الرئيسية التنمية روّض زحمة أفكارك: من فوضى الإبداع إلى قوّة الإنجاز!

روّض زحمة أفكارك: من فوضى الإبداع إلى قوّة الإنجاز!

الإبداع ليس في كثرة الأفكار، بل في فنّ ترويضها وتحويل الفوضى إلى قوّةٍ منتجةٍ، تقودك بخطى واثقة نحو تحقيق أعظم أهدافك

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هل تجد نفسك أحياناً وكأنّ عقلك مصنعٌ لا يتوقّف عن إنتاج الأفكار؟ فكرةٌ تلو الأخرى، مشروعٌ هنا وآخر هناك، ثمّ تقتحم فكرةٌ جديدةٌ المشهد قبل أن تكمل التّفكير في سابقتها! بالنّسبة للمبدعين، هذه الحالة مألوفةٌ؛ فالإبداع غالباً ما يعني تدفّقاً مستمرّاً للأفكار، ولكنّه قد يتحوّل أحياناً إلى ازدحامٍ مربكٍ: أفكارٌ كثيرةٌ تتزاحم، دون أن تصل أيّ منها إلى هدفها.

ولكن لا داعي للقلق، فهذا المقال ليس عن تقليل أفكارك؛ فالإبداع هو مصدر التّميّز، ولا أحد يريد فقدانه. بدلاً من ذلك، سنستعرض كيفيّة تحويل هذا التّدفّق العشوائيّ إلى نظامٍ منتجٍ. إذا كنت من أولئك الّذين تملؤهم الأفكار، وتبحث عن طريقةٍ لترويضها وتحويلها إلى قوّةٍ تحقّق أهدافك، فاستعدّ لاكتشاف نصائح عمليّةٍ وممتعةٍ، تضعك في موقع القيادة لتصبح سيّد أفكارك بلا منازعٍ!

تقبّل كثرة الأفكار: إنّها نعمة وليست نقمة

لنكن صريحين: كثرة الأفكار ليست مشكلةً، بل هي دليلٌ على أنّك تملك عقلاً نشطاً وقّاداً، الفكرة هنا ليست في محاربة هذا الفيض، بل في تقبّله كعلامةٍ على الإبداع، تخيّل معي أنّ عقلك أشبه بآلة صنع الفشار، تنتج بلا توقّفٍ، أليس هذا أفضل من أن تكون الآلة معطّلةً تماماً؟ السّرّ هو أن تتعامل مع هذه الوفرة كنعمةٍ، لا نقمةٍ.

دوّن كلّ فكرةٍ تخطر ببالك، حتّى تلك الّتي تبدو غريبةً أو غير منطقيّةٍ، تذكّر أنّ أعظم الابتكارات بدأت بفكرةٍ بدت في البداية مستحيلةً كمثالٍ على ذلك الذّكاء الاصطناعيّ، الإبداع بطبيعته فوضويٌّ أحياناً، ولكنّ الفوضى هي أوّل خطوةٍ نحو النّظام.

كيف تصل إلى تحقيق أهدافك وسط زحمة الأفكار؟

الخطوة الأولى هي التّخلّي عن القلق، فالإبداع لا يعني أن تغرق وسط فوضى من المشاريع الّتي لا تبدأ، في الحقيقة، الحلّ يكمن في السّيطرة على أفكارك وتحويلها إلى أدواتٍ للإنتاجيّة، إليك ستّ استراتيجيّاتٍ فعّالةً للتّعامل مع زحمة الأفكار المبدعة [1]:

1. ابدأ بالبسيط، حتّى لو بدا الأمر تقليديّاً

وسط كلّ تلك الأفكار، هناك دائماً فكرةٌ تشعر بأنّها الأقرب إليك، تلك الفكرة الّتي يمكنك تنفيذها، دون أن تستهلك وقتك بالكامل، أو ربّما لأنّها تتماشى مع حالتك المزاجيّة الحاليّة، ابدأ بما يمكن إنهاؤه بسرعةٍ وبسهولةٍ، لأنّ الانتهاء من شيءٍ صغيرٍ يمكن أن يشجّعك على إنجاز المزيد.

3. اكتب كلّ شيءٍ… نعم، كلّ شيءٍ!

كلّما خطرت فكرةٌ على بالك، دوّنها فوراً، سواءً على مفكّرةٍ ورقيّةٍ، أو على هاتفك، المهمّ أن تسجّلها، كتابة الأفكار تريح عقلك، وتمنعه من الانشغال المستمرّ بها، ولا تقلق بشأن ترتيبها، المهمّ أن تخرجها من رأسك، لاحقاً، يمكنك نشر هذه الأفكار عبر قنواتك الاجتماعيّة أو تنظيمها لمشاريعك المستقبليّة.

4. قلّل من وقتك أمام الشّاشة

ليس الإدمان على الشّاشة علامةً على الإنتاجيّة بالضّرورة. وتحديد وقتٍ محدّدٍ للتّوقّف عن العمل والابتعاد عن الشّاشة قد يكون ضروريّاً لتحفيز الإبداع، عندما تشعر بأنّك عالقٌ، قم من مكانك، خذ استراحةً، واستنشق هواءً نقيّاً، ستتفاجأ كيف أنّ استراحةً صغيرةً قد تفتح لك أبواباً جديدةً.

5. لا تفكّر في كلّ ما تريد إنجازه دفعةً واحدةً

نعلم أنّ المبدعين يربطون حياتهم بعملهم الإبداعيّ، ولكنّ التّفكير المستمرّ في المشاريع القادمة أثناء العمل على مشروعٍ حاليٍّ قد يضرّ بتركيزك، خصّص وقتاً لكلّ مشروعٍ، واستمتع بأوقات الرّاحة، دون أن تأخذ "عملك" معك أينما ذهبت، كلّما قلّ تفكيرك، زادت إنتاجيّتك عند العودة للعمل.

6. احذر من المشتّتات

حين تختار فكرةً للبدء، تمسّك بها! دع باقي الأفكار "تنتظر في الطّابور"، لا تشتّت نفسك بمحاولة تنفيذ كلّ شيءٍ في وقتٍ واحدٍ، لأنّ ذلك سينتهي بعدم إنجاز أيّ شيءٍ، ركّز طاقتك على فكرةٍ واحدةٍ في كلّ مرّةٍ.

7. واجه التّحدّيات بدلاً من تقديم الأعذار

توقّف عن استخدام "عندي الكثير من الأفكار" كعذرٍ، هذه ليست مشكلةً حقيقيّةً، بل حجّةٌ للتّسويف، ابدأ بأيّ شيءٍ، ولو كان صغيراً، المهمّ أن تكتب، لأنّ الكتابة ليست سهلةً، ولكنّها أيضاً ليست مستحيلةً، اختيار فكرةٍ والالتزام بها قد يكون كلّ ما تحتاجه للخروج من دوّامة التّردّد.

في النّهاية، تذكّر أنّ زحمة الأفكار ليست عدوّك، بل وسيلتك لتقديم أفضل ما لديك. ركّز على فكرةٍ واحدةٍ، وابدأ التّنفيذ… لأنّ الإبداع الحقيقيّ هو تحويل الأفكار إلى واقعٍ.

الفلتر الذّهبيّ: 5 خطواتٍ لتصفية أفكارك وتركيزها

إذا كنت ما زلت غارقاً في زحمة الأفكار، ولا تعرف من أين تبدأ، فهذا الفلتر البسيط سيساعدك على تضييق الخيارات واتّخاذ القرار المناسب، فقط تذكّر: إذا فشلت فكرتك في إحدى الخطوات، فلا داعي لإضاعة الوقت في محاولة تمريرها عبر الخطوات التّالية… فلن تنجح! هل أنت جاهزٌ؟ لنبدأ [2]:

1. هل فكّرت في هذه الفكرة لمدّة أسبوعٍ على الأقلّ؟

بالنّسبة للأفكار الكبيرة مثل بدء مشروعٍ جديدٍ أو اتّخاذ قراراتٍ حياتيّةٍ كبرى، من المهمّ أن تمنحها وقتاً كافياً للتّفكير، هل ما زلت متحمّساً للفكرة بعد أسبوعٍ كما كنت عند لحظة ولادتها؟ إذا كانت الإجابة "لا"، فربّما هي مجرّد حماسٍ عابرٍ، أمّا الأفكار الصّغيرة أو القابلة للتّنفيذ سريعاً، فلا داعي للمطاولة، انطلق مباشرةً إلى الخطوات التّالية.

2. هل تتماشى هذه الفكرة مع رؤيتك للحياة أو العمل؟

إذا كانت فكرتك لا تتماشى مع أهدافك الكبرى أو الرّؤية العامّة لحياتك أو عملك، فهي على الأرجح مضيعةٌ للوقت، انسجام الفكرة مع رؤيتك يجعل تنفيذها أكثر فائدةً وجدوى.

