وداعاً 2024: 3 خطوات لتجاوز الصعوبات واستقبال عام جديد
بعد عامٍ حافلٍ بالتّحديات والصّعوبات، حان الوقت لاستقبال عام 2025 بأملٍ متجددٍ وخطّةٍ طموحةٍ لتحقيق النّجاح والتّغيير المنشود
تنتشر التّقارير والمراجعات السّنويّة في كلّ مكانٍ مع نهاية العام، تراها تملأ المواقع الإخباريّة الكبرى، وتتدفّق عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وأحياناً تصل إليك عبر البريد الإلكترونيّ أو حتّى بالبريد التّقليديّ كرسائل سنويّةٍ، لذا يحرص كثيرون على كتابتها. تتيح هذه الملخّصات للنّاس الاحتفال بإنجازاتهم وحظوظهم السّعيدة، وتشارك تفاصيل ما عاشوه خلال العام. ولكنّها، للأسف، قد تتحوّل إلى مصدر إحباطٍ، خاصّةً إذا كان عامك سيّئاً بشكلٍ كبيرٍ؛ حيث قد تجعل فرحة الآخرين وإنجازاتهم شعورك بالسّوء أكبر.
كتبت عالمة النّفس بوني زوكر في مقالٍ نشرته عام 2022 على موقع "سايكولوجي توداي" (Psychology Today): "يسعى الكثيرون للتّمتّع بموسمٍ مليءٍ بالفرح، ولكن، للأسف، لا يعيش الجميع تلك التّجربة الإيجابيّة. حيث تجعل تحدّياتٍ مثل الفقد، والصّراعات العائليّة، وعدم الاستقرار الماليّ، وغيرها من القضايا، هذا الوقت من العام مصدراً للتّوتّر للكثيرين"، ولا يزال هذا الكلام ينطبق بوضوحٍ على واقعنا اليوم.
خذني كمثالٍ. يعلم أصدقائي ومتابعو رسائلي اليوميّة للتّحدّيات الصّغيرة أنّ عام 2024 لم يكن رحيماً بي أو بزوجي. فقدنا أحبّةً من أصدقائنا وعائلتنا، وهناك من يعاني من أمراضٍ خطيرةٍ. استنزفت هذه الأحداث وقتي وطاقتي، ممّا جعل عامي المهنيّ يمرّ بوتيرةٍ بطيئةٍ. ومع ذلك، زادت الأخبار السّلبيّة حول العالم الأمور سوءاً؛ من تغيّر المناخ إلى الحروب المشتعلة على عدّة قارّاتٍ والسّياسات الانقساميّة. لم أرغب أبداً في تلخيص عام 2024؛ بل أفضّل لو استطعت محوه من ذاكرتي تماماً.
ولكنّني أدركت أنّ عليّ تجاوز هذا العام الصّعب، والاستعداد لما قد يحمله عام 2025. قد يكون عاماً مليئاً بالفرص، أو ربّما يحمل تحدّياتٍ جديدةٍ. في كلتا الحالتين، يمكن للنّظرة الإيجابيّة أن تكون المفتاح. بناءً على ذلك، أشارككم خطّتي لتوديع 2024، والاستعداد بحماسٍ لما آمل أن يكون عاماً أفضل في 2025.
1. تقبّل عامك السّيّئ
تعتاد، كرائد أعمالٍ أو عاملٍ مستقلٍّ مثلي، على تقديم الأمور بإيجابيّةٍ دائماً. "الأعمال مزدهرةٌ! كلّ شيءٍ رائعٌ! الفرص القادمة مذهلةٌ!"، هذه العبارات تصبح ردوداً تلقائيّةً تعبّر عن التّفاؤل والثّقة الّتي يميّز بها قادة الأعمال، خاصّةً في الثّقافة الأمريكيّة.
ولكن، عندما يمرّ عامٌ محبطٌ، يجب أن تواجه الحقيقة. اعترف بما حدث، سواءً كان ذلك مع أشخاصٍ تثق بهم ويهتمّون بأمرك، أو حتّى علناً. هذا ما أفعله الآن. لا يمكنك تجاوز التّحدّيات إذا لم تقرّ بوجودها في المقام الأوّل.
2. ركّز على الأشياء الّتي سارت بشكلٍ جيّدٍ
حتّى في أحلك السّنوات، يظهر بصيصٌ من الضّوء. بالنّسبة لي، حصلت لأوّل مرّةٍ على فرصةٍ لإنتاج فيديوهاتٍ تعليميّةٍ مخصّصةٍ للقادة. كما سافرت مع زوجي إلى آيسلندا، البلد الّذي كنت أحلم بزيارته منذ سنواتٍ. عشنا رحلةً جميلةً لا تنسى، وكانت المفاجأة أنّ الشّفق القطبيّ الشّماليّ ظهر لنا مرّتين خلال زيارتنا الّتي استمرّت ستّة أيّامٍ.
عندما تقدّر ما سار بشكلٍ جيّدٍ، تأكّد من تسليط الضّوء على ما تشعر بالفخر به. قد يبدو الأمر غريباً، ولكنّني فخورةٌ بأنّني سمحت لنفسي بالاستراحة.
في يوليو، ومع توالي الأمراض والوفيات في العائلة، شعرت بالاضطراب. دفعتني تلك الأحداث للتّفكير في قصر الحياة وأهمّيّة كيفيّة قضاء وقتي. توقّفت عن الضّغط على نفسي للعمل بجدٍّ كعادتي. وبدلاً من القلق بشأن تراجع إنتاجيّتي، قرّرت أن أمنح نفسي فرصةً للتّنفّس.
قلّصت ساعات العمل، وأجّلت بعض المشاريع، وخصّصت وقتاً أكبر لعائلتي. بصفتي مؤلّفة كتاب "العناية الذّاتيّة المهنيّة" (Career Self-Care)، كان من المهمّ أن أعيش النّصيحة الّتي أقدّمها للآخرين، وأن أعتني بنفسي في وقتٍ شعرت فيه بالإرهاق.
بالطبع نجح الأمر. أعادتني تلك الاستراحة إلى التّوازن، وأعادت لي طاقتي تدريجيّاً. الآن، أنا مستعدّةٌ لاستقبال عام 2025 بطاقةٍ متجدّدةٍ وأفكارٍ مبتكرةٍ.
3. اقلب الصّفحة وابدأ من جديدٍ
تنتهي الأعوام السّيّئة، وهذا أجمل ما فيها. رغم أنّ يوم رأس السّنة قد لا يحمل تغيّراً حقيقيّاً، إلّا أنّ رؤية التّقويم، وهو ينتقل إلى عامٍ جديدٍ تعطيني دائماً شعوراً بإمكانيّاتٍ لا محدودةٍ. عندما يمرّ عامٌ سيّئٌ مثل 2024 بالنّسبة لي، فإنّ مجرّد معرفة أنّه يقترب من نهايته تجلب لي شعوراً بالرّاحة وحتّى ببصيصٍ من التّفاؤل. وهذا بالضّبط ما أشعر به الآن.
لذا، بعد أن تقرّ بالعام السّيّئ، وتحتفي بالأمور القليلة الّتي سارت بشكلٍ جيّدٍ، حان الوقت لتترك ذلك العام وراءك. إذا كنت تحتفظ بتقويمٍ ورقيٍّ، فتخلّص من صفحاته كتعبيرٍ رمزيٍّ عن النّهاية. أو اختر طريقةً أخرى تودّع بها العام الماضي، وتقول له: "وداعاً بلا عودةٍ". الآن، بين يديك صفحةٌ بيضاء، فرصةٌ جديدةٌ تبدأ بها عاماً أفضل، وتصنع فيه حياةً أجمل ممّا مضى.