العلامات التجارية الصغيرة تسلطُ الضوء على الوعي البيئي في أسبوع الموضة
شركات تلفت الأنظار إلى كيفية تطوير 3 مصممي أزياء لخطوطٍ تعطي الأولوية للإنتاج الواعي بيئياً.
بقلم سيدني سلادوفنيك، متدرب تحريري
بالنسبة لشركات البيع بالتّجزئة، فإنّ أسبوع الموضة في نيويورك مليء بالإلهام؛ وليس فقط عندما يتعلّق الأمر بالأنماط والألوان الرّائجة.
إذ تعلم العديد من العلامات التّجاريّة للأزياء مدى صعوبة توسيع نطاق الأعمال التّجارية والوفاء بوعود الاستدامة في آنٍ معاً، ولكن اكتشف بعض رواد الأعمال الناشئين عمليات التّصنيع، والشّراكات الاستراتيجيّة، واستراتيجيات المبيعات التي ساعدتهم على الحد من تأثير أعمالهم على البيئة. والآن، يعرض هؤلاء المصممون مجموعاتهم في أسبوع الموضة في نيويورك لهذا العام، والذي يستمر من 7 إلى 13 سبتمبر؛ يمكن للشركات الأخرى التي تأمل في تحسين مقاييس الاستدامة الخاصة بها أن تتعلّم من مثالهم.
تصنع دار الأزياء InspireD'Signs التّي يقع مقرها في دنفر، والتي ستقدّم عرض أزياء لأزيائها المصممّة حسب الطّلب في 7 سبتمبر، ملابس فريدة من نوعها باستخدام قماش ميت؛ تحصل عليه من جميع أنحاء البلاد. وتقول المالكة والمصممة فاي أشوود إنها أعادت استخدام ما يقرب 300 رطل من المواد التي كان من الممكن أن تذهب إلى مكب النّفايات منذ تأسيس علامتها التّجاريّة في عام 2006.
ومع الأسعار التّي تتراوح بين 75 دولار و2500 دولار، صُمِّمت ملابس Ashwood مع أخذ المتانة بالاعتبار، إذ تُخيط ملابسها بغرزة فريدة على شكل قلب، والتّي تقول إنّها أقوى بكثير من الغرز القياسيّة، كما إن استخدام هذه الغرزة يعني أن الملابس تستغرق وقتًا أطول في الإنتاج، ولكنّها في النّهاية تُعزّز جودة منتجاتها؛ لأن الدرزات القويّة تمنع الملابس من التّمزق ورميها في نهاية الأمر في مكب النّفايات.
كما تستخدم ماركة ملابس السّباحة الصغيرة Avery، والتّي مقرّها تورونتو أيضاً المواد المعاد تدويرها باسم الاستدامة؛ وستعرض Avery لأوّل مرة في نيويورك في 8 سبتمبر ملابس البيكيني المصنوعة من نفايات المحيط المعاد تدويرها. إذ تعمل المصممة ميشيل تشين، 35 عاماً، التّي أسّست الشّركة في عام 2020، مع شركة Econyl، وهي شركة تصنيع الأقمشة المتجددة، للحصول على مواد مصنوعة من شباك الصّيد، والألياف البلاستيكيّة، والقصاصات، وغيرها من المخلّفات الموجودة في المحيطات. تُباع ملابس السباحة الخاصة بـ Avery مقابل 135 دولار سواءً عبر الإنترنت أو في المتاجر المؤقتة.
في حين أن البوليستر البلاستيكي المعاد تدويره ليس مادة جديدة، فقد سبق واُعتمد عليه بشكل كبير من قبل العلامات التّجارية الكبرى مثل باتاغونيا ونايكي، إلا أن استخدام أفيري لهذا النّسيج يُظهر أنه في متناول الشّركات من جميع الأحجام.
إن إدارة مشروع تجاريٍّ صغيرٍ تصحبه تحديّات، إذ تقول تشين إن الالتزام بأهدافها المتعلّقة بالاستدامة لم يكن سهلًا بل واجهته العديد من التحديات، لكن في نهاية المطاف قادتها الأبحاث التجاريّة المُبكرّة إلى العثور على Econyl، التّي كان من السّهل العمل معها من وجهة نظر التّصنيع، على حد قول تشين.
يمكن لماركات الأزياء أيضاً ممارسة الاستدامة من خلال المساعدة في الحدّ من هدر المخزون الزاّئد؛ هذه هي الممارسة الأساسيّة لشركة Shhongee التّي يقع مقرّها في سان فرانسيسكو، والتي ستقدّم عرضها في 8 سبتمبر. إذ تعمل العلامة التّجارية الأمريكيّة لملابس الشارع في زيمبابوي على أساس الملابس المصنوعة حسب الطلب، مما يُقلّل من هدر الأقمشة والمخزون الزاّئد، بينما تسمح لمؤسسة الشركة شونجيدزاي ماتانجيرا، 31 عاماً، بالتّعرف على ما يفضله عملاؤها مع نمو العلامة التجارية. تبلغ تكلفة معظم ملابس Shongee أقل من 100 دولار.
تُصمّم ماتانجيرا الملابس باستخدام برنامج "Adobe Illustrator"، وتحمّل صورها إلى موقع التّجارة الإلكترونيّة الخاص بها. مع العلم تستخدم شركة طباعة بالتّسامي، وجدتها على منصة علي بابا لتُصنّع القطع حسب طلبها. إذ تطبع الأنماط بشكل فرديّ على القماش الفارغ، ثم تشحن الملابس القابلة للغسل في الغسالة حسب طلبها. لا تتطلّب الطباعة بالتسامي استخدام الماء، على عكس التّقنيات الأخرى مثل طباعة الشاشة أو الطباعة الرقمية. وبدلاً من ذلك، يُسخّن الحبر حتى يتحلّل على الأقمشة، مما يمنح عملية التّصنيع ميّزةً مُستدامة أخرى.
تقول ماتانجيرا إنّ العملاء يتلقون منتجاتهم في غضون أسبوعين، وتبقى التّصاميم موجودة إلى الأبد تقريباً على موقعها الإلكترونيّ، مما يجعل إدارة الأعمال خالية من التّوتر بشكل أساسيٍّ. والمخزون الوحيد الذّي تحتفظ به هو الملابس التّي تُعرض في عروض الأزياء، والتّي تتبرّع بها لقريتها في زيمبابوي في نهاية كلّ عام.