ظاهرة إعادة سماعات أبل الجديدة Vision Pro
دراسة معمّقة حول تجربة المستخدمين مع Vision Pro ومستقبل التقنيات القابلة للارتداء، وتحليل للأسباب والتداعيات
تتباين الآراء بشأن ظاهرة ارتفاع نسبة المعجبين بأبل، الذين بدؤوا يعيدون التَّفكير في قرار شرائهم لأحدث إصدارٍ من سماعات الشركة، وهناك تقاريرٌ تشير إلى أنَّ بعض المشترين الأوائل لجهاز Vision Pro، الذي يبلغ سعره 3500 دولارٍ، بدؤوا في إعادة الجهاز.
موقع The Verge الإلكتروني يُعبِّر عن خيبة أمله إزاء هذه الأخبار، موضِّحاً أنَّ بعضهم شعر بأنَّ مرحلة شهر العسل قد انتهت بالنِّسبة لهم مع الجهاز، ومن جهةٍ أُخرى، تدَّعي صحيفة الدِّيلي ميل البريطانيَّة -التي لم يتم طرح Vision Pro في أسواقها بعد- أنَّ "المعجبين غير الرَّاضين" يعيدون الجهاز بسبب الصُّداع وشكاوى أُخرى، وفي المقابل، يُقدِّم موقع Gizmodo، المتخصِّص بالأدوات الإلكترونيَّة، وجهة نظرٍ مغايرةٍ قائلاً: "انتباه: الجمعة هو آخر يومٍ لإرجاع Vision Pro من أبل".
هذا التَّطوُّر يُمثِّل درساً لكلِّ شركةٍ تُطلق منتجاً جديداً ومبتكراً، خصوصاً إذا كانت تهدف لكسب ثقة سوقٍ متشكِّكةٍ، في ظلِّ وجود إعلامٍ يبحث عن أيِّ فرصةٍ لنقد أيِّ خطأٍ محتملٍ من الشَّركات الرَّائدة.
تمَّ إطلاق Vision Pro في فبراير، متيحاً للمشترين في الولايات المتِّحدة فقط سياسة الإرجاع الخاصَّة بأبل، التي تُتيح 14 يوماً للإرجاع، وانتهت في السَّادس عشر، وبذلك، كان لدى المشترين فرصةً لتجربة Vision Pro وإعادته إذا لم يَرُق لهم لأيّ سببٍ.
لا توجد معلومات مفصَّلةٌ متاحةٌ للعامَّة حول عدد الوحدات من Vision Pro التي تمَّ بيعها، على الرَّغم من أنَّ التَّقديرات الصَّادرة عن محللين في القطَّاع تُشير إلى أنَّ حوالي 200,000 وحدةٍ قد تمَّ بيعها في الأسبوع الماضي، وأبل لم تعلن عن رقمٍ رسميٍّ، كما أنَّه من غير الواضح عدد الأشخاص الَّذين أعادوا أجهزتهم، على الرَّغم من أنَّ بعض التَّعليقات تُشير إلى أنَّ العدد كبيرٌ.
من غير المتوقَّع أن تُقدِّم أبل بياناتٍ رسميَّةٍ حول الإرجاعات لـVision Pro؛ لأنَّ هذا النَّوع من الأخبار السَّلبيَّة لا يتماشى مع سياسة الشَّركة الصَّارمة في التَّحكُّم بالأخبار، وبما أنَّنا لا نعرف عدد الوحدات المباعة أو عدد المشترين الَّذين يقومون بالإرجاع، فإنَّنا لا نعرف النِّسبة بين المبيعات والإرجاع.
هذا هو الرَّقم الذي يهمُّ بالفعل، وهو نفس الأمر بالنِّسبة لأيّ شركةٍ تُطلق منتجاً جديداً، سواءً كانت سيارةً كهربائيَّةً، أو شامبو جديد، أو برنامجٍ مبتكرٍ، يسهل تصوُّر اجتماع فريق القيادة لمناقشة هذه النِّسبة بين المبيعات والإرجاعات: هل تغيير رأي 1٪ من المشترين مقلقٌ ولكن مقبول؟ ماذا عن 10٪؟ هذا الرّقم قد يؤدِّي إلى مناقشةٍ جادةٍ بعنوان "لنتعمَّق في الأسباب"، أمَّا إذا كانت النِّسبة 50٪، فهذا يعدُّ كارثةً تستدعي تدابير استثنائيَّةً.
قد يكون لدى بعض قادة الشَّركات نسبٌ محدَّدةٌ في أذهانهم؛ لأنَّهم يفهمون سوقهم وقاعدة عملائهم جيداً، وقد يكون بعضهم الآخر قد حسب الأثر الماليّ لنسبة إرجاعٍ تبلغ 5٪، وقد أدرجوا ذلك في توقُّعاتهم للمبيعات.
التَّقارير الإعلاميَّة تقول بوجود أسبابٍ مختلفةٍ لقرار النَّاس بإعادة "الحواسيب المكتبيّة" من أبل، استناداً إلى عددٍ قليلٍ من المصادر عبر الإنترنت، بما في ذلك المنشورات على X، ويشكو بعض الأشخاص من الصُّداع أو دوار الحركة، وهي أعراضٌ تعترف بها وثائق أبل كأعراضٍ محتملةٍ عند استخدام الجهاز، و يشتكي آخرون من وزن الجهاز، وقد ذكر أحد المستخدمين أنَّ استخدام الجهاز تسبَّب في ظهور بقعةٍ حمراء في عينه.
ولكن، هناك شكاوى أخرى تبدو أقلَّ جدِّيَّةً، مثل قلَّة تطبيقات Vision Pro وهو الجهاز هو الأوَّل من نوعه، وقد تمَّ إطلاقه منذ أسبوعين فقط، وقد ارتفع عدد التَّطبيقات من حوالي 600 عند الإطلاق إلى أكثر من 1000 الآن.
العناوين الرَّئيسيَّة قد تبالغ في تضخيم هذه المخاوف؛ غالباً لأنَّ النَّاس يحبُّون رؤية العمالقة يتعثَّرون، و"أبل" تعدُّ من الشَّركات العملاقة فهي أوِّل شركةٍ في العالم تصل قيمتها إلى 3 تريليون دولارٍ، وتخاطر بتجربة Vision Pro وتسعى للابتكار.
شاهد أيضاً: أهم 7 تطبيقات على جهاز Apple Vision Pro عليك تجربتها
ما يحدث يذكِّرنا بأنَّ ندم المشتري موجودٌ دائماً بغضِّ النَّظر عن نوع المنتج، ودائماً سيكون هناك أشخاصٌ يغيِّرون رأيهم بعد الشِّراء، وفي حال كانت نسبة الإرجاع قليلةً، فكيفيَّة التَّعامل مع ذلك قد تكون أهمَّ من النِّسبة نفسها، وجمع البيانات حول سبب تغيير العميل لرأيه يمكن أن يساعدَ فقط في فهم السوق بشكلٍ أفضل، وبالتَّالي فرصةٌ لتحسين المبيعات للإصدار الثَّاني من أيِّ منتجٍ، ويمكنك الرِّهان على أنَّ "أبل" تتابع عن كثبٍ ما يحدث، وتسجِّل أسباب إرجاع Vision Pro، ولكن من غير المحتمل أبداً أن يعاني أصحابها من ندم البائع.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.