الرئيسية التنمية كيف تبني علامة تجارية مميزة للشركات الصغيرة؟

كيف تبني علامة تجارية مميزة للشركات الصغيرة؟

خطواتٌ فعّالةٌ لبناء هويّةٍ تجاريّةٍ استثنائيّةٍ تُحقّق النّجاح والتّميّز في الأسواق التّنافسيّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يعدُّ بناء علامة تجارية قويّةٍ للشّركات الصّغيرة من أهمّ عوامل النّجاح والاستمراريّة في الأسواق التّنافسيّة، إذ يؤكّد الخبير ستيف شتراوس، الكاتب المعروف ومؤلّف العديد من الكتب ذات المبيعات الكبيرة، أنَّ العلامة التجارية ليست مجرّد وسيلةٍ للتّعريف بالشّركة، بل هي القوّة الدّافعة الّتي تضمن نموَّها واستمراريّتها. وفي هذا المقال، نستعرض كيفيّة بناء علامة تجارية استثنائية للشّركات الصّغيرة؛ مستلهمين من أمثلةٍ ناجحةٍ وملهمةٍ.

فرقة KISS: درسٌ في بناء العلامة التجارية

لعلَّ البعض يرون فرقة الرّوك KISS كمجرّد فرقةٍ موسيقيّةٍ صاخبةٍ ذات مظهرٍ مبالغٍ فيه، لكن لا يمكن إنكار أنَّ هذه الفرقة أتقنت فنَّ التّسويق وبناء علامةٍ تجاريّةٍ متميزةٍ، فالشّعار والمظهر الفريد للفرقة أصبحا جزءاً من هويّتها، حيثُ تمكَّنت من بيع أكثر من 100 مليون أسطوانةٍ، وكان هذا النّجاح نتيجةً لجهودٍ كبيرةٍ في ترسيخ صورةٍ معيّنةٍ في أذهان النّاس.

يعترف جين سيمونز، المغنّي الرّئيسيّ للفرقة، بأنَّ النّجاح في مجال الموسيقى ليس كافياً لضمان الدّيمومة، بل هو بناء علامةٍ تجاريّةٍ متينةٍ، وينطبق هذا الدّرس على الشّركات الصّغيرة، فالتّركيز على تسويق العلامة التجارية بشكلٍ مميّزٍ هو ما يضمن لها الاستمراريّة وتحقيق الأرباح.

بالإضافة إلى ذلك، حين نذكر شركاتٍ مثل "مرسيدس بنز" (Mercedes-Benz) أو "ستاربكس" (Starbucks)، فإنّنا نتذكّر فوراً الجودة والتّميّز، إذ لم تكتفِ هذه الشّركات ببيع منتجاتٍ أو تقديم خدماتٍ، بل عملت على ترسيخ صورةٍ قويّةٍ في أذهان النّاس، ففي حين يربط المستهلكون "ول مارت" (Walmart) بالأسعار المنخفضة، ترتبط مرسيدس بالجودة العاليّة؛ لقد استثمرت هذه الشّركات الكثير من الوقت والموارد لإنشاء هويّةٍ مؤسسيّةٍ متفرّدةٍ.

وفي هذا السّياق، صرّح هوارد شولتز، الرّئيس التّنفيذيّ السّابق لشركة ستاربكس، بأنَّ العلامة التجارية يجب أن تعكس شيئاً يدافع عنه العملاء، ممّا يعني أنَّ الشّركة بحاجةٍ إلى أن يكون لها قيمٌ واضحةٌ يشعر العملاء بأنّهم يتبنّونها. لذا، يجب على الشّركات الصّغيرة أن تسأل نفسها: ما هي القيم الّتي تُعبّر عنها علامتها التجارية، وما الّذي يميّزها عن غيرها؟

ما أهمية العلامة التجارية للشركات الصغيرة؟

إذا كانت العلامة التجارية مهمةً للشّركات الكُبرى، فهي أكثر أهميّةً للشّركات الصّغيرة، والسّبب في ذلك هو أنَّ السّوق يعجّ بالمنافسين، ممّا يجعل من الضّروريّ أن تبرز الشّركة بعلامةٍ تجاريّةٍ فريدةٍ لا تُنسى، فهي لا تساعد فقط على التّميّز عن الآخرين، بل تسهم أيضاً في بناء الثّقة مع العملاء، وتجعلهم أكثر استعداداً لدفع المزيد مقابل منتجٍ يحمل هذه العلامة الّتي يعرفونها ويثقون بها. على سبيل المثال، عندما يقف المستهلك أمام رفوف المتاجر، ويجد منتجاً غير معروفٍ بجوار علامة تجارية، مثل "تشيريوس" (Cheerios)، فإنّه غالباً ما يختار المنتج المعروف، فيُظهر هذا مدى قوّة وتأثير العلامة التجارية في قرارات الشراء.

السؤال الجوهري: كيف نبني علامة تجارية استثنائية؟

لتحقيق النّجاح في بناء علامة تجارية قويّة للشّركات الصّغيرة، يجب اتّباع عدّة خطواتٍ:

  • اختر اسماً مميّزاً لعملك: قد لا تمتلك الشّركات الصّغيرة الميزانيّة الضّخمة الّتي تمتلكها الشّركات الكُبرى لتسويق منتجاتها، لكن يمكنها البدء في اختيار اسم عملٍ لافتٍ يظلُّ في ذاكرة العملاء، فالاسم هو أوّل ما يسمعه النّاس عنك، لذا يجب أن يكون مرتبطاً بقيم عملك وعلامتك التّجاريّة.
  • استخدم شعاراً قويّاً: الشّعار هو أداةٌ قويّةٌ لإيصال رسالة شركتكَ، فالشّعارات المشهورة مثل "افعلها" لشركة "نايكي" (Nike) أو "أنا أحبه" لشركة "ماكدونالدز" (McDonald’s)، تُظهر مدى تأثير الشّعار المتكرّر في ذاكرة العملاء.
  • الاتّساق والتّماسك: يجب أن يكون هناك تناسقٌ بين جميع عناصر العلامة التجارية، بدءاً من اسم العمل إلى الألوان المستخدمة في شعارات الشركة ومنصات التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال، إذا كان لديك مطعمُ تاكو يعتمدُ على أجواء الشّاطئ، فيجب أن يتناغم الدّيكور، والموقع الإلكترونيّ، وحتّى أسماء الأطباق مع هذا الجوّ، حيث يسهّل التّناسق على العملاء التّعرّف على العلامة التجارية وتذكّرها.
  • التّمسك بالتّكرار: كما أنَّ التّكرار يعزّز الشّعار، فإنّه يساعد أيضاً على ترسيخ العلامة التجارية في أذهان العملاء، فكلّما تمّ تكرار اسم الشّركة أو شعارها أو رسالتها في الإعلانات والتّسويق، زادت فرص تذكّر العملاء لها.

تجنّب فقدان الهوية

إنَّ الفشل في بناء علامة تجارية مميّزةٍ قد يؤدّي إلى فقدان العملاء والأرباح، فالشّركات الّتي لا تتمتّع بهويّةٍ قويّةٍ تجد صعوبةً في جذب العملاء والاحتفاظ بهم، كما أنَّ العلامة التجارية هي الّتي تجعل العملاء يعودون مرّةً أخرى، هي الّتي تخلق الارتباط العاطفيَّ بين المستهلك والشّركة.

في النّهاية، العلامة التجارية ليست مجرّد شعارٍ أو اسمٍ، بل هي جوهر الشّركة وهويتها، إذ إنَّ الشّركات الّتي تفشل في إدراك هذه الحقيقة غالباً ما تخسر في سوقٍ يتطلّب التّميّز والاستمراريّة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: