رواد التكنولوجيا في الخليج العربي: هيثم كشاو

يؤمن هيثم كشاو بأنّ شغفه الدّائم يكمن في تسخير التّقنيّة لمعالجة أوجه القصور، وتحسين سير العمل في المؤسّسات. هذا الشّغف قاده، بصفته المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "كلستر لاب" (Clusterlab) في الإمارات، إلى تطوير "كلاب.آي" (Callab.ai)، وكيلٍ صوتيٍّ مدعومٍ بالذّكاء الاصطناعيّ، يتميّز بصوتٍ بشريٍّ طبيعيٍّ، يهدف إلى إدارة المكالمات بذكاءٍ للشّركات، بما يشمل حجز المواعيد والإجابة على استفسارات العملاء. 

يتحدّث كشاو عن هذا الابتكار قائلاً: "كانت فكرتنا لتطوير "كلاب.آي" مستوحاةً من فجوةٍ واضحةٍ في كيفيّة تعامل الشّركات مع المهام الرّوتينيّة، الّتي رغم بساطتها تستهلك موارد بشريّةً هائلةً، وتؤدّي غالباً إلى خسائر في الكفاءة والفرص. لقد استنزفت العمليّات التّقليديّة، مثل الرّدّ على المكالمات، وتنظيم الحجوزات، وإدارة استفسارات المبيعات، موارد قيّمةً، ومع ظهور تقنيّات الذّكاء الاصطناعيّ، رأينا فرصةً لإنشاء حلٍّ متكاملٍ يعيد صياغة هذه العمليّات، ويرفع مستوى الإنتاجيّة ورضا العملاء". 

ويضيف كشاو، بنبرةٍ ملؤها الطّموح: "ما يثير حماسنا في "كلاب.آي" هو الإمكانيّات الكبيرة الّتي يحملها لإعادة تعريف كيفيّة تفاعل الشّركات مع عملائها. نطمح لجعل أدوات الاتّصال الذّكيّة متاحةً للجميع، بغضّ النّظر عن حجم الشّركة، ممّا يتيح ديمقراطيّة التّقنيّة الّتي كانت في السّابق مقتصرةً على الشّركات الكبرى فقط". 

ثمّ يتحدّث عن الدّور الرّياديّ للمنطقة في تبنّي التّقنيّة: "إنّ العالم يتبنّى بسرعةٍ حلول الذّكاء الاصطناعيّ، ومنطقة الخليج تقف في طليعة هذا التّحوّل. في كلستر لاب، نتوقّع تبنّياً سريعاً لتقنيّات الصّوت الذّكيّة في المنطقة، ممّا سيغيّر قواعد اللّعبة في خدمة العملاء من خلال تقليل الجهد اليدويّ وزيادة الدّقّة. المستقبل سيشهد تطوّراً في أنظمة الذّكاء الاصطناعيّ لتصبح أكثر وعياً بالسّياق، ممّا يوفّر تفاعلاتٍ أسرع وأكثر تخصيصاً عبر قطاعاتٍ مثل الرّعاية الصّحّيّة، والتّعليم، والضّيافة". 

بهذه الرّؤيا الواضحة والطّموح الكبير، يخطو كشاو خطواتٍ حاسمةً نحو تحويل الطّريقة الّتي تتواصل بها الشّركات، وإعادة رسم ملامح العلاقة بين المؤسّسات والعملاء، في عصرٍ يهيمن عليه الابتكار والذّكاء الاصطناعيّ. 

خارطة الطّريق للنّجاح: حوارٌ مع هيثم كشاو

ما الدّور الّذي تعتقد أنّ دول مجلس التّعاون الخليجيّ ستلعبه في تشكيل المشهد التّكنولوجيّ العالميّ، بالنّظر إلى الاستثمارات الكبيرة الّتي تضخّها في القطاع؟

"تتحوّل دول مجلس التّعاون الخليجيّ بسرعةٍ إلى مركزٍ عالميٍّ للابتكار التّكنولوجيّ. الاستثمارات الضّخمة في مجالات الذّكاء الاصطناعيّ (AI)، والحوسبة السّحابيّة، والمدن الذّكيّة تعبّر عن التزامٍ غير مسبوقٍ من حكومات المنطقة، وخاصّةً الإمارات العربيّة المتّحدة والمملكة العربيّة السّعوديّة، اللّتين وضعتا الذّكاء الاصطناعيّ في قلب استراتيجيّاتهما الوطنيّة. ومع وجود شريحةٍ شابّةٍ ومتمكّنةٍ من التّكنولوجيا، وموقعٍ جغرافيٍّ استراتيجيٍّ، تمتلك المنطقة الأدوات اللّازمة لتحديد معايير الذّكاء الاصطناعيّ على المستوى العالميّ، وجذب الشّركات الرّائدة في هذا المجال. كشركةٍ ناشئةٍ في الذّكاء الاصطناعيّ، نرى إمكانيّاتٍ هائلةً في هذا النّظام البيئيّ الدّيناميكيّ، ونطمح للمساهمة في تحقيق الرّؤية الطّموحة لدول مجلس التّعاون الخليجيّ".

ما النّصيحة الّتي تقدّمها للشّباب والشّركات النّاشئة الّتي تتطلّع إلى إطلاق أو تنمية أعمالها في هذا القطاع؟

"يبدأ النّجاح في قطاع التّكنولوجيا من بناء قاعدةٍ صلبةٍ. القراءة والتّعلّم المستمرّان يوسّعان آفاقك، ويساعدانك على فهم العالم بشكلٍ أعمق، ويوفّران لك نماذج ذهنيّةً تدعم اتّخاذ قراراتٍ سليمةٍ. اتّبع فضولك؛ فالتّساؤلات غالباً ما تقود إلى حلولٍ مبتكرةٍ. ركّز على حلّ مشكلاتٍ حقيقيّةٍ من خلال معالجة نقاط الألم لدى العملاء وابتكار حلولٍ قابلةٍ للتّوسّع. المرونة عاملٌ أساسيٌّ؛ احرص على تحسين منتجك باستمرارٍ مع تطوّر التّكنولوجيا وتفاعل السّوق.

أمّا في منطقةٍ مثل الخليج، فإنّ فهم احتياجات السّوق المحلّيّة مع تخطيطٍ استراتيجيٍّ للتّوسّع يمثّل مفتاح النّجاح. وأخيراً، استفد من الفرص المتاحة عبر التّعاون مع المسرّعات، المبادرات الحكوميّة، والشّركاء في النّظام البيئيّ الأوسع. في هذه المنطقة الغنيّة بالفرص، يمكن للتّعاون أن يصنع الفارق الكبير".

هيثم كشاو، مؤسّس Clusterlab، كان أحد 30 مبتكراً تمّ تسليط الضّوء عليهم في العدد الخاصّ لشهر ديسمبر 2024 من مجلّة "عربية .Inc" تحت عنوان "روّاد التّكنولوجيا في الخليج العربي". للاطّلاع على القائمة الكاملة، يرجى النّقر هنا.