كيف تبحر Omniful الإماراتية في لوجستيات التجارة الإلكترونية
عربية.Inc تتحدّث إلى مصطفى أبو النصر، المؤسس المشارك لشركة Omniful، حول التحديات والفرص الفريدة في رحلة تطوير حلولٍ لوجستيةٍ تقنية للتّجارة الإلكترونية في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا
أصبحت الرّقمنة حجر الأساس في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19، ومن بين القطّاعات اي شهدت تحولاً رقميّاً كبيراً، يبرز قطاع اللّوجستيات. وضمن هذا السّياق، أدّى الطلب المتزايد على التّوصيل المحلّي السّريع والتجارة الإلكترونية إلى دفع عجلة التحوّل التكنولوجي في قطاع لوجستيات التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يشهد قطّاع سلسلة التّوريد ولوجستيات التّجارة الإلكترونية، الذي بات يعتمد بشكلٍ متزايدٍ على التكنولوجيا، تركيزاً متنامياً على التجارة المحليّة الفائقة والتجارة عبر القنوات المتعدّدة، مدفوعاً برغبة المستهلكين في الحصول على خدماتٍ أسرع وأكثر تخصيصاً، عبر نقاط اتصالٍ متعددةٍ.
يُشير تقريرٌ من "Modor Intelligence" إلى أنّه من المتوقّع أن يبلغَ حجم سوق اللّوجستيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 153.70 مليار دولارٍ هذا العام، ومن المنتظر أن يصلَ إلى 209.32 مليار دولارٍ بحلول عام 2028.
هذا يمثّل فرصةً ذهبيةً لشركاتٍ مثل Omniful، الشّركة النّاشئة في مجال البرمجيات كخدمة (SaaS) للشركات، لإحداث ثورةٍ في هذا المجال من خلال التكنولوجيا. تأسّست Omniful في عام 2021 على يد مصطفى أبو النصر وألانكريت نيشاد، وهي شركةٌ تتّخذ من الإمارات والسعودية مقرّاً لها، وتعمل على تطوير نهجٍ مبتكرٍ لأنظمة إدارة الطلبات (OMS)، وأنظمة إدارة المستودعات (WMS)، وأنظمة إدارة النقل (TMS)، خاصّةً لقطّاع اللّوجستيات المحلّية الفائقة.
"خلال رحلتي التي استمرّت لأكثر منسنة في ريادة وإدارة مشاريع التجارة الإلكترونية، وتطبيقي لمختلف برمجيّات التّشغيل، اكتشفتُ بوضوحٍ فجوةً شاسعةً ملحّةً لوجود منصةٍ لإدارة سلسلة التّوريد، وعلى هذه المنصّة أن تتمتّعَ بقدرةٍ على التّوسع الهائل والمرونة التامة في التعيير والتخصيص"، يقول مصطفى أبو النصر، أحد مؤسّسي Omniful.
كشف لنا أبو النصر أنّ التحديات القائمة في نهج العمل المتّبع بشكلٍ معزولٍ في مجال التجارة الإلكترونية واللوجستيات قد حفّزت فريقه للتوجّه نحو اعتماد نهجٍ أكثر تناغماً وفاعليةً.
أوضح أنّ مشغلي التجارة الإلكترونية يجدون أنفسهم بحاجةٍ إلى تكاملِ ما لا يقلُّ عن برمجياتٍ سحابيّةٍ مختلفةٍ؛ لتحقيق المزايا التي تقدّمها منصةُ Omniful بوصفها حلاً موحّداً. "تتطلّب عمليةُ دمجِ البرمجياتِ السّحابية المتعدّدة جهداً كبيراً، وهو ما لا يتمّ غالباً بسبب التّحديات المتعلّقة بالتكامل. بالإضافة إلى ذلك، يُمثّل الاعتماد على مورّدين متعدّدين عبئاً مالياً ضخماً على الشركات"، يؤكّد أبو النصر.
في إطار Omniful، قدّم الشريكان رؤيةً لمنصةٍ متكاملةٍ تتصدّى للتحدّيات الّتي يواجهها التّجار ومزوّدو الخدمات اللّوجستية من الأطراف. إذ تهدف Omniful إلى توفير نهجٍ أكثر تكاملاً وكفاءةً في إدارة التّجارة الإلكترونية وسلسلة التوريد، خصوصاً بالنّسبة لأنظمة إدارة الطلبات (OMS)، وأنظمة إدارة المستودعات (WMS)، وأنظمة إدارة النقل (TMS).
"صُمّمت Omniful لتكون الحلّ الشامل الذي يُمكّن التّجار ومزوّدي الخدمات اللّوجستية من الأطراف الثالثة من إدارة المخزون بدقةٍ وتبسيط عمليات تنفيذ الطلبات عبر مختلف قنوات البيع بكفاءةٍ عالية"، يلفت أبو النصر الانتباه.
ويتابع: "لدينا القدرة على تحسين الكفاءات بمعدلٍ يصل إلى 40% وتسريع عملية التّنفيذ بنسبة 75% لعملائنا".
أمام المنافسين البارزين المدرجين ضمن "مربع جارتنر السحري"، تبرز Omniful بميزتها الفريدة المتمثّلة في المرونة والقابلية للتوسّع. للتوسّع والمرونة بشكلٍ استثنائي، قادرةٍ على معالجةِ أكثر من 3 ملايين طلبٍ يوميّاً لكلّ عميل، دون الحاجةِ إلى التوسّع الذّاتي المسبق"، يفصح أبو النصر.
واجه الفريق تحدّياتٍ جسيمة للدّخول إلى سوقٍ تهيمن عليه المنافسةُ العالميّة. "التّنافس ضد العلامات الرّائدة العالمية في مجالات أنظمة إدارة الطلبات وأنظمة إدارة المستودعات كان تحديّاً كبيراً"، يبيّن أبو النّصر ويضيف: "كشركةٍ ناشئةٍ في مراحلها الأولى، كنّا مصمّمين على تقديم خدمةٍ تفوق المتوفّر بعشر مرات". تمّ تعزيز ثقة الفريق وقدراته ومصداقيته بعد نجاحهم في تحقيق صفقاتٍ في وجه المنافسين المستقرّين.
"تمثّل التّحدي الآخر في التّكاملات، إذ يعتمد منافسونا على مستوى العالم على شركائهم الموزّعين لإنجاز العمل الشّاق. سعينا لتقديم نظامٍ جاهزٍ للتّشغيل الفوري، ما دفعنا لتطوير عددٍ كبيرٍ من التّكاملات الأصيلة لمنصّات التجارة الإلكترونية والأسواق، إضافةً إلى مزوّدي الشحن المحليّين في الشرق الأوسط، تركيا وأوروبا"، يقول أبو النصر.
تمّ إطلاقُ النّسخةِ الأوليةِ القابلةِ للتّطبيق من المنتج (MVP) في عام 2022 بالتعاون مع أحدِ أبرزِ الأسماءِ في قطّاعِ البقالة في الشّرق الأوسط. وفي عام 2023، طوّروا النّسخةَ التّجارية من Omniful كما نعرفها اليوم.
"ركّزنا على جذب عملاءٍ يعانون من تحدياتٍ تشغيلية تحول دون تقدّمهم، لنتمكّن من إبراز الأثرِ الإيجابيّ المباشرِ لحلولنا. حتى الشهرِ الماضي، كنّا نعملُ في الظّل، دون إنفاقٍ على التّسويق، واعتمدنا بالكامل على المبيعات التي يقودها المؤسسون استناداً إلى الشّبكات الشّخصية أو توصياتِ العملاء. وعلى الرّغم من تحقيقنا لإيراداتٍ متكررةٍ سنويّةٍ في تزايدٍ ملفتٍ في عام 2023 ونحن في وضع الخفاء، ننظر إلى عام 2024 كعامِ انطلاقتنا الكبرى إلى السّوق"، ذكر أبو النصر.
اليوم، تمتلك Omniful حضوراً في الإمارات والسعودية والكويت وتركيا وجنوب أفريقيا وألمانيا والولايات المتحدة. ويخطّط الفريق لتعزيز وجودِه في الأسواق التي ينشط بها، بالإضافة إلى التوسّع إلى مناطقَ جديدة، كما ينوي مضاعفة جهوده في مجال البحث والتطوير.
"نسعى لتحقيق إجماعٍ على أن Omniful تُمثّل الخيار الأفضل من حيث المنتج والتكنولوجيا للسيناريوهات التي نستهدفها، كما و نخطّط لتسريع النّمو من خلال برامج تسويقيّة وشراكاتٍ متنوّعةٍ"، يختتم أبو النصر.