كيف تبرر اقتناءك طائرة خاصة أو سائقاً خاصاً
إنها ليست التكلفة؛ بل تكلفة الفرصة الضائعة مما يضمن أفضل استثمار للوقت بالنسبة لرجال الأعمال ممن تساوي لحظاتهم الكثير
عندما أُجري محادثةً مع أحد روّاد الأعمالِ الذين يبيعون أعمالهم، فإنّ أوّل شيئين يرغب في إنفاق بعضٍ من أمواله الجديدة عليهما، هما نادي العطلات (وهو موضوعٌ سأكتب عنه بمزيدٍ من التّفصيل لاحقاً) أو خدمات الطّيران الخاصّة، بمعنى آخر، يريدون شراء طائرةٍ أو استئجار طائرةٍ خاصّةٍ.
يعتقد الكثيرون أنّه من المُستحيل تبرير تكلفةِ امتلاكِ طائرةٍ خاصّةٍ، وحتّى وارن بافيت المشهور باقتصاده بالإنفاق، والذي تمتلك شركتُه شركةَ نيت جيتس (NetJets)، أطلق على طائرته اسم "لا يمكن تبريرها". ولكنّني هنا لأُخبرك أنّه مخطئٌ، أعتقد أنّ هناك حجة اقتصادية قويّة تبرر امتلاك طائرةٍ خاصةٍ بدلاً من الطّيران التّجاري، وبالمثلِ، الدّفع لشخصٍ ما لينقلك إلى مكان ما. [1]
ضياع وقتك
كُلّنا نعرف مُعاناة السّفر على متنِ رحلةٍ تجاريّةٍ، فكّر في الوقت الإضافيّ الذي تُضيّعه عندما تذهب إلى المطار باكراً، وربما ركن سيارتك، والوقوف في صفّ المعاينةِ الأمنيّة مع الجميعِ، ثمّ هناك الوقت الذي تُضيّعه، وأنت تنتظر قبل الصّعود إلى الطّائرة، حتّى عندما تصعد على متن الطّائرة، تضيع وقتاً إضافياً تستمع فيه إلى إعلاناتِ السّلامة، ومن ثمّ الوقت الذي تنتظر فيه الطّائرة دورها في الإقلاع. وفي هذه المرحلة، أنت تُصلّي فقط كي لا تظلّ عالقاً هناك لأيّ وقتٍ قبل إقلاع الرّحلة.
ثم أضف المزيد من الوقت بعد هبوط الطّائرة ريثما ينزل الجميع منها، وتُسرع في المطار لقضاء المزيد من الوقت في استئجار سيارةٍ أو طلب سيارةِ أجرة للوصولِ إلى المكان الذي تتّجه إليه -كما نأمل- في الوقتِ المحدّدِ، إذا لم تتأخّر رحلتك. وعندما تضيف كلّ هذا الوقتِ، فإنّك على الأرجح تهدرُ 3 ساعاتٍ وسطيّاً، يُمكنك تخصيصها لفعل شيءٍ مثمرٍ. بالتّأكيد، يمكنك إرسال بعض الرّسائل عبرَ البريدِ الإلكترونيّ أو المُخاطرة بإجراء مكالمةٍ أو اثنتين في المحطّةِ. لكن هل تعمل بأقصى طاقتك في تلك البيئة؟
اسمح لي أن أريك طريقةً أُخرى.
طريقة أفضل للطيران
إذا لم يسبق لك السّفر عبر الطّيران الخاصّ، دعني أُخبرك هذا: إنّه اكتشافٌ مهمٌّ. أوّلاً، تتصل مسبقًا قبل 24 ساعة فتصبح الطّائرة في انتظارك عند الحاجة. تقع معظم مرافقِ الطّيران الخاصّ في المطارات الرّئيسية أو بالقرب منها، لذا يمكنك القيادة قبل 10 إلى 15 دقيقة من رحلتك المقرّرة. وبمجرّد ركنِ سيّارتك ودخول المبنى، سيقدّم لك شخصٌ ما المرطّبات ويُرافقك إلى المدرّج والطّائرة المنتظرة.
وفي غضونِ دقائقٍ قليلةٍ، ستتحرّك الطّائرة وتتّجه إلى وجهتك. وعلى متن الطائرة، يمكنك تناول أي طعامٍ أو شرابٍ تريده، ويمكنك أيضاً إجراء مكالماتٍ هاتفيّةٍ أو إرسال رسائل بريدٍ إلكترونيٍّ في وقت فراغك. وعندما تهبط، تكون سيّارتك في انتظارك، وفي غضون 10 دقائق تُصبح في طريقك إلى وجهتك، وأنت تشعر بالنّظافة والانتعاش.
ما قيمة هذا الشعور بالنسبة لك؟
حاولت والدتي مؤخّراً السّفر خارج منطقةِ نيويورك لقضاءِ إجازةٍ، أُلغيت الرّحلة بعد أن أمضتْ والدتي 10 ساعاتٍ في المطارِ، بما في ذلك 4 ساعاتٍ جالسةً على متنِ الطّائرةِ. إذ أجبر الطّقس إدارةَ الطّيران الفيدراليّة (FAA) على تأخيرِ آلاف المسافرين في ذلك اليوم. قارن ذلك برحلة الرّئيس التّنفيذيّ لشركةِ الطّيران التي اختارتها في نفس اليوم، فهو صعدَ على متن طائرةٍ خاصّةٍ من مطارٍ يبعد 10 أميال عن مطارها، وسافر بشكلٍ مريحٍ إلى وجهته دون تأخيرٍ، وقد اعتذر في وقتٍ لاحقٍ عن تأخّر رحلتها، ولكن الفرق شاسعٌ بين الحالتين.
استثمار الوقت
عند المقارنة بين الحالتين، فإنّ أي شخصٍ عاقلٍ سيختارُ الطّيران الخاصَّ بدلاً من التٌجاري، ولكن فرقُ التّكلفةِ يعيقه. إذ تتراوح تكاليف الطّيران الخاصّ من 3000 دولار إلى 9000 دولار للسّاعة الواحدةِ أو أكثر، إنّه مبلغ يتجاوزُ بكثيرٍ مبلغ 1000 إلى 1500 دولار الذي تنفقه على تذكرة الدّرجة الأولى على متن رحلةٍ تجاريّةٍ، ولهذا السّبب قد يكون من الصّعب جدّاً على النّاس تبريره. ولكنّني أتحدّاك للتّفكير بشكلٍ مختلفٍ بهذه المعادلةِ. بدلاً من التّركيز فقط على السّعر، فكّر في تكلفةِ الفُرصة التّي أهدرتها.
لنفترض أنّ المدير التّنفيذيّ العاديٌ يُسافر مرتين في الشّهر، وهذا يعني أنّه يهدرُ حوالي 6 ساعاتٍ من دون طيرانٍ كلّ شهرٍ على متن الرّحلات الجويّة التّجاريّة. وإذا قمنا بعمليةٍ حسابيّةٍ وقلنا أنّ رحلةٍ الطّيران الخاصّة تُكلّف 8000 دولار، فإنّ السّاعات الثّلاث من الوقت الضّائعِ ستساوي 2600 دولار في السّاعة. يبدو المبلغُ كبيراً، وهذا أكثر مما يتقاضاه المحامون المتميزون. وقد يقول البعض أنّهم وفّروا 7000 دولار عن طريق الطّيران التّجاري.
لكن فكّر في الأمرِ بشكلٍ مختلفٍ. هل يُمكنك توليدُ أفكارٍ جديدةٍ بقيمة 2600 دولار للمساعدة في تنميةِ أعمالك في الوقت الذي تهدره بالطّيران التّجاري؟ أعتقدُ أنّ الإجابة هي نعم بالنسبة لأيّ قائدٍ كفء في مؤسّسةٍ متوسّطةِ الحجمِ أو مؤسسةٍ أكبر. كذلك ماذا لو أحضرت معك زملاءكَ أو أعضاءَ فريقِك على متن الطّائرة؟ على سبيل المثال، اشتهر جاك ويلش بطلبه من مرؤوسيه الانضمام إليه في رحلاته، لأنّه حوّل وقت الرّحلة إلى اجتماعٍ مُثمرٍ للغايةِ. ومن المُضحك أنّه كلّف قائدَ وحدةِ الأعمالِ بدفعِ ثمنَ الرّحلة، وهي قصّةٌ أخرى.
وعندما تفكّر في تكلفةِ الفُرصةِ التّي أهدرتها مقابل كلّ هذا الوقتِ الضّائع الذي قضيته في التّنقل، فإنّ الطّيران الخاصّ يبدو وكأنّه استثمارٌ حكيمٌ، وليس تكلفةً تافهةً.
حقق أقصى استفادة من تنقلاتك
إذا لم أتمكّن من إقناعكِ بأنّ الطّيران الخاصّ هو استثمارٌ جيدٌ، فيمكنك أن تبدأ بخطواتٍ صغيرةٍ، لتفكّر في تعيينِ سائقٍ خاصٍ. على الرّغم من أنّ الأمرَ قد يبدو وكأنّه رفاهيةٌ باهظةٌ، إلّا أنّه قد يكون واحداً من أذكى الاستثماراتِ التي يُمكنك القيامَ بها كقائدِ أعمالٍ.
على سبيل المثال، يعيش أحد عملائنا على بعدِ حوالي 45 دقيقةً من مكتبه. ولكن بدلاً من أن يقود سيّارته بنفسه في رحلةِ ذهابٍ وإيابٍ مدّتها ساعةٌ ونصف كل يوم، قام بتعيين سائقٍ خاصٍّ. والأفضل من ذلك أنّه يمتلك باصاً من نوع سبرينتر بتجهيزاتٍ خاصّةٍ ومزوداً بمقاعد مريحةٍ، ومرحاضٍ، وأحدث تقنيات الاتّصالاتِ. وأثناء التّنقل، يحافظ على إنتاجيّته في كلّ دقيقةٍ، حيث يجري مكالمات فيديو مع فريقه، أو تحديثِ جداول البياناتِ، أو إجراء المكالمات.
ولتوضيحِ بعض الأرقام، فإنّ مدّة التّنقل التي تستغرق ساعةً ونصفَ على مدار 50 أسبوعاً تصل إلى 375 ساعة سنويّاً. ولنفترض أنّ السّائق الخاصّ يُكلّف حوالي 100,000 دولار سنويّاً، وأنّ تكلفة استهلاك الشّاحنة تبلغ 50,000 دولار سنويّاً. ومن وجهةِ نظر عمليّةٍ، يُمكنه بسهولةٍ تغطيةَ التّكلفةِ البالغةِ 150 ألف دولار من خلال 375 ساعةً إضافيّةً من العمل الجادِّ، الذي يجني ثماره لأنّه لا يقود بنفسه. فإذا كان وقته يساوي أكثر من 400 دولار في السّاعة، فهي صفقةٌ رائعةٌ.
لا تضيع وقتك
الاستثمارُ في الكمالياتِ، مثل الطّيران الخاصّ والسّائقين الخاصّين أمرٌ منطقيٌّ للغايةِ عندما تبدأ في تقديرِ وقتك بشكلٍ مختلفٍ. ففي النّهاية، الوقتُ هو أندرُ المواردِ. ولهذا السّبب، من المفيد التّفكير فيما هو أبعد من تكلفةِ هذه الخدمات، والنّظر في تكلفةِ الفرصةِ التي ضاعت في إهدارِ وقتِكَ.
بقلم جيم شليكسر، الرئيس التنفيذي، مشروع سي إي أو @The_CEO_Project