فوائد العمل عن بعد: انطلق للاجتماعات الرّسميّة من أريكتك!
اختبار أعلى مستويات الراحة والإنتاجية من المنزل، مع أحدث أنماط العمل في عصرنا الحاليّ
هل تسألُ عن فوائد العمل عن بعد؟ حسناً، لقد وصلتَ، تخيّل أن تبدأَ يومكَ وأنتَ ما تزالُ مرتدياً ملابس النّوم، مع فنجانِ قهوةٍ مُعدٍّ بعنايةٍ في مطبخكَ الخاصّ، بدون زحامٍ مروريٍّ أو أصواتٍ مزعجةٍ، تستطيعُ أخذَ قيلولةٍ سريعةٍ بمنتصف النّهار، أو حضورَ الاجتماعاتِ وأنت مستلقٍ فوق أريكتكَ. لكن، الأمر لا يقتصرُ عليكَ كموظّفٍ، فهناك فوائدٌ عظيمةٌ للشّركات، الّتي ستحظى بالقدرة على توظيفِ المواهبِ من شتّى أنحاءِ العالمِ، وتقليل التّكاليفِ، فتعالوا نتعرّف أكثر على فوائد العمل عن بعد للموظّفين والشّركات، ما يُمكنُ أن يجعلَ بيئة العملِ أكثر سعادةً وإبداعاً ونجاحاً.
فوائد العمل عن بعد للأشخاص
تتعدّدُ فوائد العمل عن بعد للأشخاصِ، لتُغطّي كافّة مناحي الحياة تقريباً، سواءً تلكَ المُتعلّقة بالرّاحة والاستقلاليّةِ، أو المتعلّقة بتخفيف النّفقاتِ، خصوصاً أجور المواصلاتِ أو الإيجاراتِ الّتي قد تكون مرتفعةً. [1]
توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية
العمل عن بعد يُوفّرُ جداول زمنيّةً مرنةً، ممّا يسمحُ للموظّفين ببدء وإنهاء يومهم حسب رغبتهم، طالما أنّ العملَ يُنجز بكفاءةٍ، هذه المرونةُ تُساعدُ في تلبية احتياجات الحياة الشّخصيّة، مثل توصيلِ الأطفال إلى المدرسةِ، والقيام بالمهامّ اليوميّة، وممارسة الرّياضة، أو التّواجد في المنزل لاستقبالِ الضّيوف، ويُمكنك أيضاً استكشاف وظائف بدوامٍ جزئيٍّ، مسائيّة، أو بأسبوع عملٍ من أربعة أيّامٍ.
تقليل ضغوط التّنقل
يحتاجُ معظم الموظّفين إلى ساعةٍ يوميّاً للتّنقلات بشكلٍ وسطيٍّ، وهذا الوقتُ يُمكنُ أن يزيدَ من مستويات التّوتر والقلق، ويرتبطُ بمشاكل صحيّة، مثل ارتفاع الكوليسترول والسّكر في الدّم وزيادة خطر الاكتئاب، كما أنّ العمل من المنزل يُوفّر هذا الوقتُ لتحسينِ صحّتكَ العقليّة والبدنيّة، وزيادة وقتكَ للنّوم والأنشطة العائليّة والرّياضيّة، بشرط عدم التّقصير في العملِ.
استقلاليّة الموقع
العمل عن بعد يفتحُ أمامكَ مجموعةً واسعةً من فرص العمل الّتي لا تقتصرُ على موقعٍ جغرافيٍّ معيّنٍ، وهذا مفيدٌ للأشخاص في المناطقِ الرّيفيّة، أو الذين يتنقّلون بشكلٍ مُتكرّرٍ، كما يُمكنكَ تجنّب مناطقِ الإيجار المرتفعةِ، والعمل من أيّ مكانٍ تفضّله دون التّأثير على مسيرتكَ المهنيّة.
تعزيز الشّمول
يُتيحُ العمل من المنزل للموظّفين العيشَ في مجتمعاتهم المفضّلة، ممّا يدعمُ التّنوعَ والمجتمعَ والأسرةَ، كما يُوفّر فرصَ عملٍ مُستقرّةٍ للأشخاصِ الّذين يواجهون صعوبةً في العثور على وظائف تقليديّةٍ، مثل ذوي الإعاقة أو من يحتاجون إلى جداول مرنةٍ، كذلك يُتيحُ للموظّفين المرونةَ لحضورِ المواعيد الطّبية عند الحاجةِ.
توفير المال
يُمكن للأشخاصِ الّذين يعملون من المنزل جزئيّاً توفير حوالي 4000 دولارٍ سنويّاً على تكاليفَ الوقودِ، وصيانة السّيارات، والنّقل، ورسوم الوقوف، والملابس المهنيّة، والوجبات الجاهزة، فكّر كيف أنّ هذه المُدخّرات ستتراكمُ وتعودُ بالفائدة على عائلتكَ وأطفالكَ.
تأثيرٌ إيجابيٌّ على البيئة
قبل الجائحةِ، تمكّنَ 3.9 مليون موظّفٍ يعملون من المنزل جزئيّاً من تقليلِ انبعاثاتِ الغازات الدّفيئة، بما يعادلُ إزالة أكثر من 600,000 سيّارةٍ من الطّريق لمدّة عامٍ كاملٍ، كما تمّ توفير 7.8 مليار ميلٍ من السّفر بالمركبات سنويّاً، وتمّ تجنّب 3 ملايين طنٍ من الغازاتِ الدّفيئة، وتوفير تسعمئة وثمانين مليون دولارٍ من تكاليفِ النّفطِ.
وباعتماد خياراتٍ بيئيّةٍ مستدامةٍ، مثل تقليلِ استخدامِ الورقِ ومراقبة استخدام التّكييف والتّدفئة والإضاءة، يُمكن للعاملين عن بعد تحقيقَ تأثيرٍ إيجابيٍ على جودة الهواءِ يُعادل زراعةَ غابةٍ كاملةٍ من 91 مليون شجرةً.
مكتب مخصص
من الفوائدِ الكبيرةِ للعمل عن بعد هي القدرةُ على إنشاءِ مكتبٍ منزليٍّ مريحٍ ومُخصّصٍ، سواء كُنتَ ترغبُ في كرسيٍّ أكثر راحةً أو لديك مشكلات صحيّة تتطلّبُ معدّات مكتبيّة مُتخصّصة، إذ يُمكنكَ إعداد مكتبكَ المنزليّ بالطّريقة الّتي تناسبكَ تماماً، كما أنّكَ سترتاحُ من تذمّر صديقكَ المستمرّ، وتتجنّب الاستماع إلى موسيقى زميلتكَ واستمرار الطّلب إليها بخفضِ الصّوت أو استخدام سمّاعةٍ.
زيادة الإنتاجيّة والأداء
عادةً ما يؤدّي العمل عن بعد إلى تقليلِ المقاطعات، وتقليل السّياسة المكتبيّة، مع الحصولِ على بيئة عملٍ أكثر هدوءاً، واجتماعاتٍ أقلّ أو أكثر كفاءةً، ومع عدمِ الحاجةِ للتّنقل، يكون لدى العاملين عن بعد وقتُ أكثر ومشتّتات أقلّ، ممّا يزيدُ من إنتاجيتهم، وهذا يُعتبرُ فائدةً كبيرةً لكلّ من الموظّفين وأصحاب العملِ.
حياة عملية أسعد وأصح
يميلُ الموظّفون العاملون عن بعد والمرنون إلى أن يكونوا أكثر سعادةً وولاءً، جزئيّاً لأنّ العمل من المنزل يُقلّل من التّوتر، ويُوفّر وقتاً أكبر للهواياتِ والاهتماماتِ، ويُحسّن العلاقات الشّخصيّة، بالإضافةِ إلى الصّحة الشّخصيّة والرّفاهية، كما ويُمكن أن تكونَ العلاقاتُ بين الزّملاء والمديرين أكثر إيجابيّةً بدون المشتّتات والسّياسة الّتي تأتي مع العملِ في المكتبِ. ويُمكن أن يؤدّي العمل من المنزل أيضاً إلى تحسينِ الصّحة بطرقٍ متنوّعةٍ:
- مزيد من الوقتِ للنّشاط البدنيّ.
- القدرة على تناول طعامٍ صحيٍّ.
- التّعافي من المرض أو الجراحة في المنزل.
- تقليل التّعرّض للأمراضِ.
- سهولة رعاية مشكلةٍ صحيّةٍ أو إعاقةٍ.
- الخيار لإنشاء مساحة عملٍ مريحةٍ.
فوائد غير تقليدية للعمل عن بعد
بعيداً عن الجانب الرّسميّ، تعالوا نتحدّث قليلاً عن أبرز فوائد العمل عن بعد للموظّفين، بطريقةٍ نفهمها جميعاً نحن العاملين عن بعد:
- ارتداء البيجاما أثناء الاجتماعات: يُمكنك حضور الاجتماعات الرّسميّة، وأنت ترتدي البيجاما أو ملابس مريحةً، دون الحاجةِ للالتزامِ بالملابس الرّسميّة طوالَ اليوم.
- تحضير القهوة الخاصّة بكَ: لست مضطراً بعد الآن لتحمّل قهوة المكتب السّيئة، يُمكنكَ تحضيرُ قهوتكَ المفضّلة بكلّ حبٍّ واهتمامٍ.
- العمل مع الحيوانات الأليفة: يُمكنكَ الاستمتاعُ بوجودِ حيواناتكَ الأليفة بجانبكَ طوال اليوم، ممّا يُضيفُ بعض المرحِ والرّاحة النّفسيّة.
- إمكانيّة غفوة القيلولة: لديكَ الفرصة لأخذ قيلولةٍ سريعةٍ في منتصف النّهار، ممّا يُزيدُ من نشاطكَ وإنتاجيتكَ بقيّة اليوم.
- إلغاء التّنقل الصّباحيّ: لا حاجة للاستيقاظِ مُبكّراً أو مواجهة زحام المرور، يُمكنكَ الاستيقاظ قبل دقائق فقط من بدء العملِ.
- إعداد وجباتٍ منزليّة شهيّةٍ: يُمكنكَ تحضير وجباتٍ غذائيّةٍ صحيّةٍ وشهيّةٍ، بدلاً من الاعتماد على الوجباتِ السّريعة أو طعامِ المكتبِ.
- تزيين مكتبكَ بحريّةٍ: يُمكنكَ تزيين مكتبكَ المنزليّ بالطّريقة الّتي تُفضّلها، سواء بالألوان الزّاهية أو النّباتات أو أيّ عناصر ديكور غير تقليديّةٍ.
- العمل من أيّ مكانٍ: لديكَ الحريّة للعمل من الشّرفة، الحديقة، أو حتّى من السّرير، حسب حالتكَ المزاجيّة.
- استماع إلى الموسيقى المُفضّلة: يُمكنكَ تشغيل الموسيقى التي تُفضّلها دون الحاجةِ إلى سمّاعات الأذن أو القلق بشأنِ إزعاج الزّملاء.
- استراحة للتّمارين الرّياضيّة: يمُكنكَ ممارسة التّمارين الرّياضيّة أو اليوغا خلال فترات الاستراحةِ دون الحاجةِ لمغادرةِ المنزلِ.
شاهد أيضاً: لماذا يجب أن يكون العمل عن بُعد هدفاً لشركتك؟
فوائد العمل عن بعد للشركات
لا تقِلُّ فوائد العمل عن بعد للشّركات أهمّيةً عن الفوائد الشّخصيّة للموظّفين، إذ تستطيعُ الشّركاتُ الحصولَ على أفضل المواهب أينما وجدوا، دون تحمّل أعباء انتقالهم إلى حيث يتواجدُ مقرّ الشّركة، وهذا واحدٌ من الفوائدِ، وليس معظمها أو حتّى أهمّها. [2]
توفير التكاليف
إحدى الفوائدُ الكبيرةُ للعمل عن بعد هي توفيرُ التّكاليف، حتّى إذا استمرّ استئجارُ المكتب، يُمكن للموظّفين استخدامُ نظام المكاتب المُشتركة، ممّا يُوفّر مساحةً، كذلك يستطيعُ أصحاب العمل توفيرَ تكاليف الإيجار، والمرافق مثل الماء، الكهرباء، الواي فاي، صيانة المباني، التّنظيف، كذلك توفير المقاهي أو المطاعم، المُعدّات، والأثاث، بالإضافةِ إلى ذلك، عند الاستعانةِ بمستقلِّين، لا حاجة لتوفيرِ معدّاتٍ تقنيةٍ باهظةٍ، حيث يستخدمُ الكثيرُ منهم مُعدّاتهم الخاصّة.
تعزيز الإيجابية
العمل عن بعد يُعزّزُ التواصل والاندماج بين الفرقِ، إذ يُمكن للأعضاء البقاءَ على اتّصالٍ مع الشّركة والزّملاء من خلال الإنترنت، ممّا يُعزّز الشّعورَ بالتّواجد في المكتب، وهذا التّعاون الفعّال يُعزّزُ الشّعور الإيجابيَّ والدّافعيّة، ويدفعُ الموظّفين لبذل جهدٍ إضافيٍّ عند الحاجةِ، كذلك فإنّ الموظّفين العاملين عن بعدٍ يكونون عادةً أكثر سعادةً، ممّا يجعلهم دُعاةً جيّدين للشّركةِ.
توسيع قاعدة المواهب
لدى أصحابِ العملِ خياراتٌ أوسع عندَ اختيارِ الموظّفين العاملين عن بعد، حيث يُمكنهم التّوظيف من أيّ مكانٍ في العالمِ دون التّقيد بالموقعِ الجغرافيّ، فهذا يتيحُ فرصةً أكبر للعثورِ على موظّفين بمهاراتٍ مُتخصّصةٍ، ممّا يُوفّر تكاليف التّدريب، كما لا توجدُ تكاليف نقلٍ للموظّفين الجُدد، وهو ما يتوقّعهُ العديدُ من جيل الألفيّة الّذين نشأوا مع التّكنولوجيا الّتي تدعمُ العمل عن بعد.
تقليل الغياب
الموظّفون الذين يعملون من المنزلِ يميلون إلى الاستمرارِ في العملِ، حتّى لو شعروا ببعضِ التّعب، حيثُ لا يحتاجون للتّنقل وهم في حالةٍ غير جيّدةٍ، فهذا يُقلّلُ من احتماليّة الإجازات المرضيّة غير الضّروريةِ، كما يُمكنهم تنظيمُ يومهم حول مواعيد العملِ دون الحاجةِ لأخذ إجازاتٍ غير ضروريّةٍ.
استغلال الوقت بشكل أفضل
العمل من المنزل يجعلُ الموظّفين يستغلّون وقتهم بشكلٍ أكثر فعاليّةً، حيث يُقلّ وقت التّنقّل والحديث الجانبيّ والتّأخير، ويُمكن للشّركات الّتي تُوظّف أشخاصاً من جميع أنحاء العالم العملَ على مدارِ السّاعةِ.
تقليل النّزاعات المكتبيّة
تُقلّلُ بيئةُ العمل عن بعد من المشاكلِ المُتعلّقةِ بالسّياسات المكتبيّة والنّزاعات، ممّا يُزيدُ من إنتاجيّة الموظّفين، ويُقلّلُ من التّوتر النّاتج عن الدّراما المكتبيّة.
تعزيز الولاء
العملُ المرنُ يُعزّز الولاء بين الموظّفين وأصحاب العمل، فعندما يشعرُ الموظّفون بأنّ أصحاب العمل يثقون بهم لأداءِ عملهم بطرقهم الخاصّة، يتزايدُ احترامهم للشّركة، ويقلّ معدّل دوران الموظّفين.
زيادة الإنتاجية
الإنتاجيّة أساسيّة لنموّ الشّركة، والموظّفون العاملون من المنزل يكونون عادةً أكثر إنتاجيةً، حيث يكونون مهتمّين بإنجازِ العملِ بفعاليّةٍ، والاجتماعات السّريعة عبر الإنترنت تكون أكثر فعاليّةً من الاجتماعات التّقليديّة، ممّا يُتيحُ المزيدَ من الوقتِ لإنجازِ العملِ.
الاستفادة من التكنولوجيا
تُتيحُ التّكنولوجيا الحديثةُ لأصحابِ العملِ الاستفادةَ من فريقِ عمل عن بعد بشكلٍ كاملٍ، وتُوفّر أدوات التّعاون الرّقميّ، مثل Microsoft 365 أو Google Workspace وتطبيقات المُراسلة وأدوات إدارة المهام، منصّةَ عملٍ متكاملةً تُعزّز الإنتاجيّة والتّعاون.
تحسين التّواصل
في البدايةِ، قد يجدُ الموظّفون العمل عن بعد غريباً بسبب غياب الدّردشة المكتبيّة، لكن هذا يُعزّزُ التّواصل الأفضل، حيث يتعلّم النّاس التّحدّث مع من يحتاجون إليه عندَ الحاجةِ، كما تُشجّع تطبيقاتُ المراسلةُ والدّردشة على التّعارف والتّعاون بين الزملاء، ممّا يُعزّزُ التّواصل في بيئة العملِ عن بعد.
في النّهاية، يبدو أنّ العمل عن بعد ليس مجرّد فرصةٍ للاسترخاءِ بملابس النّوم، وتناول القهوة المُحضّرةَ في المنزلِ، بل هو طريقةٌ مبتكرةٌ لتحقيقِ التّوازن بين الحياة الشّخصيّة والعمل، وتجنّب زحمةِ المرورِ الّتي تُشبهُ مغامرات ألعاب الفيديو، ومع كلّ فوائدِ العمل عن بعد هذه، ربّما حان الوقتُ لتوديعِ الطّاولات المكتبيّة المزدحمةِ واحتضان طاولات المطبخ كأماكن عملٍ جديدةٍ! لذا، لنرفعَ فنجان القهوة، ونحتفلَ بعصرِ العملِ عن بعد المليء بالمرونة والسّعادة.