الرئيسية الابتكار رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: فهمي الشّوّا

رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: فهمي الشّوّا

المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة Immensa، كان واحداً من ثلاثين مبتكراً احتفت بهم مجلّة "عربية .Inc" في عدد ديسمبر 2024

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

استثمر فهمي الشّوّا خبرته الواسعة في مجال التّصنيع الإضافيّ، لا سيّما في قطاعي النّفط والغاز والطّاقة، لتأسيس شركة إمنسا (Immensa)، الّتي أصبحت اليوم أكبر مصنعٍ رقميٍّ في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا. أدرك الشّوّا مبكّراً الإمكانات الكامنة في التّصنيع الإضافيّ لتحسين العمليّات وحلّ مشكلات سلاسل الإمداد غير الفعّالة، ممّا مكّنه من أن يكون سبّاقاً في صناعةٍ تعد بتحقيق وفرٍ كبيرٍ في التّكاليف وتحسين استهلاك الطّاقة. 

يوضّح الشّوّا: "جاءت فكرة رقمنة المخزون والاعتماد على التّصنيع الإضافيّ كحلٍّ طبيعيٍّ للتّحدّيات الّتي لطالما أرهقت سلاسل الإمداد التّقليديّة، مثل أوقات التّسليم الطّويلة وضعف المرونة. هذه الابتكارات تقدّم فوائد اقتصاديّةً وتشغيليّةً، وتقلّب نظاماً تقليديّاً استمرّ لعقودٍ طويلةٍ، ممّا يفتح المجال أمام مستقبلٍ أكثر استدامةً وكفاءةً". 

قاد الشّوّا شركة إمنسا لتصبح رائدةً عالميّاً في مجال الطّباعة الثّلاثيّة الأبعاد الصّناعيّة، وساهم في إحداث تحوّلٍ جذريٍّ في سلاسل الإمداد بقطاع النّفط والغاز. يقول الشّوّا: "تعدّ إمنسا اليوم أكبر مصنعٍ رقميٍّ في المنطقة، حيث تعيد صياغة قطاع الطّاقة، وتقدّم خدماتٍ لمنتجين بارزين مثل شركة أدنوك (ADNOC) الإماراتيّة، عبر حلولٍ مبتكرةٍ تشمل المستودعات الرّقميّة والتّصنيع الإضافيّ. تكوّن هذه الحلول سلاسل إمدادٍ أكثر مرونةً وقابليّةً للتّكيّف". 

يشير الشّوّا إلى حجم الإنفاق الضّخم في قطاع الطّاقة وأثر الحلول الّتي تقدّمها إمنسا، موضّحاً: "ينفق قطاع الطّاقة أكثر من 90 مليار دولارٍ سنويّاً على قطع الغيار، في حين تتسبّب الهياكل التّقليديّة القديمة في خسائر تصل إلى 30 مليار دولارٍ سنويّاً. توفّر حلول إمنسا فوائد ملموسةً من حيث خفض التّكاليف، بالإضافة إلى معالجتها للمخاوف البيئيّة العاجلة". 

بتوجيه رؤيته نحو تحقيق الكفاءة الاقتصاديّة والاستدامة البيئيّة، يواصل فهمي الشّوّا قيادة مسار الابتكار، مؤكّداً أنّ التّصنيع الإضافيّ هو المفتاح لبناء سلاسل إمدادٍ أقوى وأكثر استدامةً، مع إحداث أثرٍ إيجابيٍّ طويل الأمد في قطاع الطّاقة العالميّ. 

