الرئيسية الذكاء الاصطناعي ألتمان: السرعة سلاح الشركات الناشئة لتجاوز عمالقة السوق

ألتمان: السرعة سلاح الشركات الناشئة لتجاوز عمالقة السوق

سام ألتمان يتوقّع أن يقلب الذّكاء الاصطناعي موازين السّوق لصالح الشّركات النّاشئة، بفضل مرونتها وقدرتها على التّكيف بسرعة هائلة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يرى "سّام ألتمان"، المؤسّس والرئيس التّنفيذيّ لشّركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، أنّ الشّركات النّاشئة تملك ميزةً استثنائيّةً تمنحها القدرة على التّنافس بشكلٍ قويٍّ ضدّ أكبر الشّركات في السّوق: وهي "السّرعة".

وفي حوارٍ مع "غاري تان"، رئيس شركة "واي كومبيناتور" (Y Combinator) عبر يوتيوب، وضّح ألتمان رؤيته حول ميزة السّرعة في عالم الأعمال، موضّحاً أنّ الشّركات الكبيرة، كلّما توسّعت، ازدادت تعقيداتها ودورات التّخطيط لديها، ممّا يؤدّي إلى بطء قدرتها على التّكيّف. وفي الوقت نفسه، تستطيع الشّركات النّاشئة الاستجابة للتّغييرات بسرعةٍ كبيرةٍ. وقال ألتمان: "حتّى الشّركات النّاشئة الّتي لها بضع سنواتٍ فقط أصبحت تلتزم بدوراتٍ تخطيطيّةٍ ربع سنويّةٍ، بينما الشركات الضخمة مثل "غوغل" (Google)، تعمل بخططٍ تمتدّ لسنواتٍ، وربّما لعقودٍ لتحقيق أهدافها".

ويشير ألتمان إلى أنّ الميزة الأساسيّة للشّركات النّاشئة مقارنةً بالشّركات الكبيرة، هي قدرتها على التّفاعل السّريع مع التّقنيات الجديدة والتّغييرات المتسارعة. فالشّركات الكبيرة، كما يقول، تكون في موقعٍ أفضل عندما تكون التّغييرات بطيئةً والمشهد السّوقيّ غير معقّدٍ. لكن عندما يشهد العالم ثورةً تقنياتٍ كبيرةٍ، مثل ظهور الإنترنت أو الهواتف الذّكيّة، تصبح هذه التّغييرات فرصاً ذهبيّةً للشّركات النّاشئة لتقديم حلولٍ مبتكرةٍ وسريعةٍ، مستفيدةً من مرونتها وقابليّتها للتّأقلم.

وهذا، بحسب ألتمان، يجعل الشّركات النّاشئة في موقفٍ متميّزٍ، إذ بإمكانها اتّخاذ قراراتٍ جريئةٍ وتوجيه مسارها بسرعةٍ، بينما تجتمع الشّركات الكبيرة في اجتماعاتٍ مطوّلةٍ وتشكيل لجانٍ لتحديد خطواتها، ممّا يعني بطئاً ملموساً في مواكبتها للمستجدات.

كيف يساعد الذّكاء الاصطناعيّ الشّركات النّاشئة على الابتكار؟

يشير ألتمان إلى أنّ الذّكاء الاصطناعيّ هو عاملٌ إضافيٌّ يمنح الشّركات النّاشئة قوّةً كبيرةً. ومع تزايد قدرات الذّكاء الاصطناعيّ، يمكن لفريقٍ صغيرٍ من المطوّرين وروّاد الأعمال تصميم وإطلاق منتجاتٍ جديدةٍ بسرعةٍ عاليةٍ. على سبيل المثال، يمكن للذّكاء الاصطناعيّ تبسيط عمليّة تطوير البرمجيّات أو إنتاج المحتوى أو حتّى أتمتة بعض جوانب التّسويق والتّحليل، ممّا يوفّر على الشّركات النّاشئة الكثير من الوقت والجهد الّذي قد تضطرّ الشّركات الكبيرة لاستثماره في عمليّاتٍ معقّدةٍ وفرقٍ ضخمةٍ.

ووفقاً لألتمان، فإنّ هذه اللّحظة تعتبر فرصةً ذهبيّةً لروّاد الأعمال الطّموحين للانطلاق وبناء شركاتهم النّاشئة، حيث قال: "هذه بالفعل أفضل فترةٍ مرّت على ريادة الأعمال حتّى الآن"، وأضاف متفائلاً بأنّ المستقبل قد يحمل فرصاً أكثر روعةً، مع تأكيده أنّ الذّكاء الاصطناعيّ سيجعل من الممكن قيام شركاتٍ عملاقةٍ يديرها فردٌ أو فريقٌ صغيرٌ بفضل تقنيات الذّكاء المتطوّرة.

فعبّر ألتمان عن هذا التّفاؤل من خلال مقاله الأخير بعنوان "عصر الذّكاء"، الّذي تحدّث فيه عن الإمكانات الكبيرة الّتي يتيحها الذّكاء الاصطناعيّ لتحقيق إنجازاتٍ تشبه السّحر. حيث يؤمن ألتمان أنّ الذّكاء الاصطناعيّ سيقود البشريّة إلى إنجازاتٍ هائلةٍ، مثل استكشاف الفضاء وإنشاء مستعمراتٍ بشريّةٍ خارج الأرض، وإيجاد حلولٍ للتّحدّيات الكبرى الّتي تواجه كوكبنا مثل تغيّر المناخ، بل وحتّى التّوصّل إلى فهمٍ شاملٍ للفيزياء واكتشافاتٍ علميّةٍ غير مسبوقةٍ.

ويرى أنّ هذه القوّة الّتي يتيحها الذّكاء الاصطناعيّ للشّركات النّاشئة هي مفتاحٌ للتّنافسيّة، وليس مجرّد أداةٍ تقنيّةٍ. فهي تمثّل وسيلةً تمكّن الشّركات الصّغيرة من تحقيق إنجازاتٍ هائلةٍ بتكلفةٍ أقلّ وبسرعةٍ أكبر، مستفيدةً من قدرة التّقنيّة على تسريع الأفكار إلى منتجاتٍ وتطبيقاتٍ تعزّز موقعها في السّوق.

في النهاية، تتسارع التّغييرات التّقنيّة في الوقت الحالي بشكلٍ غير مسبوقٍ، لتصبح السّرعة في التّكيّف والاستجابة هي ميزةٌ تنافسيّةٌ لا تقدّر بثمنٍ. والشّركات النّاشئة الّتي تدرك ذلك، وتستفيد من إمكانات الذّكاء الاصطناعيّ ستتمكّن من شقّ طريقها نحو النّجاح، حتّى في وجه عمالقة السّوق.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: