أتشعر أنّ هذه الوظيفة لا تناسبك؟ إليك وجهة نظر Steve Jobs حول الموضوع
نصيحةٌ مفيدةٌ مستنبطةٌ من نهج الممثل الشهير ثيو روسي "Theo Rossi" لتتأكد من أنّه في كل تجربةٍ فرصة للتعلم والنمو
بقلم جيف هيدن Jeff Haden، محرر مساهم في Inc.
التقيت رجلَ أعمالٍ طموحاً ترك الكليَّة، شعر بأنَّه عالقٌ في العمل في "وظيفةٍ بطريقٍ مسدودةٍ"، وبينما كان يفكِّر في نوع العمل الذي سيبدأ به، قال: "في الوقت الحاليّ، أُنسّق المناظر الطَّبيعيَّة، وأنا أكره ذلك؛ هو عملٌ يدفع الفواتير بالتَّأكيد، ولكن ما عدا ذلك هو مضيعةٌ للوقت". [1]
فكَّرتُ في إخباره كيف يمكنك التَّأكُّد من أنَّ كلَّ وظيفةٍ، بغضِّ النَّظر عن مدى بعدها عن المسار المقصود أو مدى "الطَّريق المسدود" الذي قد تبدو عليه، يمكن أن تكونَ تجربةً ستساعدكَ يوماً ما، كما جعلني ذلك أفكِّر في نصيحةٍ أساسيَّةٍ سمعتُها منذ فترةٍ طويلةٍ من الرَّاحل ستيف جوبز، ولإعادة صياغة عبارة المؤسِّس المشارك لشركة Apple: لا يمكنكَ ربط النِّقاط ببعضها وأنت تتطلَّع إلى الأمام، يمكنكَ ربطها فقط بالنَّظر إلى الخلف.
شاهد أيضاً: 30 ثانية مفصلية.. قرار ستيف جوبز "Steve Jobs" الذي غيّر مسار التاريخ!
وبدلاً من ذلك، أخبرتهُ بقصّة ثيو روسي Theo Rossi، روسيٌّ ممثلٌ مخضرمٌ، رأيته للمرَّة الأولى في مسلسل Sons of Anarchy، مع أعماله الأخرى بما في ذلك Army of the Dead، وTrue Story، وLuke Cage، ودوره الرَّئيسيُّ في فيلم Emily the Criminal الذي نال استحسان النّقاد هذا الصَّيف. (ابحث عنه وشاهده، إنَّه رائعٌ).
بدأ روسي حياته المهنيَّة في التَّمثيل "من تحت الصِّفر"، حيث عمل كممثلٍ إضافيٍّ، مع الظُّهور في خلفيَّة الإعلانات التِّجارية المحليَّة، كان يسعى جاهداً للحصول على أيِّ أجزاءٍ صغيرةٍ من العمل يمكن أن يجدها، ومع ذلك، لم يذهب أيٌّ من ذلك الوقت هباءً.
يقول روسي: "لم أبدأ التَّمثيل حتَّى بلغت الرَّابعة والعشرين من عمري، وهذا بالتَّأكيد جعلني غريباً، لكن كوني غريباً سمحَ لي أن أكونَ مراقباً، لقد أُتيحت لي الفرصة لتعلُّم ما يجب القيام به، والأهمُّ من ذلك ما لا يجبُ فعله"، "يجب أن أتعلَّمَ من أخطاء الآخرين، لقد خزّنتُ كلَّ ذلك في ذاكرتي، وفكَّرت، ’إذا وصلت إلى هذا الموقف، فسوف أعرف ما يجبُ فعله’".
كما علَّمته تلك التَّجارب المبكِّرة درساً مهمَّاً، وهو أنَّ الثّقة -وهي أمرٌ بالغ الأهميَّة ليس فقط في التَّمثيل أو بدء مشروعٍ تجاريٍّ وإدارته، ولكن في أيِّ مسعى- تأتي من الاستعداد.
يقول روسي: "في الوقت الحاليّ، لا يوجد شيءٌ يمكنك القيام به لتكون أكثر ثقةً، فالثِّقة تأتي من العمل السَّابق، في كلِّ مرَّةٍ أتولَّى فيها وظيفةً، أشعرُ بالخوف وأفكّر: ’لا أستطيع القيام بذلك’، ولكن بعد ذلك أبدأ التَّعامل معها، وأقوم ببحثي، أكتشفُ من هي الشَّخصيَّة، ما هي الموسيقى التي يحبُّها، ماذا يأكل، كيف يمشي، وضعه الاجتماعيّ والاقتصاديّ، أين ولد...."، ويضيف روسي: "إنَّ القيامَ بالعمل يتيح لك أن تصبحَ الشَّخص الذي أنشأتَه، فالقيام بالعمل يسمح لكَ بالحصول على ثقةٍ حقيقيةٍ: السَّيطرة على نفسكَ وقلقكَ ومخاوفكَ في اللّحظات التي يكون فيها الأمر مهمّاً".
عندما انتهيتُ، بدا رجل الأعمال الطَّموح في حيرةٍ من أمره، وقال "هذا رائعٌ حقَّاً، ولكن ما علاقة هذا كلَّه بي؟"، على الرَّغم من أنَّه يكره وظيفته في تنسيق الحدائق، فقد يكون ذلك بسبِّب عدم تركيزه على الفرص التي توفِّرها، فبدلاً من دفع المال مقابل الالتحاق بالجامعة، يحصلُ على أجرٍ مقابل التَّعلُّم، وليس فقط حول تنسيق الحدائق: حول القيادة الرَّسميَّة وغير الرَّسميَّة، حول العمل الجماعيّ، حول ما يحفِّز النَّاس، وما يثبِّط عزيمتهم، وكيف يستجيبُ الأشخاص المختلفون في المواقفِ المختلفةِ، وحول التَّفاعل مع العملاء، حول القيام بالأشياء الصَّغيرة التي تخلقُ قيمةً ملحوظةً كبيرةً من وجهة نظر العميل، إذ كلُّ ما عليه فعله هو المشاهدة والاستماع والتَّعلُّم.
شاهد أيضاً: في يوم التعليم العالمي: كيف تزرع بذور ثقافة التعلّم داخل مؤسستك؟
بالنِّسبة لروَّاد الأعمال الطَّموحين، كلُّ وظيفة -بغضِّ النَّظر عن مدى بُعدها عن المسار المقصود- هي فرصةٌ للتَّعرف على عددٍ من جوانب إدارة الأعمال التي كان من الممكن تعلَّمها بالطَّريقة الصَّعبة، عادةً من خلال تجربةٍ مؤلمةٍ.
يقول روسي: "أنا أنظرُ إلى الأشياء كما تأتي، سواءً كانت جيدةً أو سيئةً أو محايدةً، مهما حدث، ومهما كان ما أفعلهُ، أنا أقرِّر أنَّ الأمرَ ضروريٌّ في الوقت الحالي، والأهمُّ من ذلك، أنَّني سأتأكَّد من كوني في يومٍ من الأيَّام يمكنني أن أنظرَ إلى الوراء وأعلم أنَّه كانت هناك حاجةٌ لذلك في هذا الوقت، ومهما كان الأمر، سأتأكَّد من أنّها كانت تجربةً تعلَّمتُ وتطوَّرتُ منها."
ربَّما يتيحُ لك ذلك العمل، سواء في وظيفةِ تنسيق الحدائق، أو العمل في وظيفةٍ بدوامٍ جزئيٍّ، أو القيام بأيِّ شيءٍ، الحصول على أموالٍ مقابل التَّعلُّم، أو ربَّما يكون هذا بدايةَ نشاطٍ جانبيٍّ لتدفعَ لنفسكَ المال لتتعلَّم.
إذاً، كلُّ ما تفعله هو فرصةٌ، وكلُّ ما تفعلهُ يمكن أن يكونَ تجربةً، فعندما تنظرُ إلى الوراء يوماً ما وتربط بين نقاطكَ، ستكون قد قطعت خطوةً مهمِّةً على طريق المكان الذي تريد أن تكونَ فيه؛ إنَّها فرصةٌ طالما أنَّك ترى الأمر بهذه الطّريقة، ومن ثمَّ حاول أن تستفيدَ من هذه الفرصة.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.