كريستيانو رونالدو من متسول بقايا الطعام إلى لاعب يكسب ملايين دولارات
قصة كفاح وصعود لسلم النّجاح المحاط بالمعوقات، ليحقق انتصارات عظيمة بالعمل الجدي والمثابرة والإيمان بالنفس ضمن واحد من أصعب المجالات في الحياة
في طفولته كان لاعبُ كرةِ القدمِ البرتغاليّ الشّهير، كريستيانو رونالدو، مجرّدَ متسولٍ صغيرٍ بالقرب من مطاعم ماكدونالدز، يطلب إلى العاملين فيها منحه بقايا الطّعام ليأكل، عاش ظروفاً سيئةً، خرج منها كائناً خارقاً تقريباً، فقط لأنّه آمن بحلمه وعمل على تحقيقه، دون أن تلهيه عنه ظروفه ومعاناته.
في العام 1985م، كانت والدة كريستيانو حاملاً به، وقد فكّرت بإجهاضه مراراً وتكراراً، بسبب الفقر والحياة السّيئة مع زوجها البستانيّ، خوسيه دينيس أفيرو، والذي كان يعاني من مشاكل عقليّةٍ، ويبقى في حالة سُكرٍ دائمٍ بسبب الخَمْر.
ذهبت الأمّ إلى الطّبيب وطلبت إليه أن يساعدها على الإجهاض، إلّا أنه رفض طلبها، فعادت إلى المنزل، وقد قرّرت الاحتفاظ بالطّفل مرغمةً، لتنجِبَه في العام ذاته، ويبدأ رحلة الكفاح الكبيرة.
حظي اللّاعب الشّهير الذي يكسب حالياً أكثر من 136 مليون دولار سنوياً، وفق فوربس، بطفولةٍ سيئةٍ للغاية، وقال في أحد اللّقاءات التّلفزيونيّة، إنّه كان يتسوّل الطّعام من ماكدونالدز، وبات أيام كثيرة مع عائلته في منطقة ساو بيدرو في ماديرا، وهم جائعون بدون أيّ طعامٍ في المنزل، حتى كسرة خبز.
وربما كانت هذه الظّروف أحد أهم الدّوافع في حياة كريستيانو، ليصل إلى ما وصل إليه اليوم.
بداية كريستيانو رونالدو
بدأ كريستيانو حياته الكرويّة منذ سنٍّ مُبكّرةٍ، فحين كان في الثّامنة من عمره انضمّ لأحد نوادي الهواة في مدينته، وبعد ذلك لعب مع نادي ماديرا مسقط رأسه، ليجذب الأنظار إليه بوصفه لاعباً ذا موهبةٍ مميزةٍ.
حظي رونالدو بلقب "الطّفل الباكي" آنذاك، لأنّه كان يبكي في حال خسر أي مباراةٍ، وحين لا يتم تمرير الكرة إليه أيضاً، ما كان يدلّ على شغفه الكبير باللّعب، وطموحه بأن يصل سريعاً إلى حلمه.
في العام 2003م، خاض كريستيانو المباراة التي غيّرت حياته، حيث كان يلعب مع سبورتنج لشبونة ضد مانشستر يونايتد، لتنتهي المباراة بفوز الفريق البرتغالي بثلاثة أهداف مقابل هدف.
أعجب به مُدرّب يونايتد، أليكس فيرجسون، وقدموا له صفقةً للتّعاقد معهم مقابل 15 مليون يورو سنويّاً، وهو مبلغ كان كالحلم بالنّسبة لكريستيانو، الذي كان قبل وقتٍ قصيرٍ يكافح للحصول على طعام يومه.
انتقال كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد
بعد النّجاحات الكبيرة التي حقّقها رونالدو مع المنتخب الإنكليزيّ، جذب أنظار النّادي الملكي ريال مدريد، الذي أبرم معه صفقةً جديدةً عام 2010، بلغت قيمتها 94 مليون يورو، ووقَّع معه عقداً لمدة 6 سنوات.
واستمرت النّجاحات الواحدة تلوّ الأخرى، ليس في ريال مدريد فحسب، بل في قيادة المنتخب البرتغالي أيضاً، والذي نجح بجعله يحصل على بطولة كأس الأمم الأوروبيّة أيضاً.
100 مليون يورو سنوياً
في العام 2020م، أصبح رونالدو أوًل لاعب كرة قدمٍ بثروةٍ تفوق المليار دولار أميركي، وفق مجلة فوربس، التي ذكرت حينها أنّه حصل عليها من عمله الرياضي إضافةً إلى الإعلانات ومواقع التّواصل الاجتماعيّ.
انضم رونالدو مطلع عام 2023م، إلى نادي النّصر السّعودي، والذي من المقرر حسب العقد أن يستمرّ فيه لمدّة موسمين، يحصل في كل موسم على نحو 100 مليون يورو وفق الأخبار المتداولة، وهو حالياً يقيم مع عائلته في السّعودية.
هل لكَ أن تتخيّل أن رونالدو الذي تسوّل بقايا الطّعام في طفولته من ماكدونالدز، حين كبر باتت سلسلة مطاعم ماكدونالدز العالميّة تحلم أن يقوم بالدّعاية لها، وربما تدفع ملايين الدّولارات لقاء ذلك، هذا لا يسمى حظاً، اسمه نجاحاً جاء نتيجة تعبٍ، وتركيزٍ، وإصرارٍ على تحقيق الهدف.
في الحياة هناك الكثير من القصصِ المُلهمةِ، فماذا تنتظر قُم واصنع قصتك.