الرئيسية الابتكار رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: مريم حساني

رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: مريم حساني

المؤسّسة والرّئيسة التّنفيذيّة لشركة Zealous، اختيرت كواحدةٍ من 30 مبتكراً ضمن العدد الخاصّ لديسمبر 2024 من مجلّة "عربية .Inc"

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

التزام مريم حساني بإقامة ميزان العدل في ميدان التّكنولوجيا كان انعكاساً لرؤيةٍ متّقدةٍ تستضيء بها سبل الابتكار. كان هذا الالتزام هو الدّافع الرّئيسيّ وراء تأسيس منصّة زيلوس (Zealous)، الإطار المتفرّد القائم على الذّكاء الاصطناعيّ، الّذي يهدف إلى أتمتة إنتاج الأكواد البرمجيّة واختبارها، بأسلوبٍ يعالج تحدّيات تطوير البرمجيّات ويعزّز كفاءتها. 

مريم، الّتي تحمل عبء القيادة بصفتها الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لهذه الشّركة النّاشئة الّتي تتّخذ من الإمارات مقرّاً لها، تسعى لتطويع التّقنيّة لمعالجة أوجه القصور في تطوير البرمجيّات، خاصّةً في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا. تهدف زيلوس إلى تسريع عجلة التّطوير البرمجيّ وجعل العمليّات أقلّ تكلفةً وأكثر موثوقيّةً من خلال استخدام وظائف تعلّمٍ ذاتيٍّ قابلٍ للإعادة الاستخدام. وقد حقّقت الشّركة بالفعل تقدّماً ملموساً من خلال تطوير منتجٍ أوّليٍّ وإطلاق منتجين تمّ اختبارهما في السّوق. 

وتقول حساني: "لدينا منتجٌ أوّليٌّ متكاملٌ، ونعمل حاليّاً على تنفيذ تجربةٍ تجريبيّةٍ مع منصّةٍ إقليميّةٍ رائدةٍ في التّجارة الإلكترونيّة تدير أكثر من 20 ألف موقعٍ إلكترونيٍّ. ستساعدنا هذه التّجربة على إثبات قدرات حلولنا في مواجهة التّحدّيات الفريدة لعمليّات التّجارة الإلكترونيّة الواسعة النّطاق، وتمكّننا من تحسين منتجنا وإثبات قيمته للعملاء والمستثمرين". 

وفي تعليقها على بيئة الابتكار في الخليج، تشيد حساني بالتّقدّم السّريع الّذي أحرزته دول مجلس التّعاون الخليجيّ في بناء منظومةٍ تكنولوجيّةٍ نابضةٍ بالحياة. لكنّها تشير إلى العوائق الّتي لا تزال تواجه فرق العمل الصّغيرة، مثل الأخطاء البرمجيّة، وبطء عمليّات الاختبار، والاستهلاك الكثيف للموارد. وتقول: "لقد ألهمتني التّقنيّات الّتي نطوّرها في زيلوس بعد أن شهدت الفرص العديدة الّتي تضيع بسبب عدم كفاءة عمليّات تطوير البرمجيّات، خاصّةً في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا. الأخطاء البرمجيّة، والاختبارات البطيئة، وارتفاع تكلفة العمليّات كلّها تعيق الشّركات النّاشئة، وتحول دون تحقيق الابتكار". 

وتضيف: "ما يثير حماسي هو كيف يعيد الذّكاء الاصطناعيّ صياغة قواعد تطوير البرمجيّات. الأدوات المدعومة بالذّكاء الاصطناعيّ مثل أتمتة إنتاج الأكواد واختبارها تزيل الحواجز الّتي كانت تحول دون دخول الفرق الصّغيرة إلى هذا المجال، حتّى لو كانت تفتقر إلى خبراتٍ تقنيّةٍ متقدّمةٍ أو ميزانيّاتٍ كبيرةٍ. في اقتصاداتٍ كاقتصادات الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تنمو التّجارة الإلكترونيّة بسرعةٍ، ويتوقّع أن تبلغ 57 مليار دولارٍ أمريكيٍّ بحلول عام 2026، يمكن لهذه التّقنيّات أن تحدث موجةً من الابتكار، وتخلق فرصاً متساويةً، وتساعد روّاد الأعمال على تحويل أفكارهم إلى واقعٍ ملموسٍ". 

وفي رؤيتها للمستقبل، تعبّر حساني عن طموحاتٍ كبيرةٍ، فتقول: "نحن نرى مستقبلاً تصبح فيه أطر العمل القائمة على الذّكاء الاصطناعيّ مثل زيلوس العمود الفقريّ لتطوير البرمجيّات وضمان جودتها. ستتيح هذه الأطر إطلاق المنتجات بسرعةٍ ودقّةٍ، مستجيبةً للطّلب المتزايد على التّحوّل الرّقميّ في المنطقة. نطمح لأن تكون زيلوس حجر الزّاوية في تحوّل الخليج نحو تطوير البرمجيّات القائم على الذّكاء الاصطناعيّ المستقلّ". 

