قصة إيكار ekar الشركة الأسرع نمواً في تاريخ الإمارات العربية المتحدة
حكاية رائد أعمال نرويجي أطلق مشروعه الخاص الذي سرعان ما تحول إلى أول شركة تأجير سيارات في الشرق الأوسط.
حين أسسَ رائدُ الأعمال فيلهلم هيدبيرغ، شركة إيكار ekar لتأجيرِ السّيارات عام 2016م، كان يهدفُ أن تصبح أوّلَ وأكبرَ شركةٍ للتنقّلِ الشّخصيّ ذاتيةَ القيادةِ في الشّرقِ الأوسطِ، وبالفعلِ تحقّق له ما أرادَ بغضونِ سنواتٍ قليلةٍ من التّأسيسِ، فكيف فعلها رائدُ الأعمالِ النّرويجيّ؟
يقولُ هيدبيرغ، إنه كان يستمعُ دائماً إلى والدهِ وهو رجلُ أعمالٍ في الولاياتِ المتحدةِ، بينما كان يتحدّثُ عبر الهاتفِ مع أشخاصٍ من مختلفِ أنحاءِ العالمِ، لإبرامِ صفقاتٍ مختلفةٍ، ويضيفُ أنه كان مفتوناً بذلك، لكن كانت لديه أفكار مختلفة نوعاً ما، فقرر بدايةً معرفةَ المزيدِ حول كيفيةِ إدارةِ الأعمالِ والشّركاتِ، عبر وظيفةٍ في شركةِ شحنٍ نرويجيّةٍ، لينتقلَ بعدها إلى دبي ويبدأ مشروعهُ الخاصّ.
بداية شركة إيكار
خطرت فكرةُ الشّركةِ لهيدبيرغ من صديقهِ رائدِ الأعمالِ رافي بهوساري، الذي أخبرهُ عن تجربتهِ في شركةِ تأجيرِ السّياراتِ بكندا، فقررَ بدءَ مشروعهِ الخاصّ في دبي بهدفِ إحداثِ تأثيرٍ اجتماعيّ أكبر، ليعلنَ عن تأسيسِ إيكار عام 2016، الذي اكتسحَ السّوقَ وبات تطبيقُ إيكار الأكثرَ استخداماً في تأجيرِ ومشاركةِ السّياراتِ المجانيّةِ في العالمِ عام 2019.
إيكار التي تأسّست بتمويلٍ من بنكِ أوداشيا كابيتال، تعتبرُ اليومَ أوّلَ وأكبرَ شركةٍ للتنقّلِ الشّخصيّ ذاتيّةَ القيادةِ في منطقةِ الشّرقِ الأوسطِ، كما أنّها تساهمُ في تعزيزِ أهدافِ الاستدامةِ، إذ إنّ كلّ سيارةٍ يتمّ تأجيرها، تؤدي لاختزالِ عشرِ سياراتٍ على الطّريقِ، ما يقلّلُ الزّحامَ وانبعاثاتِ ثاني أكسيد الكربون.
وبخلافِ شركاتِ تأجيرِ السّياراتِ التّقليديةِ، فإنّ الزّبونَ يدفعُ في إيكار فقط مقابلَ المدّةِ التي يستخدمُ السّيارةَ بها فعليّاً، حيث يتمّ تسليمُ السّيارةِ على بابِ منزلِ الزّبونِ، وتأتيه مع الصّيانةِ والتّأمينِ، وبإمكانهِ استبدالها وإعادتها متى يرغبُ.
رؤية الشركة
يصفُ مؤسّسُ الشّركةِ رؤيةَ إيكار بالبسيطةِ جدّاً، والتي تكمنُ في تسهيلِ تنقّلِ الزبائنِ عبر منصّةِ سلسلة، تساعدهم على التنقّلِ في أيّ وقتٍ ومن دونِ عناءٍ، ويضيفُ أنّ الاستراتيجيّةَ الأساسيّةَ لهم هي تحسينُ الطّريقةِ التي يستهلكُ بها النّاسُ وسائلَ النّقلِ.
تركّزُ إيكار على العملاءِ وليس المنافسين، وهنا يكمنُ سرّ تميّزها ونجاحها السّريع، فبالنسبةِ لمؤسّسها، هو في سباقٍ، لا ينبغي فيه النّظر لا إلى اليمينِ أو اليسارِ، فقط على الأعينِ أن تكون موجّهةً نحو خطّ النّهايةِ، وبالتّالي التّركيز على القيامِ بأفضلِ ما لدينا، وتركِ المنافسين يحاولون اكتشافَ كيفيّةِ نجاحنا.
شاهد أيضاً: نعناع السعودية.. من متجر إلكتروني صغير إلى أكبر سوق إلكتروني للبقالة
شروط التعامل مع شركة ايكار
لا يحتاجُ التّعاملُ مع إيكار لأيّ وسطاءٍ، إنّما هناك بعضُ الشّروطِ البسيطةِ لاستخدامِ سياراتها، وهي:
- صورةٌ عن بطاقةِ الهويةِ الإماراتيةِ.
- رخصةُ قيادةٍ ساريةٍ لمدّةِ 6 أشهرٍ على الأقلّ.
- صورةٌ عن رخصةِ قيادةِ الزّوار شرط وجودِ نسخةٍ صالحةٍ من جوازِ السّفر، وصفحة التأشيرة، مع رخصة القيادة الدّوليةِ.
الشّركةُ التي صنفتها مجلّةُ Entrepreneur ME بأنّها واحدةٌ من أسرعِ الشّركاتِ النّاشئةِ نموّاً في تاريخِ الإمارات، يقولُ مؤسّسها، إنّه يمكنُ أن يقدّمَ عدّةَ نصائح لروّادِ الأعمالِ، مثل أن يكونوا أذكياءً، وبناءَ فريقِ عملهم الخاصّ، وتبادل الإرشاداتِ بمعنى الحصولِ عليها ثمّ منحها للآخرين، إضافة لجعلِ العملِ يلبي حاجةَ العميلِ، والبحث عن مستثمرين مناسبين لشركتكَ.
جولة تمويلية واحدة
إيكار التي دخلت قائمةَ لينكد ان لأفضلِ الشّركاتِ النّاشئةِ في الإمارات عام 2023، خاضت جولةً تمويليّةً واحدةً عام 2019م، حصلت خلالها على 17.5 مليون دولارٍ أميركيّ، بقيادةِ Polymath Ventures ومشاركةِ كلٍّ من Audacia Capital ومجموعةِ اليمني.
بالإمكانِ القولُ إنّ الشّركةَ التي من الواضحِ أنّها تحقّقُ أرباحاً عاليّةً، حقّقت اكتفاءً ذاتياً، ولم تعدْ بحاجةٍ لمزيدٍ من جولاتِ التّمويلِ. إذ استخدمت إيكار التّمويلَ حينها للتوسّعِ في عدّةِ مناطقَ أخرى، مثل: السّعودية، ولاحقاً في ماليزيا، وتايلاند، ومصر، وغيرها.
وخلالَ العامِ 2021، تمّ الإعلانُ عن دمجِ إيكار وكار برو المنصّةُ المتطوّرةُ لإدارةِ أساطيلِ تأجيرِ السّياراتِ، وقال هيدبيرغ حينها، إنّ الاندماجَ سيمكّن مؤجري السّياراتِ إضافةَ سياراتهم بسهولةٍ لمنصّةِ إيكار، ما سيساهمُ في مضاعفةِ الإيراداتِ قياساً بالطّرقِ التّقليديةِ.
تحديات شركة إيكار
حوّلت إيكار التّحدّياتِ التي واجهتها إلى فرصةٍ، ففي عام 2020، ومع اندلاعِ جائحةِ كورونا وما رافقها من حظرٍ منزليّ، وجدت الشّركةُ نفسها متوقفةً، ما أعطى فريقها الوقتَ الكافي لبناءِ تكنولوجيا إيكار.
وقال مؤسّسها حينها، إنّ القراراتِ التي اتّخذوها في الأشهرِ الأربعةِ الأولى من أزمةِ كوفيد-19، كانت الأكثرَ أهميّةً في تاريخِ الشّركةِ، التي كانت في طريقها آنذاك لتصبحَ أكبرَ شركةِ تنقّلٍ ذاتيّ القيادةِ في العالمِ.
ورغمَ وجودِ المنافسين، إلّا أنّ الفرصَ تبدو واعدةٌ، خصوصاً أنّ ايكار تتميّزُ عن مثيلاتها بامتلاكها عدداً كبيراً من السّياراتِ الفارهةِ، مثل تسلا، وشيفروليه وغيرها.
شاهد أيضاً: أبرز شركات النقل والخدمات اللوجستية المستدامة في العالم العربي
عندَ الحديثِ عن ايكار لا يمكن إهمالُ الحديثِ عن الخدماتِ البيئيّةِ الكبيرةِ التي تقدّمها، بكونها تتيحُ السّيارات للعملاءِ بسهولةٍ ويسرٍ ما يؤدي لقلّةِ تداولِ السّياراتِ التي تؤدي أعدادها الكبيرة لزيادةِ الانبعاثاتِ الكربونيّةِ، إذ إنها تقلّلُ من نسبةِ احتياجِ السّياراتِ بنحو 35%.
وطموحُ إيكار على الأرجحِ لن يتوقّفَ عند حدودِ الإنجازاتِ الحاليةِ، ورغمَ عدمِ مشاركةِ أيّ أفكارٍ عن خططٍ مستقبليّةٍ، لكن مؤسّسها قال سابقاً، إن خطّته أن تصبحَ الشّركةُ رقمَ واحداً في العالمِ.
ومع سرعةِ الإنجازاتِ التي حصلت عليها الشّركةُ، ربّما يصبحُ الحلمُ حقيقيةً في المستقبلِ القريبِ، إذ إنّ الشّركةَ لا تفوّت فرصَ الاستفادةِ من كافةِ التّقنياتِ الحديثةِ، إضافةً لنجاحها بفرضِ اسمها كحلٍّ بالنسبةِ للكثيرِ ممّن لا يمتلكون سيارةً أو لا يريدون امتلاكها.