قطاع الأزياء في السعودية يزدهر بقيمة 25 مليار دولار
تقرير "منشآت" للربع الأول من 2024 يكشف عن نمو قطاع الأزياء في المملكة، مع فرص استثمارية واعدة ودعم كبير للمصممين المحليين ورواد الأعمال
يشهدُ قطاع الأزياء في المملكة العربية السعودية ازدهاراً غير مسبوقٍ، حيث بلغ إجمالي قيمته السّوقيّة 24.6 مليار دولارٍ، وفقاً لتقريرٍ جديدٍ صادرٍ عن الهيئة العامّة للمنشآت الصّغيرة والمتوسّطة (منشآت) للربع الأول من عام 2024. ويُركّز هذا التّقرير على النّموّ الملحوظ للقطّاع والفرص الاستثماريّة الواسعة التي يُتيحها للمستثمرين وروّاد الأعمال.
مساهمة القطاع المحلي والنمو المتوقع
يكشف التّقرير أنّ قيمة صناعة الأزياء في السعودية وصلت إلى 92.3 مليار ريالٍ سعوديٍّ (24.6 مليار دولارٍ)، مع مساهمةٍ كبيرةٍ من القطّاع المحليّ بلغت 46.9 مليار ريال سعوديٍّ (12.5 مليار دولارٍ). ويبرز التّقرير أنّ إنفاق المستهلكين على العلامات التجارية المستوردة بلغ 27.4 مليار ريالٍ سعوديٍّ (7.3 مليار دولارٍ)، ممّا يُسلّط الضّوء على السّوق الكبيرة التي يُمكن للعلامات التجارية المحليّة الاستفادة منها واستهدافها.
كما يتوقّع التّقرير نموّاً تراكميّاً بنسبة 48% في قيمة قطاع الأزياء بين عامي 2021 و2025، ممّا يُشير إلى وجود فرصٍ واعدةٍ لمستقبل الأزياء في السعودية.
رؤية مستقبلية مشجعة ودعم للمواهب المحلية
يُؤكّد براك جاكماك، الرّئيس التّنفيذي لهيئة الأزياء، على الإمكانيّات الكبيرة للسعودية في ترك بصمةٍ دائمةٍ على السّاحة العالميّة للأزياء. ويشير إلى أنّ التّقدم المستمرّ والازدهار المتوقّع يعتمدان على مواهب المصمّمين المحليّين ورؤية روّاد الأعمال المبتكرة. ويُعزّز هذا التّفاؤل الدّعم الكبير الذي تُقدّمه الهيئة من خلال برامج تعليميّة شاملة وورش عملٍ وفرص توجيهيّة تهدف إلى تطوير المهارات الضّرورية للمصمّمين النّاشئين.
قيادة السعودية في مجال الاستثمارات الجريئة
كذلك يُسلّط التّقرير الضّوء أيضاً على ريادة المملكة في مجال الاستثمارات الجريئة. وفقاً لفليب باهوشي، الرّئيس التّنفيذي لمنصة MAGNiTT (المصدر الأوّل للتّحليلات والبيانات والرّؤى التي تُغطّي الشّركات النّاشئة والمستثمرين والصّناديق في الشرق الأوسط وأفريقيا وباكستان وتركيا)، شهد الرّبع الأوّل من عام 2024 استثماراتٍ مذهلة بلغت 900 مليون ريال سعوديٍّ (240 مليون دولارٍ) في الشركات الناشئة. وهذا الرّقم يُعزّز موقع السعودية كقائدٍ إقليميٍّ في مجال رأس المال الجريء، حيث تستحوذ على 65% من حصّة السّوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
قصص نجاح ملهمة ونماذج يحتذى به
يتضمّن تقرير منشآت العديد من قصص النّجاح التي تلهم الجيل القادم من روّاد الأعمال في مجال الأزياء. ومن بين هذه القصص، تبرز سمو الأميرة ديمة بنت منصور بن سعود بن عبدالعزيز، مؤسّسة متجر Personage للأزياء، التي تسعى إلى تقديم منصّةٍ فريدةٍ لعرض وتطوير مواهب المصمّمين المحليّين. كما يُسلّط التّقرير الضّوء على محمد خوجة، القوّة الإبداعيّة وراء علامة Hindamme الفاخرة للملابس الجاهزة، الذي يسعى إلى دمج التّراث السعودي في تصاميم معاصرة تلفت الأنظار على الصّعيدين المحليّ والعالميّ. ولا يُمكن نسيان كمال حبيشي، المؤسّس والشّريك الإداري لمتجر Urbn Lot، الذي نجح في إنشاء علامةٍ تجاريّةٍ قويّةٍ ومؤثّرةٍ في مجال أزياء الشّارع في السعودية.
نظرة مستقبلية مشرقة
مع هذه التّطورات والإنجازات، يبدو أنّ قطّاع الأزياء في السعودية يتّجه نحو مستقبلٍ مشرقٍ. الدّعم المستمرّ من الحكومة والمبادرات الطّموحة من قبل هيئة الأزياء، بالإضافة إلى الإبداع والابتكار الذي يظهره المصمّمون المحليّون، كلها عوامل تساهم في تعزيز مكانة السّعودية كواحدةٍ من أبرز الوجهات العالميّة في مجال الأزياء.
القطّاع المحليّ الذي يسعى لتحقيق النّمو والاستدامة من خلال تبنّي الابتكارات والتّقنيات الحديثة، وتقديم تصاميم تُلبّي احتياجات وتطلّعات المستهلكين المحليّين والعالميّين، يضع السعودية على الخريطة العالميّة كوجهةٍ رئيسيّةٍ للموضة.