دليل النّجاح: مريم الحسّاني

مع الاستثمارات الضّخمة الّتي تضخّها دول مجلس التّعاون الخليجي في التّكنولوجيا، كيف ترين موقع المنطقة في المشهد العالمي مستقبلاً؟

"لا يكتفي الخليج بمواكبة التّكنولوجيا، بل يعيد تشكيل مستقبلها. فالاستثمارات الهائلة في الذّكاء الاصطناعي، والتّحوّل الرّقمي، والبنية التّحتيّة تضع المنطقة على خارطة الابتكار العالميّة. ومع وصول الإنترنت إلى كلّ زاويةٍ تقريباً في الإمارات والسّعوديّة، والنّموّ المتسارع لسوق التّجارة الإلكترونيّة بمعدّلاتٍ مزدوجة الأرقام، الأسس الرّقميّة جاهزةٌ تماماً للانطلاق.

لكنّ القصّة لا تتوقّف عند تبنّي التّكنولوجيا، بل تمتدّ إلى صناعتها. فدول الخليج لا تكتفي بالاستثمار، بل تبني منظوماتٍ متكاملةً تدعم الشّركات النّاشئة، وتعزّز المدن الذّكيّة، وتطوّر حلولاً تعتمد على الذّكاء الاصطناعي. ولا يحصر هذا النّهج المنطقة في كونها سوقاً للمستهلكين فحسب، بل يرتقي بها إلى مختبرٍ عالميٍّ للتّقنيّات النّاشئة ومنصّة إطلاقٍ للحلول المبتكرة. فتجد دور الخليج يتخطى كونه متلقّياً لابتكارات المستقبل، ليساهم في صنعها، خاصّةً في مجالات التّكنولوجيا الماليّة، والتّجارة الإلكترونيّة، والذّكاء الاصطناعيّ. ففي هذه القطاعات، تتقاطع الخبرات المحلّيّة مع الإمكانات العالميّة، ممّا يمهّد لحقبةٍ جديدةٍ من الابتكار والتّطوّر.

ما النّصيحة الّتي تقدّمينها للشّباب وروّاد الأعمال الجدد الّذين يسعون لدخول هذا المجال أو توسيع أعمالهم؟ وهل لديك نصيحةٌ خاصّةٌ للنّساء الطّموحات في هذا المجال؟

"لأيّ شخصٍ يدخل عالم التّكنولوجيا، القاعدة الذّهبيّة بسيطةٌ: لا تبن منتجاً، بل حلّاً لمشكلةٍ حقيقيّةٍ. اختبر فكرتك مبكّراً، كن مستعدّاً للتّغيير، وأحط نفسك بأشخاصٍ يدفعونك إلى الأمام، ويجعلونك تفكّر بشكلٍ مختلفٍ. بناء شبكةٍ من الموجّهين والشّركاء الأوائل ليس خياراً إضافيّاً، بل ركيزةٌ أساسيّةٌ للنّجاح.

أمّا بالنّسبة للنّساء، خاصّةً في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، فأقول: رؤيتك المختلفة هي أكبر نقاط قوّتك. العالم بحاجةٍ إلى تنوّع وجهات النّظر، والأسواق تحتاج إلى أفكارٍ جريئةٍ غير تقليديّةٍ. صحيحٌ أنّ الشّركات النّاشئة الّتي تقودها نساءٌ حصلت على أقلّ من 3% من تمويل رأس المال المغامر في المنطقة، لكنّ هذا ليس مجرّد تحدٍّ، بل فرصةٌ للرّيادة وإثبات أنّ النّجاح لا يعرف حدوداً. ابحثي عن مجتمعاتٍ داعمةٍ، كوني جزءاً من الحوارات، ولا تتردّدي في طلب الدّعم الّذي تحتاجين إليه.

توفّر الأدوات الرّقميّة والذّكاء الاصطناعيّ اليوم لروّاد الأعمال إمكاناتٍ غير مسبوقةٍ، ممّا يجعل بناء الشّركات النّاشئة أسرع وأقلّ تكلفةً من أيّ وقتٍ مضى. حيث تزيل التّكنولوجيا العقبات التّقليديّة، وهذا هو الوقت المناسب لاقتناص الفرص والانطلاق".

مريم الحسّاني، المؤسّسة الشّريكة لشركة Zealous، اختيرت كواحدةٍ من 30 مبتكراً ضمن العدد الخاصّ لديسمبر 2024 من مجلّة "عربية .Inc" تحت عنوان "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربي". للاطّلاع على القائمة الكاملة، يرجى النّقر هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: