"ظاهرة ألتمان" تضاف إلى سجل القلق في عالم الشركات الناشئة
في أعقاب إقالة Sam Altman وإعادة تعيينه في OpenAI، يعيش مؤسسو الشركات حالة من القلق والتوتر، خشية التعرض لمصير مشابه.
يبدو أنَّ الخلافاتِ القياديّة في OpenAI قد استقرّت، بعد عودةِ المؤسّسِ والمديرِ التّنفيذيّ سام ألتمان إلى منصبهِ الرّئيسيّ إثرَ إقالةٍ لفترةٍ وجيزةٍ في نوفمبر، ولكن، ما تزالُ التّجاربُ والدّروسُ المستفادةُ من هذه الحادثةِ تلقي بظلالِها على مجتمعِ الشَّركاتِ النّاشئةِ.
يسعى مؤسّسو الشّركاتِ لاستعادةِ نفوذهم بعد مشاهدتِهم لتحدٍ واجههُ رمزُ وادي السّيليكون مع مجلسِ إدارتهِ؛ حيثُ تعرّضَ للخسارةِ ثمَّ النّجاحِ من جديدٍ، وفقاً لما ذكرتهُ صحيفةُ وول ستريت جورنال، في بيئةٍ تميلُ فيها ميزانُ القوّةِ لصالحِ رأسِ المالِ الاستثماريّ والمستثمرين، يبحثُ روّادُ الأعمالِ عن طرائق لحمايةِ شركاتهم ومناصبِهم الخاصّةِ.
هذا ما جعلَ إيريك ريس رجلاً مشغولاً بشكلٍ استثنائيٍّ؛ فقد أصبحت أعمالُهُ الجانبيّةُ في حوكمةِ الشّركاتِ وإرشادِ الشّركاتِ النّاشئةِ محطَّ اهتمامٍ كبيرٍ منذ وقوعِ حادثةِ OpenAI، "هوايتي الغريبةُ والمتخصّصةُ فجأةً أصبحتْ رائجةً"، هكذا قال للصّحيفة، "فجأةً أدركَ المؤسّسونَ أنَّهُ إذا حدثَ هذا لسام، فمن المُمكنِ أن يحدثَ لأيِّ شخصٍ".
ذكرَ ريس للصّحيفةِ أنَّ لديهِ مجموعةً من آلياتِ الحمايةِ التي يمكنُ للمؤسّسين استخدامُها لحمايةِ أنفسِهم من هجماتِ المجلسِ أو المستثمرين على إدارةِ شركاتِهم أو رؤيتِها، أشار إلى أنَّ إنشاءَ أسهمٍ ذات حقوقِ تصويتٍ معزّزةٍ أو أسهمٍ مزدوجةِ الفئةِ يثبتُ سيطرةَ المؤسّسين من خلال منحهم السّيطرةَ التّصويتيّةَ؟، على الرَّغم من أنَّ المستثمرين لا يفضّلون وجودَ فئاتٍ متعدّدةٍ من الأسهمِ، إلّا أنَّهم اضطرُّوا لقبولِ الواقعِ الذي يسعى فيه روّادُ الأعمالِ لحمايةِ أنفسِهم مع وصولِ شركاتهم إلى السُّوقِ.
تحدّثتِ الصّحيفةُ مع بول يعقوبيان من شركةِ Copy.ai، وهي شركةٌ توفّرُ برمجيّاتٍ للكتابةِ الإعلانيّةِ والتّسويقيّةِ، تعملُ بتقنية OpenAI، أعرب عن قلقِه إزاءَ واقعةٍ ألتمان: "في الأيامِ الأولى، كان قلقي الأكبرُ هو ما إذا كانت OpenAI ستستمرُّ في العملِ بالنّسبةِ لنا"، كما قال للصحيفةِ، "وبعدَ تجاوزِنا لهذه المرحلةِ، أصبحت تساورني تساؤلاتٌ مثل: هل سأجدُ نفسي مطروداً من منصبِ الرّئيسِ التّنفيذيّ لشركتِي الخاصّةِ حتَّى لو كنّا نحقّقُ نجاحاتٍ باهرة؟".
بالنّسبةِ للمؤسّسين الذين تمَّت إقالتُهم قبلَ أن يحينَ وقتُ جني الأرباحِ، كان الصّدامُ في OpenAI تذكيراً مقلقاً، وصف روجر بيمان أحدَ هؤلاء المؤسّسينَ الذين تمّت إقالتُهم مغادرتَهُ لأوّلِ شركةٍ أسّسها بأنَّها كانت: "أقسى تجربةٍ في حياتِي". في شركتهِ الجديدةِ Novel، التي أسَّسها في عامِ 2022، وضعَ حماياتٍ مشددةً للشركةِ التّجاريةِ المعتَمدةِ على تقنية Web3، تضمنُ لهُ الحصولَ على فترةِ استحقاقٍ لمدةِ عامٍ في حالِ تمَّ فصلُهُ أو استحواذُ الشّركةِ.
يُولي مؤسِّسون آخرون اهتماماً بالغاً بتركيبتهم القياديّةِ، مثلاً، ماكس بريغمان، المؤسّسُ المشاركُ البالغُ من العمرِ 22 عاماً لشركةِ BreatheEV، وهي شركةٌ متخصّصةٌ في برمجياتِ شواحنِ السّياراتِ الكهربائيّةِ، يعبّرُ عن تحفُّظهِ تجاه تشكيلِ مجلس إدارتهِ.
شاهد أيضاً: رسميّاً: سام ألتمان يعود كرئيسٍ تنفيذيٍّ لـ OpenAI
"ينبغي أن يكون لديك شخصٌ في مجلسِ الإدارةِ يحملُ أفضلَ النّوايا لشركتِكَ، يجبُ ألّا يكونَ اهتمامُهم متمركزاً حولَ تحالفاتِهم مع أعضاءِ مجلسِ الإدارةِ الآخرين"، كما قالَ للصحيفةِ، "إنَّ إرساءَ الأسسِ الآنَ، عندما لا تكونُ المخاطرُ كبيرةً، يعد أمراً مهمّاً للمستقبلِ".
لمزيدٍ من الأخبار في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.