الرئيسية الريادة 5 طرق مبتكرة لدمج مفهوم العطاء في استراتيجيات الشركة

5 طرق مبتكرة لدمج مفهوم العطاء في استراتيجيات الشركة

يسهم العطاء في تعزيز رضا الموظفين وولاء العملاء وقيمة العلامة التجارية، ممّا ينعكس إيجابيّاً على نموّ الأعمال وتماسك المجتمع

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في عالمنا المُتسارع والمترابط اليوم، يمتدّ تأثير القيادة الفعّالة ليشمل تحقيق الأرباح وتعزيز الحصص السّوقيّة، بالإضافة إلى إحداث تأثيرٍ مستدامٍ على الموظّفين والمجتمع، إذ يدرك القادة الحقيقيّون أنّ النّجاح التّجاريّ والمسؤوليّة الاجتماعيّة يشكّلان وجهين لعملةٍ واحدةٍ، وأنّ تحقيق التّوازن بينهما يعبّر عن قوّة الشّركات الحديثة.

جعل العطاء محوراً لاستراتيجيّة الأعمال

يحدث دمج العطاء في استراتيجيّة الشّركة تأثيراً يتجاوز الأثر الأخلاقيّ، حيث يعزّز قيمة العلامة التّجاريّة، ويزيد ولاء العملاء، ويرفع مستوى رضا الموظّفين، فتساهم هذه الاستراتيجيّة في بناء بيئة عملٍ متفاعلةٍ تُحدث أثراً إيجابيّاً على المجتمع، وفيما يلي نستعرض خمسة طرقٍ مبتكرةٍ يمكن للشّركات من خلالها إحداث تأثيرٍ إيجابيٍّ ومستدامٍ:

1. استثمار الشّركات إمكاناتها عبر التّطوّع القائم على المهارات

بدلاً من التّبرّعات الماليّة فقط، يمكن للشّركات أن توظّف مهارات موظّفيها لدعم المنظّمات المجتمعيّة، إذ يسدّ هذا النّهج فجوة المهارات، ويزوّد المنظّمات غير الرّبحيّة بالأدوات اللّازمة لتحقيق أهدافها. على سبيل المثال، صمّم فريق التّسويق استراتيجيّةً فعّالةً لوسائل التّواصل الاجتماعيّ لصالح جمعيّةٍ خيريّةٍ محلّيّةٍ، وقدّم فريق المحاسبة ورش عملٍ مجّانيّةً لتثقيف المجتمعات ماليّاً، حيث يحقّق هذا التّعاون قيمةً إضافيّةً، ويترك أثراً مستداماً.

2. وضع المسؤوليّة الاجتماعيّة في صلب قيمة الشّركة

يجب أن تتجاوز المسؤوليّة الاجتماعيّة للشّركات (Corporate Social Responsibility - CSR) حدود الشّعارات التّقليديّة؛ لتصبح جزءاً أساسيّاً من رسالة الشّركة وهويّتها. على سبيل المثال، دعمت إحدى الشّركات التّقنيّة مجالات العلوم والتّقنيّة والهندسة عبر تقديم منحٍ دراسيّةٍ وبرامج تطويرٍ، فيما تعاونت دار أزياءٍ صديقةٌ للبيئة مع منظّماتٍ بيئيّةٍ لتنفيذ مبادراتٍ لزرع الأشجار وتقليل النّفاياتيساهم قياس نتائج هذه الأنشطة في تعزيز المصداقيّة، كما يرسّخ قيم الشّفّافيّة والثّقة بين جميع الأطراف المعنيّة، ممّا يعكّس التزام الشّركة بمسؤوليّاتها الاجتماعيّة بشكلٍ فعّالٍ ومستدامٍ.

3. تعزّيز الشّراكات التّعاونيّة لتحقيق أثرٍ أوسع

يساهم بناء شراكاتٍ استراتيجيّةٍ مع مؤسّساتٍ أخرى -سواءً كانت ربحيّةً أو غير ربحيّةٍ- في تحقيق أهدافٍ مشتركةٍ باستخدام الموارد بشكلٍ أكثر فعّاليّةً، إذ تعزّز هذه الشّراكات التّعاون، وتفتح آفاقاً لتحقيق إنجازاتٍ يصعب تحقيقها بشكلٍ فرديٍّعلى سبيل المثال، أتاح حدثٌ مشتركٌ لجمع التّبرّعات فرصةً لزيادة وعي الجمهور بأهمّيّة العمل الخيريّ، وساهم في تعزيز مشاركة الشّركات بشكلٍ ملموسٍ. في الوقت نفسه، قدّمت برامج  خصوماتٍ موجّهةٌ للعملاء حافزاً إضافيّاً للمساهمة بطريقةٍ فعّالةٍ ومباشرةٍ، إذ يُبرز هذا النّوع من التّعاون كيف يمكن للشّراكات الاستراتيجيّة أن تخلق تأثيراً إيجابيّاً شاملاً، يستفيد منه جميع الأطراف، من الشّركات إلى العملاء والمجتمع ككلٍّ.

4. تشجيع الموظّفين على الانخراط في برامج تطوّعيّةٍ

عندما تتيح الشّركات للموظّفين الفرصة للانخراط في العمل المجتمعيّ من خلال برامج تطوّعٍ قويّةٍ، فإنّها تخلق بيئة عملٍ ملهمةً تعزّز شعور الموظّفين بالانتماء للشّركة، وتزيد من ارتباطهم بهاعلى سبيل المثال، وفّرت بعض الشّركات أوقات عملٍ مدفوعةً للموظّفين لتخصيصها للعمل التّطوّعيّ، كما طابقت تبرّعاتهم الخيريّة بمبالغ مساويةٍ، ونظّمت أيّاماً مخصّصةً للتّطوّع الجماعيّ، إذ تسهم هذه الأنشطة بشكلٍ كبيرٍ في رفع الرّوح المعنويّة للموظّفين، كما تظهر التزام الشّركة بقيمها الأخلاقيّة والاجتماعيّة، ممّا يعزّز مكانتها كمؤسّسةٍ مسؤولةٍ ومؤثّرةٍ.

5. توفير التّسويق المرتبط بالقضايا

استطاعت الشّركات الّتي واءمت علاماتها التّجاريّة مع قضايا اجتماعيّةٍ ذات أهمّيّةٍ للعملاء تحقيق تواصلٍ أعمق وأكثر فعّاليّةً معهم، فلا يقتصر هذا النّوع من التّسويق على تعزيز الوعي بالقضايا المهمّة، بل يمنح العملاء فرصةً للمشاركة في إحداث فرقٍ حقيقيٍّعلى سبيل المثال، خصّصت شركةٌ نسبةً معيّنةً من أرباح منتجٍ محدّدٍ لدعم قضيّةٍ اجتماعيّةٍ، وشجّعت عملاؤها على المشاركة في حملاتٍ تطوّعيّةٍ جنباً إلى جنبٍ مع موظّفي الشّركة، إذ إنّ مثل هذه المبادرات لم تعزّز فقط العلاقة بين العلامة التّجاريّة والعملاء، بل أسهمت أيضاً في بناء ولاءٍ مستدامٍ يمتدّ إلى ما هو أبعد من المعاملات التّجاريّة، حيث يرتبط العميل بالقيم الّتي تمثّلها الشّركة.

الخلاصة: تبنّى القادة نهج العطاء كعنصرٍ جوهريٍّ في استراتيجيّاتهم، ممّا مكّنهم من تحقيق النّجاح التّجاريّ وبناء إرثٍ يلهم الموظّفين، ويستلهم العملاء، ويثري المجتمع، إذ لم يكن العطاء مجرّد عملٍ نبيلٍ، بل هو استثمارٌ فعّالٌ أثمر نتائج ملموسةً، وعزّز تأثيراً إيجابيّاً ومستداماً في العالم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: