الرئيسية الريادة قيادة بلا قيود: فلسفة ستيف جوبز في تمكين الأذكياء!

قيادة بلا قيود: فلسفة ستيف جوبز في تمكين الأذكياء!

يفتح الإيمان بالقدرات والإبداع آفاقاً جديدةً، ممّا يقود إلى الابتكار وتحقيق النّجاح الجماعيّ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

قبل وفاته المفاجئة بسنواتٍ، اعتقد ستيف جوبز أنّ القيادة العظيمة تتجلّى في عدّة أشكالٍ، مثل امتلاك الرّؤية الواضحة، والتّركيز الشّديد، وتمكين الآخرينومع ذلك، شدّد جوبز على وجود سمةٍ أساسيّةٍ للقيادة الاستثنائيّة يصعب على البعض تقبّلها: السّماح للآخرين بتحدّي أفكار رؤسائهم، بدلاً من مجرّد اتّباعها. فقد كان جوبز يقدّر الأشخاص الّذين يمتلكون الشّجاعة والثّقة لتحدّي الوضع الرّاهن وحتّى معارضة أفكاره الشّخصيّة.

كما رأى جوبز أنّ القادة الجيّدين يُتيحون للآخرين التّعبير عن آرائهم ومواجهة الأفكار عند الضّرورة؛ لهذا السّبب قال: "ليس من المنطقيّ أن نوظّف أشخاصاً أذكياء، ثمّ نملي عليهم ما يفعلونه؛ نحن نوظّف الأشخاص الأذكياء ليعلّمونا ما يجب علينا فعله".

امنح الأذكياء حرية الإرشاد وصنع القرار

رأى ستيف جوبز أنّ نجاح شركة "آبل" (Apple) جاء نتيجة العبقريّة الجماعيّة لفريق العمل، إذ أدرك أنّ الأعضاء الأذكياء في الفريق، بحكم قربهم من الواقع اليوميّ للعملاء، يفهمون احتياجاتهم وتوقّعاتهم بشكلٍ أفضل، ممّا سمح لهم بحلّ المشاكل، وإبهار العملاء، وتقديم منتجاتٍ أكثر تطوّراً وتجارب مستخدمٍ غنيّةٍ ومميّزةٍ. لذلك، ركّز جوبز على منحهم الحرّيّة الكاملة لاتّخاذ القرارات والإسهام بأفكارهم دون قيودٍ؛ لأنّهم يحتاجون إلى الاستقلاليّة والصّلاحيّات اللّازمة لتحقيق أفضل النّتائج.

كذلك اعتمد جوبز على تمكين العاملين في المجالات المعرفيّة في المؤسّسات الأكثر ذكاءً وانفتاحاً، حيث شجّع المديرون على مشاركة المعلومات بشفافيّةٍ وتقليل مستويات التّسلسل الإداريّ. حيث أتاح هذا النّهج للموظّفين التّفكير بحرّيّةٍ واتّخاذ القرارات بسرعةٍ وفاعليّةٍ، ممّا ساعد على تحقيق الابتكار والتّطوير المستمرّ.

بالإضافة إلى ذلك، ركّز جوبز على الثّقة بقدرات موظّفيه، خاصّةً خلال مرحلة النّموّ السّريع لشركة آبل بعد عودته إليها. ولكنّ هذه الثّقة لم تكن تفاؤلاً عشوائيّاً، بل استندت إلى مبادئ قياديّةٍ متينةٍ. وفي حديثه مع مجلّة "رولينغ ستون" (Rolling Stone) خلال فترةٍ صعبةٍ من حياته المهنيّة، قال جوبز: "المهمّ أن تؤمن بالنّاس، بأنّهم في جوهرهم أذكياء وجيّدون، وإذا أعطيتهم الأدوات المناسبة، فسيصنعون أشياء مذهلةً باستخدامها".

الثّقة هي الأساس لتحقيق النّجاح

تشكّل الثّقة جوهر العلاقات الفعّالة، حيث تبني قاعدةً صلبةً للعمل الجماعيّ، والتّعاون المثمر، والابتكار المستدام. وبدونها، تعجز هذه العناصر عن النّموّ أو تحقيق النّجاح المطلوب، فاعتمد ستيف جوبز على ترسيخ الثّقة كأحد الأسس الجوهريّة الّتي تدعم علاقاته مع موظّفي شركة آبل، ممّا ساعده على تمكين الفريق من تطوير منتجاتٍ ثوريّةٍ أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة.

اعتمد القادة النّاجحون الثّقة كنهجٍ أساسيٍّ، من خلال تقديمها لفرقهم منذ البداية، وقبل أن تكتسب، فبإظهار الثّقة منذ البداية، يعزّزون إيمانهم بقدرة فرقهم على الإبداع، وحلّ المشكلات، وتحقيق أفضل النّتائج، ممّا يمنّحهم ميزةً تنافسيّةً كبيرةً، ويضمن نجاحاً طويل الأمد.

نهج جوبز البسيط لقيادةٍ ناجحةٍ

ركّز ستيف جوبز على منهجيّةٍ واضحةٍ وفعّالةٍ لتحقيق النّجاح القياديّ:

  • آمن بإمكانات موظّفيك وقدراتهم.
  • وفّر لهم الأدوات والموارد الّتي يحتاجونها للإنجاز.
  • أزل العقبات الّتي تعترض طريق نجاحهم.
  • دعهم يعملون بحرّيّةٍ دون تدخّلٍ غير ضروريٍّ.

عندما يطبّق القادة هذه المبادئ، ينجحون في بناء بيئة عملٍ تحفّز الموظّفين على الشّعور بالتّقدير، وتعزّز ثقتهم بقدراتهم، وتلهمهم لتحقيق إنجازاتٍ استثنائيّةٍ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: