شركة سرداب "Sirdab" الناشئة السعودية: أكثر من مجرد مستودع

عندما بدأ نايف الظاهري وعبد الرحمن النملة رحلتهما الرّياديّة، لم يخطر ببالهما أنّ طريقهما سيقودهما إلى عالمِ التّخزين ولوجستيّات النّقل. ولكن، ها هما قد حفرا بصمتهما الرّاسخةَ في هذا المجال بواسطةِ "سرداب"، وهي شركةٌ ناشئةٌ تمتدّ جذورها إلى أرض السعودية، وتتلقّى الدّعمَ من Y Combinator (YC).

"سرداب، منصّةٌ لوجستيّةٌ تسعى جاهدةً لتبسيط التّعقيدات المتعلّقة بالحصولِ على مساحاتٍ تخزينيّةٍ وإدارةِ المخزون للمؤسّسات والشّركاتِ. تُقدّم خيارات تخزينٍ متنوعةً تتراوح ما بين الجافّ والبيئيّ إلى الباردِ والمُجمّدِ، جميعها متاحةٌ خلال فترةٍ قصيرةٍ لا تتجاوز الثّماني والأربعين ساعةً"، هكذا يُفصح نايف الظاهري، أحد المؤسّسين البارزين لسرداب، في حوار مع Inc. Arabia.

"وعلاوةً على ذلكَ، تجمع المنصّةُ كلّ شيءٍ تحت سقفٍ واحدٍ، وتوفّر منبراً موحّداً لإدارةِ المخزونِ بكفاءةٍ عاليّةٍ، وتحسينه وتوزيعه".

رغم أنّ الظاهري والنملة كانا يتأمّلان في مختلف الأفكار التجاريّة، فقد كانت بداية "سرداب" نتاج ضرورةٍ مُلحّة. فقد انتقلَ أخ الظاهري مؤخّراً إلى السعودية، وكان بحاجةٍ ماسّة إلى تخزين أثاثه.

بالنّسبة للزهراني، الذي نهل من علومِ الولايات المتحدة، كان البحثُ عن حلولٍ للتّخزين مهمّةً يسهلُ تحقيقها. لم يتوقّع مواجهةَ هذا النّقص الفاضح في مرافقِ التّخزين بالسّوق السّعودي. "لقد كان إدراك هذه الحاجة غير المُلبّاة في السّوق بمثابةِ لحظةِ إدراكٍ بالنّسبة لنا"، هكذا يتذكّر الظاهري. "وقد رأينا فيها فرصةً ذهبيّةً لإحداث تأثيرٍ مُعتبر يسدّ هذه الفجوةَ".

يدور النّموذجُ المُبتكرُ لـ "سرداب" حولَ ردمِ الهوّةِ بين الطّاقة التّخزينيّة والنّقليّة الفائضةِ والأعمالِ التي تتطلّعُ إليها. "يعتمد نموذج أعمالنا على الكفاءة"، يقول عبد الرحمن النملة، المؤسّس المشارك لسرداب. "إذ يسهم الرّبط الفعّال بين الطّاقاتِ الفائضةِ والجهاتِ المحتاجةِ في تمهيدِ الطّريق نحو نظامٍ لوجستيٍ أكثر فعاليّةً من حيث التّكلفةِ".

تلقّى النملة دعمهُ من شركةِ الصّناعات الأساسيّة السّعودية، ودرس الهندسةَ الميكانيكيّة في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، بينما تخصّص الظاهري في علومِ الإدارةِ والهندسةِ في جامعة كولومبيا.

كانت فترة إقامتهما في الولايات المتحدة مرحلةً فارقةً في طموحاتهما الرياديّة. وخلال فترة دراستهما في هذه المؤسّسات الأمريكيّة المرموقةِ، تعرّضا للمشهد التّقني الديناميكيّ والمُبتكر في الولايات المتحدة.

يتذكّر الظاهري، "لقد كان الابتكارُ وإحداثُ التّغيير هما محور تطلعّاتنا دوماً. لقد كشفت لنا إقامتنا في الولايات المتّحدة عن إمكاناتِ الحلولِ المدفوعةِ بالتّكنولوجيا. وخلال فترة دراستنا هناك، بدأنا بتصوّر إمكاناتِ إنشاء عملٍ تجاريٍ يعتمدُ على التّكنولوجيا".

أكثر من مجرّد شركاء في العملِ، يجمع الظاهري والنملة صداقةٌ عميقةٌ تتجاوزُ حدودَ التّعاون المهنيّ. إذ بدأت صداقتهما في السعودية واستمرّت عندما انتقلا إلى الولايات المتحدة. وخلال فترة إقامتهما في بوسطن لمدةِ عامٍ، توطّدت علاقتهما أكثر فأكثر، وتعزّزت صداقتهما بمشاركةِ التّجارب المتنوّعةِ.

كانت مشاركتهما في برنامج Y Combinator (YC) خطوةً بارزةً في مسيرتهما. إذ تقدّم الشّريكان للبرنامج ونجحا في الحصولِ على مكانٍ ضمنهُ، مما عزّز مكانتهما وأثمرَ في استمرار الدّعم والاستثمار في سرداب من قِبل YC.

شاهد أيضاً: القواعد الخمس الجديدة للشركات النّاشئة

ينظرُ الزّهراني إلى مستقبلِ سرداب بتفاؤلٍ بالغٍ: "نحن نطمحُ في عام 2023 إلى توسيعِ أعمالنا بمعدّلِ عشرة أضعاف، مما يُمكّننا من أن نصبحَ أحد اللّاعبين الرّئيسيين في سوق اللوجستيات السّعوديّة. نحن متحمّسون لمواصلةِ مسيرتنا المتميّزة في الابتكارِ والنّمو".

تستندُ سرداب إلى نموذجٍ فريدٍ في مجالِ اللّوجستيات، جامعةً بين التّكنولوجيا المتطوّرة والخدمة العمليّة، لتقديم حلولٍ مبتكرةٍ ومتقدّمةٍ في التّخزين والنّقلِ. تهدفُ الشّركة من خلال هذا النّموذج إلى تحسين عمليّاتِ النّقل والتّخزين، لتعزيزِ كفاءة الأعمالِ وتقليلِ التّكاليف.

كما تتضمّن خطط سرداب المُستقبليّة توسيع نطاق خدماتها، لتشملَ مناطقَ جديدةً داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، والسّعي إلى تطوير تقنياتها لتقديم حلولٍ أكثر تطوراً وفاعليّةً في مجالِ اللّوجستيات.

بدعم Y Combinator وبفضل الخبراتِ التي اكتسبها مؤسّسوها خلال دراستهم وعملهم، تواصلُ سرداب مسيرتها نحو تحقيقِ هدفها بأن تصبح رائدةً في مجال اللوجستيات بالمنطقةِ، مع التّركيز على الابتكار وتقديم حلولٍ فعّالةٍ ومستدامةٍ.