كيف تسلّط الضوء على جهودك وإنجازاتك دون أن تُتّهمَ بالغرور؟
اعثر على التوازن الصحيح الذي يمكّنك من الحصول على التقدير المستحق دون المساس بالعلاقات المهنية مع زملائك ومديريك
يشكو الكثيرُ من الموظَّفين بأن مجهودهم لا يُعترَف به على الإطلاق على الرَّغم من كلِّ ما يبذلونه لإخراج العمل بأفضل قدرٍ من الجودة، ولكن الثَّناء والتَّقدير يذهب لأشخاصٍ آخرين لم يفعلوا المثل إلَّا أنَّهم بارعون فقط في الحديث عن أنفسهم وإبراز مجهودهم، وهذه فعلاً مشكلةٌ منتشرةٌ للغاية وتُثير إحباط الكثيرين.
فعرض إنجازاتك وتوضيح المجهود الَّذي بذلته قد يجعلك تبدو مغروراً وبالتَّأكيد يكره النَّاس المتغطرسين، ولكنَّه أمرٌ ضروريٌّ في الوقت ذاته للتَّقدُّم في عملك والحصول على ترقيَّاتٍ ومتابعة مؤشِّرات الأداء أو أيضاً عند الرَّغبة في ممارسة دورٍ جديدٍ، فكيف تُحقِّق المعادلة الصَّعبة بعرض إنجازاتك دون غرورٍ وغطرسةٍ مُنفرَّةٍ؟ هذا ما سنتعرَّف عليه الآن.
اختر الوقت المناسب لعرض الإنجازات
من الطَّبيعيّ تماماً أن تعرضَ إنجازاتك وجهودك في اجتماعٍ دوريٍّ للفريق أو للشَّركة، فمن الضَّروريّ هنا توجيه الضَّوء نحو الانتصارات التي حقَّقتها مع فريقك، لكن دون تجاهلِ مجهود زملائك. كما أنَّه عند إجراء مقابلةٍ مع مديرك أو عميلٍ جديدٍ من المفيد طرح الإنجازات، لكن من غير المقبول على الإطلاق أن تستعرضَ انتصاراتك عندما يكون الضَّوء مسلَّطاً على أحد زملائكَ، فمن حقِّه هنا الاستمتاع بنجاحه والثَّناء عليه. كما أنَّه عند وجود أزمةٍ أو مشكلةٍ تُثيرُ التَّوتُّر في الفريق، ويركِّز الجميع على حلولٍ لها، فهنا وقت العمل وليس استعراض أيّ نجاحاتٍ سابقةٍ إلَّا إذا كانت تدخل مباشرةً في صلبِ الموضوع وتحلُّ المشكلة القائمة. [4]
اختر نوع الإنجازات التي تعرضها
هناك من يتفاخرُ بمجرَّد أنَّه تمكَّن من الوصول للعمل مبكراً أو استمرَّ لساعةٍ أو أكثر بعد الدَّوام ليحصل على الثَّناء، ولكن هذه ليست إنجازاتٍ حقيقيَّةً، وما يحقُّ لك استعراضه بالفعل هو المشروعات التي أنجزتها سواءً كان العمل فرديَّاً أو جماعيَّاً، أو كيفيَّة اللَّحاق بموعدٍ نهائيٍّ ضيقٍ وتسليم العمل بأكبرِ قدرٍ من الكفاءة أو تحقيق أهدافٍ ماليَّةٍ قويَّةٍ أو جوائز وشهاداتٍ حصدَّتها من منظَّماتٍ مستقلِّةٍ أو من وظيفتك السَّابقة، فهذا يدلُّ على تفوُّقك الفعليّ وليس تفاخرك.
لا تتجاهل مطلقاً من ساعدك في تحقيق هذه الإنجازات ولا تقلِّل من الآخرين
يبدو عرض الإنجازات غطرسةً وغروراً عندما تُقلِّل من شأن من سبقوك في الوظيفة، فتقول عبارةً مثل "لم يتم تحقيق مثل هذه النِّسبة من المبيعات من قبل"، فهذا لن يرفع من شأنكَ بل ستبدو فقط فجَّاً ومتغطرساً؛ لذا اترك أيَّ مقارناتٍ مع من سبقكَ في الوظيفة وعبِّر عن امتنانك لكلِّ شخصٍ ساعدك للوصول إلى الإنجازات مثل تحقيق نسبة مبيعاتٍ مرتفعةٍ أو الخروج من أزمةٍ صعبةٍ أو استكمال مشروعٍ في وقتٍ قياسيٍّ، فلا بدَّ هنا أن تؤكِّدَ على أنَّ المجهود كانَ جماعيَّاً، حتَّى إذا كنت صاحبَ الفكرة وقائدَ المشروع وصاحب أكبر مجهودٍ به. [1]
شاهد أيضاً: كيف تجعل عملية التوظيف أكثر احترافية؟ إليك 5 نصائح فعالة
ركّز على التَّأثير واستخدم تفاصيل دقيقةً صادقةً قابلةً للقياس
ابتعد تماماً عن التَّعميم عند ذكر إنجازاتك أو مجهوداتك، بل اذكر نقاطاً واضحةً ودقيقةً وقابلةً للقياس مثل معدَّل نموِّ العملاء أو تحقيق أرباحٍ معيَّنةٍ، فلا تَقُل مثلاً "أنا قائدٌ رائعٌ"، بل اذكر أرقاماً محدَّدةً مع الاهتمام بتأثيرها على مكان العمل والتَّرتيب الذي حقَّقه نتيجةَ هذا المجهود، واترك للآخرين تفسير هذه الحقائق، وبالتَّالي تقدير جهودكَ.
استقبال المجاملات بامتنانٍ وتقديرٍ دون خجلٍ
في الكثير من الأوقات يحصل الموظَّف المجتهد على التَّقدير سواءً من زملائه أو من المشرف عليه، ولكن بدلاً من التَّعبير عن امتنانه لهذه المجاملات نجده يقلِّل من شأن إنجازاته بقول إنَّه لم يفعل شيئاً على الإطلاق، في حين أنَّ عباراتٍ مثل "لقد كان مجهوداً جماعيَّاً في الواقع" أو قول "لقد بذلتُ كلَّ جُهدي" أو "أنا ممتنٌّ لثقتكم وأقدّرُها" ستكون كافيةً للغاية للتَّركيز على مجهودكَ أكثر دون أن تبدو متفاخراً. [2]
تجنّب تماماً التَّقليل من شأن نفسك
محاولاتك لتجنُّب أن تبدو متغطرساً لا يجب بأيّ حالٍ من الأحوال أن تجعلكَ تُقلِّل من مستوى العمل الشَّاقّ الذي بذلته، فهذا الصَّوت الخارجيُّ الذي تتحدَّث به مع نفسك كفيلٌ بأن يشقَّ طريقه لعقلك اللَّاواعي، ويؤثّر فعليَّاً على طريقة نظرتك لنفسكَ وعلى أدائكَ، ولكن بدلاً من هذا اعرض إنجازاتك باختصارٍ وبكلماتٍ بسيطةٍ ونبرة صوتٍ عاديَّةٍ كأنَّك تَعرِض بياناتٍ أو حقائق، حتَّى لا تشعر بالخجل أو لا تُطيل الأمر على من حولكَ ودون أن تبدو متفاخراً. [3]
شاهد أيضاً: تقنيات فعّالة لإدارة الحوارات الصعبة: بناء جسور التواصل في مكان العمل
إنَّ تقدير مجهودك ضروريٌّ للغاية لمواصلة حياتك المهنيَّة بكفاءةٍ، وفي حين قد يشعر مديرك أو المشرف على عملك بهذا المجهود المبذول، ويشكرك عليه فإنَّ شعورك أنت بهذه الإنجازات وامتلاك القدرة على عرضها من وقتٍ لآخر يعزِّز كثيراً من ثقتك بنفسك ومن قدرتك على تحقيق أهدافك، فلا تخشَ من الخروج من منطقة الرَّاحة واستعراض مواهبك بحكمةٍ وإيجازٍ وامتنانٍ لمن حولك، ولن تبدو مغروراً على الإطلاق، واحرص على مواصلة جهودك دون إحباطٍ؛ لأنَّها بالتَّأكيد خيرُ من يُظهِر تفوُّقك وكفاءَتك.