ما العنصر المشترك بين الأثرياء العصاميين؟ مستشاري سيجيبك
كانت إجابته كلمةً واحدة شديدة الغرابة، لكنها رائعة
بقلم كيلي ماين Kelly Main، كاتبة ومستشارة
ربّما ليس من الحكمة الاعترافُ بهذا، ولكن لطالما كان لديّ اهتمامٌ كبيرٌ بالأثرياء، ومن المؤكّد أنّ اهتمامي لم يكن في كيفيّة استمتاعهم بثروتهم، ولكن في كيفيّة اكتسابها. [1]
في المدرسة الثّانوية، كنتُ أحلم بالذّهاب من بابٍ إلى بابٍ في الأحياء الغنيّة حاملةً لوحاً واستبياناً، لأسألَ النّاس عن كيفيّة حصولهم على ثروتهم... كما تعرف، أمورُ مراهقةٍ عاديةٍ.
أطمئنكَ بأنّني لم أقم أبداً بالتّجوال من بابٍ إلى بابٍ مثل بائعي الموسوعات. على الرّغم من ذلك، وبعد عقودٍ، يجب أن أعترفَ أنّ هذه الفكرة ما زالت تخطر ببالي من حينٍ لآخر، على عكس معظم أفكاري في المدرسة الثّانوية.
لذلك، بينما كان مستشاري المالي، المليونير المتمركز في نيويورك، في منزلي الذي يبعد أكثر من 100 ميل للاجتماع ومناقشة أموري الماليّة (جملةٌ طبيعيّةٌ تماماً، وسأشرح لاحقاً)، كان عليّ أن أسألَ:
"هل هناك شيءٌ تراه مشتركاً بين الأثرياء الذين اكتسبوا ثروتهم بأنفسهم؟”
فرغم كلّ شيءٍ، كان قد نشأ هو أيضاً في بداياتٍ متواضعةٍ في بلدةٍ صغيرةٍ، حيث لا يحدُث الكثير ولا أحد سمع بها من قبل. جاء من مكانٍ يُمكن أن تصفه أمي التي نشأت في بوسطن بأنّه "بلدةٌ متخلّفةٌ"، وهو النّوع من الأماكن التي أعرفها جيّداً، لأنّها تشبه المكان الذي أتيتُ منه. ولكن، على عكسي، هو استفاد ممّا يقرب 30 عاماً من النّظر الشّخصي وعن كثبٍ في الحياة الماليّة للآخرين، بمن فيهم العديد من أصحاب الملايين وهو نفسه.
- نظر حوله وأجابَ:
- "هذا"
يُمكنكِ تخيّل الارتباك الأوليّ الذي شعرتُ به كشخصٍ ليس مليونيراً، ولا يتظاهر بأنّه يعيش كمليونيرٍ. لكنّه كان يشير إلى حقيقةِ أنّنا نبذل الجهد. وليس فقط خلال ساعات العمل الرّسميّة خلال أيام العمل، ولكن في السّاعة 8 صباحاً يوم السبت.
وواصل قائلاً إنّ هناك شيئاً مشتركاً بين كلّ مليونيرٍ حقّق ثروته بنفسه: العملُ. ما يفعلونه يختلفُ، وكيف يفعلونه يختلفُ، لكن شيئاً واحداً لا يتغيّر: إنّهم يقومون بفعل الأشياء التي تمهّدُ الطّريق لأمورٍ أفضلَ.
لا يعني ذلك أنّه يجب أن تجلسَ مع مستشارٍ ماليٍّ. قد يكون "هذا" الخاصّ بك هو فعل ما تقوم به بالضّبط طالما كان شيئاً يحرّك عدّادك نحو الوصول إلى أيّ مكانٍ تريد أن تكونَ فيه.
شاهد أيضاً: تحديّات تواجه الأثرياء وتجعل طعم المال مرّاً
ضمن إجابته البسيطة ثمّة رسالةٌ أحتاج في كثيرٍ من الأحيان أن أذكّر نفسي بها، وهي التي تظهر كثيراً في المحادثات مع الأصدقاء ممّن أسّسوا أعمالهم الخاصّة. وتنقسم إلى ثلاثة مبادئ بسيطةٍ، وباستيعاب هذه المبادئ يمكن أن تساعدَ هذه الرّسالة في صياغة الطّريق نحو النّجاح الذّاتيّ.
الثروة ساحرة، لكن الطريق إليها قد لا يكون كذلك
يبدو أنّ النّتيجة النّهائيّة لتحقيق الثّراء مشوّقةٌ جدّاً للمراقبين، ولكن الطّريقَ للوصول إلى هناك غالباً ما يكون على عكس ذلك تماماً.
قال مستشاري الماليّ: إنّ الخيطَ المشتركَ بين أغنى عملائه هو أنّهم عمّالٌ شديدو الجدّ. إنّهم ليسوا أعضاءً في منظّمةِ مينسا لذوي الذّكاء الفائق، أو أولئك الذين ورثوا الملايين، أو أولئك الذين حظوا بفكرةٍ عشوائيّةٍ لمشروعٍ ناشئٍ انطلق كالنّار في الهشيم بجهدٍ ضئيلٍ أو بدون جهدٍ على الإطلاق، على الرّغم من أنّ هذه الطّرق هي أيضاً طرقٌ للثّراء.
لا يوجد سبيلٌ لتجنّبه، فتراكم الثّروة ينطوي على الكثير من العمل؛ حسناً، ما لم تولد وفي فمك ملعقة من فضّةٍ. ولكن مجرّد كونك طفلاً عادياً بدون ملعقةٍ من الفضّة لا يعني أنّك لا يمكنك أن تصبحَ شخصاً بالغاً في فمه ملعقة من الفضّةِ. فرغم أنّه قد لا يكون لدينا القدرة على التّأثير على ثروة أسلافنا، إلّا أنّ لدينا القدرة على التّأثير على ثروة ذرّيتنا.
شاهد أيضاً: لِمَ الأمر مقبولٌ إن كان (في الغالب) مرتبطاً بالمال
الاستعداد لفعل ما لن يقوم به معظم الناس، لتمتلك ما لن يمتلكوه
غالباً ما نسمعُ عن اللّيالي المتأخّرة، والصّباحات الباكرة، ومباريات كرة القدم التي تفوتكَ، والحفلات الاجتماعيّة. ولكنّها أيضاً تتضمّن تقليلَ الدّعوات إلى الأحداث الاجتماعيّة، وتأثُّر العلاقات الشّخصية، وتلك النّظرات الجنونيّة عندما يسمع النّاس أنّك لا ترغب في قضاء ليلة الجمعة في المقهى مع الأصدقاء... أو أنّك تستيقظ في السّاعة 4 صباحاً يوم السّبت للعمل بينما يبقى باقي العالم نائماً.
كما قال المتحدّث التّحفيزي الشّهير ليس براون Les Brown: "يجب أن تكونَ على استعدادٍ لفعل الأشياء التي لن يقوم بها أناس آخرون اليوم، من أجل أن تمتلكَ الأشياء التي لن يمتلكها أناس آخرون في الغد".
إنّه أسبوعُ العملِ البالغ من 50 إلى 80 ساعة والذي يبدو غير منطقيّ بالنّسبة لأولئك الذين يرون الثّراء على أنّه الطّيران بالطّائرات الخاصّة إلى الجزر النّائيّة واحتساء المشروبات في وقت الظّهيرة في أيامِ العمل الأسبوعيّة. لأنّك ببساطةٍ لن تصلَ إلى هناك دون رغبةٍ في فعل ما لن يقومَ به الآخرون، والذي يشمل غالباً العمل بساعاتٍ فلكيّةٍ.
شاهد أيضاً: 3 أمور عليك النظر فيها قبل تأسيس أوّل عملٍ لك
المال يأتي من العمل، ولكن الحرية تأتي من الانضباط
ما يرغبُ فيه معظمنا أكثر من المال هو الحريّة التي نرى أنّ المالَ يُمكن أن يشتريها لنا. لكنّ الأمرَ ليس فقط أنَّ المالَ يساوي الحريّة، إذ أنّ وجودَ المال لا يعني بالضّرورة أنّك قادرٌ على الاحتفاظ بمالكَ. إذا عشتَ خارج إمكانياتك، فلن يهمّ كم من المال تكسبُ. إنّه أحد أكثر الأخطاء التي شهدتُها شيوعاً عندما كنتُ أعمل كأمينةِ مصرفٍ قبل سنواتٍ. لأنّ المال وحده لا يشتري السّعادة، ولكن عند إدارته بشكلٍ صحيحٍ، يُمكن أن يشتري الحريّة بشكلٍ أساسيّ.
الآن، أن أكون مستيقظةً في الصّباح الباكر يوم السّبت للاجتماع مع مستشاري الماليّ (الذي كان في المدينة يزور العائلة) قد لا يثير بالضّبط مشاعر الحريّة. ولكن كنتُ أفعل ما يفعله الأثرياء الذين اكتسبوا ثروتهم بأنفسهم والعديد من أنجح رواد الأعمال في العالم: كنتُ أقوم ببذل الجهد كوسيلةٍ لوضع نفسي في المكان الذي أريد الوصول إليه. قد تكون خطوةً صغيرةً فقط، ولكن إذا كانت خطوةً في الاتجاه الصّحيح، فلا يهمّ من أين تبدأ.