تحويلُ فكرة مشروع ريادي إلى شركةٍ ناشئة: دليلٌ شاملٌ للنّجاح
تنجح 10% فقط من المشروعات الجديدة في العبور من العام الأول، ولا يتمكّن 45% منها من استكمال 5 سنوات، فكيف تطوِّر فكرة مشروع ريادي بكفاءة وتتمكّن من المنافسة الفعّالة؟
تحويل فكرة مشروعٍ رياديٍّ إلى شركةٍ ناشئةٍ أو صغيرةٍ وتطويرها ليس بالأمر السّهل على الإطلاق. يؤكّد خبراء التّجارة والصّناعة أنّ بدء عملٍ تجاريٍّ يشبه زراعة بذرةٍ تأمل أن تنمو لتصبح شجرةً كبيرةً وقويّةً. ولكنّ، لا تنجح كلّ البذور في الاستفادة ممّا يقدّم لها. بين نقص رأس المال، وعدم دراسة السّوق، والافتقار إلى الصّبر والمهارات الكافية لتحويل فكرةٍ جيّدةٍ إلى مشروعٍ يستمرّ لسنواتٍ طويلةٍ مع تحقيق أرباحٍ؛ تتفاوت بشدّةٍ أسباب فشل الشّركات النّاشئة والصّغيرة، سواءٌ في العام الأوّل تحديداً أو خلال 5 إلى 10 سنواتٍ.
فكيف تتوصّل إلى فكرة مشروعٍ رياديٍّ جيّدةٍ؟ وما الاستراتيجيّات تحويلها إلى واقعٍ قادرٍ على المنافسة مهما كان حجمها وطبيعتها؟ وما الّذي يجب أن تهتمّ به بشدّةٍ عند بدء مشروعٍ تجاريٍّ؟
ما هي فكرة المشروع الرّياديّ؟
فكرة المشروع الرّياديّ هي تصوّرٌ أو خطّةٌ لسلعةٍ أو خدمةٍ تحلّ مشكلةً، أو توفّر الرّاحة للمستهلكين أو الشّركات في سوقٍ محدّدةٍ. هناك عادةً نوعان من الأفكار: [1]
-
الأفكار الاستهلاكيّة: تشمل الخدمات والمنتجات الّتي تسوّق للمستهلكين، مثل برامج الكمبيوتر، ومنتجات التّغذية والتّجميل، وخدمات التّوصيل والنّقل وغيرها.
-
الأفكار الصّناعيّة: وهي خدماتٌ أو سلعٌ مخصّصةٌ للشّركات والمصانع بشكلٍ أساسيٍّ، لاستخدامها في إطلاق منتجاتٍ أو تحسين جودتها، وتشمل الآلات الصّناعيّة، والموادّ الخامّ، وطرق المعالجة وغيرها.
كيف تختار فكرة مشروعٍ رياديٍّ؟
يحتاج التّوصّل إلى فكرةٍ جيّدةٍ لمشروعٍ رياديٍّ إلى مزيجٍ من الإبداع والتّخطيط معاً. فقد تخطر ببالك فكرةٌ تراها رائعةً، ولكن لا يمكن تنفيذها فعليّاً على أرض الواقع. قبل أن يأخذك الحماس، يجب أن تتأكّد من استحقاق الفكرة لتحويلها إلى حقيقةٍ وأهمّيّتها لقطاعٍ محدّدٍ من الجمهور. ومن العناصر الأساسيّة الّتي يجب أن تتوفّر في فكرتك لتكون جديرةً بالاهتمام:
-
أن تحلّ مشكلةً: الأفكار الرّياديّة الأكثر نجاحاً واستمراريّةً هي الّتي تقدّم حلولاً فعّالةً للمستهلكين والشّركات.
-
سهولة الاستخدام: يجب أن تتّسم الفكرة الجيّدة بسهولة الاستخدام، بحيث يمكن للمستهلكين التّعامل معها دون معرفةٍ متخصّصةٍ أو بحثٍ مكثّفٍ.
-
قابلةٌ للإنتاج والتّوزيع بتكلفةٍ ممكنةٍ: يتوقّف هذا على مقدار التّمويل الّذي لديك، سواءٌ شخصيّاً أو من مستثمرين. كلّما كان تنفيذ وتوزيع الفكرة غير مكلّفٍ، كان ذلك مؤشّراً على قدرتها على النّجاح والاستمراريّة.
-
قابلةٌ للتّسويق: إذا كان لديك رؤيةٌ واضحةٌ عن المنتج واستخداماته وفوائده، فسوف تتمكّن من وضع خطط تسويقٍ متنوّعةٍ لجذب المستهلكين المحتملين.
-
قابلةٌ للشّرح والتّفسير: إذا كانت فكرتك تحلّ مشكلاتٍ تقنيّةً يصعب شرحها، ولكنّك قادرٌ على التّحدّث عن كيفيّة تأثيرها ونتائجها النّهائيّة على المستهلكين، فهذا مؤشّرٌ جيّدٌ على النّجاح.
-
قابلةٌ للتّطوير: الفكرة الجيّدة لا يجب أن تكون فعّالةً فقط من حيث تكلفة الإنتاج المبدئيّة، بل يجب أن تدرك الطّريقة الملائمة للتّوسّع والتّطوير ومدى توفّر مرافق أو عمليّاتٍ لوجستيّةٍ أكبر إذا حقّقت النّجاح الأوّليّ المطلوب.
-
قدرتها على تطوير عادات المستخدم: من سمات أفكار المشاريع الرّياديّة النّاجحة أنّها تضيف قيمةً جديدةً إلى عادات المستهلك كلّما زاد استخدامها، مثل خدمات البثّ الّتي تقترح مشاهداتٍ بناءً على التّفضيلات أو العمر والمهنة.
لماذا تفشل المشاريع الجديدة؟
"نصف الشّركات النّاشئة تفشل"؛ إنّها حقيقةٌ مزعجةٌ لروّاد الأعمال الطّموحين. تشير الإحصاءات إلى أنّ 20% من الشّركات الجديدة تفشل في الوصول إلى عامها الثّاني، وتغلق 45% منها أبوابها قبل العام الخامس، ولا ينجح أكثر من 35% في استكمال العام العاشر. هناك مجموعةٌ من الأخطاء الّتي يجب تجنّبها إذا رغبت في تحويل فكرتك إلى مشروعٍ رياديٍّ ناجحٍ ومستقرٍّ: [2] [3]
تجاهل اختبار الطّلب في السّوق
قبل إطلاق أيّ فكرةٍ، يجب معرفة حجم الطّلب المتوقّع عليها في السّوق المستهدف أو أسواقٍ بديلةٍ. يمكن إجراء استطلاعاتٍ أوّليّةٍ عبر الأصدقاء والعائلة أو الاستعانة بأدواتٍ احترافيّةٍ مثل SurveyMonkey، الّذي يساعدك في تحديد الأسئلة الملائمة والاستطلاع المناسب للفكرة والجمهور لمعرفة ردود فعل الآخرين بشأنها.
تجاهل المتطلّبات القانونيّة
تتراوح المتطلّبات القانونيّة والثّقافيّة للمنتجات والخدمات، بدءاً من معايير الملكيّة الفكريّة والحصول على موافقة الإدارات والهيئات الحكوميّة في البلد الّذي تعمل فيه، إلى مدى ملاءمة المنتج لثقافة المجتمع وتقاليده. لذا، يجب التّأكّد من عدم وجود براءات اختراعٍ مشابهةٍ، والحصول على جميع التّراخيص القانونيّة اللّازمة.
عدم التّدقيق في كلّ الجوانب وتجاهل النّظرة الكلّيّة
لا يمكن لمشروعٍ أن ينجح إذا بدأته دون نظرةٍ كلّيّةٍ شاملةٍ لجميع تفاصيله، بدءاً من التّكلفة المبدئيّة إلى الأرباح المتوقّعة، ومروراً بالجمهور المستهدف والقيمة الّتي يقدّمها والمخاطر والتّحدّيات، والوقت الّذي سوف يستغرقه للتّحوّل إلى واقعٍ. يجب الإلمام بجميع هذه التّفاصيل قبل الانطلاق.
تجاهل الموقع الجيّد والحضور الرّقميّ
تواجه الشّركات صعوبةً في النّموّ عندما تختار موقعاً سيّئاً يصعب على المستهلكين الوصول إليه، أو عندما تتجاهل بناء حضورٍ رقميٍّ قويٍّ. فمهما كانت القيمة الّتي تقدّمها، فإنّ صعوبة الوصول إليها سيجعلها تفشل سريعاً.
التّوجّه إلى السّوق الخاطئ
يحاول الكثيرون عند بدء عملٍ تجاريٍّ استهداف الجميع، باعتبار أنّ هذا يحقّق مكاسب سريعةً، ولكنّ هذا لا ينجح في معظم الأوقات. لا توجد خدمةٌ أو منتجٌ يناسب جميع فئات السّكّان، لذا يجب تحديد فئةٍ مستهدفةٍ والتّوجّه إليها تحديداً في الرّسائل التّسويقيّة والميزانيّة وشكل المنتج. يمكن التّوسّع بعد ذلك لفئاتٍ أخرى.
شاهد أيضاً: استراتيجيات التمويل المثلى للمشروعات الريادية
استراتيجيّاتٌ أساسيّةٌ لتحويل الفكرة إلى مشروعٍ رياديٍّ
تعتبر نسبة فشل المشاريع الرّياديّة في الاستمرار لعدّة سنواتٍ من أكثر الأمور المحبطة لرجال الأعمال المبتدئين. ولكن عند التّعرّف على الاستراتيجيّات الفعّالة لتحويل الفكرة بمهارةٍ إلى مشروعٍ، فإنّ فرص النّجاح تزيد بشدّةٍ: [4] [5]
البحث
تفشل الكثير من المشاريع الرّياديّة؛ لأنّ أصحابها لم يهتمّوا كفايةً بإجراء أبحاث السّوق الملائمة. لا يقتصر الأمر على مجرّد سؤالٍ عابرٍ، بل يجب أن يتمّ بأكبر قدرٍ من الاحترافيّة، سواءً من خلالك أو بالاستعانة بمتخصّصين. يجب أن تعرف هل هناك طلبٌ على فكرتك؟ ومن سيكون العملاء المحتملون؟ وما الّذي يحتاجون إليه حقّاً؟ وهل تتوفّر منتجاتٌ أو خدماتٌ مشابهةٌ في أيّ منطقةٍ؟ وإذا توفّر لها شبيهٌ، فما نقطة التّسويق الفريدة الّتي سوف تقدّمها؟
إنّ فهم السّوق واحتياجات العملاء وحجم المنافسة يضع حجر الأساس لتحويل فكرتك إلى حقيقةٍ، ممّا يمهّد الطّريق أمام تطويرٍ سلسٍ مع تقليل المفاجآت.
إنشاء خطّة عملٍ
بعد الانتهاء من الجانب الإبداعيّ والحصول على الفكرة، يمكن البدء في وضع خطّة عملٍ. ومن أهمّ ما تتضمّنه هذه الخطّة:
-
الأهداف: تحتاج في البداية إلى تحديد أهدافٍ واضحةٍ وقابلةٍ للقياس، مع تقسيم الرّحلة إلى عدّة أجزاء يسهل إدارتها، ومعرفة الإجراءات الرّئيسيّة اللّازمة للانتقال من مرحلةٍ إلى أخرى.
-
تحديد السّوق المستهدف: وهو قطاع المستهلكين الّذي تتوجّه إليه بفكرتك، والّذي يمكن أن يكون واسعاً مثل الرّجال أو النّساء عموماً، أو ضيّقاً مثل الفئات الّتي تمتلك حيواناتٍ أليفةٍ.
-
المنافسة: يساعدك تحديد المنافسين المحتملين في السّوق المستهدف في صياغة خطّة تسويقٍ جيّدةٍ ومرنةٍ وقابلةٍ للتّكيّف.
-
الميزانيّة: تعتبر الميزانيّة من المكوّنات شديدة الأهمّيّة في أيّ خطّةٍ. مهما كان رأس المال متوفّراً، يجب تحديد ميزانيّةٍ لكلّ خطوةٍ، وتخطيط الإنفاق ومحاولة عدم الخروج عن إطار الميزانيّة، مع تتبّع الدّخل والنّفقات بحرصٍ.
-
التّوقّعات الماليّة: يساعدك وضع توقّعاتٍ للأرباح والإيرادات في تحديد معيار النّجاح الّذي ترغب فيه.
التّمويل
يؤدّي نفاد رأس المال إلى فشل 82% من الشّركات. إذا وجدت أنّ فكرتك جيّدةٌ بالفعل، وحصلت على آراءٍ متنوّعةٍ بشأنها، يجب أن تفكّر في طرق تمويلٍ مستدامةٍ. يعتبر العثور على مستثمرين من الطّرق المضمونة لاستمرار الإنتاج، ومن أهمّ أمثلة الحصول على تمويلٍ:
-
منصّات ريادة الأعمال: وهي منصّاتٌ تقدّم دوراتٍ تدريبيّةً لروّاد الأعمال. عبر الالتحاق بإحداها، يمكنك طرح فكرتك والبحث عن متحمّسين لتطويرها.
-
المتخصّصون في الصّناعة: إذا كانت فكرتك تلبّي احتياجات صناعةٍ محدّدةٍ، أو تحلّ مشكلةً قائمةً فيها، يمكن للعاملين في هذا المجال تمويل الفكرة بهدف الاستفادة المبكّرة منها والحصول على مزايا تنافسيّةٍ.
-
التّمويل الجماعيّ: انتشرت في الكثير من المدن منصّات التّمويل الجماعيّ الّتي تسمح بعرض الأفكار واستراتيجيّة تنفيذها؛ ومن ثمّ تلقّي تمويلٍ من المهتمّين.
التّسويق
لا يمكن على الإطلاق وضع خطّة تسويقٍ عشوائيّةٍ أو الاعتماد فقط على الأصدقاء والأقارب. لكي تتمكّن من تطوير فكرتك بكفاءةٍ، عليك وضع خطّة تسويقٍ احترافيّةٍ. يمكن لهذه العوامل أن تساعدك:
-
إجراء تحليل SWOT: وهو تحليلٌ بسيطٌ يمكن تنفيذه بنفسك لتحديد نقاط القوّة والضّعف والفرص والتّهديدات، وفهم حالة منتجك الحاليّ في السّوق المستهدف.
-
تحديد ميزانيّةٍ خاصّةٍ للتّسويق: وهذا بعيداً عن ميزانيّة الإنتاج والتّوزيع، وتتحدّد بناءً على طريقة وصولك إلى السّوق المستهدف وكيفيّة التّواصل مع جمهورك.
-
تحديد أهدافٍ ذكيّةٍ: حيث يجب أن ترتبط الأهداف التّسويقيّة بوقتٍ محدّدٍ للتّنفيذ، وتكون قابلةً للقياس.
-
إنشاء رسائل سهلة الفهم: لا تخبر الجمهور فقط عن منتجك أو الخدمة، بل اشرح لهم الطّريقة الّتي سيساهم بها في حلّ مشكلاتهم أو تحسين حياتهم. يشتري النّاس الفوائد الّتي تعود عليهم، وليس مميّزات السّلعة، مع تجنّب المصطلحات المتخصّصة والمربكة.
بناء واختبار نموذجٍ أوّليٍّ
مهما كانت جاذبيّة الفكرة والحماس المتعلّق بها وإمكانات نجاحها، لا تهمل إنشاء نموذجٍ أوّليٍّ عمليٍّ لها. يساعد ذلك في فهم متطلّبات إنتاجها وتوزيعها على أرض الواقع بطريقةٍ أفضل، وإجراء أيّ تعديلاتٍ ضروريّةٍ، والتّحقّق من كفاءتها. ينطبق هذا الأمر على كلّ شيءٍ، من منتجاتٍ وخدماتٍ وتطبيقاتٍ وغيرها، مع تقبّل اقتراحات تحسينها من العملاء والمتخصّصين.
بدء الإنتاج
بعد إجراء جميع التّعديلات المطلوبة على نموذج الاختبار، يمكنك طرح المنتج أو الخدمة بالطّريقة الأكثر ملاءمةً لها، سواءٌ عبر شركة تصنيعٍ أو موقعٍ إلكترونيٍّ، مع الاهتمام بمراقبة الجودة للتّأكّد من أنّها تتطابق مع النّموذج المبدئيّ. واحرص على وجود جدولٍ زمنيٍّ للإنتاج والتّوزيع.
اعتباراتٌ أساسيّةٌ عند البدء في مشروعٍ رياديٍّ
عند تحويل فكرة مشروعٍ رياديٍّ إلى أمرٍ واقعٍ، يجب أن تضع الاعتبارات التّالية أمامك لتجنّب الفشل والإحباط وتحقيق أكبر قدرٍ من النّجاح: [6]
الصّبر التّامّ
عادةً ما يتطلّب تحويل فكرةٍ إلى مشروعٍ بين 3 إلى 12 شهراً، وهذا وفقاً لمدى سهولة الإنتاج والحصول على تمويلٍ ومرحلة الاختبار ومدى توفّر الموادّ الخامّ وغيرها. لذا، يجب أن تلتزم بالصّبر التّامّ، وتتأكّد من نماذج الاختبار الأولى أكثر من مرّةٍ قبل طرح المنتج أو الخدمة لتجنّب التّعرّض إلى مشكلاتٍ كبيرةٍ عند طرحها.
توثيق فكرتك
هناك آلاف الأفكار الّتي تظهر يوميّاً، وبعضها يحقّق نجاحاتٍ مبهرةً. إذا تأكّدت من قدرتك على تحويل فكرتك إلى واقعٍ ملموسٍ، وأنّها ليست موجودةً بالفعل، اسعَ إلى توثيقها بطريقةٍ رسميّةٍ، خصوصاً إذا كان التّطوير سوف يستغرق بعض الوقت، أو في حالة وجود عقباتٍ في التّمويل أو غيرها، حتّى لا تضيع فكرتك، أو تتعرّض للسّرقة.
العمل في المشروع بدوامٍ كاملٍ
يجب أن تضع في اعتبارك التّفرّغ التّامّ للمشروع والفكرة على الأقلّ في العام الأوّل. من الدّراسة المتعمّقة إلى مراقبة المنافسين ووضع الاستراتيجيّة التّسويقيّة والتّمويليّة وغيرها، سوف يستغرق الأمر الكثير من الجهد والوقت والتّفكير. لا يجب أن يشغلك شيءٌ ما عن هدفك. إذا كنت موظّفاً، وترغب في تطوير عملك الخاصّ، يجب أن تودّع أوقات الرّاحة الطّويلة من البداية، وتستعدّ للعمل ساعاتٍ طويلةٍ للتّوفيق بين وظيفتك ومشروعك. لا يمكن للمشروع أن يتطوّر بكفاءةٍ إذا كنت ستعمل فيه فقط في أوقات فراغك.
بناء علاقةٍ وثيقةٍ مع المخاطرة
لا يمكن أن تنجح فكرتك مهما كانت طبيعتها دون الالتزام بأيّ شكلٍ من أشكال إدارة المخاطرة. ليس العمل الجادّ فقط هو ما سيضمن لك البقاء، بل يجب أن تحتضن المخاطرة كصديقٍ لها مع وضع حلولٍ استباقيّةٍ قدر الإمكان، والحفاظ على تركيزك على المهمّة دون السّماح لأيّ اضطراباتٍ بأن تعيدك إلى الخلف.
ربط الفكرة بمبادئ متّصلةٍ بها
ضع في اعتبارك أنّ كلّ شيءٍ في رحلتك سوف يكون متّصلاً بشيءٍ آخر. حاول دائماً ربط الفكرة بمبادئ تلائمها على طول الطّريق. من أمثلة المبادئ الّتي تزيد من نجاح فكرتك التّركيز على الصّحّة العامّة، أو ترشيد الإنفاق، أو الحفاظ على البيئة، أو الوصول لفئاتٍ مهملةٍ. احرص على ربطها معاً لتسويقٍ وتوزيعٍ أفضل.
قياس الاتّجاهات
تتوفّر الكثير من أدوات تحليل الأسواق عبر الإنترنت، وتساعدك في التّعرّف على المنتجات الرّائجة داخل صناعةٍ ما، أو المشكلات في كلّ منتجٍ من خلال التّعليقات السّلبيّة من العملاء، وبالتّالي زيادة قدرتك على المنافسة واكتشاف الفجوات.
إنّ تحويل فكرة مشروعٍ رياديٍّ إلى واقعٍ حقيقيٍّ هو طريقٌ طويلٌ، ويتطلّب الصّبر والإبداع والتّخطيط الاستراتيجيّ والاستعداد للتّكيّف والتّطوّر مع توقّع التّحدّيات ومحاولة مواجهتها بكلّ الطّرق. من البداية، يجب أن ترسم خريطة طريقٍ واضحةٍ مع الاستعداد للفشل والتّحسّن، واعتبار كلّ نكسةٍ مجرّد درسٍ يفتح أمامك الطّريق للنّجاح. لا تتردّد في طلب المساعدة من المتخصّصين، وتمتّع بالجرأة مع تبنّي عقليّة النّموّ والتّطوّر الّتي تستفيد من الإخفاق، ولا تتوقّف عنده.