فن قضاء وقت ممتع في العطل
منظورٌ جديدُ لشحن الطّاقات بعد الأعمال الشّاقة، هل تعلم أنّه في بعض الأحيان تحتاج حقاً إلى إجازة للتّعافي من إجازتك؟ إذ إن للاستراحة جهداً من نوعٍ آخر!
هل تشعر عادةً بالإرهاق فور عودتك من الإجازة؟ يمكن للعلم مساعدتك...
إذا سارت الأمور كما هو مُخطّط لها، عندما تقرأ هذا المقال في مُنتصف أغسطس، أكون في إجازةٍ مع العائلةِ والأصدقاءِ على شاطئ السّاحل الغربيّ، باعتباري مغتربةً أعيش في أوروبا، فإنّ رحلتي الصّيفيّة السّنويّة إلى الولايات المتّحدة هي واحدةٌ من أبرز أحداث السّنة بالنّسبة لي. تسمح لي هذه الرّحلات بتجديد علاقاتي بأحبّائي وبنفسي، وتُعيد تنظيم الأفكار في ذهني استعداداً للأشهر الأخيرة من العام، ولكن تلك الرّحلات غالباً ما تتركني منهكةً.
يعتبر التّنقل في 4 رحلاتٍ جويّة، وقضاء ساعاتٍ في قيادة السّيارة، وعبور 10 مناطق زمنيّة تحديّاً لوجستياً، خاصّةً مع وجود طفلٍ يبلغ من العمر 8 سنوات. وبقدر ما أقدّر الوقت الذي أقضيه مع الأشخاص الذين أفتقدهم، فإنّ كل ذلك التّواصل الاجتماعيّ يرهق ذهني الانطوائيّ. غالباً ما أعودُ إلى المنزل وأشعر أننّي بحاجةٍ إلى أخذ إجازةٍ للتّعافي من إجازتي تلك، وكلّ ذلك قبل أن أواجه كومةَ مسؤولياّت العمل التي تراكمت أثناء غيابي.
هل أنا غريبة الأطوار؟، وهل هناك أيّ شيءٍ يُمكنني فعله لجعل فترة تعافيّ بعد الإجازة أكثر سلاسةً؟ لقد اكتشفت مؤخراً أنّ العلم لديه الإجابات. قد أكون غريبة الأطوار بشكلٍ عامٍّ، لكنّني لست غريبةً في حاجتي إلى فترة تأقلمٍ بعد الإجازة. من المُحتمل أن يشعر العديد من روّاد الأعمال وقادة الأعمال المشغولين بنفس الشّيء، ولحسن الحظ، هناك حيل تجعل العودة إلى الحياة الطّبيعية أسهل بكثيرٍ.
اقرأ أيضاً: لماذا يجب على الشركات توظيف الأشخاص "غير المستقرين في وظائفهم السابقة"
كيف تجعل الشعور بالإجازة يدوم
يُعدّ التّعامل مع فترةِ العودةِ بعد الإجازة موضوعاً تم البحث فيه مطوّلاً. قدّم العديد من الكتّاب الأذكياء نصائح للتّعامل مع أكوامِ البريدِ الواردِ الخاصّ بك، وتحديد موعدِ عودتك إلى العمل بأقلّ قدرٍ من الضّغط. لكنّني لم أجد أبداً مقالاتٍ تتحدّث بشكلٍ عمليٍّ عن شعور "الحاجةِ إلى إجازةٍ للتّعافي من إجازتك"، حتّى عثرت على مقالةٍ حديثةٍ لمركز "غريتر غود ساينس" بقلم شانا بي تيايون.
تقدّم في مقالتها الكثير من النّصائح المعقولَة والحكيمة، لا تعود من إجازتك يوم الأحد وتعاود العمل يوم الاثنين؛ خطّط لتوصيل حاجيات المنزل في اليوم التالي لعودتك، وما إلى ذلك. لكنّها تعترف أيضاً بالحقيقة التي يتجاهلها الكثير عادةً، ففي كثير من الأحيان، تتعبنا الإجازات، وضغوط العودة منها.
كما تؤديّ فترات العمل الطّويلة، الممزوجة بفتراتٍ قصيرةٍ من الرّاحة أو الإجازة، ثم العودة إلى العمل الشّاق، إلى نوعٍ مختلفٍ من التّوتر: الإرهاق! يُمكن للإرهاق أن يمحو الفوائد العقليّة والجسديّة للإجازة.
خطط لإجازة صغيرة للتعافي من إجازتك
لتجنّب التّأثير السّلبي لضغوط العودة من الإجازة وتغلّبها على الفوائد الصّحية للابتعاد عن التّوتر، تقترح تيايون العودة للعمل بكل تأنٍّ وحذرٍ قدر الإمكان، والتّخطيط للإجازات الأخرى التي طال انتظارها للتّعافي من إجازتك، لوقتٍ قصيرٍ على الأقل.
نميل عادةً -عندما نعود من الإجازة- إلى الشّعور بأنّ علينا الامتناع عن الأنشطة التّرفيهية لفترةٍ من الوقت، لأنّه بعد كلّ شيءٍ، لقد عدنا للتوّ من الإجازة. إذا شعرت بذلك، دعني أريحك، هذا الشّعور مرتبطٌ بالذّنب، وليس له أساسٌ علميٌّ. في الواقع، وجدت الأبحاث أنّ التّخطيط للأنشطة التّرفيهيّة بعد الإجازةِ يُمكن أن يساعد في إطالة فترة الرّاحة، خاصّةً إذا كان النّشاط يُشجّع على الاسترخاء".
تشير الدّراسات في الواقع إلى أنّ التخطيط لبعض الأنشطة الصّغيرة الشّبيهة بالإجازة بعد فترةٍ وجيزةٍ من عودتك، يساعد على زيادة الفوائد النفسية، وتعزيز الإنتاجية لفترةٍ أطول. وتُشجّعك تيايون قائلةً: "لذلك، خطّط لذلك اليوم الذي تقضيه بجوار حمّام السّباحة مع الأصدقاء، أو الذهاب في رحلة إلى متحفك المفضّل بعد يوم أو يومين من عودتك من الإجازة".
أعتقد أنّني سآخذ بنصيحتها هذا العام، وإذا بدأت بالشّعور بالذّنب بسبب إجازتي، فسأبرّر لنفسي بأنّ أخذ إجازةٍ صغيرةٍ للتّعافي من الإجازة تقنيةٌ تم اختبارها علمياً واعتمادها، لتحقيق أقصى استفادةٍ من قضاء الوقتِ بعيداً عن أعباء الحياةِ.