كيف تتجنب الندم؟ بجملة واحدة يعطيك رئيس غوغل التنفيذي خلاصة خبرته
إنّها جملة ينبغي أن يتعلمها كل قائد عمل من ساندر بيتشاي Sundar Pichai
بقلم ميندا زيتلن Minda Zetlin، مؤلفة كتاب "الرعاية الذاتية المهنية: اعثر على سعادتك ونجاحك ورضاك في العمل"
يتحتّم عليك كقائدٍ اتّخاذ قراراتٍ صعبةٍ، فكيف تمنع النّدم واللوم الذّاتيّ من التّأثير عليك عندما لا تكون نتيجة هذه القرارات كما أملت؟ فكّر بهذا البيان البسيط من الرّئيس التّنفيذيّ لشركة غوغل، ساندر بيتشاي: "يُمكنك العودة وإعادة النّظر في كلّ شيءٍ تقريباً". بمعنىً آخر، الإدراك المتأخّر في غاية الوضوح دوماً، وسيقودك دائماً إلى التّشكيك في نفسك إذا سمحت بذلكَ. [1]
من بعض النّواحي، لدى بيتشاي الكثير ليندمَ عليه في هذه الأيام. تواجه شركته دعوى قضائيةً رئيسيّةً من وزارة العدل بسبب الممارسات المنافية للمنافسة التي زعمت الحكومة أنّها ساعدت في تأمين الهيمنة المطلقة لغوغل في مجال البحث. وعلى الرّغم من خبرة غوغل العميقة في الذّكاء الاصطناعي، تمّ تحجيمها من قبل الشّركة النّاشئة Open.ai، صانعة تطبيق ChatGPT . وليس ذلك فحسب، بل تعاونت Open.ai مع الخصم اللّدود لغوغل وهو مايكروسوفت. وعلى الرّغم من أنّ غوغل توظّف بعض أفضل مواهب الذّكاء الاصطناعي في العالم، إلّا أن Open.ai استحوذت على الأضواء وقسماً كبيراً من حصّة السّوق في نوفمبر الماضي عندما أتاحت تطبيق ChatGPT لكلِّ من يمتلك متصفّحاً.
في ذلك الوقت، ووفقاً للتّقارير، ردّت قيادة غوغل بـ "الكود الأحمر"، الذي يعني تهديداً وجودياً. ولكن عندما سأل ستيفن ليفي Steven Levy، المحرّر الحرّ في مجلّة Wired في مقابلةٍ حديثةٍ عمّا إذا كان ينبغي لغوغل، في نظرةٍ تأمليةٍ للماضي، إصدارُ تطبيق الذّكاء الاصطناعي الخاصّ بها أولاً، كان جواب بتيشاي درساً في الذكاء العاطفي، وتجنّب النّدم، والنّظر إلى الصّورة الكبيرة. "يُمكنك العودة وإعادة النّظر في كلّ شيءٍ تقريباً"، هكذا بدأ جوابه، وكانت بقيّة إجابته جديرةً بالقراءة أيضاً.
"يُمكنك العودة والنّظر مجدّداً إلى كلّ شيءٍ تقريباً. ليس من الواضح تماماً بالنّسبة لي أنّه كان من الممكن أن ينجحَ أيضاً لو كنّا أصدرناه. الحقيقة هي أنّنا كان يمكننا القيام بأكثر من ذلك بعد أن رأى النّاس كيف يعمل. وهذا في الحقيقة لن يكونَ مهمّاً خلال الخمس إلى عشر سنواتٍ القادمة. ما يهمّ حقّاً هو أن ننظر إلى الإشارةِ ونفصلها عن اللّغط والضّجّة. الإشارة هي أنّ الذّكاء الاصطناعي هو تحوّلٌ عميقٌ في مجال المنصّات، وأنّه يصل إلى مرحلةٍ يُمكنك فيها نشرهُ بشكلٍ أعمق."
وتجد في هذا الجواب ثلاث أفكارٍ حكيمةٍ، يجب على القادة الأذكياء النّظر فيها كلّها.
شاهد أيضاً: هل تخشى على نظام .A.I لديك من المخاطر؟ تقدم لك غوغل 6 خطوات لتخفيفها
1. يمكنك العودة والنظر مجدداً إلى كل شيء
عند النّظر إلى الوراء بعد اتّخاذ القرار، قد يكون بإمكان معظم القرارات التي اتّخذتها في السّابق أن تكونَ أفضل بقليلٍ في أحسن الحالات. من السّهل أن نبدأ في التّساؤل، "ماذا لو كنت قد فعلت هذا بدلاً من ذلك؟" ولكن معظم تلك القرارات كانت أفضل ما يُمكنك فعله في ذلك الوقت، بناءً على المعلومات التي كنت تمتلكها. لذلك، مساءلةُ نفسكَ "ماذا لو؟" عادةً تكون بلا جدوى. وكما يشير بيتشاي، لو كنت قد اتّخذت قراراً مختلفاً، فلربّما يكون قد سار بشكلٍ أسوأ بدلاً من أفضل.
شاهد أيضاً: الدمج الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي في عملك: ما الذي ينبغي أن تستخدمَه؟
2. لن يكون ذلك مهماً حقاً خلال الخمس إلى عشر سنوات القادمة
من الممكن بالتّأكيد أن تشعر بآثار بعض القرارات التي تتّخذها اليوم بعد عقدٍ من الزّمن أو أكثر. ولكن مثل تلك القرارات هي الاستثناء، وليست القاعدة. لهذا عندما تسأل نفسك عن مدى أهميّة الأمر لخمسِ سنواتٍ في المستقبل، فإنّك تمنحُ نفسكَ طريقةً قويّةً لكسب الرّؤية.
ومن الممكن أن يكون بيتشاي على حقٍّ في أنّه بعد عقدٍ من الزّمن، أو ربّما حتّى خلال خمسِ سنواتٍ، لن يهتمّ أحدٌ بأن Open.ai قد أطلقت نموذجاً لغويّاً كبيراً في سوق المستهلك قبل أن تفعل غوغل ذلك؛ تماماً كما لا يهتمّون بأنّ Blackberry كانت أوّل هاتفٍ ذكيّ ناجحٍ تجاريّاً. بحلول ذلك الوقت، سيكون الذّكاء الاصطناعي قد اكتسب قدراتٍ لا يُمكن لمعظمنا تصوّرها اليوم.
شاهد أيضاً: كيف تطلق العنان لإمكانيات عملك بالذكاء الاصطناعي
3. انظر إلى الإشارة وافصلها عن الضجة التي تصاحبها
هذا أحد أصعب الأشياء التي يجب عليك القيام بها كقائدٍ. وهو أمرٌ مزدوج الصّعوبة عندما تجتذب تكنولوجيا جديدةً اهتماماً كبيراً، وتكهّناتٍ، وضجةً إعلاميّةً مثلما يحدث مع الذّكاء الاصطناعي في الوقت الحالي. بيتشاي على حقٍّ. هناك الكثير من الضّجة ولكن الإشارة هي أنّه مع الوقت، من المحتمل أن يؤثّر الذّكاء الاصطناعي في معظم ما نقوم به.
ومع ذلك، لن يحدثَ هذا غداً. في الوقت الحالي، سيتمّ اكتشاف استخداماتٍ جديدةٍ للذّكاء الاصطناعي، ستظهر شركاتٌ جديدةٌ مختصّةٌ في مجال الذّكاء الاصطناعي، وقد تستخدم الشّركات الكبيرة في المجال مثل غوغل ومايكروسوفت إمكاناتها الماليّة الكبيرة وخبرتها الدّاخلية، لترسيخ مواقعها كقادةٍ في مجال الذّكاء الاصطناعي أو ربّما لا. ومن الواضح أنّه لا يزال الوقت مبكّراً جدّاً للتحدّث في الأمر.
هناك جمهورٌ متزايدٌ من قراء Inc.com الذين يتلقّون مني رسالةً نصيّةً يوميةً تحتوي على تحدٍّ أو نصيحةٍ مصغّرةٍ للرّعاية الذّاتية أو التّحفيز. وغالباً ما يرسلون لي رسائل نصيّةٍ ردّاً على ذلك، ونجد أنفسنا في محادثةٍ. (هل ترغب في معرفة المزيد؟ إليك بعض المعلومات حول الرّسائل النّصية information about the texts ودعوةٌ خاصّةٌ للحصول على فترةٍ تجريبيةٍ مجانيةٍ موسّعةٍ special invitation to an extended free trial). العديد منهم روّاد أعمالٍ أو قادةٌ في مجال الأعمال، وهم يعلمون مدى أهميّة سماع الإشارة وسط الضّجة، والتّركيز على ما هو مهمٌّ حقّاً، وتجنّب الاستسلام للنّدم إذا لم ينجح القرار الذي اتّخذوه كما خطّطوا له.