كيف تبدأ مشروعك بميزانية منخفضة دون أن تخرج عنها في 7 خطوات؟
أفكارٌ وخطواتٌ واقعيّةٌ طبقها الكثيرون حول العالم لبدء مشروعاتٍ ناجحةٍ بميزانيةٍ منخفضةٍ
إطلاق مشروعٍ بميزانيةٍ منخفضةٍ من أكثر الأمور المرهقة لرجال الأعمال المبتدئين، فهناك عناصر كثيرةٌ يجب مراعاتها، ولا يعرف رجل الأعمال الشّاب عادةً من أين يبدأ أو أيّ العناصر التي يمكن تأجيلها أو حتّى إلغاؤها تماماً دون أن تؤثّر على مشروعه، بل هل يمكن بالفعل أن ينجحَ بميزانيّةٍ منخفضةٍ أم أنّ الأمر غير واقعيٍّ؟ لكن ومن خلال رصد طريقة تفكير رجال أعمالٍ ناجحين في مجموعةٍ متنوّعةٍ من المجالات، فإليكَ بعض الأفكار التي يمكن أن تفيدكَ في إطلاق مشروعكَ المقبل بميزانيّةٍ منخفضةٍ سواء كنت مبتدئاً أو لديكَ مشروعاتٌ سابقةٌ ترغب في دفعها للأمام.
هل يمكن واقعياً إطلاق مشروع ناجح بميزانية منخفضة؟
يمكن هذا بالطّبع وهناك مئات وآلاف الأمثلة على هذا حول العالم وفي المنطقة العربيّة، فيعتقدُ الكثيرون أنَّ إطلاقَ شركةٍ ناشئةٍ لا بدَّ أن يكونَ مكلفاً، ولكن في الواقعِ هناك الكثير من الطّرق لتحديد الإنفاق، حتّى تجني المزيد من الأرباح دون قروضٍ ودون تمويلٍ من شركاء، إذا كنتَ ترغبُ في الاحتفاظ بملكيّة شركتكَ بنسبة 100%، وفيما يأتي أهمُّ الأفكار الواقعيّة التي حقّقت نجاحاً ملحوظاً بالفعل، ويمكنكَ تجربتها سواء كلُّها أو بعضٌ منها:
اعتمد على خبرتك وما تتقنه بالفعل
قد يبدو الأمر بديهياً لا يحتاج إلى نصيحةٍ، ولكن بعض الأشخاص قد يذهب وراء التّرند أو وراء مجالٍ جديدٍ يخطف الأنظار له دون أن يكونَ لديه خبرةٌ أو معرفةٌ حقيقيةٌ به، فليس كلُّ من يؤسّس قناة فيديو ينجح، وليس كلّ من يُنشئ مطبخاً أو مستشفىً أو صفحةَ تصميمٍ ينجح، إلّا إذا كان لديه خبرةٌ ومهارةٌ حقيقيّةٌ في المجال الذي بدأه؛ لذا لا تنبهر باسم مجالٍ وتدخل فيه لمجرّد أنَّ غيركَ حقّق أرباحاً سريعةً به، وإذا أعجبكَ مجالٌ جديدٌ، حاول التّعرّف عليه جيّداً قبل الاستثمار فيه سواء بالقراءة أو الدّورات التّدريبيّة أو سؤال الخبراء، بحيث لا تبدأه إلّا ولديك فكرةٌ كبيرةٌ وواضحةٌ عنه مهما كان يبدو لك بسيطاً أو سهلاً.
احسب التكاليف الضرورية واستعن بالخبرات
فإذا كنتَ تحتاجُ إلى كمبيوترٍ محمولٍ مثلاً، فليس من الضّروريّ أن يكونَ جديداً، ويمكن أن تشتري شيئاً مستعملاً يؤدّي الغرض فقط، وحدّد أيضاً هل تحتاج إلى مساحةٍ مكتبيةٍ أم يمكنك العمل من المنزل، وهل تحتاج إلى خبراتٍ خارجيّةٍ مبكّراً أم يمكنكَ القيام بالمهمّة بنفسكَ فقط في البداية أو قد تستعين بمواقع العاملين المستقلّين، مثل: خمسات ومستقلّ وغيرها من مواقع أجنبيةٍ أيضاً، مثل: Fiverr وUpwork وWorksome، والتي توفّر خبراء في كلِّ المجالات تقريباً من كتابةٍ وتسويقٍ وتصميمٍ ومهمّاتٍ إداريّةٍ؛ بحيث لا تضطرّ للتّوظيف بدوامٍ كاملٍ ونفقاتٍ أكبر، وفي الوقت نفسه تأخذ نتيجةً جيدةً تفيد مشروعكَ.
ومهما كان لديكَ من رأس مالٍ، فلا تتنازل مطلقاً عن وضع ميزانيّةٍ متكاملةٍ ودقيقةٍ تجنّبك الأخطاء الماليّة المبكّرة ومساعدتك على اتّخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ على المدى الطّويل مع وضع خطّةٍ واضحةٍ للطّوارئ.
شاهد أيضاً: إطلاق صندوق استثمار Neom لدعم الشركات الناشئة
التعرّف على المنافسين لك في السوق
من الضّروريّ التّعرّف على المنافسين ومقدار ما يجنونه من أرباحٍ لتحديد ميزانيّةٍ صحيحةٍ، ثم حاول ألّا تبتعد كثيراً للغاية عمّا يقدمونه، فإذا وجدت قدراً من الإنفاق على خدمات ما بعد البيع، فلا بدَّ أن تتوقَّع لنفسكَ الإنفاق على شيءٍ مماثلٍ مع ابتكار أمرٍ مختلفٍ في الوقت ذاته بهذه الخدمة؛ ليميّزكَ ويجعلكَ تجذب عملاء جدداً، فلا تستنسخ الفكرة ولا تبالغ في الاختلاف في الوقت ذاتهِ.
استخدم مقياس الميزانية
على مدى سنواتٍ طويلةٍ من الخبرة في مجال ريادةِ الأعمالِ، حقّقَ استخدامُ مقياس الميزانيّةِ نجاحاً كبيراً، حيث يبقيك أكثر تركيزاً على هدفكَ دون نفقاتٍ مفاجئةٍ، مع تحديدٍ واضحٍ للأماكن التي يجب أن تخصّصَ أموالك فيها بناءً على مؤشّرات الأداء الرئيسيّة، مثل: الإيرادات، فتُفكِّر في الميزانيّة كمخطّطٍ دائريٍّ وتخصِّص 10% من الإيرادات مثلاً لأعمال الإيجار والمرافق، و30% مثلاً للرّواتب دون أن تنسى راتبكَ نفسه، و40% تكاليف متغيّرة وطوارئ، وهذا سيترك 20% للأرباح والتي يمكنكَ استثمارها من جديدٍ.
فعندما تستخدمُ مقياس الميزانيّة ستتحكّم أكثر بها، وستضغط نفقات القطّاع الذي يستهلكَ أكثر من حاجتكَ، سواء كان في المرافق أو الموظّفين أو البرامج وغيرها، وهناك الكثير من البرامج المجّانيّة لوضع ميزانيّة بدء التّشغيل، يمكنك الاستفادة منها والالتزام بها وفقاً للموارد المتوفّرة لديك.
الاستفادة الجيدة من التكنولوجيا وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي
البدء بصفحةٍ أو أكثر على مواقع التّواصل الاجتماعيِّ سوف يفيد في التّرويج لمشروعك مهما كانت طبيعته، كما سيجذب لك هدايا مجانيّةً وكوبونات خصمٍ من المورّدين الذين يراقبون الشّركات الجديدة ويرغبون في أن يكونوا عملاء على المدى الطّويل، فمواقع مثلُ: AppSumo وStackSocial تقدّم خصوماتٍ مدى الحياة على مجموعة برامج متنوعةٍ تستخدمها الشّركات الصّغيرة، كما أنَّ إعلانات جوجل وفيسبوك تقدّم باستمرارٍ كوبونات ورصيداً مجانيّاً يمكن أن تفيدَ عملكَ.
تبادل الخدمات مع شركات ناشئة أخرى
قد تكونُ مقايضة خبرتكَ مع خبرات أصحاب شركاتٍ صغيرةٍ أخرى وسيلةً رائعةً لتوسيع قدراتك بأقلّ قدرٍ من التّكلفة، فابحث عن شركات الخدمات الصّغيرة سواء في التّسويق أو الإعلان أو تكنولوجيا المعلومات أو الإدارة لمعرفة هل يمكن تحقيق تعاونٍ مشتركٍ بحيث تقدِّم لهم خدمةً مقابل خدمةٍ دون دفع أموالٍ.
احصل على قرض مشروع صغير
هي الخطوة الأخيرة التي لا نرشّحها إلّا إذا كان لديكَ خطة عملٍ محددة وواضحة تماماً، حتّى لا تُثقل كاهلكَ بديونٍ من بداية المشروع، ومن الأفضل أن تقومَ بأبحاثٍ شاملةٍ على مدى 6 أشهرٍ على الأقل قبل الحصول على قرضٍ مع تتبّعٍ كاملٍ للنّفقات وتسجيلها وإنشاء فواتيرَ واضحةٍ، ووضع خطةٍ للطّوارئ، فلكي تقنع المستثمرين بالاشتراك معك لا بدَّ أن تتوقّعَ متابعةً مستمرّةً منهم لسير العمل والنّتائج؛ لذا يجب أن تكونَ خطّتك واضحةً تماماً وعمليّةً وقابلةً للتّنفيذ مع التّركيز على ما سيستفيدُ المستثمرون منكَ في حالة التّعاون معكَ.
شاهد أيضاً: استلهام الإبداع: البحث عن إلهام خارج حدود صناعتك
إن إطلاق مشروعٍ صغيرٍ بميزانيةٍ منخفضةٍ ليس مستحيلاً، فقط ركّز على هدفٍ واضحٍ وتتبّع النّفقات، ولا تبالغ في التّوقعات مع إجراء بحوثٍ شاملةٍ ومتنوّعةٍ لعدّة أشهرٍ مهما كانت خبرتكَ ومعلوماتكَ.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.