الرئيسية تكنولوجيا رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: فارس العقاد

رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: فارس العقاد

المدير الإقليمي لمنطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا في META، كان واحداً من 30 مبتكراً تم الاحتفاء بهم في العدد الخاص لشهر ديسمبر 2024 من مجلة "عربية .Inc"

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

فارس عقّاد، رجلٌ حملته تجربته المهنيّة إلى أربع قارّاتٍ، يحمل اليوم على عاتقه مهمّة قيادة شركة ميتا (Meta) في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا. تلك الشّركة الّتي يصفها البعض بأنّها "شركة العوالم الافتراضية الاجتماعيّة"، والّتي تقف خلف تطبيقاتٍ شهيرةٍ مثل فيسبوك (Facebook)، إنستغرام (Instagram)، وواتساب (WhatsApp). ولكنّ فارس ليس مجرّد مديرٍ تقليديٍّ، بل قائدٌ صاحب رؤية ينظر إلى أبعد من الحاضر، مستهدفاً تمكين الشّباب في المنطقة، وتسخير تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ وأدوات المراسلة المتقدّمة لتعزيز ريادة الأعمال والتّجارة الرّقميّة، وربط النّاس بطريقةٍ أكثر فعاليّةً. 

حين يتحدّث فارس، تسمع في صوته نبرة الواثق الملمّ بالواقع. يقول: "إنّ مستقبل وسائل التّواصل الاجتماعيّ والذّكاء التّوليديّ وأدوات المراسلة في دول مجلس التّعاون الخليجيّ ينبض بالحياة، ويتسارع بوتيرةٍ مذهلةٍ. فنحن أمام جيلٍ شابٍّ، حيث يشكّل من هم تحت سنّ الثّلاثين نسبة 70% من السّكّان، وهو ما يجعلهم القوّة الدّافعة لاعتماد التكنولوجيا الرّقميّة. في الإمارات، تبلغ نسبة انتشار وسائل التّواصل الاجتماعيّ 98%، وفي السّعوديّة تصل إلى 80%. أمّا واتساب، فهو جزءٌ لا يتجزّأ من حياة النّاس هنا، إذ يستخدمه 74% من سكّان الخليج. هذه الأرقام ليست مجرّد حقائق، بل هي مؤشّراتٌ على مستقبلٍ مليءٍ بالفرص، حيث يعاد تعريف التّجارة الإلكترونيّة وتفاعل العملاء". 

لا يكتفي فارس برصد هذه الحقائق، بل يسعى لأن يكون جزءاً من هذه التّحوّلات. وخلال قيادته لشركة ميتا، أشرف على مبادراتٍ غير مسبوقةٍ، مثل دمج الذّكاء الاصطناعيّ باللّغة العربيّة عبر منصّات الشّركة، وتطوير أدواتٍ مثل واتساب للأعمال (WhatsApp for Business) لدعم التّجارة التّفاعليّة. يقول بفخرٍ: "لطالما كنت مؤمناً بقدرة التّقنيات على إحداث تغييرٍ عميقٍ، ليس فقط في كيفيّة التّواصل، بل في بناء المجتمعات، وخلق الفرص، ودفع الاقتصادات نحو الازدهار. في ميتا، نحن لا نقدّم حلولاً للتّواصل فقط، بل نسعى لتمكين الأفراد والشّركات من الازدهار في عالمٍ رقميٍّ". 

وفي حين يتطلّع إلى المستقبل، يرى فارس أنّ التّقنيات والابتكار هما الطّريق نحو تحقيق المزيد من النّموّ وفتح آفاقٍ لا حدود لها. يقول: "ما يثير شغفي حقّاً هو رؤية التّقنيات الغامرة مثل الواقع المعزّز والواقع الافتراضيّ، وهي تتقاطع مع الذّكاء الاصطناعيّ وتطوّرات الاتّصال. هذه الابتكارات ستغيّر كلّ شيءٍ: من طريقة عملنا، وتعلّمنا، إلى كيف نتسوّق ونستمتع بوقتنا. علاوةً على ذلك، تفتح هذه الابتكارات آفاقاً غير مسبوقةٍ لروّاد الأعمال والصّناعات، ممّا يعزّز نموّ النّاتج المحلّيّ الإجماليّ، ويواجه التّحدّيات الكبرى الّتي تعترض العالم. الإمكانات الّتي تقدّمها لتحقيق الشّموليّة، وتعزيز الاستدامة، ودفع عجلة التّنمية الاقتصاديّة، تبدو بلا حدودٍ". 

دليل النّجاح: حوارٌ مع فارسٍ عقّاد

كيف ترى مستقبل دور دول مجلس التّعاون الخليجيّ في قطاع التّكنولوجيا على المستوى العالميّ، في ظلّ الاستثمارات الضّخمة الّتي تضخّها هذه الدّول في المجال؟

دول مجلس التّعاون الخليجيّ مهيّأةٌ لتكون مركزاً عالميّاً للابتكار التّكنولوجيّ. بفضل رؤًى طموحةٍ مثل رؤية 2030 في السّعوديّة، وجهود الإمارات لتأسيس بنيةٍ تحتيّةٍ رقميّةٍ متقدّمةٍ، تشهد المنطقة نموّاً استثنائيّاً في مجالات ريادة الأعمال والتّكنولوجيا. الاستثمارات الضّخمة في القطاعات المعتمدة على التّكنولوجيا، مثل الطّاقة المتجدّدة، والتّكنولوجيا الماليّة، والذّكاء الاصطناعيّ، والمدن الذّكيّة، لا تقتصر فوائدها على حدود المنطقة، بل تحدث تأثيراً واسع النّطاق. هذه الجهود لا تعزّز فقط مكانة دول الخليج كمحرّكاتٍ رئيسيّةٍ في الابتكار التّكنولوجيّ، بل تمهّد الطّريق لشراكاتٍ عالميّةٍ وتعاونٍ متنامٍ في المستقبل".

ما هي نصيحتك للشّباب أو الشّركات النّاشئة الّتي تسعى إلى النّجاح في هذا المجال؟

أوّلاً، ابق فضوليّاً واستعدّ للتّكيّف. في عالم التّكنولوجيا الّذي يتغيّر بسرعةٍ، فالتّعلّم المستمرّ والمرونة في مواجهة التّحدّيات هما عاملان حاسمان للنّجاح. استثمر وقتك في متابعة الاتّجاهات الجديدة، وكن مستعدّاً لإعادة النّظر في مسارك إذا دعت الحاجة.

ثانياً، لا تقلّل من قوّة العلاقات. النّجاح في الأعمال يتطلّب بناء شبكاتٍ قويّةٍ من الشّركاء والمرشدين الّذين يمكنهم توجيهك ودعمك. العلاقات الحقيقيّة ليست مجرّد أداة دعمٍ، بل هي مصدر إلهامٍ دائمٍ.

أخيراً، ركّز على الأثر الّذي تتركه. سواءٌ كنت تعمل على تطوير منتجٍ جديدٍ أو إطلاق مشروعٍ، اسع دائماً إلى تقديم قيمةٍ مضافةٍ، وحلّ مشاكل حقيقيّةٍ تؤثّر إيجاباً على العملاء والمجتمعات. عندما يتماشى شغفك مع هدفك، يصبح النّجاح نتيجةً طبيعيّةً".

تمّ اختيار فارس عقّاد، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ميتا، كواحدٍ من بين 30 مبتكراً تمّ الاحتفاء بهم في عدد ديسمبر 2024 من مجلّة "عربية .Inc" ضمن تقريرها الخاصّ "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربيّ". لاستعراض القائمة الكاملة، يرجى النّقر هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: