كيتوبي "Kitopi" شركةٌ أبدعت في إرضاء شهية العالم
فكرةٌ ذكيةٌ استثمرت في مجال الطعام بمساعدة قوة التكنولوجيا، فكيف خطّت طرق نجاحها؟
في العامِ 2018، خرجت فكرةٌ مبتكرةٌ من 4 روّادِ أعمالٍ، اجتمعوا وقررّوا تنفيذها، لتصبحَ بعد 3 سنواتٍ فقط من تأسيسها، شركة يونيكرون في سابقةٍ ربمّا لم تشهدها أيّ شركةٍ أخرى بحلولِ هذا الوقت القصير من عمرها، فكيف نجحت كيتوبي Kitopi وكيف فتحت المجالَ أمام العديد من الشّركات المشابهة؟، والأهمّ كيف ستتغلّب على المنافسة الشّرسة وتحافظ على النّجاح؟
بداية شركة كيتوبي
كان روّاد الأعمالِ محمد بلوط، وسمان دركان، وبدر عطايا، وأندريس أريناس، يعملون معاً كمستشارين في شركة ماكينزي آند كومباني، قبل أن يخرجوا بفكرة تأسيس كيتوبي عام 2018، والتي تقدّم خدماتِ الطّعام وتوصيله، كونها عبارةً عن مطابخ افتراضيّة لا تشبه المطاعم التّقليديّة، حيث يُمكن طلب الطّعام منها ومن ثمّ توصيله مباشرةً إليك أينما وجدت.
- باختصارٍ، تبدأُ الحكاية مع ورود الطّلب بأحد أنواعِ الطّعام، حيث يبدأ الطّهاة بالطّبخ، ومن ثمّ تأتي مرحلةُ التّوصيل.
يقول مؤسّسو الشّركة التي يقع مقرّها في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، في لقاءٍ صحفيٍّ سابقٍ، إنّ رؤية كيتوبي ببساطةٍ هي تمكينُ الزّبائن من الوصولِ إلى نوعِ الطّعام الذي يرغبونه في أيّ مكانٍ بالعالمِ، بغضون نصفِ ساعةٍ من الزّمن فقط.
وقد يبدو الموضوع مبالغاً به للوهلةِ الأولى، لكنّ كيتوبي تمكّنت بالفعلِ من توصيل الطّعام لعملائها بـ 30 دقيقةٍ فقط، وذلك عبر استراتيجية اتّبعتها الشّركة بتأسيس مطبخٍ في كلّ منطقةٍ رئيسيّةٍ، وبمجرّد ورود الطّلب، يتمّ تحويله إلى أقرب مطبخٍ متواجدٍ ضمن محيط العميلِ، بحيث لا يبعدُ أكثر من 20 دقيقةٍ بالدّراجة الهوائيّة، طبعاً هذا الأمر لا يلغي الكفاءة التي يتطلّبها إعدادُ الطّبق وتوصيلهِ ضمن المدّةِ المحدّدةِ.
نموذج العمل
قدّمت كيتوبي حلّاً مبتكراً للمطاعم والعلامات التّجاريّة الغذائيّة التي تريد توسيع عمليّات التّوصيل الخاصّة بها، دون أن يقعَ على عاتقها مهمّة إنشاءِ مطابخ تقليديّة.
حيث تمتلكُ كيتوبي مطابخ سحابيّةً مشتركة في مواقع استراتيجيّة بعدّة مدنٍ مختلفةٍ، تم تصميمها لتحسينِ التّوصيل وزيادة كفاءته، إذ إنّ توفير تلكَ المطابخ البديلة يساعدُ الكثير من المطاعم على العمل من نفسِ الموقعِ، ويساهمُ هذا النّموذج المُشتركُ بتحقيقِ أقصى استفادة من المطبخِ والمواردِ، ما يؤدّي إلى تقليلِ التّكاليف على المطاعم.
كذلك لا تقتصرُ خدماتُ شركة المطابخ السّحابيّة على توفيرِ المطابخ فحسب، إنّما تُقدّم أيضاً خدماتٍ شاملةٍ لإدارةِ مطابخ المطاعم الشّريكة معها، مثل: توظيف وتدريب الأشخاص، وإدارة المخزون والإشراف على إعداد الطّعام، وهو ما يساعد المطاعم في التّركيز على جوانبٍ أخرى في عملها.
وبالحديثِ عن كيتوبي، لا يُمكن تجاهلُ منصّتها التكنولوجية الخاصّة بها، والتي تم تطويرها لإدارة العمليّات المعقدّة بكفاءةٍ عاليةٍ، إذ يُمكن للمطاعم مراقبةُ وتتبّع طلباتِ التّوصيل الخاصّة بها، عبر المنصّة التي تُقدّم كذلك، تحليلاتٍ ورؤى مهمّة للبياناتِ، ما يساعدُ المطاعم على اتّخاذ قراراتها وفقاً للبياناتِ.
تستطيعُ المطاعم من خلال كيتوبي الاستفادة من عملاء جددٍ ودخول أسواقٍ جديدةٍ باستمرارٍ، كذلك فإنّ العملاء يحظون بالعديد من الفوائدِ، مثل: تبسيط العمليّات وتحسين لوجستيّات التّوصيل، كما أنّهم يمتلكون رفاهيّة الاستمتاع بمجموعةٍ واسعةٍ من خيارات الطّعام من مختلفِ المطاعمِ، فكيتوبي تتشاركُ مع أكثر من 200 علامةٍ تجاريّةٍ، هل تدركون كمّ الخيارات الواسعة التي يمتلكها العملاء؟.
كيف تحقق شركة Kitopi الأرباح؟
تحصلُ كيتوبي على أرباحها من عدّة مصادر، ما يضمن لها تدفّقاً ماليّاً مستمرّاً، فتحصلُ على رسومِ استئجارِ المطبخ، ورسومٍ من خدمات إدارة المطبخ، ورسوم المنصّة التّكنولوجيّو، وعمولات التّوصيل، والبيع المُتزايد والمُتبادل، إضافةً إلى تحقيقِ دخلٍ من البياناتِ. وفي السّنة الثّالثة من تأسيسها نجحت كيتوبي في أن تُصبحَ شركة يونيكورن، أي شركة ملياريّة، وهذا ما يدّل على نجاحها الكبير ونموّها السّريع.
جولات التمويل
خاضت كيتوبي عدّة جولاتِ تمويلٍ، والبدايةُ كانت عام 2020، حين حصدت تمويلاً قيمته 60 مليون دولارٍ، في جولةٍ قادتها شركات لوميا كابيتال، ونولوود، وسي إي فينشرز وبيكو كابيتال وغيرهم.
وخلال عام 2021، خاضت الشّركة إحدى أكبر جولات التمويل في قطّاع التّكنولوجيا في الشّرق الأوسط، وحصلت على 415 مليون دولارٍ، بقيادة مجموعةِ رؤية سوفت بنك 2، ومشاركة Chimera، وDisruptAD، B. Riley، Dogus Group، Next Play Capital، و Nordstar. أمّا آخر جولاتها التّمويلية فكانت في شهر مايو 2022، حين حصلت على 300 مليون دولارٍ، بقيادة رؤية سوفت بنك 2 مجدداً.
استفادت كيتوبي من جولاتِ التّمويل بتحقيق المزيد من الانتشار، فهي اليوم متواجدةٌ في الإمارات، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، وقطر، والكويت، وبولندا.
ومن الجدير بالذكر أنّ شركة اليونيكرون لم تفوّت فرصة الاستحواذ، وأعلنت مطلع مارس 2023، عن استحواذها على AWJ Investments، التي تأسّست في دبي عام 2014، وتعملُ في الاستثمار بقطّاع الطّعام والشّراب، حيث تمتلكُ 10 علاماتٍ تجاريّةٍ، وتنتشرُ في الإمارات والسّعودية.
وقال الرّئيس التّنفيذي والشّريك المؤسّس لكيتوبي، محمد بلوط، إنّهم سيعملون على تعزيزِ نجاحِ العلامات التّجاريّة التي تمتلكها أوج، والعمل على الارتقاء بها لمستوياتٍ أخرى واعدةٍ. مع العلم أنّ الاستحواذ قد أتى، ليعزّز استراتيجية كيتوبي للاستثمارِ في العلاماتِ التّجاريّة الإقليميّة وتحويلها إلى شراكاتٍ عالميّةٍ.
تحديات شركة كيتوبي
واجه مؤسّسو كيتوبي العديد من التّحديات، مثل بناء منصّتهم الخاصّة، وتدريب الموظّفين على كيفيّة تشغيل المطابخ، إضافةً إلى التّحدي الأكبر، في كيفيّة إقناع المطاعم بمنحهم فرصةً.
ويقول مؤسّسو الشّركة إنّهم تغلّبوا على تلك التحديات بالمثابرةِ، فقد قاموا ببناء فريقٍ قويٍّ، وتطوير منصّةٍ تكنولوجيّةٍ فريدةٍ من نوعها، إضافةً إلى بناء علاقاتٍ مع المطاعم، فأقنعوا أصحابها بأنّ كيتوبي أفضل طريقةٍ لتوسيعِ نطاق أعمالهم.
إنّ نجاحَ كيتوبي بهذه السّرعة ناتجٌ عن عدّة عوامل، أبرزها -وربمّا أهمّها- الفكرةُ المُبتكرة الجديدة كليّاً في السّوق، ثمّ العمل على ملائمتها مع المجتمعِ الذي تعملُ فيه، كذلك فإنّ تأثير بناء الهويّة الواضحة والمباشرة للفكرة منذ البداية أمرٌ غايةٌ في الأهميّة وعلى روّاد الأعمال الانتباه إليه جيداً لتحقيق الطّموحات.
لا يُمكن إنكارُ الجهدِ الكبيرِ لفريقِ العمل الذي قاد كيتوبي للنّجاح بتلك السّرعة القصوى، لكن بالمقابل لا ينبغي تجاهلُ فكرةِ أنّ كيتوبي بدأت كوحيدةٍ من نوعها في مجالِ المطابخ السّحابية في المنطقةِ، التي تعجُّ اليوم بالمنافسين الذين يحاولون التّفوق عليها.
أمام هذا الواقع ربما لن يكونَ الحفاظ على النّجاح سهلاً، إذ سيتطلّب الأمرُ -من فريقِ العملِ- المزيد من الابتكارِ والإبداعِ؛ برأيكم كيف سيذهلنا فريقُ عمل كيتوبي مجدّداً؟.
لمزيدٍ من قصص النّجاح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.