علي مطر: كيفَ غيّرت LinkedIn الشبكات المهنية
في الجزء الثاني من مقابلتنا، نتحدثُ مع قائد أسواق النمو رئيس LinkedIn في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، عن كيف أصبحت LinkedIn منصة الاختيار للمحترفين، وكيف تتطور لتلبية احتياجاتهم المتغيرة
شهدتْ منصةُ LinkedIn العامَ الماضي أعلى نسبةِ نموٍ في الإيرادات خلالَ ثلاثِ سنوات. ومعَ وجودِ أكثرَ من مليارِ مستخدمٍ عالمياً و65 مليوناً في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا (MENA)، تسجّلُ المنصةُ نموّاً سنوياً بنسبةِ 10% في الإيرادات، ممّا جعلها الخيارَ المفضلَ للشّبكاتِ المهنيّةِ والتّوظيف. وتعملُ LinkedIn على تكييفِ خدماتِها لتلبيةِ احتياجاتِ المناطقِ المختلفةِ، مثلَ منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا.
ووفقاً لعلي مطر، قائدِ أسواقِ النموِّ ورئيس LinkedIn في أوروبا والشرقِ الأوسطِ وأفريقيا، فإنّ المنّصةَ تشهدُ مستوياتٍ غيرَ مسبوقةٍ من التّفاعل.
وقال مطر: "أدواتُ المراسلةِ المدعومةِ بالذّكاءِ الاصطناعي لدينا تحقّقُ نسبةَ قبولٍ أعلى بنسبةِ 40%، بينما تجاوزت المقالاتُ التّعاونيةُ المدعومةُ بالذّكاءِ الاصطناعي حاجزَ 12 مليون مساهمة. نواصل دمجَ بياناتِنا الفريدةِ مع هذا الجيلِ الجديدِ من الذّكاءِ الاصطناعي لتحويلِ طريقةِ تعلّمِ الأعضاءِ وبيعِهم وتوظيفِهم".
المقابلة:
عربية .Inc: كيفَ تغيّرت رؤيةُ LinkedIn منذُ إنشائِها في عامِ 2002؟ وكيفَ تحوّلت من مكانٍ لمشاركةِ السيرِ الذاتيةِ إلى منصةٍ للشبكاتِ المهنية؟
علي مصر: منذ البداية، كانتْ رؤيةُ LinkedIn تتمثّلُ في خلقِ فرصٍ لكلِ عضوٍ في القوى العاملةِ العالميةِ، وهذه الرؤيةُ لم تتغيّر. LinkedIn منصّةٌ مخصّصةٌ للمحترفين للاتصالِ ودعمِ مساعيهم المهنيّةِ، سواءً كانوا باحثينَ عن عملٍ أو أصحابَ عملٍ يبحثونَ عن مواهبٍ جديدةٍ، أو محترفينَ يسعونَ لتوسيعِ شبكاتِهم والتّفاعلِ مع بعضِهم البعض.
لقدْ كانتِ السنواتُ الـ 22 الماضيةُ تحوّليةً لـ LinkedIn، حيثُ انطلقتْ من فكرةٍ بدأتْ في غرفةِ معيشةِ ريد هوفمان في عامِ 2002 إلى أكبرِ شبكةٍ مهنيةٍ في العالمِ اليوم. منذُ ذلكَ الحين، أحدثتِ المنصةُ ثورةً في مجالِ التّوظيفِ والشّبكاتِ المهنيّة.
في بدايةِ الألفية، كان التّوظيفُ عمليةً غيرَ شخصيّةٍ: كان المجنّدونَ يستخدمونَ لوحاتِ الوظائفِ المبوّبةَ، وكان الباحثونَ عن العملِ يعتمدونَ على الكلامِ الشفهيِّ، أو يبحثونَ عن وظيفةٍ في الصّحف. وكانتِ الشّبكاتُ مقتصرةً على الفعالياتِ والمعارفِ الشّخصية.
لقدْ أحدثنا تغييراً جذريّاً. يمكنُ للباحثينَ عن العملِ الآن البحثُ بنشاطٍ عن الفرصِ التي تتماشى مع قيمِهم وأحلامِهم وأهدافِهم الشخصية. كما يمكنُ لمديري التوظيفِ الإعلانُ عن فرصِهم لأكثرَ من مليارِ عضوٍ حولَ العالمِ من خلالِ LinkedIn Recruiter.
وتستمرُّ LinkedIn في التطور. نرى أعضاءَنا يتواصلونَ ويشاركونَ رؤاهم، ويساهمونَ في المناقشاتِ حولَ أحدثِ الأخبارِ والاتجاهاتِ، ويوسّعونَ شبكاتِهم من خلالِ الاتصالِ مع محترفينَ متشابهينَ في التّفكيرِ من جميعِ أنحاءِ العالم. يمكنُهم أيضاً تحسينُ مهاراتِهم من خلالِ أكثرَ من 22,000 دورةٍ تدريبيةٍ على LinkedIn Learning والحصولُ على نصائحَ مخصّصةٍ حولَ فرصِ العملِ والتعلّم.
عربية .Inc: ما الدّورُ الذي يلعبُه الذكاءُ الاصطناعيُّ في LinkedIn؟ هلْ تتوقّعُ المزيدَ من دمجِ الذّكاءِ الاصطناعيِّ في LinkedIn في السّنواتِ القادمة؟
علي مطر: يتمتّعُ الذكاءُ الاصطناعيُّ بتاريخٍ طويلٍ في LinkedIn. بدأنا باستخدامِه لتعزيزِ التّجاربِ المهنيةِ لأعضائنا وربطِ أصحابِ العملِ بالمرشّحينَ المناسبينَ، ونواصلُ تحسينَ كيفيةِ دمجِ التّكنولوجيا بشكلٍ سلسٍ في منصةِ LinkedIn.
نحنُ الآن نضعُ الذكاءَ الاصطناعيَّ التوليديَّ (Generative AI) في تقنيتِنا، وفي أيدي أعضائنا وعملائنا لمساعدتِهم على الاتصالِ بالفرصِ بشكلٍ أكثرَ فعالية، وزيادةِ إنتاجيتِهم، وعرضِ خبراتِهم ومهاراتِهم، والحصولِ على المعرفةِ اللازمةِ لأداءِ وظائفِهم، والعثورِ على المطابقةِ الصّحيحةِ بينَ أصحابِ العملِ والباحثينَ عن عمل.
أطلقنا العامَ الماضي مجموعةً جديدةً من المنتجاتِ والخدمات، بما في ذلكَ أدواتِ التّوظيفِ والتعلّمِ المدعومةِ بالذّكاءِ الاصطناعي مثلَ أداةِ Recruiter 2024 والتّوجيهِ المدعومِ بالذّكاءِ الاصطناعي. كما أطلقنا تجربةَ تسويقِ B2B مؤتمتةً تُسمى Accelerate لإنشاءِ حملاتٍ تسويقية.
بالنّسبةِ للأشخاصِ الذينَ يستخدمونَ LinkedIn للعثورِ على فرصةٍ جديدةٍ، قدّمنا تجربةً Premium جديدةً تتضمّنُ ميزاتٍ مدعومةً بالذّكاءِ الاصطناعي مثلَ اقتراحاتِ الكتابةِ الشّخصيّة. ولجميعِ المحترفين، يسهّلُ الذّكاءُ الاصطناعيُّ الآن المحادثاتِ على مستوى المنصةِ حولَ أحدثِ الموضوعاتِ والاتجاهات.
من خلالِ المقالاتِ التّعاونية، وهي محادثةٌ يبدأها الذكاءُ الاصطناعيُّ، يتمُّ نشرُ الرؤى ووجهاتِ النظرِ من الأعضاءِ بواسطةِ LinkedIn، ممّا يشعلُ المحادثاتِ، ويوفّرُ فرصَ التعلّمِ، ويؤدّي إلى اتصالاتٍ جديدة.
عربية .Inc: كيفَ يعملُ الناشرونَ مع LinkedIn؟
علي مطر: هدفُنا هو توفيرُ مكانٍ للمحترفينَ لمشاركةِ وتبادلِ المعرفة. نحنُ نمكّنُ المحترفينَ، والأعمالَ التجاريةَ، ووسائلَ الإعلامِ، والأعضاءَ من نشرِ الفيديوهاتِ، والمقالاتِ، والمحتوياتِ الأخرى على LinkedIn.
تعملُ LinkedIn مع أكثرَ من 400 ناشرِ أخبارٍ عالمياً. يتعاونُ هؤلاءِ الناشرونَ مع فريقِنا التحريريِّ الداخليِّ لتحسينِ محتواهم عبرَ LinkedIn، مما يمكّنهم من عرضِ محتواهم على المزيدِ من الأشخاصِ على المنصّةِ وتمديدِ المحادثةِ حولَ مواضيعَ وقضايا محددة.
نرى تأثيرَ هذا النّهجِ التّعاوني. على مستوى العالم، يتابعُ 240 مليونَ عضوٍ، أو ما يقربُ من ربعِ إجماليِّ أعضاءِ LinkedIn، على الأقلِّ ناشرَ أخبارٍ واحد. ويعدُّ الوصولُ إلى محتوى الناشرينَ على LinkedIn جزءاً مهماً من مساعدةِ أعضائنا على إجراءِ محادثاتٍ حولَ مجموعةٍ متنوعةٍ من المواضيعِ المهنيّة.
عربية .Inc: على الرّغمِ من أنها منصةُ تواصلٍ اجتماعي، إلا أنَّ LinkedIn كانتْ تقليدياً منصّةً مخصّصةً بشكلٍ حصريٍّ تقريباً للاتّصالاتِ المهنية. هلْ هذا يتغير؟ هلْ يستخدمُ الناسُ LinkedIn بشكلٍ أكثرَ ترفيهاً؟
علي مطر: نحنُ متمسّكونَ برؤيتنا لخلقِ فرصٍ اقتصاديةٍ لكلِّ عضوٍ في القوى العاملةِ العالميّة. نعرفُ أنَّ أعضاءَنا يتوقّعونَ من LinkedIn البقاءَ في سياقِنا المهني، ونشجّعُهم على التّعاونِ ومشاركةِ تجاربِهم وخبراتِهم مع الآخرين. بالمقابل، يمكنُهم توقّعُ أن تكونَ LinkedIn منصةً آمنةً حيثُ يمكنُهم المشاركةُ في محادثاتٍ محترمةٍ ومهنية.
سياقُنا المهنيُّ يُميّزُنا. نرى الأشخاصَ المتشابهينَ في التفكيرِ يتحدثونَ مع بعضِهم البعضِ باستمرار، ويُشكّلونَ مجتمعاتٍ على LinkedIn للحديثِ عن العملِ، ومشاركةِ الأفكارِ، والحصولِ على نصائحَ، ومناقشةِ المواضيعِ التي يهتمّونَ بها، والتواصلِ افتراضياً. لا نرى أنَّ هذا سيتغيرُ في أيِّ وقتٍ قريب. نحنُ نشجّعُ بنشاطٍ، ونعملُ على رفعِ مستوى المحادثاتِ المثيرةِ للتفكيرِ بينَ المحترفين.
عربية .Inc: تختبرُ LinkedIn حاليّاً ميزةَ الفيديو المشابهةَ لـ TikTok. هلْ يمكنُ أن تخبرَنا المزيدَ عن ذلك؟ لمن هي وما هي التطبيقاتُ التي ستستخدمُها؟
علي مطر: رؤيةُ LinkedIn هي خلقُ فرصٍ لكلِّ عضوٍ في القوى العاملةِ العالمية. تهدفُ ابتكاراتُ منتجاتِنا إلى دعمِ ذلكَ من خلالِ إطلاقِ ميزاتٍ جديدةٍ تدعمُ أعضاءَنا في رحلاتِهم المهنية، بما في ذلكَ التعلمُ وتحسينُ المهارات.
الفيديو وسيلةُ مهمة تتيح لنا عرض محتوىً معرفي متنوّعٍ وأصيل، ويعكسُ تنوّعَ المعرفةِ المهنية، من الفكاهةِ المهنيةِ إلى نصائحِ العمل. نرى أنَّ إنشاء ومشاهدة الفيديو ينموانِ بسرعةٍ على LinkedIn معَ كونِ الفيديو واحداً من أبرزِ الطرقِ التي يستهلكُ بها المحترفونَ ويشاركونَ المحتوى.
الجزء الأول من المقابلة بعنوان "كيف تُعزِّز LinkedIn حُضورها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يسلّط الضوء على كيفية تعديل LinkedIn لطريقة عرض خدماته تلبيةً لاحتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نحوٍ أفضل.