صفة وحيدة قد تجعل مهارات القيادة لديك أفضل من معظم المدراء
قد يعتبرها البعض غير مناسبة لعالم الأعمال، لكن الأبحاث تؤكد قيمتها.
هناك حلٌّ للمشكلاتِ المُستشريةِ، مثل: الشّعورِ بالوحدةِ والاكتئابِ، والقلقِ في أماكنِ العملِ وفي المجتمعِ بوجهٍ عامٍّ. فقد أظهرت الأدلّة العلميّةُ أنّ القيادةَ بالرّحمةِ أو التّعاطفِ هي العلاجُ الأمثل. [1]
على الرّغمِ من أنّ الرحمةَ ليست مصطلحاً شائعاً في عالمِ الأعمالِ، إلا أنّها تعبّرُ عن التّعاطفِ مع معاناةِ الآخرين والرّغبةِ في التّخفيفِ منها. وقد يرى البعضُ أنّها مفهومٌ قديمٌ أو دينيٌّ، ولكنّ البيانات العلميّة تؤكّد قيمتها في القيادةِ والأعمالِ.
الرحمة والأبحاث
فيما يخصُّ الأبحاث حولَ الرّحمةِ، رغمَ تحديّات قبولِها في عالمِ الأعمالِ المتنافسِ، إلّا أنّ قوّتها تكمنُ في التّعرفِ على القيمةِ البشريّةِ والإمكاناتِ الّتي يحملها الآخرون، مع تقديمِ الدّعمِ لهم.
وفقاً لدليل أوكسفورد لعلومِ الرّحمةِ، فإن الرّحمةَ تعتبرُ قوةً فرديةً وجماعيّةً، ومؤسسيّةً، وثقافيّةً، تساهمُ في تحسينِ الحياةِ وتطويرِ الشّركاتِ.
وبالنّسبةِ للمُشكّكين، فقد أظهرت دراسةٌ في عام 2006م أنّ الشّركاتِ الّتي تتمتّعُ بثقافةِ الرّحمةِ تحقّقُ أداءً أفضل وابتكاراً أكبرَ، وتحافظُ على عملائها. وكذلك، تقلُّ نسبةُ تغييرِ الموظّفين فيها. [2]
ليس من المستغربِ أنّ هذه الفكرة لها العديد من المُؤيّدين. منذُ سنواتٍ، أعرب جيف وينر، الرّئيسُ التّنفيذيّ السّابقُ لشركةِ LinkedIn، عن أهميّةِ القيادةِ المبنيّةِ على الرّحمةِ وتأثيرها الإيجابيّ في مسارهِ المهنيّ، حيثُ ذكرَ في مدونة LinkedIn Pulse أنّ:
الرّحمةُ تعتبرُ شكلاً موضوعيّاً من التّعاطفِ، وهذه القدرةُ على فهمِ وجهةِ نظرِ الآخرين تعدّ ذات قيمةٍ عندِ التّعاملِ في الأوقاتِ الصّعبةِ.
القيادةُ المعتمدةُ على الرّحمةِ، كما يشيرِ وينر، هي طريقةٌ فعّالةٌ لتهيئةِ بيئةِ عملٍ مُستدامة ومُثمرةٍ. إذ تتمثّلُ هذه الفلسفةُ في الاهتمامِ الصّادقِ بأعضاءِ فريقِ العملِ وبمصلحتهم. ومن خلالِ هذا النّهج، نستطيعُ بناءَ جسورِ الثّقةِ، وتعزيزَ الرّوابطِ الوظيفيةِ، وتحقيقَ بيئةَ عملٍ متجانسةً ومُتناغمةً.
ثلاث طرق لتبني نهج القيادة المعتمد على الرحمة
القادةُ الطّموحون، الذين يسعونُ نحو مستقبلٍ يكونُ الموظّفُ فيه محطّ الاهتمامِ، بدؤوا يُدركون أهميّةَ ترسيخِ سلوكيّاتٍ نبيلةٍ، مثل: التّعاطف والرّحمة كمهاراتٍ أساسيّةٍ في بيئةِ العملِ، بهدفِ تحقيقِ قيمةٍ مُضافةٍ، وتعزيزِ نجاحِ الأعمالِ. وإليك ثلاث طرق لتطبيقِ هذا النّهج:
- التخلص من مشكلات ومعاناة الموظفين: على القائدِ أن يسعى جاهداً للتّخفيفِ من معاناةِ الموظّفين ومحاولةِ حلّ المشكلاتِ الّتي قد تواجههم في بيئةِ العملِ.
- الأولوية للإنسان قبل الربح: عندما تُمنح مقعدَ القيادةِ، يجبُ أن تُدركَ كقائدٍ أهميّةَ تلبيةَ احتياجاتِ الأشخاصِ الذين يعملون معه. وذلك بالابتعادِ عن الأساليبِ التّقليديّةِ التي تُفضلُ الرّبحَ على راحةِ الإنسانِ.
- تعزيز الثقة بين أعضاء الفريق: الثّقُة تنبعُ من الرّحمةِ، وهي عنصرٌ أساسيٌّ لتحقيقِ النّجاحِ في الأعمالِ. وكما أشارت دراسةٌ نُشرت في هارفارد بزنس ريفيو، فإنّ الموظّفين الٌذين يعملون في منظّماتٍ تسودُها الثّقةُ يُظهرون إنتاجيّةً أعلى، وتعاوناً أفضلَ، ويتمسّكون بوظائفهم لفتراتٍ أطولَ مقارنةً بأولئكَ الذين يعملون في منظّماتٍ ذات مستوى ثقةٍ منخفضٍ.