رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: عمر قاسم
المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة NOMOD، كان واحداً من 30 مبتكراً احتفت بهم مجلة "عربية .Inc" في العدد الخاص لشهر ديسمبر 2024
بدأ عمر قاسم رحلته في عالم تكنولوجيا المدفوعات عام 2018 مع مشروع لوناتاب (Lunatap)، الّذي وصفه بأنّه "مشروعٌ جانبيٌّ" يتيح لأيّ شخصٍ استخدام حسابه على منصّة البنية التّحتيّة الماليّة سترايب (Stripe) في "العالم الواقعيّ". ولكن، وكما يحدث مع المشاريع الّتي تولد من شغفٍ حقيقيٍّ، سرعان ما اكتسب المشروع زخماً ملحوظاً، ممّا دفع قاسم وفريقه للعودة إليه مراراً، باحثين عن أفقٍ أوسع وفرصٍ أعمق، حتّى ولدت فكرة منصّة نومود (Nomod)، الّتي أصبحت اليوم تعرف بأنّها منصّةٌ تسعى لتقديم "أفضل روابط دفعٍ في العالم".
يقول قاسم: "إنّ فكرة نومود تتجاوز كونها مجرّد خدمةٍ، فهي أشبه بقطعةٍ من لعبة اللّيغو، يمكن للتّجّار استخدامها لتحويل المحادثات اليوميّة إلى عملاءٍ فعليّين. من خلال تسهيل إنشاء روابط الدّفع ومشاركتها بسهولةٍ، خصوصاً عبر منصّاتٍ مثل واتساب (WhatsApp)، نسدّ الفجوة بين التّواصل والتّجارة. رؤيتنا هي أن تصبح نومود الحلّ الأوّل لتحويل المحادثات بين التّجّار والعملاء إلى معاملاتٍ، مبتدئين من الإمارات، ومنطلقين بسرعةٍ نحو التّوسّع في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا".
اليوم، تخدم نومود أكثر من 22,000 تاجرٍ في الإمارات، وقد باتت تعرف بقدرتها على تجاوز المدفوعات التّقليديّة، سواءً كانت شخصيّةً أو عبر الإنترنت، لتدخل في مجالاتٍ جديدةٍ كلّيّاً. تشمل هذه المجالات مدفوعات التّوصيل، الفعاليّات، الحجوزات خارج المنصّات، تأجير السّيّارات الفاخرة، دفعات تأمين العقارات، عمولات الوساطة، والتّسوّق الشّخصيّ. ويضيف قاسم: "إنّ ما يميّز نومود هو أسعارها التّنافسيّة الرّائدة، وسرعتها الفائقة في إتمام المدفوعات، وقدرتها على التّطوير المستمرّ بوتيرةٍ مذهلةٍ".
وقد انعكس هذا النّجاح في دعمها من قبل جهاتٍ عالميّةٍ مرموقةٍ مثل واي كومبنيتور (Y Combinator)، الّتي تتّخذ من سان فرانسيسكو مقرّاً لها. ومع خططٍ لإطلاقها في المملكة العربيّة السّعوديّة في الرّبع الأوّل من عام 2025، تبدو نومود وكأنّها على وشك فتح آفاقٍ جديدةٍ، ترسم من خلالها ملامح مستقبل المدفوعات، حيث لا حدود للطّموح ولا نهاية للرّؤية.
دليل النّجاح: حوارٌ مع عمر قاسمٍ
ما النّصيحة الّتي تسديها لروّاد الأعمال الشّباب، أو للشّركات النّاشئة الّتي تطمح إلى دخول مجالك أو التّوسّع فيه؟
إليك دروساً مختصرةً، ولكنّها مفتاح النّجاح:
- اجتهد في عملك، واستمتع بحياتك بحكمةٍ. فالنّجاح لا يكون لمن يرهق نفسه بلا وعيٍ، بل لمن يحسن الموازنة بين الجدّ والمتعة، وبين العمل والرّاحة.
- أتقن فنّ البيع منذ البداية. فالأسواق لا تكافئ الأفكار وحدها، بل تكافئ من يعرف كيف يقدّمها. فالمنتج الجيّد قد يخسر إن لم يسوّق بمهارةٍ، أمّا المنتج العظيم، فيفوز؛ لأنّه يسوّق بإتقانٍ، ويعمل بكفاءةٍ.
- اختر قضيّةً تؤمن بها بصدقٍ، ثمّ كرّس حياتك لإيجاد الحلّ الأمثل لها، وكرّر المحاولة حتّى تصبح الأفضل فيها. فالعبقريّة ليست لحظة إلهامٍ عابرةً، بل رحلةٌ طويلةٌ من الإصرار والتّحسين المستمرّ.
- اتّخذ المثابرة مبدأً. فالتّحدّيات كثيرةٌ، والعقبات لا تنتهي، ولكنّ الّذين يصمّمون على الاستمرار، هم الّذين يصنعون الفرق في النّهاية.
- ابدأ من هنا، ولكن فكّر منذ اللّحظة الأولى في العالم أجمع. فمن يحصر نفسه في حدودٍ ضيّقةٍ، يظلّ محصوراً فيها. النّجاح الحقيقيّ يبدأ بنظرةٍ أوسع، وطموحٍ لا تحدّده الجغرافيا.
- اصنع ما يحتاجه النّاس، لا ما تظنّ أنّهم بحاجةٍ إليه. فالفارق بين الابتكار الحقيقيّ والتّجربة الفاشلة، هو الإصغاء إلى الواقع بدلاً من فرض الافتراضات عليه.
احتفت مجلّة "عربية .Inc" بعمر قاسمٍ، المؤسّس الشّريك لشركة Nomod، كواحدٍ من ثلاثين مبتكراً بارزاً في عدد ديسمبر 2024 ضمن تقريرها "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربي" (The GCC’s Tech Vanguard).
للاطّلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.
شاهد أيضاً: رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: علي الصّعيدي