3. هل تمتلك المهارات الطّبيعيّة لتنفيذ هذه الفكرة؟

وهنا لا نعني أنّك بحاجةٍ لمعرفة كلّ شيءٍ، ولكن إذا كانت الفكرة خارج نطاق مواهبك الأساسيّة (أو كما نسمّيها "منطقة عبقريّتك")، فمن الأفضل أن تعهد بها لشخصٍ آخر، هذا لا يعني الاستسلام، بل فقط البحث عن الأفضليّة في التّنفيذ.

4. هل هذه الفكرة تخدم أهدافك وأولويّاتك الحاليّة؟

ضع إطاراً زمنيّاً محدّداً مثل هذا العام أو هذا الرّبع، واسأل نفسك: هل الفكرة تدعم أهدافي الحاليّة؟ إذا لم تكن كذلك، فربّما من الأفضل حفظها لوقتٍ لاحقٍ.

5. هل ستضعف هذه الفكرة تركيزك الحاليّ أم ستقوّيه؟

آخر شيءٍ تحتاجه هو أن تشتّت نفسك بأفكارٍ جديدةٍ، بينما تعمل على مشروعٍ حاليٍّ، إذا كانت الفكرة ستجذبك في اتّجاهاتٍ متعارضةٍ وتضعف نتائجك، فمن الأفضل التّخلّي عنها الآن بدلاً من مواجهة فوضى لاحقاً.

إذا فشلت الفكرة في إحدى الخطوات، ببساطةٍ، دعها تذهب! التّعلّق بأفكارٍ غير مناسبةٍ يشبه التّمسّك بعلاقةٍ انتهت صلاحيّتها لا خير فيها، ثق أنّ الفكرة الصّحيحة ستأتي في الوقت المناسب، وستكون أفضل من محاولة إجبار فكرةٍ غير متماسكةٍ على النّجاح.

تذكّر أنّ جزءاً كبيراً من إدارة الأفكار يتمثّل في وضع أهدافٍ واضحةٍ لنفسك، ضع تركيزك على ما يهمّ فعلاً، وستجد أنّ اتّخاذ القرارات يصبح أسرع وأسهل.

تعلّم أن تقول "لا" لأفكارك أحياناً!

نعلم جميعاً صعوبة قول "لا" للآخرين؛ فهو قرارٌ قد يسبّب إحراجاً أو شعوراً بالذّنب أحياناً، ولكنّ المدهش أنّ قول "لا" لأفكارك قد يكون أصعب! تماماً كما قد توافق على طلبات الآخرين بدافع المجاملة أو الخوف من رفضهم، قد تجد نفسك متمسّكاً بكلّ فكرةٍ تراودك خوفاً من "التّخلّي عنها".

عندما ترفض طلباً غير ضروريٍّ من الآخرين، فإنّك تحمي وقتك وطاقتك، وعندما ترفض فكرةً لا تضيف قيمةً حقيقيّةً، فإنّك تحمي إبداعك وتركيزك، قل "لا" بحكمةٍ للأشخاص ولأفكارك على حدٍّ سواءٍ؛ لأنّ نجاحك يعتمد على ما تختاره، وليس على ما تتركه خلفك.

تذكّر أنّك، حين تقول "لا" لبعض الأفكار، فإنّك تمنح الأفكار الأكثر أهمّيّةً فرصةً للنّموّ والتّألّق، لذلك، لا تشعر بالذّنب إذا قرّرت تجاهل فكرةٍ لا تتماشى مع أهدافك، أو لا تضيف قيمةً حقيقيّةً، في النّهاية، الإبداع الذّكيّ هو الإبداع الّذي يعرف متى يتوقّف!

في النّهاية، إدارة زحمة الأفكار هي مهارةٌ تحتاج إلى تدريبٍ مستمرٍّ، مثل تعلّم ركوب درّاجةٍ… مع فارقٍ بسيطٍ: في هذه الحالة، الأفكار هي الّتي تحاول قيادتك! لذلك، لا تخف من قول "لا"، لا تتردّد في التّوقّف للتّنفّس، ولا تنس أن تركّز على فكرةٍ واحدةٍ في كلّ مرّةٍ، تذكّر دائماً: الإبداع مثل النّهر؛ قد يبدو جارفاً في البداية، ولكن بتوجيه الصّحيح، يمكن أن يصبح مصدر طاقةٍ لا حدود لها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: