محرج لكن ضروري: كيف تخبر زميلك أن رائحته لا تُحتمل؟
من موظّفٍ يرفض تسجيل ساعاته، إلى دعواتٍ مبنيّةٍ على النّوع، أليسون جرين تحلّ أربع معضلاتٍ شائكةٍ بواقعيّةٍ وحكمةٍ مهنيّةٍ

تجيب أليسون جرين -من خلال موقع Inc.com- على أسئلة القرّاء المتعلّقة بالعمل والإدارة؛ بدءاً من كيفيّة التّعامل مع مديرٍ مفرطٍ في التّدخّل، وصلولاً إلى كيفيّة التّحدّث إلى زميلٍ يعاني من مشكلة رائحةٍ كريهةٍ. وفيما يلي أربع استشاراتٍ قدّمها القرّاء، وأجوبتها المفصّلة عليها:
1. موظف يرفض تسجيل ساعات عمله في الوقت المحدد
في شركتي الصّغيرة، يعمل الموظّفون بعددٍ قليلٍ من السّاعات المحدّدة أسبوعيّاً، لكن بإمكانهم تحديد جداولهم حسب رغبتهم، سواء كانت ممتلئةً أو مرنةً، من خلال جدولة جلساتٍ مباشرةٍ مع العملاء الّذين يتعاملون معهم. إذ نوفّر لهم تقويماً إلكترونيّاً لتسجيل ساعات عملهم، ونعدّ كشف الرّواتب مرّتين في الشّهر استناداً إلى تلك البيانات. وهذه الجداول هي الوسيلة الواحدة الّتي نعرف بها أوقات العمل؛ لأنّها تختلف بشكلٍ كبيرٍ من أسبوعٍ لآخرٍ.
المشكلة أنّ أحد الموظّفين الجدد لا يلتزم على الإطلاق بتحديث تقويمه في الوقت المحدّد. رغم مرور عدة أشهرٍ على توظيفه، لم أتمكّن من إدراج ساعات عمله ضمن كشوف باقي الموظّفين إلّا مرةً واحدةً فقط. وفي بقيّة الأوقات، يتجاهل تماماً تسجيل أيّ شيءٍ في تقويمه، بل ويتجاهل رسائلي الإلكترونيّة أيضاً لمدّةٍ تصل إلى شهرٍ ونصفٍ، ثمّ فجأةً يملأ جميع السّاعات بأثرٍ رجعيٍّ، ويتوقّع أن يدفع له مقابل كامل تلك الفترة.
ليس غريباً هذا الوضع فحسب، بل يخلق لي أزمةً حقيقيّةً، إذ أضطرّ لإجراء تشغيلٍ خاصٍّ لكشوف الرّواتب لهذا الموظّف وحده، في حين أنّ نظامنا معقّدٌ، ويستغرق وقتاً طويلاً، وهو ليس من ضمن مهامّي الأساسيّة. لقد وصلت إلى حافّة الانهيار؛ فهل لديك أيّ اقتراحاتٍ لحلّ هذا الأمر؟
ردّ أليسون جرين
أوّلاً، من المهمّ معرفة أنّ القوانين غالباً ما تفرض مهلةً زمنيّةً محدّدةً لدفع أجر الموظّفين مقابل العمل المنجز، وتبقى هذه القوانين ساريةً حتّى إن لم يقدّم الموظّف جداول ساعاته. وبحسب القانون الفيدراليّ، فإنّ مسؤوليّة تسجيل ساعات العمل تقع على عاتق صاحب العمل؛ حتّى لو تمّ الاعتماد على الموظّفين لملء الجداول، فإنّ صاحب العمل يظلّ ملزماً بدفع الأجر عن كلّ ساعةٍ تمّ العمل فيها، سواءً تمّ تسجيلها أم لا.
عادةً ما يتعامل أصحاب العمل مع هذه المشكلة بجعل تقديم الجداول في الوقت المحدّد جزءاً من واجبات الوظيفة، ومن ثمّ فرض إجراءاتٍ تأديبيّةٍ على الّذين لا يلتزمون، وإلّا سيكون هناك خطرٌ قانونيٌّ حقيقيٌّ على الشّركة. لذلك، الخطوة التّالية لديك هي اعتبار تسجيل السّاعات في الوقت المحدّد شرطاً أساسيّاً من شروط الوظيفة، وفرض عواقب على الإخلال به.
2. أنا في مناسبة مهنيّة… فقط لأنّني امرأة!
