كشف دوافع المليارديرات كـ Musk وBezos: الرؤية وراء طموحاتهم
رحلة في عقلية النظرة طويلة الأمد وتأثيرها على مشاريعهم ورؤيتنا لها
إيلون ماسك وجيف بيزوس يعدّانِ من أبرزِ أعضاءِ نادِي المليارديراتِ، ويثيرانِ الحيرةَ والجدلَ على حدٍّ سواءٍ، مؤخّراً، كشفتُ النِّقابَ عن دوافعِهم وأساليبِ تفكيرِهم، ممَّا ألقى الضَّوءَ على بعضِ جوانبِ قراراتِهم وتعاملاتِهم التِّجاريةِ، على الرَّغمِ من ذلكَ تستمرُّ هذه الرُّؤى في إثارةِ القَلقِ بشأنِ قيمِهم وما يتجاهلونهُ، وتأثير ذلكَ على الاقتصادِ العالميِّ والمجتمعِ ككلٍّ.
في حوار مع جون كليس، تحدّثَ ستيفن فراي عن فلسفةٍ تحرِّكُ شخصياتٍ مثل: ماسك وبيزوس، وهي: "النّظرةُ الطّويلةُ الأمدِ"، يبيّنُ فراي أنّ هذه الفلسفةَ تركّزُ على رؤيةِ مستقبلِ البشريّةِ على مدى القرونِ، معتبرةً الأزماتِ الحاليّة كالأوبئةِ والتّغيّرِ المناخيِّ مجرّدَ عوائقَ صغيرةٍ في مسيرةِ تطوّرِ الإنسانِ.
هذه الرّؤيةُ تقدّمُ منظوراً مثيراً للاهتمامِ حول أنشطةِ روّادِ الأعمالِ المليارديراتِ، بالنّسبةِ لماسك وبيزوس، تُعدُّ رحلاتُهما الفضائيّةُ الّتي تحملُ شعارَ البقاءِ والتّقدّمِ الإنسانيِّ تجسيداً حيّاً لهذه النَّظرةِ الطّويلةِ الأمدِ، يعرضانِ أنفسَهما كحماةٍ لمستقبلِ البشريّةِ، متجاوزين حدود السَّفرِ الفضائيِّ والتّكنولوجيا، ومع ذلك، تُطرحُ تساؤلاتٍ حولَ مدى تفاعُلِهما معَ التَّحدّياتِ المعاصرةِ.
التأمين على مستقبلٍ بعيد الأمد، ولكن بأيّ ثمن؟
تتميّزُ النّظرةُ طويلةُ الأمدِ لهؤلاءِ العمالقةِ بروايتِها الكُبرى، قصّةٌ يُحكمُ فيها على أفعالهم اليوم، ليس بمدى تأثيرِها المباشر، بل بما ستخلّفُهُ من إرثٍ في المستقبلِ البعيدِ، تتيحُ هذه الرّؤيةُ تجاوُزَ التّعقيداتِ الأخلاقيّةِ لممارساتِهم التّجاريّةِ الرَّاهنةِ بسهولةٍ، المسائل مثل: القلق العمّاليّ، التّأثير البيئيّ، التّفاوتات الاجتماعيّة، التي تتطلّبُ اهتماماً فوريّاً، تُغيبُ بواسطةِ الرّؤيةِ المهيبةِ لاستيطانِ المريخِ، خلقُ نوعٍ بشريٍّ يعمّرُ كواكبَ متعدّدةٍ، أو تأسيس ذكاءٍ اصطناعيٍّ متقدّمٍ.
يشيرُ تقييمُ فراي إلى جانبٍ مقلقٍ من هذهِ الفلسفةِ؛ إذ يتركّزُ الاهتمامُ حصريّاً على أوتوبيا بعيدةِ الأمدِ، وتصبحُ الالتزاماتُ الأخلاقيّةُ الحاليّةُ مُهملةً وغيرَ واضحةٍ، إذا كانَ الهدفُ الأسمى هو بقاءُ وازدهارُ الإنسانيّةِ على المدى البعيدِ، فهل يُبرِّرُ ذلكَ الأضرارَ الفوريّةَ والتّقصيراتِ الأخلاقيّة؟ هذا هو اللّغزُ الأخلاقيُّ الذي يكمنُ في قلبِ النَّظرةِ طويلةِ الأمدِ، مثلما يمارسُها هؤلاء المليارديراتُ.
المال.. المال
تخدمُ النَّظرةُ طويلةُ الأمدِ غرضينِ لأثرى الأثرياءِ في العالمِ، إذ لا تكتفي بصنعِ صورةِ قادةٍ استشرافيينَ لهم، بل تُعزِّزُ أيضاً مصالحَهم الشّخصيّةَ والتّجاريّةَ، وتحتَ ستارِ هذه الفلسفةِ، يُعادُ تفسيرُ تكديسِ الثَّرواتِ وهيمنةِ السّوقِ كخطواتٍ لازمةٍ على طريقِ تحقيقِ أهدافِهم السَّاميةِ.
تصبحُ هذهِ الفلسفةُ أداةً قويّةً بيدِ هذه الشَّخصياتِ المؤثّرةِ، وتمكِّنُهم من صياغةِ سرديّةٍ يُنظَرُ فيها إلى مساعِيهم نحو الثَّروةِ والسُّلطةِ، ليس فقط كطموحاتٍ شخصيّةٍ، ولكن كخدمةٍ لمستقبلِ الإنسانيّةِ، مثلما يتضّحُ، هي سرديّةٌ مليئةٌ باللّبسِ الأخلاقيِّ، بغضِّ النَّظرِ عن كيفيّةِ رؤيةِ أشخاصٍ مثلِ: ماسك وبيزوس لها
شاهد أيضاً: أبرز صفات النجاح يقدمها جيف بيزوس "Jeff Bezos".. كيف يمكنك تعلمها؟
شخصيّاً، لستُ مقتنعاً بالكاملِ بالنّظرةِ طويلةِ الأمدِ لهؤلاءِ المؤسّسينَ المليارديراتِ البارزينَ؛ فالتَّغاضِي عنِ التزاماتنا الأخلاقيّةِ الحاليةِ في سبيلِ مستقبلٍ محتملٍ، يجبُ أن يُثيرَ التّساؤُلَ والقلقَ، ينبغي لنا الإعجابُ بنجاحاتِهم؛ لأنَّها -بلا شكٍّ- مثيرةٌ للإعجابِ، ولكن يجبُ علينا أيضاً التّساؤلُ عن الطّريقةِ التي وصلوا بها إلى هذه النُّقطة.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.