كيف تبدأ محادثة ناجحة؟ نصائح من خبير في مهارات التواصل
أسرار لبدء محادثات فعالة بطرق ذكية، مما يفتح المجال لآفاق تعاونية جديدة.
كم لديكَ من القدرة والمهارة في بدء المحادثات مع الغرباء؟ بالنّسبة لمعظم النّاس، إنّها لحظةٌ غير مريحةٍ، فقد يكون إجراء محادثةٍ قصيرةٍ أمراً غير مستحبٍّ. لكن يُمكننا إجراء محادثةٍ قصيرةٍ بشكلٍ أكثر فعاليّةً، إذا بدأنا بالفضول لمعرفة التّفاصيل، كما يقول مات أبراهامز Matt Abrahams، المحاضر في جامعة ستانفورد ومقدّم البودكاست الشهير "Think Fast, Talk Smart".
إذ يقول: "يُنظر إلى الحديث القصير بشكلٍ سلبيٍّ، فالكثير منّا يخافون منه، لكنّ الحقيقة هي أنّ أشياء عظيمةً تحدثُ في الأحاديث القصيرة العابرة". إذ إنّ الحديث القصير فرصةٌ للتّعرف على الآخرين، والتّعرف على أنفسنا، فيوضح أبراهامز: "غالباً ما أشجّع النّاس على التّفكير في شبكات صداقاتهم، وكم عدد الأصدقاء الذين عرفوهم من خلال الكلام العابر؟ بالنّسبة لمعظم النّاس، من المحتمل أن تكونَ هذه النّسبة عالية جداً".
إذا كان الحديث القصير أكثر جدوىً ممّا نعتقد، فكيف يُمكننا أن نتطوّرَ فيه؟ يوضّح أبراهامز: "معظمنا يُلقي على عاتقه الكثير من المسؤوليّة ليبدو مثيراً للاهتمام، كما نحبّ أن نقولَ أشياء مثيرةً وقيّمةً، وذات صلةٍ، ولكن هذه هي العقليّة الخاطئة. إذ أعتقدُ أنّ الكثير منّا يرى المحادثة غير الرّسميّة كمباراة تنسٍ؛ لذلك يجبُ أن ننظرَ إليها على أنّها أشبه بلعبة "هاكي ساك"، فالهدفُ هو تمرير الكرة إلى الشّخص الآخر حتّى يتمكّن من تمريرها إليكَ، فالنّجاح هو أن يعملَ الجميع معاً."
مع وضعِ نهج لعبة الهاكي ساك في الاعتبار، يقتبس أبراهامز من مقابلةٍ مع خبيرة التّوفيق بين الأشخاص والمؤلّفة راشيل غرين والد التي أخبرت جمهور برنامجه الإذاعيّ أنّ: "الهدف هو أن تكون مثيراً للاهتمام، وليس أن تكون مهتمّاً". وبعبارةٍ أخرى، يقول أبراهامز: "يتعلّق الأمر بأن تكونَ فضوليّاً، فاطرح الأسئلة، وانتبه إلى السّياق، وابحث عن المعلومات ذات الصلة. فإذا كنت في فعاليّةٍ للشّركات، فتحدّث عن الحدث الرّئيسيّ، وإذا كنت في حفلة كوكتيل، فتحدّث عمّا يحدث هناك". وأضاف أيضاً: "تجنّب الحلقات المدمّرة من هذا القبيل مثل مرحباً، كيف حالك؟ بخير، كيف حالك أنت؟"
تحويل المحادثات إلى مبيعات
بطبيعة الحال، إذا كنتَ في تجمّعٍ مهنيٍّ، فمن المحتمل أن يكونَ لديكَ جدول أعمالٍ محدّد عند بدء المحادثة، فكيف يُمكنكَ توجيه المحادثة بعيداً عن الدّردشة العامّة إلى الاتّجاه الذي تريدُ أن تسيرَ فيه؟ يقول أبراهامز إنّ الأمرَ قد يكون صعباً، ولكن يُمكن القيام بذلك، فيوضّح: "يتعلّق الأمر بإيجاد نقطةٍ أو طريقةٍ للانتقال إلى الموضوع الذي تريد التّحدث عنه، بحيث يصبح جزءاً طبيعيّاً من المناقشة". ويقول أيضاً إنّه من المفيد أن تضعَ هذه الأهداف في ذهنكَ قبل حضور الفعالية المخصّصة.
كما يقول أبراهامز إنّ إعادةَ الصّياغة هي طريقةٌ فعّالةٌ، وغالباً ما يتمّ تدريس إعادة الصّياغة كتكتيكٍ في التّفاوض أو حلٍّ للنّزاعات، ولكنّها مفيدة أيضاً في العديد من المواقف الأخرى. كما يوضّح: "ربّما تكون إعادة الصّياغة هي المهارة الأكثر تنوّعاً في التّواصل بين الأشخاص، فأنت تأخذ ما قاله الشّخص الآخر، وتستوعبه بطريقتكَ الخاصّة، وتسلّط الضّوء على النّقاط المهمّة وتستخدمه لتغيير المحادثة أو إعادة هيكلتِها".
على سبيل المثال، لنفترضَ أنّك في حانةٍ خلال إحدى المناسبات وقال أحدهم "المشروبات باهظة الثّمن". لقد قمت للتوّ بتطوير المحادثة إلى موضوعٍ جديدٍ تماماً، إذ يقول السّيد أبراهامز: "إنّه أسهل من أن تقول: حسناً، الآن بعد أن انتهينا من الحديث اللّطيف، دعنا نبدأ العمل. والأكثر من ذلك عندما يمكنك التحدث عن شيءٍ ذي صلةٍ بمنتجكَ أو خدمتكَ خلال المحادثة".
ولمعرفة المزيد عن مهارات التواصل من أبراهامز وغيره من الخبراء، راجع البودكاست الخاصّ به Think Fast, Talk Smart، أمّا لمعرفة المزيد عن كيفيّة بدء المحادثة، راجع الفصل السّادس من كتابي Career Self-Care (New World Library، 2022).