تقترب مناسبةٌ مهنيّةٌ تنظّمها الشّركة سنويّاً، وأشعر مسبقاً بالانزعاج من قدومها. أنا لا أعمل في مجال الدّعم الإداريّ، بل أعمل في قطّاع البناء. في شركتي، لا تتجاوز نسبة النّساء 20% من طاقم المكتب، ومعظمهنّ يشغلن وظائف في الدّعم الإداريّ، باستثناء 4 نساءٍ، وأنا إحداهنّ.
في كلّ عامٍ، تحتفل الشّركة بهذه المناسبة من خلال غداءٍ مدفوعٍ وتوزيع هدايا رمزيّةٍ، ويتمّ توجيه الدّعوة إلى جميع النّساء في المكتب للمشاركة. وعندما دُعيت في المرّة الأولى، قيل لي: "نعلم أنّك لست من فريق الدّعم الإداريّ، لكنّنا لم نرغب أن تشعري بأنّك مستبعدةٌ، بما أنّ أغلب النّساء سيحضرن".
لكن بدلاً من أن أشعر بالتّقدير، شعرت بالإهانة. لديّ شهادةٌ تخصّصيّةٌ وخبرةٌ تتجاوز 20 عاماً، وأنا فخورةٌ بإنجازاتي، ومع ذٰلك فإنّ دعوتي لمجرّد أنّني امرأةٌ توحي بأنّهم يقلّلون من قيمتي المهنيّة. وعادةً ما أعتذر عن الحضور بلطفٍ، متذرّعةً بأنّ لديّ موعد غداءٍ آخر، لكن في داخلي أتساءل: هل أبالغ في ردّة فعلي؟ أعلم أنّهم يحاولون القيام بلفتةٍ لطيفةٍ، لكن ما أشعر به هو نوعٌ من التّميّيز المبطّن.
ردّ أليسون جرين
لا، لستِ حسّاسةً بشكلٍ مبالغٍ فيه، وهذا التّصرّف ليس لطيفاً كما يظنّون، بغضّ النّظر عن نواياهم. ما يحدث في مكتبك هو تصرّفٌ قائمٌ على التّمييز الجنسيّ. من غير المعقول دعوتك لاحتفالٍ مخصّصٍ لمهنةٍ لا تنتمين إليها، فقط لأنّك تتشاركين في الجنس مع معظم الحاضرات. لذلك، عندما تتلقّين الدّعوة هذا العام، تحدّثي بصراحةٍ! يمكنك أن تقولي: "أعلم أنّ نيّتكم طيّبةٌ، لكنّي لا أظنّ أنّه من الصّواب دعوة أشخاصٍ بناءً على جنسهم، خاصّةً مع الخلفيّة التّاريخيّة الطّويلة الّتي تفترض أنّ النّساء يعملن فقط كدعمٍ إداريٍّ".
كما يمكنك أن تقولي: "ليس من العدل أن يدرج شخصٌ لا ينتمي إلى مجال الدّعم الإداريّ ضمن مناسبةٍ مخصّصةٍ لهم؛ فهذا يُفقد التّكريم معناه الحقيقيّ". وبصراحةٍ، ربما حان الوقت لإلغاء هذا اليوم تماماً؛ لا يحتاج المحترفون الإداريّون إلى الزّهور والغداء ليومٍ واحدٍ، بل إلى رواتب أفضل وتقديرٍ حقيقيٍّ ومستمرٍّ طوال العام.
3. لا يطلب مسؤول التوظيف رأيي كمرجع إلا إذا كان المرشح متميزاً!
وافقتُ على أن أكون مرجعاً لموظّفٍ سابقٍ عمل تحت إشرافي، وهو شخصٌ ممتازٌ، وأحاول دائماً توظيفه من جديدٍ. لكن تلقّيتُ رسالةً إلكترونيّةً غريبةً من مسؤول التّوظيف في الشّركة الّتي يقدّم لها، وجاء فيها: "يتقدّم جاميسون لوظيفة ABC في شركة XYZ، وقد أدرج بريدك الإلكترونيّ كمرجعٍ. نعلم أنّك قد لا تملك الوقت لإجراء مكالمةٍ؛ لذلك يرجى تجاهل هذه الرّسالة ما لم يكن أداؤه استثنائيّاً. أمّا إذا كان كذلك، فالرّجاء الرّدّ مع توضيح السّبب".
لم أتلقّ رسالةً مثل هذه من قبل، ويبدو لي الأمر مريباً. هل أصبح هذا الأسلوب (عدم الرّدّ إلّا إذا كان المرشّح ممتازاً) اتّجاهاً جديداً؟ أليس من المفترض أن يرغب مسؤول التّوظيف في معرفة جميع الآراء، بما في ذلك "جيّدة ولست مثاليّةً؟ أشعر كأنّ هذا الأسلوب كسولٌ، يجعلني أبذل جهداً أكبر، ويوفّر على مسؤول التّوظيف عناء العمل.
سأرسل تزكيةً قويّةً لجاميسون، لكنّي أتساءل إن كان يجب عليّ أيضاً تنبيهه إلى غرابة هذه الرّسالة؛ فقد مرّ بتجارب سيّئةٍ مع مدراء غير أكفاء خلال السّنين الماضية، ويبحث فعلاً عن مديرٍ جيّدٍ.
ردّ أليسون جرين
لا أظنّ أنّ هذا يعدّ إشارةً حمراء كبيرةً، ولكنّه بالتّأكيد ليس أسلوباً جيّداً لتحقيق المراجع. لا ينبغي أن تكون عمليّة المراجعة "نعم أو لا" فقط. قد لا تكون التّوصية الممتازة لموقعٍ معيّنٍ مناسبةً تماماً لوظيفةٍ مختلفةٍ. يبحث مسؤولو التّوظيف المؤهّلون عن الفروق الدّقيقة في التّقييمات. بالإضافة إلى ذلك، ماذا لو لم تردّ؛ لأنّك كنت في إجازةٍ أو لم تلحظ الرّسالة؟ هل سيفترضون أنّ المرشّح غير مناسبٍ؟ هذا تقييمٌ غير دقيقٍ.
والأهمّ من ذلك، أنّهم قد يفوّتون معلوماتٍ سلبيّةً ضروريّةً. مثلاً، إذا لم تردّ؛ لأنّ الموظّف ارتكب مخالفةً كبيرةً، فهم لن يعرفوا ذلك أبداً، وخاصّةً إذا كانت باقي المراجع تمنحه تقييماً إيجابيّاً. يبدو أنّ هدفهم هو توفير الوقت (لا تحتاج للرّدّ ما لم تكن متحمّساً جدّاً)، لكنّه اختصارٌ مخلٌّ يفقد عمليّة التّحقيق من مضمونها.
4. إلى أيّ مدى يجب أن يعود تاريخ السيرة الذاتية؟
سؤالٌ عامٌّ: كم يجب أن يكون مدى التّغطية الزّمنيّة في السيرة الذاتية؟ هل يجب أن أدرج كلّ وظيفةٍ شغلتها منذ بداياتي، أم أنّه يفضّل مسؤولو التّوظيف فترةً معيّنةً فقط؟
أنا حاليّاً أبحث عن تغييرٍ مهنيٍّ، وبعض الوظائف الّتي شغلتها منذ سنين كانت في منظّماتٍ تعمل على قضايا حسّاسةٍ قد تثير الجدل. إذا حذفت تلك الوظائف القديمة، وركّزت على خبراتي الأحدث، هل يبدو ذلك مناسباً، أم قد يعتبر غريباً؟
ردّ أليسون جرين
كقاعدةٍ عامّةٍ، يكفي أن تغطّي سيرتك الذّاتيّة فترةً من 10 إلى 15 سنةً. من النّادر أن تضيف الوظائف الأقدم من ذلك قيمةً أكبر من الخبرات الحديثة. في الواقع، غالباً ما تكون السّيرة أقوى إذا اقتصرت على هذه المدّة؛ لأنّ إضافة الوظائف القديمة يعني مزيداً من النّصوص الّتي قد تضعف التّركيز على الأدوار الأهمّ والأحدث.
وتذكّر أنّ مسؤولي التّوظيف عادةً ما يلقون نظرةً سريعةً -ربّما دقيقةً أو أقلّ- لذلك كلّما كانت السّيرة مركّزةً، زادت فاعليّتها. (عادةً تحتوي سيرةٌ ذاتيّةٌ من صفحتين بحجم خطٍّ ومعدّل تنسيقٍ معقولٍ على حوالي 600 كلمةٍ، وهذا كافٍ تماماً).
ومع ذلك، هناك استثناءاتٌ؛ فإن كنت في وظيفتك الحاليّة منذ أكثر من 10 أو 15 سنةً، ستحتاج لإدراج وظيفةٍ سابقةٍ على الأقلّ لكي لا تظهر كأنّك شغلت وظيفةً واحدةً فقط أو إذا كان لديك إنجازٌ بارزٌ منذ زمنٍ بعيدٍ، فقد يكون من المفيد ذكره. ولكن في معظم الحالات، الحدّ المثاليّ هو ما بين 10 إلى 15 سنةً، ويتحدّد موقعها حسب عدد الوظائف الّتي ستدرج وجودتها.