كيف تتغلب على قلق التحدث أمام جمهور باستخدام الضغط الإيجابي؟
التدرّب الجيّد، يمكن أن يحوّل التوتّر إلى فرصةٍ للتّميّز
يشير الخبراء إلى أهمّيّة التدرّب تحت الضّغط الإيجابيّ كوسيلةٍ فعّالةٍ للتغلّب على القلق الذي يصاحب التحدّث أمام الجمهور. وفقاً لرأي كارمين جالو، أستاذٍ في جامعة هارفارد، ومتحدّثٍ رئيسيٍّ، ومؤلّف كتاب "مخطّط بيزوس" (The Bezos Blueprint)، يمكن أن يؤدّي الضّغط الإيجابيّ إلى تحسين الأداء العامّ للشخص، حيث يعزّز من ثّقته، ويخفّف من الأعراض الجسديّة المصاحبة للقلق، مثل تعرّق اليدين وتسارع ضربات القلب.
كيف يساعد الضّغط الإيجابيّ على تقديم عرضٍ مميزٍ؟
أوضح جالو تجربته الشخصيّة في تقديم عرضٍ تقديميٍّ أمام موظّفي "مايكروسوفت" (Microsoft) وكبار مسؤوليها. وقبل الحدث، تمّ منحه الفرصة للتدرّب في الليّلة السابقة، وهو ما يعتبره شكلاً من "الضّغط الإيجابيّ". ساعده ذلك على التكيّف مع الظّروف المحيطة وتحسين أدائه في اليوم التالي. ومن خلال هذا التّحضير المسبق، اكتسب جالو قدرةً أكبر على التّعامل مع التّحدّيات التي واجهها خلال العرض، مثل متطلّبات فريق التّصوير وتحديد الأماكن المناسبة للوقوف والتحرّك.
ويشير جالو إلى أنّ التدرّب تحت ضغوطٍ محدودةٍ يساعد الشخص على التكيّف مع ظروف الضّغط العاليّة في الواقع، ممّا يقلّل من التوتّر عند مواجهة الجمهور. كما يوصي الخبراء بزيادة الضّغط أثناء التّدريبات، لأنّ ذلك يعزّز من قدرة الفرد على مواجهة التوتّر الحقيقيّ. وتثبت الأبحاث المتعلّقة بالأداء الأمثل أنّ الأشخاص الذين يتعرّضون لضغطٍ معتدلٍ أثناء التّحضير، يتمكّنون من أداءٍ أفضل في الظّروف الحقيقيّة.
وتؤكّد الدّراسات أنّ التّدريب في ظروفٍ مماثلةٍ للعرض الحقيقيّ يقلّل من التوتّر بشكلٍ كبيرٍ. فعلى سبيل المثال، تدرّب جالو في الغرفة ذاتها التي سيقدّم فيها عرضه أمام موظّفي مايكروسوفت، ممّا ساعده على التّعوّد على بيئة العمل. كما اكتشف بعض التّفاصيل المهمّة، مثل موقع الكاميرات، ومواضع الوقوف المناسبة، وحتّى ضبط مستوى الصوت. فكلّ هذه العناصر ساهمت في تعزيز ثّقته بنفسه خلال الحدث الفعليّ.
إضافةً إلى ذلك، ينصح بالتّدريب أمام الجمهور قبل الحدث الكبير، حتّى لو كان الجمهور مجموعةً صغيرةً من الزّملاء أو الأصدقاء. يساعد هذا النوع من التدرّب على تعويد الفرد على تلقّي الملاحظات، وتعزيز ثّقته في أدائه أمام النّاس. كما أنّ إضافة بعض الضّغط الإيجابيّ خلال التّدريبات يجعل الفرد يشعر بمزيدٍ من الرّاحة والثّقة خلال العرض الحقيقيّ.
تتمثّل الفكرة الرئيسيّة في أنّ القلق من التحدّث أمام الجمهور يمكن التغلّب عليه بالتدريب الجيّد والتحضير تحت الضّغط. كلّما زاد التّدريب تحت ضغطٍ خفيفٍ، كلّما أصبحت الظّروف الحقيقيّة أقلّ توتّراً وأكثر قابليّةً للإدارة. والنّتيجة، أنّ المتحدّث سيستمتع بالعرض، وإذا استمتع هو، فإنّ الجمهور سيستمتع أيضاً.