٍ عالميٍّ يعزّز الممارسات البيئيّة والتّكنولوجيّة الحديثة في مختلف القطاعات."

كيف يمكن لروّاد الأعمال الشّباب الاستفادة من الفرص في هذا المجال؟

"يتيح السّوق فرصاً هائلةً لمن يملك الرّؤية والطّموح، إذ لا يزال في مراحله الأولى، ما يجعل الوقت مناسباً للدّخول بقوّةٍ. يعتمد النّجاح على القيادة الحكيمة، والعمل المستمرّ، والإصرار على تحقيق الأهداف. يستحيل بلوغ القمم دون بذل الجهد اللّازم، لذا ينبغي التّركيز، وعدم التّراجع أمام التّحدّيات. تتطلّب الإنجازات العظيمة صبراً ومثابرةً، فمن يلتزم بمسيرته بإصرارٍ، يصل إلى حيث يطمح."

احتفت مجلّة "عربية .Inc" بعليٍّ الصّعيديّ، المؤسّس الشّريك لشركة Amp، بوصفه واحداً من ثلاثين مبتكراً بارزاً في عدد ديسمبر 2024 ضمن تقريرها "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربي" (The GCC’s Tech Vanguard).

للاطّلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.