رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: محمد عبد السلام
الرّئيس التّنفيذيّ لشركة ARCSEN، كان أحد 30 مبتكراً احتفت بهم مجلّة "عربية .Inc" في عددها الخاصّ لشهر ديسمبر 2024
![images header](https://incarabia.awicdn.com/site-images/sites/default/files/default_image_inc_arabia.jpg?preset=v4.0_770X577&save-png=1&rnd=1519151RND220215)
كان محمّد عبد السّلام منذ نشأته مأخوذاً بسحر التّكنولوجيا، وبما تحمله من قدرةٍ خارقةٍ على حلّ مشكلات الواقع وفتح آفاقٍ جديدةٍ من الفرص. لقد نما هذا الشّغف، وتعمّق حين شاهد بعينه كيف يمكن للحلول التّقنيّة أن تغيّر وجه الأعمال، فتجعل العمليّات أكثر سلاسةً وكفاءةً، وتمنح الشّركات فرصةً لتقليل التّكاليف وتعزيز الأداء.
اليوم، يتولّى عبد السّلام قيادة شركة أركسن (Arcsen)، الّتي تتّخذ من دبيّ مقرّاً لها، وكانت تعرف سابقاً باسم كوبيرغ (Coberg). وبصفته الرّئيس التّنفيذيّ، يكرّس جهوده لمساعدة الشّركات على الاستفادة من أدواتٍ تقنيّةٍ متقدّمةٍ، مثل سيلزفورس (Salesforce)، ميلسوفت (MuleSoft)، وتابلو (Tableau)، لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة التّشغيليّة وخفض النّفقات.
يقول عبد السّلام بنبرةٍ واثقةٍ: "قامت أركسن مؤخّراً بتطوير حلٍّ مبتكرٍ يعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ، مصمّمٍ خصوصاً لقطاع التّجزئة. هذا الحلّ ساعد أحد أكبر عملائنا في منطقة الخليج على تحسين إدارة المخزون بشكلٍ جوهريٍّ. باستخدام "سيلزفورس داتا كلاود" (Salesforce’s Data Cloud)، نجحنا في تحسين دقّة توقّعات الطّلب ورفع كفاءة سلسلة التّوريد بشكلٍ ملحوظٍ. النّتيجة كانت مذهلةً: خفض تكاليف فائض المخزون بنسبة 15%، وتحسين معدّل دوران المخزون بنسبة 25% خلال ستّة أشهرٍ فقط. لم يكن هذا المشروع مجرّد إنجازٍ، بل دليلٌ قاطعٌ على قدرتنا على توظيف التّقنيّة لمعالجة التّحدّيات الواقعيّة بأدواتٍ تحليليّةٍ متقدّمةٍ".
عبد السّلام، الّذي لا يكتفي بالإنجازات الحاليّة، يرى في المستقبل آفاقاً أكثر رحابةً. يقول: "تسعى أركسن لأن تكون في طليعة الشّركات الّتي تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ والتّحليلات التّنبّؤيّة لإحداث تحوّلٍ جذريٍّ في تجربة العملاء وكفاءة العمليّات. ومع التّوسّع المتزايد في استخدام أدواتٍ مثل "سيلزفورس ماركتينغ كلاود" (Salesforce’s Marketing Cloud) وتابلو (Tableau)، سيصبح التّخصيص المعتمد على البيانات هو الأساس الّذي يبنى عليه النّجاح. نحن نؤمن أنّ التّكنولوجيا ليست مجرّد أداةٍ، بل شريكٌ حقيقيٌّ في الابتكار، ورؤية المستقبل لا تتّسع إلّا لمن يجرؤ على احتضانها بكلّ شغفٍ".
دليل النّجاح: حوارٌ مع محمّد عبدالسّلام
كيف تعيد دول مجلس التّعاون الخليجيّ تشكيل مستقبل التّقنيّة على مستوًى عالميٍّ؟
"تواصل دول مجلس التّعاون الخليجيّ ترسيخ مكانتها كقوّةٍ رائدةٍ في مجال التّقنيّة، مدفوعةً باستثماراتٍ ضخمةٍ في الذّكاء الاصطناعيّ، والتّقنيّات المستدامة، والمدن الذّكيّة. لا تكتفي هذه الدّول بمواكبة التّطوّرات العالميّة، بل تتقدّم الصّفوف، وتحدّد معايير جديدةً للابتكار. تعكس مبادراتٌ، مثل تركيز الإمارات على الابتكار والتّقنيّة، ورؤية السّعوديّة 2030، توجّهاً استراتيجيّاً يعيد رسم المشهد التّقنيّ، ويؤكّد أنّ التّفكير هنا لا يقتصر على اللّحظة الرّاهنة، بل يمتدّ إلى عقودٍ قادمةٍ.
تعمل دول الخليج على تحويل المنطقة إلى مركزٍ عالميٍّ للأبحاث والتّطوير، ومنصّةٍ لانطلاق الشّركات النّاشئة، ومختبرٍ مفتوحٍ لاختبار التّقنيّات المستقبليّة. ويسهم هذا التّوجّه في تنويع الاقتصاد بعيداً عن النّفط، وتسريع التّحوّل الرّقميّ، وخلق بيئةٍ تقنيّةٍ قادرةٍ على التّأثير في مسارات الابتكار عالميّاً، لا مجرّد التّفاعل معها".
ما النّصيحة الّتي يحتاجها روّاد الأعمال والشّركات لدخول قطاع التّقنيّة في الخليج؟
"يجب على من يسعى إلى النّجاح في هذا المجال الاستثمار في التّعلّم المستمرّ، إذ تتطوّر التّقنيّة بسرعةٍ هائلةٍ، ولا مكان لمن لا يواكب مستجدّاتها. يسهم بناء علاقاتٍ متينةٍ في تسهيل النّموّ، حيث يقدّر العملاء والشّركاء من يمتلك القدرة على الرّبط بين التّقنيّة واحتياجات الأعمال، ويستطيع تحويل الابتكار إلى حلولٍ عمليّةٍ ذات تأثيرٍ ملموسٍ.
ينبغي البدء بـإنجازاتٍ صغيرةٍ لبناء المصداقيّة، لكن دون إغفال الصّورة الأكبر. كما يساعد فهم الاتّجاهات المستقبليّة على تحقيق نجاحٍ مستدامٍ، ويضمن أن يكون صاحب المشروع جزءاً من التّحوّلات الكبرى الّتي تشهدها المنطقة، وليس مجرّد مستفيدٍ منها. ولا يقتصر دور الخليج على كونه سوقاً جاذبةً للاستثمار، بل يشكّل بيئةً ديناميكيّةً لتصميم مستقبل التّقنيّة وبنائه".
حظي محمّد عبدالسّلام، من أركسن، بتكريمٍ مستحقٍّ ضمن قائمة "روّاد التكنولوجيا في الخليج العربي"، الّتي أعدّتها "عربية .Inc" في عددها الخاصّ لشهر ديسمبر 2024، احتفاءً بثلاثين مبتكراً أحدثوا أثراً بارزاً في المشهد التّقنيّ الإقليميّ. للاطّلاع على القائمة الكاملة، اضغط هنا.