فوائد القيادة بين الأقران: 5 نقاط رئيسية ستجعلك تغير القيادة الهرمية
فنٌّ من فنون القيادة، يقوم على توزيع مسؤوليات القادة بين أعضاء الفريق
بقلمِ ديفيد فينكل David Finkel، مؤلّفٌ مشاركٌ لـ "سبعةِ مبادئٍ مثبتةٍ لتنمية عملك واستعادة حياتك"
لقد تحدّثتُ كثيراً عن موضوعِ الهيكليّةِ القياديّةِ الجيّدةِ وكيفَ تكونُ العمودَ الفقريَّ لأيّةِ مؤسّسةٍ ناجحةٍ، خلالَ أكثرَ من 25 عاماً من التّدريبِ في مجالِ الأعمالِ، شهدتُ بنفسِي مدى أهميّةِ القيادةِ في مسارِ نموِّ الأعمالِ، في حينِ أنَّ النّموذجَ التَّقليديَّ الهرميَّ للقيادةِ من أعلى إلى أسفل كانَ السّائدَ لعقودٍ، إلَّا أنَّ هناكَ انتقالاً نحو القيادةِ بينَ الأقرانِ يكتسبُ زخماً بينَ العديدِ من الأفرادِ معَ نتائجَ مثيرةً للإعجابِ. [1]
شاهد أيضاً: الخطوة الأولى نحو التميّز القيادي المستدام والأصيل
ما هو نموذجُ القيادة بين الأقران؟
قبلَ أن نتناولَ فوائدَ هذا النّمطِ القياديِّ، من المُهمِّ أن نفهمَ الفرقَ بينَ القيادةِ بينَ الأقرانِ والطّريقةِ التَّقليديةِ للقيامِ بالأمورِ، توزّعُ القيادةُ بين الأقرانِ مسؤوليّاتِ القيادةِ بين أعضاءِ الفريقِ بدلاً من تركيزِها في فردٍ واحدٍ، تقدّمُ هذهِ الطّريقةُ العديدَ من الفوائدِ الرّئيسيةِ الّتي يمكنُ أن تعزّزَ النّموَّ والابتكارَ والنّجاحَ بشكلٍ عامٍّ داخلَ مؤسَّستِكَ، لذلك دعونا نَستكشفْ هذه المزايا:
- تيسيرُ النّموِّ المستمرِّ: تشجّعُ القيادةُ بينَ الأقرانِ على بيئةٍ من النّموِّ والتّعلّمِ المستمرِّ، عندما يتولَّى أعضاءُ الفريقِ مسؤوليّاتِ القيادةِ، يتمّ دفعُهم خارجَ مناطق راحتِهم، وتشجيعُهم على تطويرِ مهاراتٍ جديدةٍ، وتتغلغلُ عقليّةُ النّمو هذه في المؤسّسةِ بأكملِها، ممّا يحفّزُ الابتكارَ والقدرةَ على التّكيّفِ.
- تحسينُ الاستقرارِ والقدرةِ على التّحمّلِ: في نموذجِ القيادةِ التّقليديِّ من أعلى إلى أسفل، إذا كانَ القائدُ غيرَ متاحٍ أو غادرَ المؤسّسةَ، يمكنُ أن يخلقُ ذلكَ عدمَ استقرارٍ، تقومُ القيادةُ بين الأقرانِ بتقليلِ هذا الخطرِ من خلالِ توزيعِ مسؤوليّاتِ القيادةِ عبرَ أعضاءِ الفريقِ، تضمنُ هذه الوفرةُ في القادةِ أن تظلَّ المؤسّسةُ ثابتةً وقويّةً حتَّى في وجهِ التّحدّياتِ غيرِ المُتوقَّعةِ.
- تمكينُ أعضاءِ الفريقِ: تُمكِّنُ القيادةُ بينَ الأقرانِ أعضاءَ الفريقِ عن طريقِ منحِهم إحساساً أكبرَ بالاستقلاليّةِ والملكيّةِ. وعندما يُفوَّضَ الأفرادُ بمسؤوليّاتِ القيادةِ، يكونونَ أكثرَ حماسةً واندماجاً في عملِهم. ويُترجَمُ هذا التَّمكينُ إلى رضا أعلى في العملِ، وتحسينِ المعنويّاتِ، وزيادةِ الإنتاجيّةِ.
- تعزيزُ التّعاونِ والابتكارِ: في نموذجِ القيادةِ بينَ الأقرانِ، يعملُ أعضاءُ الفريقِ بتعاونٍ، يسعونُ للحصولِ على آراءٍ وأفكارٍ من أقرانِهم، تُشعِلُ هذهِ البيئةُ التّعاونيّةُ شرارةَ الإبداعِ والابتكارِ؛ حيثُ تتجمّعُ وجهاتُ النَّظرِ والمهاراتُ المختلفةُ لحلِّ المشكلاتِ ودفعِ المؤسَّسةِ نحوَ الأمامِ.
- إنشاءُ هويّةٍ مؤسّساتيّةٍ أقوى: عندما يتولَّى أعضاءُ الفريقِ مسؤوليّةَ القيادةِ، ينمو لدَيْهم ارتباطٌ أقوى برسالةِ وقيمِ المؤسّسةِ، بدلاً من الاعتمادِ فقط على توجيهاتِ القائدِ، يعملونَ معاً لتحقيقِ أهدافٍ مشتركةٍ، ويعملُ هذا الشُّعورُ الجماعيّ بالهويّةِ على تقويةِ ثقافةِ المؤسّسةِ وتحسينِ سمعتِها داخليّاً وخارجيّاً.
شاهد أيضاً: كيف تكون قائداً ناجحاً؟ إليك طرق مبتكرة لتحقيق ذلك
كيفيةُ تنفيذ نموذج القيادة بين الأقران
قد يتطلَّبُ الانتقالُ إلى نموذجِ القيادةِ بينَ الأقرانِ تحوّلاً في طريقةِ التّفكيرِ والالتزامِ بتعزيزِ ثقافةِ التّعاونِ والمسؤوليّةِ المشتركةِ داخلَ مؤسَّستِكَ؛ فيما يأتِي بعضُ الخطواتِ لمساعدتِكَ في تنفيذِ القيادةِ بين الأقرانِ بفعاليّةٍ:
- تحديدُ أدوار القيادة: حدِّدْ بوضوحٍ أدوارَ القيادةِ والمسؤوليّاتِ لأعضاءِ الفريقِ، تأكّدْ من أنَّ الجميعَ يفهمونَ مجالاتِ ملكيّتِهم الخاصّةِ.
- توفيرُ التَّدريبِ والدَّعمِ: قدّم التّدريبَ والدّعمَ لأعضاءِ الفريقِ الذين يتولّونَ مسؤوليّاتِ القيادةِ، ساعدْهُم على تطويرِ المهاراتِ والثّقةِ اللّازمةِ للتّفوّقِ في مواقعِهم.
- التّشجيعُ على التَّواصل: عزِّزِ التواصلَ المفتوحَ والشّفافَ بين أعضاءِ الفريقِ، حُثَّهم على البحثِ عن آراءِ بعضِهم بعضاً وتغذيتِهم الرّاجعةِ.
- التّقديرُ والمكافأةُ: اجعلْ أعضاءَ الفريقِ يشعرونَ بتقديرِكَ لهم وكافئْهم على مساهماتِهم في القيادةِ، يعزّزُ الاعترافُ بجهودِهم قيمةَ القيادةِ بين الأقرانِ داخلَ المؤسّسةِ.
- التَّقييمُ والتَّعديلُ: قيِّم بانتظامٍ فعاليّةَ نموذجِ القيادةِ بين الأقرانِ، عدِّلِ الأدوارَ والمسؤوليّاتِ حسبَ الحاجةِ لضمانِ التّناغُمِ مع أهدافِ المؤسّسةِ.
بشكلٍ عامٍ، تقدّمُ القيادة بين الأقرانِ مجموعةً من الفوائدِ التي يمكنُ أن تعزِّزَ النّموَّ والاستقرارَ والابتكارَ داخلَ مؤسَّستِكَ. ومن خلالِ تمكينِ أعضاءِ الفريقِ، وتعزيزِ التّعاونِ، وخلقِ هويّةٍ مؤسَّساتيّةٍ قويّةٍ، يمكنُكَ وضعُ عملِكَ على مسارِ نجاحٍ طويلِ الأمدِ.