شراكةٌ بين MANTRA و DAMAC لترميز أصولٍ بقيمة مليار دولارٍ
بهدف دمج التّمويل التّقليديّ بتقنية البلوكشين لفتح آفاقٍ استثماريّةٍ جديدةٍ
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنكليزيّة من هنا.
وقّعت "مانترا" (MANTRA)، وهي بلوكشين مُخصّصةٌ من الطّبقة الأولى لترميز الأصول الواقعيّة (RWAs)، اتفاقيّةً بقيمة مليار دولارٍ أمريكيٍّ مع مجموعة "دماك" (DAMAC) الاستثماريّة، الّتي تتّخذ من دبي مقرّاً لها، بهدف ترميز الأصول ضمن محفظتها المتنوّعة، والّتي تشمل العقارات، وقطّاع الضّيافة، ومراكز البيانات، وقطّاعاتٍ أُخرى.
ستُتيح هذه الشّراكة إمكانيّة التّمويل المُعتمد على التّرميز لأصول دماك، الّتي تُقدّر قيمتها بما لا يقلّ عن مليار دولارٍ أمريكيٍّ، وستكون هذه الأصول المرمّزة متوفّرةً حصريّاً على سلسلة مانترا مع بداية عام 2025، ممّا يوفّر للمستثمرين مستوياتٍ محسّنةً من الشّفافيّة، والأمان، وسهولة الوصول. وتأتي هذه الاتفاقيّة في أعقاب إطلاق الشّبكة الرّئيسيّة لسلسلة مانترا في أكتوبر 2024، ممّا يُمثّل خطوةً متقدّمةً نحو دمج التّمويل التّقليديّ مع تقنية البلوكشين.
تأسّست مجموعة دماك في عام 2002 على يد حسين سجواني، وتعمل في 7 مجالاتٍ رئيسيّةٍ تشمل العقارات، والأسواق الماليّة، والضّيافة، والتّصنيع، ومراكز البيانات، وقد أعلنت المجموعة في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع عن استثمارٍ بقيمة 20 مليار دولارٍ أمريكيٍّ في صناعة مراكز البيانات بالولايات المتّحدة، ممّا يُعزّز وجودها العالميّ في أمريكا الشّماليّة وأوروبا وآسيا والشّرق الأوسط.
أمّا مانترا، الّتي تأسّست في عام 2021 على يد جون باتريك مولين، وجايانت رامناند، وستيفان لوران فيلديو، وويل كوركين، فهي تقدّم بلوكشين مفتوحة المصدر تلبّي المتطلّبات التّنظيميّة، وتدعم التّشغيل البينيّ بين الشّبكات، وتحظى مانترا بدعم من شركةٍ "شروق" (Shorooq)، الّتي تُعدّ من أنشط الشّركات الاستثماريّة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي تصريحٍ له، قال جون باتريك مولين، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة مانترا: "إنّ هذه الشّراكة مع مجموعة دماك تعدّ بمثابة تأكيدٍ لدور قطاّع ترميز الأصول الواقعيّة، ونحن سعداء للغاية بالشّراكة مع مجموعةٍ رائدةٍ تشاركنا طموحاتنا، وترى الإمكانيّات الهائلة في إدخال الفرص التّمويليّة التّقليديّة إلى تقنية البلوكشين".
كما أوضحت أميرة سجواني، المديرة العامّة للمبيعات والتّطوير في مجموعة دماك، قائلةً: "تسعى دماك دائماً لاستكشاف التّقنيات الجديدة لتعزيز منتجاتها، إذ تُمثّل الشّراكة مع شركة مانترا امتداداً طبيعيّاً لالتزامنا بالابتكار وتقديم حلولٍ مستقبليّةٍ، إذ سيتيح ترميز أصولنا للمستثمرين وسيلةً آمنةً وشفّافةً ومريحةً للوصول إلى مجموعةٍ واسعةٍ من الفرص الاستثماريّة".
وفي مقابلةٍ حصريّةٍ مع "عربية .Inc"، سلّط جون باتريك مولين الضّوء على التّأثير المحتمل لشراكة شركته مع دماك، إذ قال: "لطالما كانت دبي رائدةً في هذا المجال، وبالتّالي فإنّ الشّراكة مع مجموعة دماك ستسهم في تعزيز اعتماد تقنية البلوكشين على نطاقٍ واسعٍ في قطّاع العقارات والصّناعات التّقليديّة الأخرى"، وأضاف: "على المدى البعيد، نعتقد أنّ هذا التّعاون سيحفّز الأسواق العالميّة الأُخرى على خلق فرصٍ استثماريّةٍ جديدةٍ لمجموعةٍ أوسع من المستثمرين".
بالنّسبة لخطط الشّركة المستقبليّة، عبّر جون باتريك مولين عن تفاؤله بمستقبلها المشرق، إذ قال: "عام 2025 سيكون مزدحماً للغاية بالنّسبة لنا، حيث سنركّز على استقطاب شركاء مؤسّسيين جددٍ وتوفير فرصٍ استثماريّةٍ جديدةٍ عبر التّرميز". وأضاف: "إلى جانب جلب أصولٍ عالية الجودة إلى البلوكشين، نُركّز على تقديم نظامٍ بيئيٍّ متكاملٍ من التّطبيقات اللّامركزيّة؛ لتعزيز السّيولة والتّكامل في هذه المنتجات، ممّا يُظهر للعالم أنّ مانترا هو السّجل المفضّل للأصول الواقعيّة، فالمستقبل يتّجه نحو الترميز، وكلّما أسرعت في تبنّي هذا المستقبل، كان ذلك أفضل".
وفي حديثه مع "عربية .Inc"، أشار شين شين، الشّريك المؤسّس في شركة شروق، إلى أنّ التّعاون بين مانترا ودماك يشكّل علامةً فارقةً لكلٍّ من منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا وسوق الأصول الواقعيّة المرمّزة عالميّاً، إذ قال: "تُعتبر الشّراكة بين مانترا ومجموعة دماك إنجازاً ثوريّاً، ليس فقط لنظامي العقارات والويب 3 في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن أيضاً لتطوّر السّوق العالميّ للأصول الواقعيّة المرمّزة".
وفي هذا السّياق، أوضح شين أنّ التّرميز يُمكن أن يساعدَ في التّغلّب على العوائق التّقليديّة الّتي تحدّ من الاستثمار في قطّاع العقارات، إذ قال: "لطالما كانت العقارات فئة أصولٍ ذات إمكاناتٍ هائلةٍ، لكنّها محدودة الوصول بسبب عوائق، مثل: التّكاليف المرتفعة للدّخول، وعدم الكفاءة، ونقص الشّفافيّة". وأضاف: "من خلال ترميز الأصول على بلوكشين مانترا، نحن نعمل على إضفاء طابعٍ ديمقراطيٍّ على هذا السّوق، ممّا يجعله أكثر شموليّةً وسيولةً".
وفقاً لشين، فإنّ تأثير هذه الشّراكة يمتدّ إلى ما هو أبعد من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تُرسّخ سابقةً عالميّةً لدمج تقنية البلوكشين في الصّناعات التّقليديّة، إذ أوضح قائلاً: "مع ترميز محفظة أصول دماك البالغة قيمتها مليار دولارٍ، نُمكّن الملكية الجزئيّة، ونُتيح فرصاً لقاعدة أوسع من المستثمرين للمشاركة في أصول ذات قيمةٍ عاليةٍ "، وأضاف: "هذا يُعزّز الشّفافيّة، ويوفّر أماناً أكبر، ويرفع الكفاءة، وهي عواملٌ حاسمةٌ لجذب ثقة المؤسّسات وتسريع عمليّة التّبني".
وعن المستقبل، يرى شين أنّ هذه الشّراكة تُعدّ أساساً لتغيّيراتٍ أوسع في طريقة تقييم الأصول وتداولها، إذ صرّح قائلاً: "على المدى الطّويل، تمتلك هذه الشّراكة القدرة على إعادة تعريف كيفيّة تقييم الأصول والوصول إليها وتداولها". وأضاف: "أنّها تُمهّد الطّريق لمستقبلٍ تتفاعل فيه الأصول الواقعيّة المرمّزة بسلاسةٍ مع الأنظمة الماليّة اللّامركزية، ممّا يُحقّق كفاءةً هائلةً، ويُحرّر تريليونات الدّولارات من القيمة غير المُستغلّة عالميّاً".
أمّا بالنّسبة لخطط مانترا المستقبليّة، فقد أوضح شين طموحات الشّركة في بناء نظامٍ بيئيٍّ للأصول المرمّزة، إذ قال: "هذه الشّراكة مع دماك ليست سوى البداية"، وأضاف: "تبني مانترا بنيةً تحتيّةً تتجاوز مجرّد ترميز الأصول؛ إنّها تُركّز على إنشاء نظامٍ بيئيٍّ حيث يلتقي التّمويل التّقليديّ بالابتكار اللّامركزيّ".
مؤكّداً على تركيز الشّركة على التّطوّرات التّكنولوجيّة لجعل التّرميز أكثر سهولةً، إذ قال شين: "نتطلّع إلى توسيع هذا النّموذج ليشمل فئات أصولٍ مختلفةً، بما في ذلك السّلع الفاخرة والمواد الخامّ والمنتجات الماليّة، مع تعزيز قابلية التّشغيل البينيّ بين الشّبكات لجذب المزيد من الجهات المعنيّة إلى النّظام البيئيّ، وتشمل خارطة الطّريق بناء شراكاتٍ مع جهاتٍ مؤسسيّةٍ عالميّةٍ وتعزيز التّعاون مع الهيئات التّنظيميّة لضمان الامتثال وقابليّة التّوسّع".
بالنّسبة لروّاد الأعمال والشّركات النّاشئة الّتي تسعى لدخول قطّاعي الويب 3 والأصول الرّقميّة الواقعيّة (RWA)، شدّد شين على أهميّة التّفكير بعيد المدى والنّموّ المستدام، إذ قال: "نصيحتي ثلاثيّة الجوانب. أوّلاً، ركّزوا على التّأثير الواقعيّ: التّكنولوجيا تكون ذات قيمةٍ فقط إذا حلّت مشكلاتٍ حقيقيّةً، وافهموا نقاط الضّعف في الصّناعات التّقليديّة، وابنوا حلولاً تضيف قيمةً ملموسةً". كما أكّد على أهميّة الامتثال التّنظيميّ، إذ قال: "لن تصل تقنية البلوكشين والتّرميز إلى كامل إمكانيّاتها إلّا من خلال بناء الثّقة والامتثال".
وأخيراً، شدّد شين على أهميّة التّفكير بعيد المدى، إذ قال: "لا يزال قطّاع الويب 3 في مراحله الأولى، والنّجاح سيأتي لأولئك الّذين يركّزون على النّموّ المستدام، بدلاً من المكاسب قصيرة الأجل، فركّزوا على بناء أنظمةٍ بيئيّةٍ متكاملةٍ، وليس فقط منتجاتٍ".