كيف أستجيب لشكوى حول سلوك موظفي خارج مكان العمل؟
حيرةٌ يقف أمامها المدراء، فهل هذا شأننا؟!
بقلم أليسون جرين Alison Green، كاتبة عمود في Inc.com
أليسون جرين -كاتبةٌ في Inc.com- تجيب عن أسئلةٍ حول قضايا مكان العمل وإدارته، بدءاً من كيفيّة التّعامل مع رئيس عملٍ يتحكّم في التّفاصيل، وحتّى كيفيّة التّحدث مع شخصٍ في فريقكَ بشأنِ رائحةِ الجسمِ. [1]
يسألُ أحد القُرّاء:
كيف ينبغي أن يستجيبَ أصحابُ العمل عند تعرّض موظّفيهم لنشرِ معلوماتهم الشّخصيّة؟
كُنتَ في منتدىً شهيرٍ عبر الإنترنت للّياقة البدنيّة اللّيلة الماضية، عندما اشتكى العديد من المشاركين من تعرُّضهم لنشر معلوماتهم الشّخصيّة من قبل حسابٍ شهيرٍ على انستغرام مخصّصٍ للّياقة البدنيّة وفقدان الوزن. كانت المؤثّرة تبحثُ عن حسابات الأشخاص الذين اعتقدتْ أنّهم ينتقدونها، في محاولةٍ للعثور على أرباب عملهم، والاتّصال بهم، وطلب التّحدثِ مع مديرِ الموظّف. اشتكت إلى المدير بشأن تعليقات موظّفيهم عبر الإنترنت على حسابها، واستخدمت لغةً تشير إلى أنّه ينبغي عليهم أن يخجلوا لوجودِ هذا الشّخصِ في العمل لديهم.
حسب علمي، لم يتم فصل أيّ شخصٍ، ولكن العديد من المشاركين اعترفوا بأنّهم أجروا محادثاتٍ محرجةٍ مع مدرائهم، وقال مُعظمهم إنّهم لم ينشروا شيئاً فاحشاً أو فيه تهديدٌ أو كراهيةٌ صريحةٌ. ومن تجربتي الشّخصية، تم حظري من هذا الحساب فقط لـ "الإعجاب" بسؤالِ مشروعٍ لشخصٍ ما حول نظامِ اللّياقة البدنيّة الخاصّ بها.
أنا أعملُ في صناعةٍ ذات عمالةٍ بطابعٍ تقليديٍّ (العمل اليدويّ الميدانيّ)، وأنا واثقٌ تماماً من أنّنا سنضحك بشدّةٍ إذا تلقّينا مكالمةً من هذا النّوع. ولكن يُمكنني تخيّل أنّه في بعض الصّناعات، يُمكن أن يكون الطّعن في سمعةِ الموظّف ونشاطاته عبر الإنترنت أمراً جديّاً. فما هو أفضل إجراء يتّخذه أصحاب العمل الذين يتلقّون مكالمةً من هذا القبيل؟
شاهد أيضاً: 4 خطوات رئيسة عند إبلاغ الموظّفين بفصلهم
تجيب جرين:
أنتَ، كمديرٍ، تريدُ أن تكونَ واضحاً جدّاً بشأن أيّ نوعٍ من السّلوك خارج مكان العمل، يعتبر مناسباً بالنّسبة لك للتّدخل فيه، وأيّ نوعٍ ليس كذلك.
ليس من شأن صاحب العمل أن يعلمَ عن خلافٍ على انستغرام بين موظّفٍ عنده وشخصٍ ما بسبب نظامِ لياقةٍ بدنيّةٍ طالما أنّه خارجَ حدودِ العملِ، حتّى لو تصاعدَ الأمرُ إلى استخدامِ لغةٍ لاذعةٍ.
ولكن من ناحيةٍ أخرى، إذا قام موظّفٌ بنشر بياناتٍ متعصّبةٍ تحمل اتجاهاتٍ عدائيّةٍ وخطابات كراهيةٍ عبر الإنترنت، فإنّ أصحابَ العمل يُمكن أن يكون لديهم اهتمام مشروعٍ في عدم رغبتهم في أن يتم ارتباطهم بتلك الشّخصيّة، سواء من حيث النّظرةِ العامة أو من حيث عدم رغبتهم في تعريضِ موظّفيهم الآخرين للتّعصّبِ.
شاهد أيضاً: أهم 10 كتب في علم نفس العمل.. تعرف عليها وكُن المدير الحُلم
عندما يتمُّ طرح هذا الموضوع، يسأل النّاس دائماً: لماذا يجب على أصحاب العمل أن يمتلكوا الحقّ في مراقبة خطاب الموظّفين خارج مكان العمل أصلاً، ويتساءلون لماذا يُعتبر من المقبول القول إنّه يُمكن مراقبة نوعٍ من الخطاب، ولكن لا يُمكن مراقبة نوعٍ آخر. ولكن كمجتمعٍ، قرّرنا أن نتعاملَ مع التّعصّبِ وخطبِ الكراهيةِ بشكلٍ مُختلفِ عن أنواعٍ أُخرى من الخطاب (وعن الخطاب السّياسيّ العاديّ). وإذا كنت تتبنّى علناً آراءً تتضمّن كراهيةً، أو عنصريّةً أو غيرها من الآراء المُتعصّبة، فلصاحبِ العمل كلّ الحقّ في عدم رغبته في الارتباطِ بذلك الخطاب أو تعريضِ موظّفيه وعملائه له.
ولكن دعونا نعودُ إلى النّزاع حول اللّياقة على انستغرام، حيث قُلتُ إنّه ليس من شأن صاحبِ العمل. إذا تصاعد النّزاع ليُصبح تعسُّفاً صريحاً، كما لو كان الموظّفُ يُهدِّد بالعنف، لم أكنْ سألومُ صاحب العمل على الحديث معهم بشأنِ ذلك. من المعقول القول: "عليك أن تُدركَ أنّ هذا الأمر لا يُعتبر خاصّاً، وإذا نشرت تهديداتٍ عنيفةٍ في مكانٍ عامٍّ، فسيشعر بعض زملائك في العمل وعملائك بعدم الرّاحة في العمل معك. سيجعلني أنا، كمديرك، غير مرتاح. عليك أن تتوقّف عن ذلك." وفي بعضِ الحالات، قد أضيف: "يبدو أن هذا ليس من أخلاقك الشّخصيّة؛ هل أنت بخيرٍ؟"
ولكن إذا تلقّى صاحب العمل تقريراً عن الأمور الّتي تتحدّث عنها، مثل تجرُّؤ الشّخص على توجيه سؤالٍ إلى مؤثّرٍ في مجال اللّياقة بشأن نصائحهم، فهذا ليس شيئاً ينبغي على صاحب العمل أن يتصرٌف حياله. قد يكون لا يزال من المناسب أن يُبلِّغ الموظّف بذلك، حتّى يكون الموظّف على علمٍ بأنّ هناك شخصاً ما يستهدفه بهذه الطريقة، ولكن هذا سيكون مثل: "تلقيّت مكالمةً غريبةً، ولا يبدو أنٌها من شأني، ولكن أردتُ أن تكونَ على علمٍ بها."
كمبدأ عامٍّ، فالأفضل أن تميلَ إلى "ليس من شأن صاحب العمل"، ما لم يكن هناك خطاب كراهيةٍ أو تهديدات عنفٍ أو تحرُّشٍ.
هل ترغب في تقديم سؤال خاصٍّ بك؟ أرسله إلى [email protected]