كتابة خطاب توظيف: سرّك لإبهار أصحاب العمل وإقناعهم!
نصائح عمليّة لصياغة خطاب مثالي يُعبّر عن شغفك، ويبرز مهاراتك، ويجعلك الخيار الأمثل للوظيفة التي تطمح إليها
كتابة خطاب توظيف أشبه بمحاولة كتابة رسالة حبٍّ، ولكن لصاحب عملٍ مُحتَملٍ؛ إنَّها فرصتك لتبرزَ وتقول: "أنا المرشَّح الَّذي كنتم تبحثون عنه"، فالسُّوق غالباً ما سيكون مزدحماً بالمتقدّمين، لكن خطابك هو ما يمكن أن يُميّزكَ بين الحشود، ويجعلهم يرون فيك أكثر من مجرّد سيرةٍ ذاتيَّةٍ مليئةٍ بالخبرات. هذا الخطاب هو مساحةٌ للتَّعبير عن شخصيَّتكَ، وشغفكَ، وسبب اعتقادك أنَّك القطعة المفقودة في فريقهم، فكيف تكتبه بطريقةٍ احترافيَّةٍ؟ دعنا نساعدكَ قليلاً، ورافقنا في هذا المقال.
ما هو خطاب التوظيف؟
كتابة خطاب توظيف خطوةٌ أساسيَّةٌ عند التَّقدُّم لأيّ وظيفةٍ، فهو عبارةٌ عن وثيقةٍ رسميَّةٍ تُرفَق مع السيرة الذاتية لتقديم المرشَّح بشكلٍ شخصيٍّ واحترافيٍّ إلى صاحب العمل، ويختلف خطاب التوظيف عن السّيرة الذَّاتيَّة، فالأخيرة تُقدِّم ملخَّصاً لتاريخ المرشَّح المهنيّ والتَّعليميّ بشكلٍ مختصرٍ ومباشرٍ، بينما يُتيح خطاب التوظيف للمرشَّح فرصةً للتَّعبير عن اهتمامه بالوظيفة وتوضيح كيفيَّة توافق مهاراته وخبراته مع متطلَّباتها.
الفرق الأساسيُّ بينهما، يكمن في أنَّ السيرة الذاتية تعرض الحقائق والبيانات، في حين أنَّ خطاب التوظيف يبرز الجانب الشَّخصيّ، ويُظهِر مدى التزام المرشَّح بالشَّركة وتفاصيل الدَّور الَّذي يسعى للحصول عليه.
شاهد أيضاً: هدف وظيفي جذاب: كيف تحمي سيرتك الذاتية من سلة المهملات؟
أهمية كتابة خطاب توظيف
تنبع أهميَّة كتابة خطاب توظيف في ظلّ سوق العمل التَّنافسيّ اليوم، فقد يبدو العثور على وظيفةٍ مهمَّةً شاقَّةً، لكن الأمر يصبح أكثر تعقيداً إذا لم تكن تعرف كيفيَّة التَّميُّز عن الآخرين، وهنا يأتي دور خطاب التوظيف كأداةٍ أساسيَّةٍ تُمكّنك من لفت انتباه مدراء التَّوظيف، حيث يُرسل الباحثون عن العمل هذا الخطاب مع سيرتهم الذَّاتيَّة إلى الشَّركات المحتملة، لإظهار اهتمامهم بالوظيفة وتسليط الضَّوء على مؤهّلاتهم ومهاراتهم. [1]
أهمية خطاب التوظيف بالنسبة للباحث عن العمل
يعدُّ خطاب التوظيف بمثابة الانطباع الأوَّل الَّذي يتركه الباحث عن العمل لدى صاحب العمل المُحتمل، إذ يُمنحك هذا الخطاب الفرصة لتقديم نفسكَ وإبراز مهاراتكَ، فخطاب التَّوظيف القويّ يظهر اهتمام المتقدِّم بالوظيفة وبالشَّركة؛ إنَّه يوضّح أنَّ المُتقدّمَ قام بالبحث اللَّازم حول الشَّركة ومتطلَّبات الوظيفة، ويُؤكّد على شغفه الحقيقيّ بالمنصب.
لماذا يهم خطاب التوظيف أصحاب العمل؟
أهميَّة كتابة خطاب توظيف وتقديمه بالنّسبة للباحثين عن العمل، لا تقلّ أهميَّةً عن دوره بالنّسبة لأصحاب العمل، فخطاب التوظيف يساعدهم في:
- البحث عن المرشَّح المثاليّ: يتلقَّى أصحاب العمل مئات الطلَّبات لكلّ فرصة عملٍ، ومن خلال قراءة خطابات التَّوظيف المكتوبة بشكلٍ جيِّدٍ، يُمكنهم بسهولةٍ تحديد المرشَّحين الأكثر مناسبةً، والَّذين يمتلكون التَّعليم والمهارات اللَّازمة.
- إظهار مهارات التّواصل: يتيح خطاب التوظيف لأصحاب العمل تقييم مهارات التَّواصل لدى المتقدّم، وهي مهارةٌ حيويَّةٌ في معظم الوظائف.
- الاهتمام بالتَّفاصيل: يبحث أصحاب العمل عن المتقدِّمين الَّذين يبدون اهتماماً بالتَّفاصيل، ويستطيعون اتّباع التَّعليمات، فخطاب التوظيف المكتوب بعنايةٍ وخالٍ من الأخطاء والَّذي يتَّبع الإرشادات، يعكس أنَّ المُتقدِّمَ يمتلك هذه الصِّفات.
كيفية كتابة خطاب توظيف
كتابة خطاب التوظيف أشبه بمحاولة لفت انتباه مدير التَّوظيف وسط بحرٍ من المتقدِّمين، فهي خطوةٌ لا غنى عنها في رحلة البحث عن عملٍ، هذا الخطاب قد يكون مفتاح النَّجاح الَّذي يجعلك تتفوَّق على منافسيك، ويأسر انتباه أصحاب العمل، ولتحقيق ذلك ببراعةٍ، إليك بعض الخطوات الَّتي ستحوّل خطابكَ إلى تحفةٍ تستحقُّ التَّقدير. [2]
البحث عن الشركة والوظيفة المتاحة
قبل الشُّروع في كتابة خطاب التوظيف، من الضَّروريّ إجراء بحثٍ معمَّقٍ حول الشَّركة الَّتي تتقدَّم للعمل بها وتفاصيل الوظيفة المفتوحة، كلَّما زادت معرفتك بالشَّركة والوظيفة، كان بإمكانك تخصيص خطابك بشكلٍ أفضل، ابحث عن تفاصيل مثل:
- الجوائز الأخيرة الَّتي حصلت عليها الشَّركة.
- الإنجازات الكبرى أو الميزات الَّتي تُميّز هذه الشَّركة عن منافسيها.
- الشَّهادات المتخصّصة أو المهارات أو المعرفة الَّتي تعدُّ ضروريّةً أو مفيدةً للوظيفة.
- حجم الشَّركة وثقافتها.
- المشاريع الخيريَّة الَّتي تشارك فيها الشَّركة.
- اسم ومدير التَّوظيف.
استخدام تنسيقٍ مهنيٍّ
يجب أن يتَّبعَ هذا الخطاب تنسيقاً مهنيّاً، يتضمَّن اسمك، ومعلومات الاتّصال الخاصَّة بك، وتاريخ كتابة الخطاب، بالإضافة إلى معلومات الشَّركة، ابدأ بتحيَّةٍ مهنيَّةٍ، مثل "السَّيد/السَّيدة.... العزيز/ة"، وحاول استخدام اسم مدير التوظيف كلَّما كان ذلك ممكناً، وإذا لم تسفر أبحاثك عن اسم مدير التَّوظيف، يمكنك استخدام "مدير التَّوظيف بقسم [اسم القسم]" لتوجيه رسالتكَ.
تحديد الوظيفة الَّتي تتقدَّم لها
ابدأ الخطاب ببيانٍ واضحٍ يوضِّح الوظيفة الَّتي تتقدِّم لها، اذكر اسم الشَّركة وحدِّد المكان الَّذي رأيت فيه إعلان الوظيفة، إذا كنت قد أُحلت من قبل شخصٍ يعمل في الشَّركة، فتأكَّد من ذكر اسمه ومنصبه.
شرح لماذا أنت الأنسب للوظيفة؟
خلال عمليَّة كتابة خطاب توظيفٍ، لا تنسَ أن تشرحَ في جملةٍ أو اثنتين مؤثّرتين، لماذا تعدُّ نفسك الأنسب لهذه الوظيفة، قدّم تفاصيل واضحةً تتعلَّق بتجربتكَ، ومهاراتكَ، وتعليمكَ أو الشَّهادات الَّتي تحملها.
تلخيص مؤهّلاتك
ابدأ بذكر أهمّ المؤهّلات الَّتي تجعلك مناسباً للوظيفة، قدّم ملخَّصاً موجزاً لخلفيَّتك بحيث تُبرز أهمّ النّقاط من سيرتكَ الذَّاتيَّة، فكِّر فيما ترغب بأن يعرفه مدير التوظيف عنكَ أوّلاً، الَّذي على الأرجح سيقرأ خطاب التوظيف قبل الاطّلاع على طلبكَ أو سيرتك الذاتية، هذه فرصتك لتقديم حجَّةٍ مقنعةٍ تدفع القارئ لمراجعة سيرتك الذّاتيّة.
اذكر سبب رغبتك في الحصول على الوظيفة
يتمُّ ذلك عبر إضافة بيانٍ شخصيٍّ، يوضّح لماذا ترغب في هذه الوظيفة بالتَّحديد، وهي الخطوة المهمَّة التَّالية بعد أن شرحت لماذا ينبغي على الشَّركة اختيارك، استخدم هذا الجزء لتفصيل سبب اختيارك لهذه الشَّركة وما الَّذي يجذبكَ أكثر في هذه الفرصة الوظيفيَّة.
اختتم برسالةٍ مهنيَّةٍ
في ختام خطابكَ، اشكر القارئ على مراجعة رسالتكَ، واذكر سيرتك الذَّاتيّة وأيّ مستنداتٍ أُخرى مرفقةٍ، واعرض تقديم المزيد من المعلومات إذا لزم الأمر، كما يجب أن تُشير بوضوحٍ إلى أنَّك تتطلَّع للخطوات القادمة في عمليَّة التَّوظيف، واختم بعبارة "مع خالص التَّقدير" أو "وتفضلوا بقبول فائق الاحترام".
كتابة خطاب توظيف مميزٍ
التَّميُّز كمرشَّحٍ في خطاب التَّوظيف هو أمرٌ بالغ الأهميَّة، خاصَّة عندما يتنافس العديد من المرشَّحين على نفس الوظيفة، ولكي تجعل خطابكَ يبرز بين الآخرين، إليك بعض النَّصائح الَّتي يُمكن أن تساعدكَ في تحقيق ذلك:
- احكِ قصَّةً: بدلاً من الاقتصار على سرد مهاراتك وخبراتك بشكلٍ تقليديٍّ، جرِّب استخدام نهجٍ سرديٍّ لتروي قصّةً تبرز فيها مهاراتكَ وتجاربكَ، هذه الطَّريقة يمكن أن تجعلَ خطابك أكثر جاذبيّةً وسهولةً في التَّذكُّر.
- سلّط الضَّوء على إنجازاتك: بدلاً من سرد مهاراتك وخبراتك بشكلٍ مبسَّطٍ، ركّز على إنجازاتكَ وكيف تبرهن هذه الإنجازات على قدراتك.
- ضمّن تفاصيل ذات صلةٍ: قدّم تفاصيل محدَّدةً تُظهر معرفتك بالشَّركة أو بالصِّناعة، ووضّح كيف تتماشى مهاراتكَ وخبراتكَ مع احتياجاتهم.
- استخدم الإبداع: فكّر في استخدام تقنيَّاتٍ إبداعيَّةً، مثل دمج عناصر بصريَّةٍ أو استخدام أسلوب كتابةٍ مميَّزٍ، لجعل خطابكَ ملفتاً للأنظار.
- ابحث عن ثقافة الشَّركة: ابحث عن ثقافة الشَّركة وقيّمها، واستخدم هذه المعلومات لتظهر كيف يمكنك أن تكون إضافةً متكاملةً ومفيدةً للفريق.
- استخدم نبرةً احترافيّةً لكن بسيطةً: اكتب بنبرةٍ احترافيَّةٍ، ولكن تجنَّب استخدام لغةٍ رسميَّةٍ مبالغٍ فيها أو جامدةٍ، استخدم نبرةً بسيطةً تجعل الخطاب ممتعاً وسهل القراءة.
كتابة طلب توظيف وأبرز الأخطاء الشَّائعة
في البداية احذر التَّملُّق؛ لأنَّه سيكون مملّاً جدّاً، ويعطي انطباعاً سيئاً عنك، ومن الأخطاء الشَّائعة الأُخرى الَّتي يجب أن تحذرها خلال كتابة طلب توظيفك: [2]
- إرسال نفس الخطاب لجميع الوظائف، إذ يجب أن تُخصِّص الخطاب لكلِّ وظيفةٍ.
- كتابة خطابٍ طويلٍ يمتلئ بالتَّفاصيل غير المهمَّة، عليك أن تكونَ مختصراً وواضحاً، وألَّا يتجاوز الخطاب صفحةً إلى صفحةٍ ونصف.
- التَّحدُّث عن معلوماتٍ لا علاقة لها بالوظيفة الَّتي تتقدَّم لها، احرص أن تركِّزَ على الخبرات والمهارات الَّتي تتوافق مع متطلَّبات الوظيفة.
- وجود أخطاءٍ نحويَّةٍ أو إملائيَّةٍ من أبرز الأخطاء الشَّائعة، تجنَّبها، وراجع الخطاب بعنايةٍ واطلب من شخصٍ آخر مراجعته للتَّأكُّد.
- استخدام لغةٍ غير رسميَّةٍ أو مفرطةٍ في المجاملة سيكون خطأً كبيراً، ركِّز على استخدام لغةٍ محترمةٍ ورسميَّةٍ وبسيطةٍ مع نبرةٍ مهنيَّةٍ.
- احذر عدم تضمين معلومات الاتّصال الأساسيَّة، وتأكَّد من إدراجها بشكلٍ واضحٍ في نهاية الخطاب.
- انتبه من إعادة سرد ما هو موجود في السّيرة الذَّاتيَّة، وركّز في خطابك على أمثلةٍ محدَّدةٍ تُوضِّح كيف يمكن لمهاراتك أن تكون إضافةً قيّمةً للشَّركة.
شاهد أيضاً: استراتيجيات تصفية واختيار أفضل المواهب عند التوظيف
مثال على كتابة خطاب توظيف احترافيٍّ
وبعد أن تعرَّفنا على أهميَّة وطريقة كتابة خطاب توظيف مميّزٍ، لمساعدتك على لفت انتباه مدير التَّوظيف، دعنا نُطبِّق تلك الخطوات بطريقةٍ عمليَّةٍ، ونستعرض نموذج خطاب توظيف جيًدٍ:
الاسم الكامل
العنوان
البريد الإلكتروني
رقم الهاتف
التاريخ
اسم مدير التوظيف
عنوان الشركة
اسم الشركة
السيد/السيدة [اسم مدير التوظيف] العزيز/ة،
أتقدَّم لكم بخالص الاحترام والتَّقدير، وأُعبّر عن اهتمامي الشَّديد بالفرصة الوظيفيَّة المتاحة لديكم في منصبٍ [اسم الوظيفة] كما هو معلنٌ عنه في [مصدر الإعلان].
بعد مراجعة متطلَّبات الوظيفة والتَّعرُّف على ثقافة شركتكم المرموقة، أشعر بأنَّ مهاراتي وخبراتي تتوافق بشكلٍ كبيرٍ مع احتياجات هذا المنصب، وأعتقد أنَّني يمكن أن أكونَ إضافةً قيّمةً لفريق عملكم.
خلال [عدد] سنواتٍ من الخبرة في [مجال العمل]، اكتسبت مهاراتٍ قويَّةً في [مجال/مهارة محدَّدة] وحقَّقت إنجازاتٍ ملموسةً، من بينها [ذكر إنجازاتٍ رئيسيَّةٍ مرتبطةٍ بالوظيفة]، وكانت لديَّ القدرة على [وصف كيفيَّة تطبيق المهارات والخبرات في مواقف عمليَّةٍ محدَّدةٍ]، ممَّا أسهم في [ذكر تأثيرٍ إيجابيٍّ على العمل السَّابق].
أكثر ما يجذبني للانضمام إلى [اسم الشَّركة] هو سمعتكم المتميزة في [ذكر نقطةٍ إيجابيَّةٍ عن الشَّركة]، بالإضافة إلى التزامكم بـ [قيمة أو هدف يهمُّ الشَّركة]، إنَّني متحمِّسٌ للغاية للمساهمة في [ذكر شيءٍ محدَّدٍ يمكن أن تضيفه للشَّركة] والمساعدة في تحقيق أهداف الشَّركة على المدى الطَّويل.
أرفقت سيرتي الذَّاتية لمزيد من التَّفاصيل حول خلفيَّتي المهنيَّة، وأودُّ أن أُعبِّر عن شكري لكم على الوقت الَّذي ستمنحونه لمراجعة طلبي، وأتطلَّع إلى فرصة مناقشة كيف يُمكنني المساهمة في فريقكم، سأكون سعيداً بتقديم أيّ معلوماتٍ إضافيَّةٍ تحتاجونها.
مع خالص التَّقدير، [اسمك الكامل]
هذا الخطاب يُركِّز على تقديم المرشَّح بشكلٍ احترافيٍّ، ويظهر اهتمامه بالشَّركة والوظيفة المعنيَّة، مع تسليط الضَّوء على كيفيَّة توافق مهاراته وخبراته مع متطلَّبات الوظيفة.
في الختام، كتابة خطاب التوظيف ليست مجرَّد خطوةٍ إضافيَّةٍ في عمليَّة التَّقديم، بل هي فرصتك لتترك أثراً لا يُنسى في أذهان أصحاب العمل، تأكَّد من أنَّ خطابك يعكس شغفك الحقيقيَّ بالوظيفة، ويبرز كيف يمكن لمهاراتك أن تسهِمَ في نجاح الفريق، وعندما تضع توقيعك في النّهاية، تذكَّر أنَّك لا تغلق الرّسالة فقط، بل تفتح باباً جديداً نحو مستقبلكَ المهنيَّ، نتمنَّى لكَ التَّوفيق في رحلتكَ اتّجاه الحصول على الوظيفة الَّتي تصبو إليها!