سارة أبو ريشة: تعلّم كيف تتحوّل المشاريع الصغيرة إلى عملاقة
سيدة الأعمال الأردنية التي حقّقت أحلام الكثيرين بتحويل مشروعاتهم الصغيرة لكيانات كبرى في فترةٍ وجيزةٍ
لكلِّ شخصٍ حلمٌ، ويبدو أنَّ سيدة الأعمال الأردنية سارة أبو ريشة حدَّدت هدفها منذ سنوات عمرها المبكِّرة في تحقيق أحلام الآخرين، لتكون واقعاً حيّاً بقدر ما تستطيع، فقبل حتَّى تخرُّجها من المدرسة الثَّانويَّة في عمَّان تطوَّعت مع مؤسَّسة الموئل الأردنيَّة لتقديم قروض التَّمويل الصغير لتطوير المشروعات الرِّياديَّة في تنزانيا، وساهمت مع التَّنزانيَّين المحليَّين في مشروعاتٍ مختلفةٍ لتحسين النِّظام التَّعليميّ؛ ليصبح دعمُ المشروعات الرّياديَّة الصَّغيرة في أفريقيا والشَّرق الأوسط هدفَها منذ خوض الحياة العمليَّة، والتي توّجتها بأن أصبحت شريكةً مساهمةً في شركة نواة Nuwa capital، تلك المنصَّة الاستثماريَّة الكبرى التي تعيد تعريف العلاقة بين مؤسِّسي المشروعات الصَّغيرة ورأس المال.
فمن هي سارة أبو ريشة؟ وكيف تمكَّنت من تحقيق إنجازاتٍ مميزةٍ مع عشرات المشروعات الصغيرة في الشرق الأوسط وأفريقيا، على الرَّغم من سنوات عمرها القليلة؟ وما أحلامها وخططها المستقبليَّة؟ [1]
من هي سارة أبو ريشة؟
سارة أبو ريشة شريكٌ مؤسّسٌ ومعنيٌّ بالاستثمارات في شركة Nuwa Capital منذ عام 2020، كما عملت مديرةً للمشروعات في ومضة كابيتال، وهو صندوقٌ استثماريٌّ مهتمٌّ بشركات التّكنولوجيا في الشّرق الأوسط وشرق أفريقيا. نجحت سارة خلال فترة عملها في إدارة صفقاتٍ مع أكثر من 20 شركةٍ إلى جانب تقديم مراحل تمويل متنوِّعة، وكان لها دورٌ كبيرٌ في صفقاتٍ رئيسيّةٍ مباشرةٍ، مثل: المتعلِّقة بشركات نانا دايركت Nana Direct وزيوا Ziwo وأيوا Eyewa، وتُعدُّ شركات مامزوورلد وكريم من أشهر الشَّركات التي حقَّقت طفراتٍ مع ومضة برعايةٍ مباشرةٍ من سارة أبو ريشة.
حصلت سارة أبو ريشة على بكالوريوس التِّجارة الماليَّة من جامعة ماكجيل الكنديَّة في مونتريال عام 2011، لتبدأ حياتها العمليَّة في لندن في ستاندرد آند بورز ضمن برنامجٍ تدريبيٍّ في التَّقييم وإدارة المخاطر، وهو البرنامج المعنيّ بتحليل بيانات اتجاهات المبيعات والفرص وأبحاث قواعد البيانات، كما عملت في أقسامٍ متنوِّعةٍ هناك، بما في ذلك: برنامج إدارة العملاء والتَّحليل والتَّسويق وتقييم تصنيفات الشَّركة ونسب الدّيون وغيرها. [2]
بداية سارة أبو ريشة مع المشروعات الصغيرة
كانت بداية سارة أبو ريشة مع المشروعات الصَّغيرة ومساعدتها على التَّطوُّر منذ سنوات حياتها المبكِّرة مع جمعية الموئل، والتي تطوَّعت للعمل بها لمدَّة شهرين في عام 2007، وتابعت شغفها بعد ذلك بالانضمام عام 2011 إلى مؤسَّسة إرنست ويونغ Ernst & Young بفرعها في الإمارات العربية المتحدة، والتي تُعدُّ إحدى أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم مع تقديم خدماتٍ استشاريةٍ ومحاسبةٍ وغيرها، مع شراكةٍ مع أكثر من 140 شركةٍ حول العالم؛ لتعمل بها سارة حتَّى عام 2014 قبل أن تتركها مغادرةً إلى ومضة، التي تُعدّ واحدةً من أهمّ المحطَّات في حياتها.
شاهد أيضاً: لينا خليفة مؤسسة مشروع "She Fighter" الذي نجح في إنقاذ النساء
شركة ومضة وسارة أبو ريشة
انطلاقةٌ كبرى حقَّقتها سارة أبو ريشة مع شركة ومضة الاستثماريَّة الكبرى، فهي واحدةٌ من أهمّ الشَّركات الرَّائدة في رأس المال الاستثماريّ، وتتَّخذ من دبي مقرَّاً لها، وتستثمر في شركات التكنولوجيا الناشئة التي في المراحل المبكِّرة.
وساهمت سارة بشكلٍ أساسيٍّ في إطلاق "Wamda X"، وهو برنامجُ زمالةٍ استهدف التَّعرُّف على روّاد الأعمال المبتدئين وتقديم منحٍ لشركاتهم النَّاشئة، والتي ما تزال في مراحلها المبكِّرة مع ضرورة أن يكون للشَّركة دورٌ قويٌ في التَّغيير، ويمكن توسيعها عبر أسواقٍ متنوّعةٍ.
وقد استغل هذا البرنامج تدفُّق عمالقة التِّكنولوجيا العالميَّة، مثل: أوبر وأمازون وغيرها في منطقة الشَّرق الأوسط، وما أدَّى إليه ذلك من تطوُّرٍ كبيرٍ في البنية التَّحتيَّة في الكثير من الدُّول الأفريقيَّة، لطرح مشروعاتٍ تكنولوجيّةٍ متباينةٍ مع تحقيق نجاحاتٍ كبرى لها.
وأكَّدت سارة أبو ريشة مراراً على ضرورة سدّ الفجوة بين المستثمرين وروّاد الأعمال النَّاشئين، مع ضرورة تقديم الدَّعم في مراحل ما قبل التَّأسيس، وقد نجحت عبر هذا البرنامج وغيره في دعم عشرات الشَّركات النَّاشئة التي أصبحت في سنواتٍ قليلةٍ من أهمّ الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا. [2]
شركة نواة وانطلاقة قوية في دعم المشروعات الصغيرة
أسَّست سارة أبو ريشة شركة نواة عام 2020 مع كلٍّ من: خالد التَّلهوني وستيفاني نور برنس، وهي تستهدف في المقام الأوَّل أسواق كلٍّ من الشَّرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، واتَّخذت مقرَّها في دبي مع توجيه عنايةٍ كبيرةٍ للسُّوق الأفريقيَّة عبر البدء بدعم شركتين في كينيا هما: تويجا Twiga وآزا AZA.
وأكَّدت سارة في مقابلةٍ لها أنَّ قوّة السُّكان في أفريقيا تُشكِّلُ أساس نجاح أيَّةِ شركةٍ، فهنا القوَّة الشِّرائيةُ كبيرةٌ، وهي تختلف عن القوّة الشِّرائيَّة في دول مجلسِ التعاون الخليجي، على سبيل المثال؛ لذا ترى فرصاً ضخمةً للغاية في أفريقيا لا بدَّ من استغلالها وتجنُّب تهميش هذه المناطق الواعدة. [3]
شاهد أيضاً: كيف تبدأ مشروعك بميزانية منخفضة دون أن تخرج عنها في 7 خطوات؟
ما أهم التحديات التي تواجهها سارة أبو ريشة؟
يأتي تدريب الكوادر والمؤسّسين على رأس التَّحدّيات التي تهتمُّ بها سارة أبو ريشة مع مؤسَّسة نواة، فهو في رأيهم العامل الأساسيُّ لتحقيق النَّجاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ لذلك أطلقوا برنامج تدريب شركات رأس المال المخاطر الذي يتضمَّن دوراتٍ متقدمة على أساسٍ ربع سنويٍّ لكلِّ فردٍ يتطلَّع للاستثمار الشَّخصيِّ أو تعزيز مستقبله المهنيّ، ويساعد البرنامج العشرات في تحديد الفرص الاستثماريَّة، بالإضافة إلى تقييمها وقدرتها على التَّوسُّع والانتشار.
في النّهاية، إنَّ سارة مع شركة نواة توجِّه اهتماماً متزايداً نحو التكنولوجيا المالية وتدعم الشركات الناشئة في هذا الاتجاه، ليس بالمال فقط ولكن بالاستشارات أيضاً دون تقديم آمالٍ مضلِّلةٍ أو وعودٍ زائفةٍ، كما تُقدِّم خدماتٍ متميِّزةٍ لشركات SaaS في مختلف الصِّناعات، وتُرحِّب المنصَّة بالمتاجر الإلكترونية والأسواق التي تتمتَّع بعلامةٍ تجاريّةٍ خاصّةٍ، كلُّ هذا دون إهمالِ الشَّركات التي تُغيِّر في الاستثماراتِ التَّقليديَّة، مثل: تكنولوجيا التَّعليم والتّكنولوجيا الصّحيّة والتّكنولوجيا الزّراعية؛ لذا تُعدُّ من المنصَّات التي تُحدث فارقاً قوياً في الاستثمار بالمنطقة العربيَّة وأفريقيا في مجموعةٍ ضخمةٍ من المجالات.
لمزيدٍ من قصص النجاح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.