كيف أنجح في مقابلة العمل؟ نصائح لترك انطباعٍ إيجابيٍّ يدوم
من الإعداد النّفسي المتكامل إلى البحث الدّقيق والتّحكم في لغة الجسد، تعرّف على كيفيّة إدارة التوتر والاستفادة من مقابلات التوظيف كفرصٍ للتّألق والتّميز
كيف أنجح في مقابلة العمل؟ هل أُحضر معي قهوةً للمحاور أم أنَّ الابتسامةَ وحدها تكفي؟ يبدو أنَّ النَّجاحَ في مقابلة العمل أصبح فنّاً يتجاوز مجرَّد استعراض المؤهّلات، فهو يتطلَّب لمسةً من الذَّكاء الاجتماعيّ والانتباه لعلامات التَّوتُّر في لغة الجسد. ولكن كيف يُمكن تحقيق التَّوازن بين إظهار الاحترافيَّة والثّقة، دون أن يفقدَ المرء روحه المرحة؟ في هذا المقال، سنستعرض بعض النَّصائح الَّتي تساعدك على أن تتركَ انطباعاً لا يُنسى في مقابلة العمل، دون الحاجة لأن تخرج من المقابلة بقبّعة مهرّجٍ!
كيف أنجح في مقابلة العمل؟
كيف أنجح في مقابلة العمل؟ ببساطةٍ إذا كُنت قد حضّرت جيّداً، وتسلَّحت بالثّقة بالنَّفس، فأنت قد قطعت نصف الطَّريق، الآن كلُّ ما عليك هو أن تُظهرَ للمقابلين أنَّ اختيارك سيكون أفضل قرارٍ يتَّخذونه، ويمكن أن تُحقِّقَ هذا من خلال بعض النَّصائح: [1]
الاستعداد النَّفسيُّ لمقابلة العمل
الاستعداد النَّفسيُّ قبل مقابلات العمل هو الخطوة الأولى نحو النَّجاح، لا يعني ذلك أنَّك بحاجةٍ إلى تحفيز نفسكَ كأنَّك تستعدُّ لمباراة ملاكمةٍ، ولكنَّ الأهمَّ هو أن تتذكَّرَ أنَّ هذه المقابلة هي عمليّة تقييمٍ متبادلةٌ، بقدر ما تُقيّمك الشَّركة، فأنت أيضاً تُقيّمها.
تقول جاسمين إسكاليرا، مدرّبةٌ مهنيَّةٌ وثقةٌ للنّساء من ذوات البشرة الملوَّنة، إنَّ المفتاحَ هنا هو أن تعرفَ ما الَّذي تريدهُ من جهة العمل، اسأل نفسك مجموعةً من الأسئلة لتحديد ما يُناسبكَ: أين تريد أن تكونَ في مسيرتكَ المهنيَّة خلال خمس سنواتٍ؟ ما الَّذي تحتاجه لتحقيق ذلك؟ وما نوع الدَّعم الَّذي تحتاجه من الشَّركة للوصول إلى هذا الهدف؟
بمجرَّد تحديد هذه المفاهيم، يُمكنك صياغة أسئلةٍ قويَّةٍ تساعدكَ في توجيه حواركَ خلال المقابلة واختيار المكان المناسب لكَ.
البحث والتّحضير
ما تقوم به قبل مقابلة العمل يُمكن أن يُحدِّدَ كيفيَّة سير المحادثة عندما تدخل الاجتماع، إلى جانب التَّحضير النَّفسيّ، يجب أن تقوم ببحثٍ وتحضيرٍ دقيقين قبل الذَّهاب إلى المقابلة.
توضِّح ميلاني ديني، خبيرة السّير الذَّاتيَّة، أنَّ البحث والتَّحضير يساعدانك في تخصيص ردودكَ لتناسب مشاكل صاحب العمل، ممَّا يجعلكَ تبدو كالحلِّ الأمثل لتلك المشاكل، بالإضافة إلى ذلك، يُمكنك طرح أسئلةٍ أكثر ذكاءً، وربَّما تكتشف أنَّ الوظيفةَ ليست مناسبةً لك. وتنصحكَ ديني بالتَّأكُّد من أنَّك أجريت البحث اللَّازم، وألَّا تكتفي بقراءة صفحة المعلومات على صفحة الشَّركة، بل تعمَّق في معرفة التَّحدّيات الَّتي يواجهونها حاليّاً، والتَّغييرات المقبلة الَّتي يستعدُّون لها، وثقافة الشَّركة، والفريق القياديّ، وحتَّى الموظَّفين وبوجود LinkedIn لن يكون ذلك صعباً.
البحث الجيد والتَّحضير يمنحانكَ الثّقة، وهو ما أكَّده أيضاً مات وارزل، مدرّب البحث عن الوظائف، الَّذي يرى أنَّ المقابلة، سواء كانت عن بُعدٍ أو وجهاً لوجهٍ، فإنَّ الثّقة هي عامل النَّجاح فيها، والطَّريقة الأفضل للتَّعبير عن الثّقة هي المعرفة.
شاهد أيضاً: 5 إجابات في المقابلات لا يحبذها المدراء لكن ينبغي أن يقدروها على الأقل
التّحكّم في وتيرة المقابلة
إذا كُنتَ قد قمت بالبحث والتَّحضير، فمن المحتمل أنَّك مستعدٌّ للتَّعامل مع أيّ شيءٍ يطرحه عليك المحاورون، ولكن تذكَّر المفتاح هو أن تتحكَّمَ في وتيرة المقابلة بحيث تكون واثقاً ومتأكّداً ممَّا ستقوله. وهنا عليك تجاهل استحواذ تفكيركَ في البحث عن جواب سؤال: كيف أنجح في مقابلة العمل؟ وعوض عن ذلك ركِّز على إجابات أسئلة المحاور، وقبل الإجابة عن أيّ سؤالٍ، خذ نفساً عميقاً ونظِّم أفكارك، هذا يساعدك على تقليل علامات التَّوتُّر في لغة الجسد وتهدئة نفسك، ثمَّ لا تخشَ من الاستفسار عن الأسئلة إذا كنت غير مُتأكِّدٍ ممَّا يطلبه المحاور، لكن لا تقاطعه، انتظره لينتهي ثمَّ اسأله.
باختصارٍ، استغلّ المقابلة كفرصةٍ لبناء جسرٍ إلى المحادثة التَّالية، إذا شعرت أنَّ الشَّركةَ مناسبةٌ لك، على الأقلِّ، يجب أن تسألَ عن الخطوات التَّالية في عمليَّة التَّوظيف، والحصول على معلومات الاتّصال بالمحاورين لمتابعة الشُّكر لاحقاً.
رسائل الشّكر بعد المقابلة
توجيه رسائل الشُّكر بعد مقابلة العمل، ما تزال واحدةً من القضايا الجدليَّة في عالم التَّوظيف، ففي حين يفضلها البعض، يرى فيها آخرون أمراً غير مهمٍّ، وبغضّ النَّظر عن الجدليَّة، فإنَّ إرسال رسالة شكرٍ بسيطةٍ عبر البريد الإلكترونيّ، لن يضرَّك، وغالباً سيفيدك بالتَّعبير عن ذوقك ولطفك وترك انطباعٍ خاصٍّ قد يكون محفّزاً لدى أصحاب العمل.
لا يجب أن تكون رسائل الشُّكر معقَّدةً أو مكتوبةً بخطِّ اليد، أرسلها عبر البريد الإلكترونيّ، وإذا أردت ترك انطباعاً أقوى، يمكنكَ ذكر ما تعلَّمته خلال المقابلة في الرِّسالة. وقبل التَّوجُّه إلى مقابلة العمل، لا تنسَ أنَّ علامات التَّوتُّر في لغة الجسد، قد تعطي انطباعاً خاطئاً ومختلفاً عنك؛ لذا احرص على إدارة توتُّرك بتعزيز الثّقة بالنَّفس، سواء كانت المقابلة شخصيّةً أو عن بُعدٍ.
كيف أنجح في مقابلة العمل عن بعد؟
كيف أنجح في مقابلة العمل عن بعد؟ حسناً، في البداية تأكَّد من أنَّ البيجاما الَّتي ترتديها مع القميص الرَّسميّ لن تظهر بالكاميرا، كذلك لا تنسَ أنَّ القططَ والأطفال لديهم توقيتٌ غريبٌ في الظُّهور أمام الكاميرا، فاحرص على إشغالهم بمهامّ ممتعةٍ ليبتعدوا عنك! في الحقيقة لست أمزح، إلى جانب تلك الخطوات اتّبع الأساليب التَّالية: [2]
اختر المكان المثاليّ لمقابلتكَ
لنبدأ بأحد أهمّ الأمور: المكان، لا تستهن أبداً بأهميَّة اختيار المكان المناسب لإجراء المقابلة، وحين تُفكِّر باختياره ضع في بالك هذه الإرشادات:
- تجنَّب التَّشتيت: تأكَّد من أنَّ لا شيء يقطع حبل أفكارك، سواء كان ذلك طفلك الفضوليَّ أو قطَّتك الَّتي تحبُّ القفز في اللَّحظات غير المناسبة.
- ابحث عن الهدوء: حتَّى لو كنت تجري المقابلة من مقهى فاخرٍ، ضوضاء الخلفيَّة لن تكون صديقةً جيدةً؛ لذا ابحث عن مكانٍ هادئٍ يساعدك على التَّركيز.
- الرَّاحة هي الأساس: اختيار مكانٍ مريحٍ يجعلك تشعر بالثّقة ويزيل التَّوتُّر، ذلك لأنَّ إدارة علامات التَّوتُّر في لغة الجسد خلال المقابلة أمرٌ غايةٌ في الأهميَّة.
- خلفيَّةٌ محايدةٌ: بما أنَّ الكاميرا ستكون جزءاً من الحوار، تأكَّد من أنَّ خلفيَّتك نظيفةٌ وغير مشتَّتةٍ، وإذا لم تجد مكاناً مناسباً، فكِّر بالاعتماد على الخلفيَّات الافتراضيَّة.
اختبر تقنياتك مسبقاً
لا شيء يفسد مقابلة عملٍ واعدةً أكثر من مشاكل تقنيَّةٍ مفاجئةٍ، أنت لا تريد أن يقرِّرَ حاسوبك التَّوقُّف عن العمل في الوقت غير المناسب؛ لذا كُن مستعدّاً:
- تحقَّق من الميكروفون والكاميرا وسماعات الرَّأس.
- تأكَّد من أنَّ جهاز الكمبيوتر يعمل بسلاسةٍ.
- تأكَّد من أنَّ لديك اتّصال إنترنتٍ مستقرّاً.
لمزيدٍ من الحذر، جرِّب جميع المعدَّات قبل المقابلة بوقتٍ كافٍ، اتَّصل بصديقٍ لاختبار كلّ شيءٍ، وأغلق أيَّ برامج أو نوافذ غير ضروريَّةٍ، حتَّى لا تظهر مفاجآتٌ غير مرغوبةٍ أثناء مشاركة الشَّاشة، كأن تظهر رسالة زوجتك وهي تسألك إحضار بعض المستلزمات الشَّخصيَّة!
استعدّ للمشاكل التّقنية
حتَّى مع أفضل التَّحضيرات، قد تحدث مفاجآتٌ تقنيَّةٌ؛ لذلك من الذَّكاء أن تكونَ لديك خطَّةٌ بديلةٌ، مثلاً جهِّز حاسوباً إضافيّاً بكلّ المستلزمات، بحيث تلجأ إليه بحال حدثت مشكلةٌ ما، وإذا لم تستطع حلَّ المشكلة في الوقت المناسب، تأكَّد من أنَّ لديك وسيلةً للتَّواصل مع مدير التَّوظيف لإبلاغه بالموقف ومحاولة إعادة جدولة المقابلة.
ارتدِ كما لو كنت في مقابلةٍ حضوريّةٍ
مجرَّد أنَّ المقابلة تُجرى عن بُعدٍ لا يعني أن ترتدي ما ترتديه في عطلة نهاية الأسبوع عادةً، أو ملابس النَّوم، وعوضٌ عن ذلك، فإنَّ ارتداء ملابس مناسبةٍ ليس فقط لترك انطباعٍ جيدٍ، بل أيضاً لتعزيز ثقتك بنفسك، تذكَّر أنَّ الاهتمامَ بالمظهر يجعلك تشعر وكأنَّك بالفعل في مقابلةٍ حضوريَّةٍ.
الالتزام بالوقت
لا تجعل الطَّبيعة الافتراضيَّة للمقابلة تُغريك بالتَّأخير، الجلوس أمام جهازك قبل 30 دقيقةً من موعد المقابلة يمنحك الوقت الكافي للتَّأكُّد من أنَّ كلَّ شيءٍ يعمل بشكلٍ جيِّدٍ، كذلك انضمَّ إلى الاجتماع قبل 10 دقائق من الموعد المحدَّد؛ لتكون جاهزاً لاستقبال المحاور.
الاهتمام بلغة الجسد
حتَّى وإن كانت المقابلة عبر الإنترنت، لا تستهن بلغة الجسد، حافظ على التَّواصل البصريّ عبر الكاميرا، واستخدم إيماءات اليد للتَّأكيد على نقاطكَ، واجلس بوضعيَّةٍ مستقيمةٍ طوال المقابلة، كلُّ هذه التَّفاصيل الصَّغيرة تُعزِّز من حضوركَ وتترك انطباعاً قويّاً.
طرح الأسئلة المناسبة
عندما يُطلب إليك في نهاية المقابلة توجيه أيّ أسئلةٍ، لا تضع الفرصة، وأظهر حماسك للعمل واهتمامك بالتَّفاصيل، اسأل عن بيئة العمل، ومن سيكون مديركَ المباشر، واستفسر عن شكل العمل اليوميّ وغيرها من الأسئلة المشابهة.
شاهد أيضاً: كلمتان قد تكونان مفتاح قبولك في مقابلة العمل: تعرّف على السر
تجنّب إظهار علامات التّوتر في لغة الجسد
إظهار علامات التَّوتُّر في لغة الجسد خلال المقابلة، واحدةٌ من أبرز المشاكل الَّتي تواجه كثيراً من النَّاس، أحياناً يحتاج الأمر إلى أكثر من مجرَّد ثقةٍ بالنَّفس، إذ يجب الوعي الكامل بأهميَّة لغة الجسد، مثل: [3]
- تجنَّب التَّراخي بالجلوس وكأنَّك ترغب بالاختباء، وحافظ على كتفيك مرفوعتين وذقنك مرفوعةً، وابقِ قدميك متباعدتين قليلاً لتبدو واثقاً.
- حافظ على التَّواصل البصريّ مع المحاور طيلة وقت المقابلة؛ لأنَّ تجوُّل العينين في الغرفة يُظهرانك بمظهر المشتّت غير الواثق.
- العبث بالأشياء مثل الخواتم أو اللَّعب بالشَّعر، يشير إلى عدم اهتمامك؛ لذا لا ترتدي الإكسسوارات واترك شعرك مربوطاً إذا اقتضى الأمر.
- استخدم يديك للإيماء برفقٍ أثناء الحديث لتعكس انفتاحك واهتمامك، ولكن دون مبالغةٍ، واحذر من لصق يديك بالطَّاولة.
- حاول التَّبسُّم بشكلٍ بسيطٍ عوضاً عن إظهار الحزن؛ لأنَّ ذلك يرسل إشاراتٍ إيجابيَّةً للمحاور، ويساعدك على الرَّاحة.
- تجنَّب تقاطع ذراعيك على صدرك أو الميل للأمام بشكلٍ مفرطٍ، حيث قد يوحي ذلك بأنَّك عدوانيٌّ أو متشكّكٌ.
- الحماس للوظيفة أمرٌ رائعٌ، لكنَّ التَّلويح باليدين بشكلٍ مفرِّطٍ قد يكون مشتِّتاً؛ لذا استخدم الإيماءات بحذرٍ وبشكلٍ هادفٍ لتعزيز كلامك، دون إفراطٍ.
- رفع كتفٍ واحدٍ أثناء الحديث قد يوحي بعدم الثِّقة أو إخفاء شيءٍ، حاول أن تحافظَ على كتفيك مستويين.
- الميل للخلف قد يشير إلى عدم اهتمامك بالمحادثة، حاول أن تميلَ قليلاً للأمام لإظهار اهتمامكَ، لكن دون الاقتراب أكثر من اللَّازم.
- حاول تجنُّب لمس وجهك قدر الإمكان؛ لأنَّ هذه العادة قد توحي بأنَّك تخفي شيئاً ما.
تذكَّر دائماً أنَّ إدارةَ علامات التَّوتُّر في لغة الجسد خلال مقابلة العمل، لا يقل أهميَّة عن المهارات والخبرات الَّتي تمتلئ بها السّيرة الذَّاتيَّة الخاصَّة بك؛ ذلك لأنَّ أصحاب العمل يبحثون أيضاً عن بعض المهارات الشَّخصيَّة الضَّروريَّة.
كيف أنجح في مقابلة العمل؟ الإجابة إذاً، قد تكمن في فنّ التَّعامل مع علامات التَّوتُّر في لغة الجسد، تلك الَّتي تظهر أحياناً بشكلٍ غير متوقَّعٍ كارتعاشة اليدين أو التَّحديق في السَّقف بحثاً عن الكلمات المناسبة، تذكَّر أنَّ المهمَّ هو أن تتعاملَ مع هذه اللَّحظات بخفَّةٍ وذكاءٍ، فالابتسامة الصَّادقة قد تكون أفضل طريقةٍ للتَّغطية على أيّ توتُّرٍ عابرٍ؛ لذا اترك بصمتك الخاصَّة، واجعل المحاور يتذكَّر تلك اللَّحظة الَّتي كدت فيها تُسقط القلم من يدك، لكنَّك استدركتها بنكتةٍ خفيفةٍ حول أهميَّة القبضة القويَّة في الحياة المهنيَّة!