دليل النّجاح: حوارٌ مع فهمي الشّوّا

ما الّذي يثير حماسك بشأن مستقبل هذه التّقنيّة؟ وما الّذي يمكن أن تقدّمه لاقتصادات المستقبل؟

"يعيد التّصنيع الإضافيّ (Additive Manufacturing) والمخزون الرّقميّ رسم ملامح الإنتاج الصّناعيّ، في وقتٍ تتسابق فيه القطاعات نحو المرونة والاستدامة. لا تقتصر هذه التّقنيّات على تعزيز الكفاءة التّشغيليّة، بل تتجاوز ذلك إلى إحداث نقلةٍ نوعيّةٍ في سلاسل التّوريد، من خلال تقليل الاعتماد على الشّحن عبر الحدود، وتوطين الإنتاج، ممّا يخفّف الأثر البيئيّ، ويعزّز الاستقلاليّة الصّناعيّة.

يتيح هذا التّحوّل بناء شبكات إنتاجٍ أكثر متانةً، قادرةً على الصّمود أمام الأزمات، وفي الوقت ذاته، يحفّز نموّاً صناعيّاً قائماً على الابتكار، ما يترجم إلى فوائد اقتصاديّةٍ مستدامةٍ، تمتدّ آثارها إلى مختلف القطاعات".

كيف ترى مستقبل التّقنيّة في مجالك داخل دول مجلس التّعاون الخليجيّ؟

"يبشّر المستقبل بتحوّلاتٍ جذريّةٍ. فنحن نشهد اليوم ما يشبه الأيّام الأولى لظهور أوبر (Uber) وسبوتيفاي (Spotify) – تلك اللّحظة الّتي لم يكن يتوقّع فيها كثيرون أنّ تغييراتٍ صغيرةً ستحدث ثورةً في قطاعاتٍ بأكملها.

تشهد دول الخليج تحوّلاً حاسماً نحو التّصنيع الرّقميّ وسلاسل التّوريد الرّقميّة، حيث لم يعد الإنتاج عند الطّلب استثناءً، بل أصبح القاعدة الجديدة. خلال العقد المقبل، سينتقل 40% من عمليّات تصنيع قطع الغيار إلى هذا النّموذج، ما سيجعل الأنظمة التّقليديّة غير قابلةٍ للمنافسة في بيئةٍ تسير بسرعةٍ نحو المستقبل".

ما النّصيحة الّتي تقدّمها لروّاد الأعمال الشّباب أو الشّركات النّاشئة الّتي تتطلّع إلى دخول هذا المجال أو التّوسّع فيه؟

"لا يبدأ النّجاح من الفكرة، بل من فهمٍ عميقٍ للمشكلات الحقيقيّة الّتي تواجهها الصّناعة. لا يكفي أن تبتكر، بل عليك أن تقدّم حلولاً تحدث تغييراً ملموساً وقابلاً للقياس، وتلبّي احتياجاتٍ فعليّةً.

يجب أن تدرك أنّ التّحوّل الصّناعيّ عمليّةٌ طويلةٌ. فالأسواق، مهما بدت جاهزةً للتّغيير، تحتاج إلى وقتٍ لتبنّي التّقنيّات الجديدة. لذلك، لا بدّ من الصّبر، وبناء الثّقة مع العملاء من خلال تقديم حلولٍ تتّسم بالجودة والاتّساق، لأنّ الثّقة هي حجر الأساس في نجاح أيّ منتجٍ أو خدمةٍ جديدةٍ.

كذلك، لا يمكن تحقيق النّجاح في هذا المجال من دون مهاراتٍ متخصّصةٍ وفريقٍ قويٍّ. فالتّقنيّة تتطوّر بسرعةٍ، ومن لا يمتلك القدرة على التّكيّف مع المستجدّات، ومواكبة التّحوّلات، واغتنام الفرص الجديدة، سيجد نفسه متأخّراً عن الرّكب".

احتفت مجلّة "عربية .Inc" بفهمي الشّوّا، المؤسّس الشّريك لشركة Immensa، كواحدٍ من ثلاثين مبتكراً بارزاً في عدد ديسمبر 2024 ضمن تقريرها "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربي" (The GCC’s Tech Vanguard).

للاطّلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: