كرائد أعمال، كيف تطرح أسئلةً أفضل تُفيد عملك؟
القائد الجيد يستفهم عن كل شيء
بقلم ديفيد فينكل David Finkel، مؤلف مشارك لكتاب "التوسع: سبعة مبادئ مثبتة لتنمي شركتك وتستعيد حياتك"
تكثرُ الأمورُ التي يجبُ أن تتعاملَ معها يوميّاً كأحدِ أصحابِ الأعمالِ، وقد تغرقُ بالتّفاصيلِ اليوميّةِ بكلّ سهولةٍ، وما يحدثُ أيضاً بسهولةٍ هو أنّك تتقبّلُ الوضعَ الحالي، وتقبلُ الانتصاراتِ والخسائرَ كيفما أتت، وتدفنُ نفسكَ في العملِ الورقيّ وقوائم المهامّ. ولكن إذا كنت ترغبُ في التقدّمِ وتنمية عملكَ، يجبُ أن تقومَ بشيءٍ واحدٍ كلّ يومٍ، بشكلٍ منتظمٍ. وهذا الشيء اليوميّ هو: طرحُ الأسئلةِ. [1]
فالسّؤالُ هو أمرٌ حيويٌّ. يجبُ على القائدِ المحترفِ أن يسألَ عن كلّ شيءٍ، ويجبُ أن ينظرَ إلى الأمورِ من جميعِ الزّوايا وألّا يخافَ من طرحِ أسئلةٍ صعبةٍ من أجلِ اتّخاذِ قراراتٍ أفضلَ. لذا اليوم، أردتُ مشاركةُ بعضِ النّصائحِ حولَ كيفيّةِ طرحِ أسئلةٍ أفضلَ لتنميةِ عملك بشكلٍ أسرعَ وأذكى.
طرح الأسئلة الصحيحة
السّؤالُ الصّحيحُ هو خطوةٌ أولى رائعةٌ، ولكن إذا كنتَ ترغبُ في التقدّمِ، فعليك أن تطرحَ الأسئلةَ الصّحيحةَ. إنّها أسئلةٌ استراتيجيّةٌ تساعدك في اتّخاذِ قراراتٍ تخطيطيّةٍ أفضل للمستقبلِ، وهي في النّهايةِ تلك التي يجبُ أن تتقنها وتطرحها باستمرارٍ. إليك لماذا يهمّ ذلك:
- التّوجيهُ عبر التّعقيد: غالباً ما يكونُ المشهدُ التّجاريّ معقّداً، والأسئلةُ الاستراتيجيّةُ تعتبرُ أدواتٍ توجيهيّة. إنّها تمكّن روّادَ الأعمالِ من توجيهِ العملِ عبر التّعقيداتِ، مكتشفين الفرصَ المخفيّةَ والتّحدّياتِ المحتملة. لماذا نقومُ بالأشياءِ التي نقومُ بها؟ كيف يقومُ الآخرون بذلك؟ وهل يمكننا فعلهُ بطريقةٍ مختلفةٍ؟
- تعزيزُ الابتكارِ: تثيرُ الأسئلةُ العميقةُ الإبداعَ والابتكارَ. إنّها تتحدّى الوضعَ الحالي، تلهمك للتفكيرِ خارجَ الحدودِ التّقليديّةِ واستكشافُ سبلٍ جديدةٍ للنّموّ. ولا يعني أنّك تفعلُ شيئاً بطريقةٍ معينةٍ إنّها الطّريقةُ الصّحيحةُ. ومجرّدُ أنّك تقومُ بفعله منذ 10 سنواتٍ لا يعني أنّه لا توجدُ طرقٌ أفضلَ للتعاملِ مع مشكلةٍ.
- تحسينُ عمليّة اتّخاذِ القرار: تشكّلُ الأسئلةُ الاستراتيجيّةُ أساسَ عمليّةِ اتخاذِ القرارِ الصّائبِ، كما إنّها تحفّزك على التّفكيرِ بوجهاتِ نظرٍ متنوّعةٍ، وموازنةِ البدائلِ، واتخاذِ قراراتٍ مدروسةٍ تتناسبُ مع أهدافِ عملك.
بناء ثقافة طرح الأسئلة
بعدَ العملِ مع آلافِ الشّركاتِ على مرّ السّنين، يُمكنني أن أقولَ لك بتأكيدٍ مضاعفٍ أنّ الشّركاتِ التي تجعلُ من الأسئلةِ جزءاً مقصوداً من ثقافتها هي الأكثرُ نجاحاً على المدى الطّويلِ. ما يجبُ عليك أن تجعلهُ جزءاً من ثقافتك ليس مجرّدَ التّشجيعِ على الأسئلةِ، بل الاحتفاء بها والثّناء عليها أيضاً. وهذا التّحوّلُ في الثقافةِ سيحفّز التّعلّمَ المستمرّ والقدرةَ على التّكيّفِ. إليك بعضُ الأسبابِ التي تجعلُ ذلك مهمّاً:
- التعمّقُ: من خلالِ التّنقيبِ في الطّبقاتِ الأعمقِ لعملكَ، ستكتشفُ رؤىً ستكون حيويّةً في تنقيحِ الاستراتيجيّاتِ وتحسينِ العمليّاتِ.
- تشجيعُ الضّعفِ وسرعة التّأثرِ: عندما نُشجَّعُ على طرحِ أسئلةٍ لا تقتصر على أسئلةٍ خارجيّةٍ حول اتّجاهاتِ السّوقِ، بل تتجاوزُ ذلك لتتضمّن أسئلةً داخليّةً حول أساليبِ قيادتنا الشّخصيّة ومجالات التّحسينِ، فإنّنا نصبحُ أقوى بشكلٍ عامٍّ.
- رفع الوعي الذّاتيّ: القادةُ الذين يطرحون الأسئلةَ يعيشون تجربةَ الوعيّ الذّاتيّ أثناءَ مواجهةِ الأسئلةِ المتعمّقةِ بالذّاتِ، فيصبح هذا الوعيّ الذّاتيّ دافعاً للنّموّ الشّخصيّ والمهنيّ.
- التنقيح الاستراتيجيّ: يؤدي طرحُ الأسئلةِ العميقةِ إلى تنقيحٍ استراتيجيّ في نماذجِ عملكَ، فأنت قادرٌ على تحديدِ المجالاتِ التي تحتاجُ إلى تحسينٍ، وتبسيطُ العمليّاتِ، ومواءمة جهودك مع أهدافك الشّاملةِ.
فنُّ طرحِ الأسئلةِ ليس مجرّدَ مهارة؛ إنّه قوّةٌ تحويليّةٌ ستدفعُ عملك نحو الابتكارِ والنّجاحِ. ومن خلالِ اعتمادِ طرحِ الأسئلةِ الاستراتيجيّةِ، يمكنك توجيهُ العملِ عبر التّحدّياتِ، وتعزيز الابتكارِ، واتّخاذ قراراتٍ تستندُ إلى فهمٍ عميقٍ لعملك.