قبض المستحقات: 5 استراتيجيات لتحصيل فواتيرك بأسرع وقت ممكن
تشكّل إدارة الحسابات المستحقة تحديّاً للشّركات الناشئة، وهذه نصائح رواد الأعمال لتسريع السداد والحفاظ على الاستقرار المالي
تشكّل إدارة الحسابات المستحقّة تحدّياً رئيسيّاً أمام الشّركات، خصوصاً النّاشئة منها. فمن الصّعب تحقيق استقرارٍ ماليٍّ دون تحصيلٍ سريعٍ للفواتير. ومن هٰذا المنطلق، يشارك عددٌ من روّاد الأعمال نصائح عمليّةً لتسريع عمليّات السّداد، وتفادي التّأخير الّذي يؤثّر سلباً على التّدفّق النّقديّ.
استراتيجيّة المدفوعات المسبقة: ضمانٌ للالتزام وراحة بالٍ
تؤمن سيرينا هوانج، مؤسّسة "داتا ويذ سيرينا" (Data With Serena) للاستشارات في الذّكاء الاصطناعيّ، بأنّ طلب دفعاتٍ مقدّمةً هو أفضل طريقةٍ لتجنّب التّأخير في السّداد. فبعد تجربةٍ صعبةٍ مع العملاء المتأخّرين، تعلّمت هوانج أنّه على المستشارين طلب ما بين 30% إلى 50% من الأتعاب مقدّماً. هٰذا يضع قاعدةً للالتزام، ويعكس جدّيّة العلاقة مع العميل. حيث تقول: "ستتعرضّ للخداع لمرةٍ واحدةٍ على الأقل، وإذا لم يحدّث ذلك، فمن المحتمل أنّك لم تزاول العمل لفترةٍ كافيةٍ".
التّذكير المتواصل: استراتيجيّةٌ أساسيّةٌ لضمان الدّفع في الوقت
وإذا لم تكن تعتمد استراتيجية الدفع المسبق، فاحرص على تذكير العملاء، وهنا تعتمد لورين رايموندي، مؤسّسة "أول إيسيز بروموشنل ستافينغ" (All Aces Promotional Staffing) في نيويورك، على التّكنولوجيا لتذكير العملاء بموعد استحقاق الفواتير. حيث تستخدم برنامجاً يرسل رسائل تذكيرٍ قبل الاستحقاق، ثمّ يرسل رسالة تذكيرٍ يوم السّداد، وبعده في حال التّأخير. فساعدتها هٰذه الخطوة في ضمان وصول المدفوعات في الوقت المحدّد من معظم عملائها. وتقول: "كانت التذكيرات بمثابة مساعدةٍ كبيرةٍ في الحصول على المدفوعات في الوقت المناسب من معظم النّاس".
تسهيل الدّفع: اجعل عمليّة الدّفع بسيطةً لضمان السّداد
ولتسريع سداد الفواتير، اجعل عملية الدفع أقلّ صعوبةً قدر الإمكان. حيث يقوم فيل بالين، مؤسّس "فيل بالين كولكتيف" (Phil Pallen Collective) للعلامات التّجاريّة، بتبسيط عمليّة الدّفع عبر توفير ميزة الدّفع التّلقائيّ لعملائه الدّوليّين والمحلّيّين، حتّى لو كان ذٰلك يزيد من تكاليف التّحويلات. فيرى بالين أنّ تحمّل بعض الرّسوم الإضافيّة يخفّف من عبء الفواتير المتأخّرة ويؤكّد: "يجب أن تسهل على عملائك عمليّة دفع هذه الفواتير، حتى لو زادت التكلفة قليلاً، لأنّ تكلفة عدم الحصول على مستحقاتك أو الحصول عليها متأخراً أعلى بكثيرٍ".
التّواصل الشّخصيّ: حلٌّ سريعٌ لجمع المستحقّات من العملاء
عندما تتأخّر المدفوعات، تلجأ ليز بيكارازي، مؤسّسة شركة "سيتيبن" (Citibin)، إلى حلولٍ مباشرةٍ، حيث تقوم بإرسال مندوبٍ لاستلام الشّيك شخصيّاً من العميل. فهٰذه الخطوة البسيطة ترسل رسالةً قويّةً بأنّ الشّركة تقدّر الوقت. فتقول بيكارازي: "إرسال شخصٍ لاستلام الشّيك يعبّر للعملاء عن استعدادنا لبذل جهدٍ إضافيٍّ لضمان السّداد."
التّوازن بين الحزم والتّفاهم: أساس العلاقة الصّحّيّة مع العملاء
بالإضافة إلى ذلك، يرى جاك سميث، مؤسّس شركة "فورتونا" (Fortuna) للاستشارات، أنّ من المهمّ المحافظة على التّوازن بين العلاقات الجيّدة مع العملاء وضمان تحصيل المستحقّات في الوقت المحدّد. وكمثالٍ على ذلك، يذكّر سميث تجرته بعد توظيف محاسبةٍ متمرسةٍ، إذ نجحت الشّركة في تقليص متوسّط فترة السّداد من 95 يوماً إلى 60 يوماً فقط. ويرى سميث أنّ الشّخص المناسب لتحصيل المستحقّات يجب أن يتمتّع بالحزم مع لمسةٍ من الودّ، ممّا يخلق علاقةً متينةً مع العملاء دون التّهاون في حقوق الشّركة.
في النّهاية، تبرز هٰذه النّصائح أهمّيّة التّخطيط الجيّد والالتزام بمنهجيّةٍ واضحةٍ في تحصيل المستحقّات، فهي مفتاح نجاح أيّ مشروعٍ ناشئٍ يعتمد على تدفّقٍ نقديٍّ منتظمٍ ومستقرٍّ.