الرئيسية الأخبار شركة Metric الإماراتية تجمع تمويلاً بملايين الدولارات

شركة Metric الإماراتية تجمع تمويلاً بملايين الدولارات

بهدف توسيع خدماتها المالية المُعزّزة بالذكاء الاصطناعي في الخليج وآسيا وأفغانستان

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

نجحت شركة "مترك" (Metric)، وهي شركةٌ ناشئةٌ متخصّصةٌ في التّكنولوجيا الماليّة والذكاء الاصطناعي ومقرّها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، في تأمين جولةٍ تمويليّةٍ أوليّةٍ بلغت قيمتها 7 أرقام. وتخطّط الشّركة لتوظيف هذا الاستثمار الجديد في تسريع وتيرة توسّعها داخل منطقة الخليج، وآسيا، وغيرها من الأسواق النّاشئة حول العالم.

شهدت الجولة الاستثماريّة مشاركةً بارزةً من عدّة كياناتٍ معروفةٍ، أبرزها "سنابل 500 غلوبال" (Sanabil 500 Global)، و"هب71" (Hub71)، و"آي تو آي فنتشرز" (i2i Ventures)، و"بلس في سي" (Plus VC)، و"إبيك أنجلز" (Epic Angels)، و"أكسليريت بروسبيريتي" (Accelerate Prosperity)، بالإضافة إلى عددٍ من المستثمرين الملائكيّين البارزين.

تأسّست مترك في مدينة دبي عام 2022 على يد رائدة الأعمال مينه طارق وشريكها عمر برويز خان، بهدف تمكين أصحاب المشروعات الصّغيرة من الوصول إلى الخدمات الماليّة والتّمويل بطريقةٍ سهلةٍ ومبسّطةٍ عبر سوقٍ ماليٍّ ذكيٍّ مدعومٍ بالذكاء الاصطناعي.

في حوارٍ مع منصّة "عربية .Inc"، أوضحت مينه طارق، الرّئيسة التّنفيذيّة والمؤسّسة المشاركة، دوافع إطلاق مترك قائلةً: "على مدار عشرة أعوامٍ عملت عن كثب مع آلاف الشّركات في الأسواق النّاشئة، وكُنت أرى بشكلٍ يوميٍّ انفصال صاحب المشروع عن أرقامه الماليّة، بالإضافة إلى غياب المؤشّرات المرجعيّة القطّاعيّة الّتي تتيح لهم تقييم أدائهم بموضوعيّةٍ". وأشارت إلى أنّ غياب هذه الأدوات يؤدّي إلى اتّخاذ قراراتٍ مبنيّةٍ على الحدس والتّجربة لا على البيانات والتّحليل، ما يؤثّر سلباً على نموّ الأعمال.

وركّزت طارق على أن الأنظمة المحاسبيّة التّقليديّة مصمّمةٌ لخدمة المحاسبين والجهات التّنظيميّة، وليس لدعم نموّ الأعمال، ممّا يصعّب على روّاد الأعمال الاستفادة منها، وأضافت: "تخيف برامج المحاسبة المعقّدة أصحاب المشروعات، ما يؤدّي إلى تباطؤ النّموّ وربّما فشل الشّركات النّاشئة".

تقدّم مترك حلّاً لهذه المشكلة من خلال منصّةٍ ذكيّةٍ تجمع بين مصادر البيانات الماليّة المختلفة، وتحوّلها إلى رؤىً مبسّطةٍ وقابلةٍ للتّنفيذ. تتّصل المنصّة بأنظمة المحاسبة وأدوات العمليّات التّجاريّة والحسابات البنكيّة لاستخلاص البيانات بشكلٍ تلقائيٍّ، ثم تعرض على المستخدمين مؤشّراتٍ ماليّةً لحظيّةً، مع نصائح مبنيّةٍ على هذه الأرقام.

ومن أبرز الأدوات الّتي طوّرتها مترك، هو "ماكس" (Max)، الذكاء الاصطناعي الماليّ الأوّل لدى الشّركة، الّذي أطلقت عليه لقب "المدير المالي الذكي" (CF-AI). يعمل ماكس على مساعدة روّاد الأعمال على التّفاعل مع بياناتهم الماليّة مباشرةً، حيث يستطيع بناء توقّعاتٍ ماليّةٍ خلال ثوانٍ، والإجابة عن الاستفسارات المختلفة، وتقديم أنماطٍ وتحليلاتٍ مستندةٍ إلى البيانات، ومع الوقت سيتمكّن ماكس أيضاً من رصد الاتّجاهات القطّاعيّة والإقليميّة ومساعدة روّاد الأعمال على اتّخاذ قراراتٍ استراتيجيّةٍ مدروسةٍ.

إلى جانب CF-AI، توفّر مترك عبر منصّتها الذّكيّة سوقاً ماليّاً متكاملاً، يتيح لأصحاب المشروعات الصّغيرة الحصول على أدواتٍ تمويليّةٍ مهمّةٍ، مثل: بطاقات الخصم للأعمال، والنّصائح الماليّة الآليّة، والفرص التّمويليّة الّتي يصعب عليهم عادة الوصول إليها بسهولةٍ، خاصّةً في المناطق الأقلّ خدمةٍ من النّاحية المصرفيّة.

وبحسب طارق، تسهّل مترك كذلك على المؤسّسات الماليّة إجراءات "اعرف عميلك" (KYC)، ممّا يقلّل من التّكاليف ويزيد من كفاءة وصول التّمويل لروّاد الأعمال عبر شبكةٍ من الشّركاء. كما أكّدت طارق أنّ التّمويل الجديد سيتم توجيهه لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي لمنصة مترك، ممّا سيسمح بتبسيط العمليّات بشكلٍ أكبر أمام روّاد الأعمال في الأسواق النّاشئة. كما تسعى الشّركة إلى تعزيز وجودها الإقليميّ في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافةً إلى باكستان وأفغانستان، إلى جانب تطوير المزيد من المميّزات لمنصّتها.

وتطرّقت طارق إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال المال والأعمال قائلةً: "تكمن القوّة الحقيقيّة لوكلاء الذكاء الاصطناعي، مثل ماكس، ليس فقط في قدراتهم التّكنولوجيّة، بل في جودة وعمق البيانات الّتي تمّ تدريبهم عليها". وأوضحت أنّ ما يميّز ماكس هو استناده إلى قاعدة بياناتٍ ضخمةٍ تملكها مترك بقيمة 4.4 مليار دولارٍ، تشمل 190 سوقاً، ما يوفّر مستوىً من الرّؤى والمرجعيّات لا يمكن حتّى لأفضل المدراء الماليّين الوصول إليه.

وأضافت طارق مشيرةً إلى مستقبلٍ قريبٍ يتحوّل فيه مفهوم المدير الماليّ التّقليديّ إلى واقعٍ ذكيٍّ قائلةً: "تخيّل مديراً ماليّاً لشركتك يجيب عن جميع استفساراتك خلال دقائق، معتمداً على بياناتٍ مُحدّثةٍ لحظيّاً، وقادراً على توجيهك بناءً على الاتّجاهات الإقليميّة والقطّاعيّة المستخلصة من بياناتٍ مجمّعةٍ ومجهولة الهوية".

رغم كلّ هذه القدرات، أكّدت طارق أنّ CF-AI لا يهدف إلى استبدال المحاسبين أو المدراء الماليين، بل إلى سدّ الفجوة الماليّة الّتي تعاني منها الشّركات الصّغيرة. وأوضحت: "غالبية الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة لا تمتلك مديراً ماليّاً بدوامٍ كاملٍ، بل تعتمد على محاسبٍ مبتدئٍ أو بدوامٍ جزئيٍّ في أحسن الأحوال. لذلك، لا يحلّ CF-AI محل المحاسبين، بل يساعد أصحاب الأعمال على فهم بياناتهم بلغة نموّ الأعمال، بطريقةٍ لا يمكن للمحاسبين التّقليديّين تقديمها".

كما تحدّثت طارق عن التّحديّات المرتبطة بتوسيع انتشار ماكس في أسواقٍ متنوّعةٍ ومعقّدةٍ، لافتةً إلى مفاجأةٍ سارّةٍ واجهتها مترك مع إطلاق التّطبيق. فقد تم اعتماده بشكلٍ طبيعيٍّ في أكثر من 30 دولةً خلال أوّل 30 يوماً من إطلاقه، رغم توفّره فقط باللّغة الإنجليزيّة وعلى نظام أندرويد. ومع حلول الشّهر العاشر، كان التّطبيق قد انتشر في 170 دولةً حول العالم.

وأوضحت طارق أنّ الحجم والنّضج التّشغيليّ للأعمال هو العامل المشترك بين هذه الأسواق المتنوّعة، وليس الموقع الجغرافيّ أو الثّقافة المحليّة. وأضافت: "بعد تحليلٍ عميقٍ، وجدنا أنّ التّحديّات الأساسيّة الّتي تواجه الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة متشابهةً بشكلٍ ملحوظٍ عبر الأسواق النّاشئة، مع اختلافاتٍ طفيفةٍ حسب السّياق المحليّ".

منح هذا الاكتشاف مترك القدرة على توجيه جهودها بكفاءةٍ، حيث أصبحت تستهدف فئةً محدّدةً من الشّركات بناءً على حجمها ومرحلة نضوجها ومستوى تطوّر صاحب المشروع، ممّا يساعدها على تقديم قيمةٍ حقيقيّةٍ على نطاقٍ واسعٍ دون تشتّتٍ.

وفي ختام حديثها، شاركت طارق نصيحةً شخصيّةً لرياديي الأعمال الطّموحين، مستندةً إلى تجربتها مع مترك: "ما ساعدنا هو أنّنا أمضينا 10 سنواتٍ من العمل المباشر مع روّاد الأعمال الّذين قمنا ببناء الحلّ من أجلهم. ريادة الأعمال شغفنا، ومهمّتنا في مترك هي تمكين روّاد الأعمال وتحفيز النّموّ الاقتصاديّ والاجتماعيّ عبر الأسواق النّاشئة، حيث لا تزال الفرص الماليّة محدودةً للغاية".

كما شدّدت طارق على أهميّة الشّغف في رحلة ريادة الأعمال، قائلةً: "هذه الرّحلة قاسيةٌ للغاية، وإن لم يكن لديك شغفٌ حقيقيٌّ بما تبنيه، سيكون من الصّعب الاستمرار حين تشتدّ الصّعوبات. لذلك، الخطوة الأولى لأيّ رائد أعمالٍ يجب أن تكون المصارحة مع الذّات: لماذا تريد بناء هذا المشروع؟ عندما تعرف 'لماذا' بوضوحٍ، يصبح من الأسهل جذب المستثمرين وبناء الفريق وكسب العملاء وتحقيق النّموّ المستدام".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: